أزمة حول مبايعة الدولة الإسلامية بالعراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وسيم الدندشي من الرياض: جدل عميق ظهر للسطح خلال الأيام القليلة الماضية، بدءه أستاذ الثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت ، وخطيب مسجد ضاحية الصباحية حامد العلي بعدما أصدر بياناً عن من لا يبايع دولة العراق الإسلامية، التي أعلنتها القاعدة في مدينة الأنبار السنية، حيث طالبها العلي بحلّ الدولة، والتحول إلى فصيل "جهادي" كبقية الفصائل، معتبراً أن هذه الدولة قد تعود على الجهاد بالضرر. الفتوى سببت قلقاً كبيراً بين الجهاديين في المنتديات، ولاقت ردود أفعال معارضة لها، ووصف الشيخ العليبالجهل بواقع العراق، وعدم الاستماع إلى طرف القضية الأساس (تنظيم القاعدة). حيث أصدرت الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية بياناً لبكر بن سليم الكناني عضو الجبهة يبين فيها موقفها من فتوى الدكتور حامد، ذكر أن هذه الفتوى صدرت من علم معروف بالعلم والنصرة للجهاد وأهله، ولذلك فإن " هذه الفتوى هي من كبار الفتن التي نزلت بالجهاد في العراق في هذه المرحلة الدقيقة منه" ، و"أن توقيت هذه الفتوى من شأنه أن يصيرها سلاحًا يحارَب به المجاهدون ويُضرَب به الجهاد، والأولى بمثل هذه الفتاوى أن تصل إلى المجاهدين سِرّاً". ثم هي أي الجبهةوجهت كلمة لأنصار ـ الجهاد ـ بوجوب حفظ مكانة الشيخ حامد العلي وعدم التعدي عليه بالقول والاقتداء بأبي مصعب الزرقاوي وموقفه من الشيخ أبي محمد المقدسي حيث قالت "فالله الله في الشيخ يا أهل الجهاد وأنصاره، وليكن في موقف أبي مصعب في فتنة لقاء الشيخ المقدسي مع "الجزيرة" ومقاله السابق لها مثلا يُحتذى ، فاحفظوا له مقامه وفضله، وبينوا الغلط بلا تعدٍ أو شطط، عسى الله أن يجمع الكلمة ويوحد الصف ويطفئ الفتنة قبل تأججها ". الجيش الإسلامي أيضا من جهته أصدر الجيش الإسلامي في العراق وهو الذي عرف بمخالفته لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في كثير من الأمور التي ترتكبها القاعدة، بعد مقال الحامد بيوم واحد بياناً شديد اللهجة ضد تنظيم القاعدة، وصفه فيها بالتشدد والغلو، واتهمه بقتل ثلاثين من أفراده، وبعض الأفراد من بقية الفصائل كأنصار السنة، وثورة العشرين، واتهمها فيه بقتل حارث الضاري القيادي في ثورة العشرين، وأن المواجهات بين التنظيم وثورة العشرين ما زالت في أبو غريب، ولكن بشكل متقطع. وبرر الجيش الإسلامي سكوته الفترة الماضية حرصاً على ثمرة الجهاد، وصبراً على أذى التنظيم، ثم برر إخراج بيانه للعلن "أنه لما رأى سكوت أهل العلم عن بيان الحق آثر أن يصدر هذا البيان" . الخلاف القديم والخلافات بين الجيش الإسلامي والقاعدة قديمة جداً، بل حاولت قيادات الجيش الإسلامي استصدار فتوى ضد تنظيم القاعدة من قِبل بعض الدعاة في السعودية، لكنهم واجهوا موقفاً حازماً، وكانوا يواجهون من قبل أولئك المشايخ بعبارات مثل " نحن نجمع أهل السنة ولا نفرقهم " ، وربما المبرر لدى أولئك المشايخ في الامتناع ليس حباً في تنظيم القاعدة، بقدر ما هو طلباً للتثبت وعدم وجود طرف القضية الآخر (المدعى عليه) وهو تنظيم القاعدة للتأكد من صدقية ما ينقل عنهم، وحرصاً على عدم تأجيج الخلافات بين التنظيمات الجهادية هناك. عطية الله .. يدخل المعركة وبادر عطية الله الليبي ضابط اتصال القاعدة خصوصاً بين القاعدة في العراق ومركزها في أفغانستان، المحسوب على القاعدة منهجياً، والمطلوب للإدارة الأمريكية بخمسة ملايين دولار، عبر مقال نشر في منتدى الحسبة، وهو المنتدى الجهادي الأكثر موثوقية على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) لدى أفراد القاعدة بالرد على بيان الجيش الإسلامي، فقال" لا أدري عن جهود الإخوة في الجيش الإسلامي لـ "إسداء النصح الواجب" والإصلاح، ولكن الذي أعلمه أن اتصالاتهم بإخواننا في القاعدة وفي دولة العراق الإسلامية قليلة جدا في هذا الصدد في العراق". وأضاف كاشفا عن معلوماته عن محاولات قام بها أفراد مقربون من الجيش الإسلامي لمواجهة أفراد القاعدة في العراق، قائلا" وأما خارج العراق حيث القاعدة الأصل، فلم أعلم أنهم اتصلوا بهم أو كتبوا، وقد عرفت من الشيخ أبي يحيى وغيره أنهم ليس عندهم شيء من هذا، فلا أدري أين السعي للإصلاح وإسداء النصح؟. في حين أننا قد علمنا ما كان يمارسه الإخوة من قيادات ومندوبي الجيش الإسلامي على الأقل منذ شهر رمضان الفائت ثم في موسم الحج وما بعده إلى الأيام الأخيرة، من جهود واتصالات مكثفة بالمشايخ في الأقطار وبالمحسنين المتبرّعين وبسائر أعيان الناس، للتنفير من إخواننا (القاعدة والدولة) وتشويه صورتهم بحملة شديدة من الاتهامات غير المحققة، والتي جزء كبيرٌ منها كذب وبهتان من أصله، وروايات باطلة، وبعضها له أصلٌ لكنه محرّف مزيد في روايته ومنقوص منه".