أخبار خاصة

حرب على الأبواب في الشرق الأوسط

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


إيلي الحاج من بيروت : ماذا ينتظر منطقة الشرق الأوسط في الصيف الآتي؟ ولماذا يزداد الحديث عن حروب فيها تجعله فصلاً حاراً بل ساخناً جداً؟ وما طبيعة هذه الحروب المحتملة؟ والأهم : أين ؟

تبرز من جهة، في محاولات الإجابة، ملامح مشروع ضربة عسكرية اميركية ضد ايران على خلفية الصراع الحاد حول الملفين العراقي والنووي، وبهدف استرداد الولايات المتحدة زمام المبادرة في المنطقة.

ومن جهة تبرز احتمالات حرب اسرائيلية ضد لبنان و"حزب الله" تحديدا يمكن ان يتوسع مسرحها ليشمل جبهة الجولان في حال استمرت سورية في دعمها العسكري والمادي المتعدد الشكل لهذا الحزب، وفي حال وافقت اسرائيل على نظرية ادارة الرئيس جورج بوش ولم تعد مهتمة ببقاء النظام السوري الحالي خشية ان يكون البديل منه حكم "الإخوان المسلمين". وتكون هذه الحرب في حال وقوعها بمثابة "حرب ثأرية" وحرب رد الاعتبار لاسرائيل، جيشا وصورة وقدرة ردعية ومصداقية سياسية وعسكرية، بعدما أدت حرب الصيف الماضي الى إلحاق ضرر استراتيجي بها والى اهتزاز عنيف في المؤسستين السياسية والعسكرية.

في لبنان، يكرر أحد أقطاب ١٤ آذار/ مارس رئيس" اللقاء الديمقراطي "النائب وليد جنبلاط، المرة تلو الأخرى، التنبيه والتحذير من "حرب جديدة قد تحصل خلال الصيف على لبنان". ويقول: "أصبحنا على مشارف "صيف واعد" من خلال حرب جديدة لا سمح الله قد تأتي وتحول لبنان مجددا مسرحا لحروب الآخرين على أرضه".
ويلمح جنبلاط بوضوح الى دور "حزب الله" ويحمّله مسبقا مسؤولية أي حرب جديدة عندما يقول :"مزارع شبعا ذريعة للاستمرار والإتيان بمزيد من السلاح والصواريخ والقيام بمغامرات على حساب الدولة اللبنانية والاستقرار اللبناني والاقتصاد اللبناني".

وفي اسرائيل جرت مناورات عسكرية غير مسبوقة ل "الجبهة الداخلية" وعلى الجبهة الشمالية مع سورية ولبنان، وخرج رئيس الأركان اللواء غابي أشكنازي،ليعلن ان الوضع في لبنان "حساس وغير مستقر، ومؤهل للتدهور" متعهدا ألا يتكرر في فترة ولايته "وضع لا يكون واضحا فيه من انتصر ومن خسر، كما حصل في الحرب الأخيرة". ويكشف أشكنازي عن تعزيز قواته في الجولان السوري المحتل "بسبب عدم معرفتنا بكل ما يجري في الهضبة. فنحن لن نسمح بأن يحدث ثانية ما حدث في حرب لبنان الثانية"، مشددا على ان جيشه سيمضي أغلب وقته في الاستعداد للحرب" .

ويلاقيه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية اللواء عاموس يدلين قائلاً إن سورية وايران و"حزب الله" يستعدون لاحتمال نشوب حرب الصيف المقبل التي تبادر الولايات المتحدة الى شنها. ويؤكد ان ldquo;استعداداتهم دفاعية لحرب وفقا لمنظورنا، وانهم يتخوفون عمليا من حرب يبادر اليها الاميركيون لأنهم يدرآون انه قد يكون هناك هجوم على ايران في الصيف، ولكن ليس من اسرائيل". ويشير الى ان الحزب الشيعي في لبنان يحافظ على وقف اطلاق النار" لأنه لا ينوي الإنخراط في جولة ثانية من النزاع بعد حرب تموز الماضي، وهو منشغل في ترميم نفسه ويسرع بناء قوته لأنه هو أيضا، مثل السوريين، يستعد للحرب في الصيف".

كلام سعودي لإيران؟

في المملكة السعودية، وفي تسريب متأخر لما دار في القمة السعودية- الايرانية،تم الكشف عما سمعه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الرياض الشهر الماضي، وفيه تحذير من الاستخفاف بالتهديد الاميركي بتوجيه ضربة عسكرية الى ايران بسبب رفضها وقف تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم. ونقلت مجلة "نيوزويك" عن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قول الملك عبدالله بن عبد العزيز لنجاد: "لماذا تجازفون بذلك وتلحقون الأذى ببلادكم؟ لماذا أنتم مستعجلون على تخصيب اليورانيوم، ولماذا تتدخلون في الشؤون العربية؟".

وفي ايران، حذر رئيس هيئة الأركان في الجيش الجنرال حسن فيروز أبادي الدول العربية المجاورة لإسرائيل وقادة هذه الدول بأنهم يواجهون تهديدا خطرا من "هجوم انتحاري صهيوني هذا الصيف يبدأ من لبنان وسورية ويمتد الى الاردن ومصر والسعودية".

وفي روسيا، صرح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الروسية أن المخاوف من تطور عسكري ضد ايران لا يستند الى أسس نظرية فحسب، بل كذلك الى تحليل التطورات، خصوصا الحشد الاميركي المستمر والنشاط العسكري في المنطقة. ولفت الى ان "إيران ليست العراق، واندلاع مواجهة عسكرية معها يفجر الوضع في المنطقة".

وكانت وكالة أنباء "نوفوستي" نقلت عن مصدر رفيع المستوى في موسكو قوله ان الاستخبارات العسكرية الروسية تلقت أخيرا معلومات عن تزايد نشاط القوات الاميركية قرب الحدود الايرانية ، وأن المعطيات المتوافرة تفيد بتحضيرات لشن عملية جوية او برية ضد إيران "تتيح اخضاعها بأقل خسائر ممكنة"، في حين أعلن الخبير العسكري الروسي ليونيد ايفاشوف ان واشنطن أجرت أخيرا تجارب ناجحة على قنبلة جديدة مخصصة لتدمير المنشآت المحصنة، بدأ العمل لصنعها عام ٢٠٠٤.

وتذكر تقارير ومعلومات دبلوماسية اوروبية ان الادارة الاميركية رغم استمرارها في اشاعة أجواء غموض تجاه استراتيجيتها في العراق والمنطقة، توصلت الى اقتناع بأن مطلب "تغيير السلوك" مع سورية وايران لن يقود الى أية نتيجة، وبالتالي إن أفضل وسيلة لتغيير سلوك النظامين في طهران ودمشق هو تغييرهما.
وتعزز هذه المقولة تقارير اميركية حديثة مفاها أن واشنطن أدركت بعد المحاولات الكثيرة والمفاوضات والاتصالات المباشرة وغير المباشرة ان النظام الحالي في طهران لن يتخلى عن تخصيب اليورانيوم والسعي إلى امتلاك التكنولوجيا العسكرية، وان النظام السوري في دمشق لن يتخلى عن المطالبة باستعادة نفوذه في لبنان ودعم منظمات"حزب الله "و"حماس" و"الجهاد" وتوثيق تحالفه الاستراتيجي مع طهران.

في ضوء هذه القراءة توصلت الادارة الاميركية الى اقتناع بعدم جدوى الحوار مع كل من طهران ودمشق، فيما تشير مصادر أخرى الى ان واشنطن تعلن رغبتها في الحوار لأسباب سياسية ودبلوماسية للإيحاء أنها جربت كل الوسائل السلمية الممكنة قبل اتخاذ قرار الحسم العسكري.

ويبدو حسب آخر المعلومات ان خطة الحسم العسكري التي أعدت قد دخلت آخر مراحل العد العكسي الذي يتوقع وصوله الى ساعة الصفر في حزيران/ يونيو المقبل، الا اذا حصلت حادثة مفاجئة في مياه الخليج او في العراق عجلت في اشعال الحرب.

حسابات إسرائيل

وقبل أيام بلغت اسرائيل الحد الأقصى في استعدادها للحرب "الأسوأ"، عندما نظمت أضخم تمرينات عسكرية ودفاع مدني لمواجهة "حرب على كل الجبهات" ضد الفلسطينيين وحزب الله وسورية وايران، وكان لافتا ان السيناريو الأبرز الذي يواجهه الاسرائيليون هو تعرض تل أبيب للقصف الصاروخي. وفي حين حاول بعض المراقبين القول ان خلفية هذه التمارين هي نفسية- سياسية وترمي الى طمأنة الشعب الاسرائيلي، واعادة ثقته بقدرة جيشه على حمايته، تشير مصادر مطلعة الى ان المناورات العسكرية هي استعدادات للحرب التي يعد لها الاسرائيليون والأميركيون في الأشهر المقبلة.

ويصل بعض التقارير إلى حد اندلاع الحرب قبل الصيف ربما، وألا تكون حرب اسرائيل ضد ايران، بل ضد "حزب الله" وسورية معاً هذه المرة، مما يعني أن معاودة حرب لبنان التي توقفت في منتصف آب / أغسطس الماضي بتعزيز قوة "اليونيفيل" والقرار ١٧٠١ لا تزال مشروعا قائما في تل أبيب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف