لبنان: حركة السوق شبه معدومة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جولة على الأسواق التجارية قبل الأعياد
حركة السوق شبه معدومة ومطالبة بأبعاد السياسة عنها
ريما زهار من بيروت: تجتمع الأعياد مرة أخرى في لبنان، إذ يصادف عيد الشعانين بعد عيد المولد النبوي الشريف، ورغم كل ذلك تبقى السياسة تفرق بين اللبنانيين، وتؤثر سلبيًا على حركة الأسواق التي تشتاق إلى عودة زبائنها كما في السابق، إذا تبقى معظمها فارغة وبحاجة إلى الحياة تبد فيها من جديد.
إيلاف جالت على بعض أسواق لبنان وعادت بالآتي:
يعتبر أنطوان عبود رئيس جمعية تجار الحدث أن هناك بعض الإقبال على السوق بالنسبة إلى الألبسة، ولكن سائر الكماليات الإقبال خفيف، والناس يترقبون الوضع السياسي، والعام الماضي كان الإقبال أفضل مقارنة بهذا العام، ونتأمل أن تتحسن الحالة، والوضع السياسي يشكل دورًا كبيرًا في عدم الإقبال، كذلك الوضع الإقتصادي، وتحدث عن غلاء في الأسعار بلغ الـ 20 أو الـ 25% عالميًا، والأمر إنعكس على أسعار السلع، فضلاً عن أن المعاشات لم ترتفع، فالحد الأدنى 300 ألف ليرة لبنانية، فكيف لمن يقبض هذا المعاش أن يدير أموره.
ويتابع: "كنا ننوي القيام بمشروع عبارة عن جائزة كبيرة لتحفيز السوق، لكننا لم نستطع، لأن المحلات لم تتجاوب معنا لدفع ثمن البطاقات، وعرضنا هذه الفكرة التي لاقت ترحيبًا من بعضهم وبعضهم الآخر رفضها، والجميع خائفون ويترقبون كيف ستحل القضية السياسية في لبنان.
ويضيف: "سوق الحدث أصبح مقصودًا ولدينا سوق مهم جدًا يحتوي على كل البضائع، والزحمة تلاحظ فيه بعد الظهر لأن قبل الظهر الناس في أعمالها.
وفي عيد الأمهات تحرك السوق خلال يومين ثم عاد ليهمد، وبإنتظار ما سيجري على الساحة السياسية لعودة الناس إلى الأسواق.
الحازمية
رئيس جمعية تجار الحازمية جوزف الخوري يؤكد أن حركة السوق لا تزال كما هي، وهو يحاول تحريكها من خلال عروضات وأسعار لكن الأمر لا يؤثر إيجابًا، والسبب برأيه السياسة المتأزمة في لبنان، والناس في آخر الشهر لا يملكون لدفع الكماليات بل فقط ما هو ضروري، ويؤكد أن الحازمية لا تملك سوقًا كبيرًا كسائر الإسواق بل فقط محلات وبعض الشوارع، وهذه المحلات تتكل على زبائنها الخاصين، وتم إستيراد البضائع الجديدة هذا العام لكنها لن تصرف كلها.
مار الياس
رئيس جمعية تجار مار الياس عدنان فاكهاني يعتبر أن الحركة الإقتصادية والتجارية متوقفة جدًا، ومأسوية ولا يوجد مؤشر أو فرحة عيد، والتجار اليوم عندهم موسم كارثي، خصوصًا تجار الألبسة، ومن يشتغل فقط هم بشكل متواضع ألبسة الأولاد، مع فرحة العيد.
حتى هناك موضوع ومشكلة نواجهها في الأسواق بين التجار، لأن كل واحد يريدأن يبيع بضائعه بأي ثمن ونرى أنها تباع أقل من رأسمالها بـ 30 أو 40% الأمر الذي يخلق مشاكل بين التجار، وكجمعية نضطر أن نكون حكمًا بين التجار، وهي مشكلة تضاف إليها مشكلة البنوك التي تطالب التجار بمستحقاتها، والبضائع التي إشتراها التجار لم يستطيعوا أن يفوا حقها، ولديهم مشكلة مع تجار الجملة أو الشركات في الخارج، وبالحقيقة هناك مأزق كبير جدًا يمر به التاجر اللبناني اليوم، ونقول إنه خلال الحرب هناك أشخاص قتلوا ونعتبرهم شهداءنا ولكن اليوم هناك العدد من التجار الذين يموتون بسكتات قلبية ومعظم التجار يعيشون على الأدوية المهدئة.
ويضيف فاكهاني: "خلال عيد الميلاد ورأس السنة والأضحى المبارك قمنا بمهرجانات للتعبير عن إرادة الحياة في لبنان، ولكن اليوم نفسية التجار متعبة جدًا.
ويعود الأمر إلى التجاذب السياسي الذي يدمر الإقتصاد، واليوم نجتمع كهيئات إقتصاد من أجل حلولها، لكنها ليست عندنا بل عند السياسيين، فهي التي تطيح بالإقتصاد اللبناني والسياحة في لبنان، أي سائح اليوم سيأتي إلى لبنان؟ فالسائح العربي هو الذي يشغّل الفندق والتاكسي والمحلات والمطاعم، وهذه العجلة متوقفة.
فالباب الأساسي لرزقتنا هو السياحة، فالسياحة والتسوق مرتبطان".
وعندما يكون الوضع سيئًا فعلى الجميع، والعكس صحيح، ومار الياس من أوائل الشوارع التي تتأثر فعندنا 370 مؤسسة تقريبًا والأسعار مدروسة فيها والوضع المأسوي شامل لكل المناطق.
والمواطن اليوم لديه أولويات من أقساط مدرسة أولاده والإيجار والمأكل والأدوية، والألبسة أصبحت كماليات. ونتأمل أن تتوقف التجاذبات السياسية ويبقى الإقتصاد بعيدًا عن السياسة ويكون الإختلاف السياسي من ضمن مؤسسات الدولة وليس في الشارع وعلى العلن.
*تصوير ريما زهار