أخبار خاصة

الأمير بندر يروي تجارب الطائرين والطائرات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سلطان القحطاني من الرياض: في مكتبه المجاور لناطحة السحاب الأولى في العاصمة الرياض، يجلس الأمير بندر بن خالد الفيصل رئيس مجلس إدارة شركة طيران "سما" حديثة الولادة، وأمارات التفاؤل تشع من تقاسيم وجهه بشكل لا يخفى على الناظر، فيما طائرات "سما" تحلق في الأجواء، بعد فوز الشركة التي تضمه مع 30 مستثمرًا، برخصة الطيران المدني التي طرحت عبر منافسة مفتوحة في المملكة، في إطار خطوات الدولة لخصخصة القطاع العام. والأمير بندر بن خالد الفيصل، الذي يعد الابن الأكبر لحاكم منطقة عسير في جنوب البلاد، هو طيار محترف سبق وأن حصل على 1000 ساعة طيران خلال تدريباته على هذا النشاط في الولايات المتحدة الأميركية، وطالما كان رفيقًا للسماوات العُلى برفقة صديقة وابن عم والده الأمير سلطان بن سلمان، الذي أسس أول ناد للطيران في المملكة العربية السعودية، ويقع مركزه في البناية ذاتها التي يقع فيها مكتب الأمير بندر، فيما يمكن أن يعتبر "صدفة متعمدة". وحينما يحدثك الأمير المستضاف عن الأيام الخوالي في ميعة الهواية وشرخ الشباب والأشخاص اللصيقين به في هذا النشاط السماوي الذي تعلق به بكل جوارحه منذ سنوات طويلة، فإن اسم الأمير سلطان بن سلمان يأتي في رأس القائمة فورًاحين يتعلق الأمر بالحديث عن شركائه في الهواية من أعضاء الأسرة الملكية التي تحكم المملكة العربية السعودية منذ ثلاثة قرون. وخلال حديثه المطوّل مع "إيلاف"، الذي تم خلال ساعات النهار الباكرة، كان الأمير بندر، الذي ينحدر من سلالة ثالث ملوك الدولة السعودية الثالثة، يلتقط دقائق معدودة من الحوار كي يتسنى له الرد على مكالمات العمل الخاطفة التي تتم عبر الهاتف الموضوع على غير مبعدة عنه، أو يقوم بتوقيع الأوراق مع والده الأمير خالد الفيصل المتواجدة على سطح مكتبه المصنوع من العاج، في ظل إقتراب لحظات العد التنازلي لبدء تشغيل الرحلات. وإذا لم يسبق لكم الإلتقاء بالأمير بندر بن خالد الفيصل فإنكم سوف تلاحظون أنه أطول قامة مما تظنون، إذ إنه غالبًا ما تفشل الشاشات الفضية في نقل التفاصيل الخارجية للأشخاص وأصحاب النفوذ في البلاد بطريقة دقيقة. ولعل المشاهد لمكتب الأمير الثلاثيني يلحظ مقدار ولعه الشديد بالطيران وفروعه المتصلة به، إذ إنه ما بين الفينة والأخرى تنقل شاشة التوقف الخاصة بكمبيوتره المحمول ذي اللون الفضي الباهر - الذي وُضع على جانبه الأيمن - عدة صور لطائرات مختلفة الحجم والنوع، فيما يبدو أنه إستعداد لتكون صور طائراته المقبلة في الشاشة ذاتها يومًا ما. وعلاوة على كل ما سبق من الطيران وشجونه، فإن الأمير بندر هو أيضًا رئيس مجلس إدارة مؤسسة عسير للطباعة والنشر التي تصدر عنها آخر عنقود الصحف اليومية في المملكة، وهي صحيفة الوطن الثامنة في البلاد، والتي أحدثت عقب صدورها ثورة ناعمة في الوسط الصحافي السعودي مما أسهم إلى حد كبير في رفع هامش الحرية داخليًا، وإجبار الصحف الأخرى التي لم تجد من ينافسها إلى إعادة خططها المستقبلية. وكان قد وصفه تقرير للجنة حماية الصحافيين الدولية التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها، بأنه أمير ليبرالي التفكير من خلال موقعة على رأس مجلس إدارة صحيفة الوطن السعودية، في إطار تقريرها الفاحص التشخيصي لوضع الصحافة في المملكة، رغم أنه فلسف بدبلوماسية مسببات إطلاق هذا الوصف خلال إجابته على أحد الأسئلة داخل جوف الحوار، لأنه يرى أن العديد من النعوت التي يتم إطلاقها على الأشخاص ليست بتلك الدقة المطلوبة. والأمير بندر بن خالد الفيصل هو مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أعمال التثمير المحدودة منذ العام 1995، حيث عمل خلال سنوات مضت على تطوير الشركة وتنويع إستثماراتها في مجالات عديدة، كما أنّه يرأس مجلس إدارة مؤسسة عسير للصّحافة والنّشر، النّاشرة لصحيفة الوطن السعودية، حيث استطاع تحويل هذه المؤسسة إلى مؤسسة ربحية خلال سنة واحدة فقط، كما أنه المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة سما للطيران، وأيضًا هو عضو مجلس إدارة الدّار العربية للطباعة والنشّر، إضافة إلى أنه عضو مجلس إدارة هارفي نيكلز، وهو العضو المنتدب لنادي الطّيران السّعودي. وله مساهمات كثيرة في المجالات المختلفة منها الوطنية، والتجارية، والخيرية، والفكرية، والاجتماعية فهو على سبيل المثال لا الحصر نائب رئيس لجنة التّنشيط السّياحي لمنطقة عسير، وعضو مجلس الأمناء في مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وعضو مجلس الأمناء في مؤسسة الفكر العربي، والمشرف العام على المؤتمر السّنوي العام لمؤسسة الفكر العربي، حيث يدير فريق عمل متخصص لتطوير آليات المؤتمر، وإظهاره بصورة مشرفة، وهو يسعى من خلال هذا المؤتمر للتأثير الإيجابي في المجتمع العربي بشكل فعّال وبنّاء، إضافة إلى نشره عربيًا وعالميًا. وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسب الآلي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظّهران سنة 1988، وبعد قضاء فترة تدريبية في العمل، حصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال الدّولية من كلية فلتشر القابعة على أراض مدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية، كما حضر عدة دورات في مجال الإدارة التنفيذية، ولديه ما يفوق 1000 ساعة طيران. سما الطائرة... "عن الفكرة في طور الولادة"

حين أعلن ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز عن البدء في عملية خصخصة القطاع العام عبر عدة خطوات منها إتاحة رخصتين للطيران من القطاع الخاص لمعت الفكرة في ذهن الأمير الشاب بندر بن خالد الفيصل بغية الإستفادة من هذه الخطوة من ناحية إقتصادية وخدماتيه لمواطني البلاد الذين كانوا لأكثر من نصف قرن يعتمدون على ناقل جوي واحد.

وعن تلك الفترةيقول الأمير بندر في حواره مع "إيلاف" عن لحظات بداية فكرته في إنشاء شركة "سما" : "الفكرة بدأت عندما أعلن من قبل سيدي سمو ولي العهد قبل سنتين، عن توجه لدى الدولة لفتح باب المنافسة في النقل الجوي من ركاب وشحن وما إلى ذلك، ومن سنوات وأنا مرتبط إرتباطًا كبيرًا بمجال الطيران، وعندي إهتمام كبير، فحرصت على تحضير نفسي لطرح فكرة إنشاء شركة في هذا المجال، وحينما أعلن فتح الباب لإستقبال العروض من قبل الشركات، حينها كنا جاهزين لتقديم عرض تحت مسمى (الطيران الإقتصادي)، وكما تعلم أن الطيران به عدة أنواع ، فمنه الإستئجار، والطيران المعتاد مثل الخطوط السعودية، والإماراتية، والبريطانية، ويوجد أيضًا الطيران الإقتصادي". ولكن لماذا الطيران الإقتصادي؟ يجيب الأمير قائلاً: "السبب في تركيزنا على الطيران الإقتصادي أنه غير موجود في المملكة العربية السعودية، فنحن سنطلق خدمة غير موجودة لكي يكون لها قيمة أكثر في السوق من ناحية التنوع، أيضًا إن الطيران الاقتصادي ناجح إلى درجة كبيرة في مختلف أنحاء العالم، بصرف النظر عن الثقافة، والحالة الإجتماعية، والدخل، والعادات الاجتماعية، وماإلىذلك، وهي أولاً نجحت في شمال أميركا. وانتقلت بعدها إلى أوروبا ونجحت أيضًا، والآن نجد شركات الطيران الإقتصادي في أفريقيا، وآسيا، وأميركا الجنوبية، وجميعها ناجحة على إختلاف الثقافات، وعلى اختلاف الأوضاع الاقتصادية للدول التي تعمل فيها لأنها أثبتت أنها معادلة ناجحة، وتستطيع النمو في السوق التي تعمل فيها، فركزت على هذا التوجه، وهذه كانت إنطلاقة الفكرة". ويضيف قائلاً : "لقد بحثت عن مستثمرين داخل المملكة العربية السعودية يشاركوني التوجه والرأي، فوجدت مجموعة لا بأس بها، فنحن ثلاثون جهة، المؤسسون لشركة"سما" للطيران من مختلف مناطق المملكة. وقد عرضت عليهم الفكرة وبرنامج العمل ، وبالطبع هناك أناس تحمسوا وأناس لم يتحمسوا، فمن تحمس ثلاثون مستثمرًا، وأسسنا الشركة". الإسم والمُسمِّي والمُسمّى .."السمو، الإرتفاع، العلو" وحين تطرقت في حواري معه إلى جمالية الاسم الذي وُصمت به الشركة الحديثة أبتسم بفخر وقال :"الاسم فعلاً جميل وله عدة معانـ ففي اللهجة المحلية ـ تأتي سما من السماء، لكن بمعناه اللغوي الصحيح هو من السمو والإرتفاع والعلو. وكان لدينا ثلاثة أو أربعة أسماء، وعندماكوّنا حلقات عمل ولجان بحث في مختلف مناطق المملكة، وعرضنا الأسماء على شرائح مختلفة، من رجال ونساء كبار وصغار في السن. ودائمًا ما كان الإختيار يقع على كلمة "سما"، لكننا من البداية ونحن ندرك أن المعنى في الاسم له إرتباط كبير بطبيعة العمل، وبما أنها شركة طيران فهو اسم سهل في النطق، ويأخذ بخيالك إلى أشياء كثيرة ، فالاسم يقوم بدور كبير، ونستطيع أن نأخذ الإسم ونستخرج منه أشياء كثيرة تنفعنا في النواحي التسويقية. مطبات ليست هوائية... " نحن ما زلنا في البداية"ويقول عن العقبات التي واجهت الشركة خلال مرحلة البدايات: " نحنلا نزال في بدايتنا، وبدء التشغيل إن شاء الله سيكون في الأسابيع القادمة، دائمًا الأيام الأولى هي حرجة وصعبة لأي شركة ولأي عمل،فتوجد الأشياء المعتادة التي تضطر أي شركة للتعامل معها في البداية لتطبيق خطة العمل كما هو مخطط لها، والتأكد من أن السوق والطلب الـذي في السوق يكون متطابقًا لما توقعته، هذه أشياء عامة، وهناك أشياء فنية طبعًا. بالنسبة إلينا في الشركة فلا بد أن يكون مستوى الجاهزية عاليًا، وكذلك مستوى السلامة، والتدريب، ولأنه مجال جديد في المملكة، حتى كوادر العمل فليس الأمير بندر حين التوقيع على شراء الطائرات ضروريًا أن تجد كل من تريدهم دخل المملكة، ولذلك نحن مضطرون للإستعانة بخبرات من مناطق مختلفة من العالم، والذين عن طريقهم نستطيع تدريب جيل كامل من المواطنين في المملكة العربية السعودية للمشاركة في هذا المجال... بمعنى أشياء بسيطة من إستقدام الخبرات اللازمة للمشروع، والحمد لله تخطينا هذه الأمور. وأجد واجبًا علي أن أذكر تجربتي الشخصية مع وزارة العمل مع الوزير فما دون، فقد كانت إيجابية ومعالي الوزير طلب مني خطة للخمس سنوات القادمة، بالنسبة إلى الوظائف والسعودة بشكل خاص، فقدمناها لهم وطلب مني أن أوقع تعهدًا بإلتزام الخطة فوقعت له بالإلتزام بهذه الخطة، لكن حقيقة تجربتنا معهم كانت ممتازة، وأيضًا من الأشياءالتي فاجأتني على المستوى الإدارة، بعيدًا عن النواحي الفنية الميكانيكية والصيانة من الطيارين والطاقم من المضيفين والمضيفات، فنسبة السعودة عندنا حوالى 70٪ بالضبط 71٪ والآن يتم تحضيرهم لإستلام وظائف قيادية في الشركة في الأربع سنوات القادمة". ويضيف: "أيضًا بالنسبة إلى التصريح الذي أعطي لنا هو بالسماح بخدمة كل المطارات الداخلية في المملكة من دون إستثناء من أي مكان في غضون سنتين، بعدها سوف ينظر لموضوع الرحلات الدولية، بناء على سياسة هيئة الطيران المدني في هذا المجال سيكون من تركيزنا في السنتين المقبلتين على خدمةأكبر نسبة من المطارات الداخلية". وزاد في قوله : "والتوسع سيتلاءم مع هذا التوجه، ولي أمل في هذه المدة لأنها ليس في مصلحتنا أبدًا أن نتأخر في الرحلات الدولية لأنها تمثل عنصرًا مهمًا في الدخل، ونستطيع من دخل الرحلات الدولية تغطية الخسائر في الرحلات الداخلية، أو مساعدتنا على الأقل في تحمل بعض التكاليف. ومن المعروف أن كثيرًا من الخطوط بين المناطق الأقل كثافة تكون خاسرة من50٪ فما أعلى، ولكننا ملزمون، لأن هيئة الطيران المدني فرضت علينا هذه الخدمة".ـ طبعاً جدواها قليلة؟في الحقيقة، هي معدومة الجدوى لأنك تعرف أن معظم حركة السفر في المملكة من وإلى جدة والرياض وبدرجة أقل الدمام، ويوجدأناس كثيرون من القريات يريدون الذهاب إلى الرياض أو جدة ولكن قليلاً من يريدون من القريات إلى حائل فعندما يفرض علينا هذا الخط أعرف أنه خاسر، ولكن هيئة الطيران المدني حريصة على أنها تحاول أن توفر للمواطن الخيارات المطروحة، حتى لو لم يكن على الطائرة إلا ثلاثة أشخاص فلا بد من أن تقوم الرحلة، وهذه شروط الرخصة وإن له إلتزام بهذه الشروط. ـ ما هو الحل إذًا؟ لو أعطينا في زمن مبكر رحلات دولية فإنها ستخفف عنا هذا العبء، وتساعدني على تغطية هذه الأشياء بشكل أسرع، لكن الآن ليس عندي دافع قوي أن أغطي هذه الخطوط إلا في آخر فترة قبل سنتين، لكن لو سمح لي بالطيران عبر الرحلات الدولية تستطيع من خلال الستشهور الأولى أن تخدم خطوط السير الخاسرة، والتي أعرف أنها خاسرة، ثم إني لا أريد أن أستعجل الخسارة على نفسي، فلماذا أزيدها في البداية؟ وفي الحقيقة إن المسؤولين في الهيئة العامة الطيران المدني مستعدون للتعاون وعمل ما هو في مصلحة الجميع. ـ هل تعتقدون أنكم قادرون على منافسة الخطوط السعودية؟من الأشياء التي بحثناها من البداية أثر الشركات الإقتصادية على الشركات المعتادة في مختلف أنحاء العالم فوجدنا دائمًا أنه ما كان هناك أثر سلبي بل إستطاعت الشركات أن تعطي خدمة متكاملة من درجة أولى وأفق وسياحية. وربما في بعض الأحيان نسبة أعلى مما كان في السابق على دخول الشركات الإقتصادية، لأن الشركات الإقتصادية ليس من الضروري أن تأخذ سوقًا من الشركات المنافسة لها، إنما في كثير من الأحيان تخلق سوقًا لم تكنموجودةً في السابق، فالشخص الذي كان بإمكانه السفر مرة في الشهر، الآن يمكنه السفر مرتين وثلاثًا، فهذه السوق لم تكن موجودة من قبل، فمكسبنا ليس بالضرورة أن نكون آخذين من غيرنا. ـ هل هناك خطة لطرح الشركة للإكتتاب لاحقًا؟هناك فكرة لطرح الشركة، فمجلس الإدارة سوف يدرس الطريقة المناسبة، وأنا لا أتصور أنها ستكون في أقل من سنتين لكن الموضوع مرتبط بوضع الأسواق المالية هنا في السعودية، ووضع الشركة. "عاشق السماوات العُلى" .. حديث سنارة السفر الأولى - لماذا لا نعود إلى الحديث عن بوادر الرحلة الأولى، والسنارة الأولى التي إصطادتك وجعلتك عاشقًا للطيران...؟الطيران إستهواني منذ صغري وأطير بصفة كاملةمنذ عشرين سنة بطائرات مختلفة، فأنا محظوظ كثيرًا لأنها أتيحت لي الفرصة لممارسة هذه الهواية، ومن ضمنها الإلتحاق بنادي الطيران السعودي هنا في المملكة، وبالمناسبة يتم إفتتاح أول مدرسة طيران يتم الإعلان عنها من قبل رئيس مجلس الإدارة الأمير سلطان بن سلمان قبل الصيف، وأنا سعيد جدًا لهذا التوجه، لأنه سيتيح الفرصة لكثير من شبابنا بالمملكة أنهم سيدخلون مجال الطيران، من جهة أخرى فإن هذه المدرسة ستعيننا هنا في "سما" للتوظيف. ـ إذاً سوف تفكر بقيادة رحلة للشركة طبعًا؟يجيب بعد إبتسامة طارئة : "لكي تقود طائرة في مجال النقل تحتاج إلى شهادة معينة، لا بد أن تصل إلى هذه الشهادة، وأنا إلى الآن شهادتي(رخصتي) هي طيران خاص لكن لا يسمح لي بالطيران بالطائرات التجارية، وأنا أفكر في الموضوع، لأنه يحتاج إلى دراسة وإلى تدريب أكثر. ـ كيف تتذكر أول رحلة قمت بها؟لحظة عظيمة طبعًا، إنك تبدأ بالطائرات الصغيرة بمحرك واحد وتحمل شخصين أو أربعة، فالطيران هوايتي والشعور بأنك تحلق في الأجواء وتنظر إلى الأرض بزاوية مختلفة، فالمناظر من أعلى من أروع ما يمكن، وأنا أحب الطيران بكل أنواعه، الطيران الشراعي، والإنزلاق، والطيران العام، والهليوكوبتر، فعندما أنتهي من الطيران وأنزل إلى الأرض أحس براحة نفسية كبيرة. ـ أعرف أن أول طائرة طرت بها كانت في أميريكا؟نعم صحيح، فأنا حصلت على الرخصة من أميركا وتعلمت الطيران هناك، وشهاداتي كلها من أميركا، والآن جئت إلى المملكة وعادلوها لي هنا. ـ عندما طرت أول مرة بمفردك هل أحسست بخوف؟الإحساس بالخوف شيءطبيعي لأول مرة تطير بمفردك،في البداية يصحبك المدرب، لكن عندما تجد نفسك لأول مرة أنك صانع القرار في الطائرة، ولو غلطت فلا يوجد من ينتبه لغلطتك فهذه كان فيها نوع من الرهبة لكن طبعًا تعدينا المرحلة هذه. ـ إذا ذكرت وذكر الطيران فلا بد أن نذكر صديقك الأمير سلطان بن سلمان... كيف هي علاقتكم في الهواية المشتركة؟الفضل في إنشاء نادي الطيران السعودي بالدرجة الأولى للأمير سلطان بن سلمان، وكما تعرف إنه طيار ماهر، فلديه أكثر من سبعة آلاف ساعة طيران كما أنه رائد فضاء، فكم شخصًا على الأرض نستطيع أن نقول إنه ذهب إلى الفضاء ورجع؟فهو من الأشخاص المحظوظين، كما أن معلوماته عن مجال الطيران عميقة جدًا، فكان لديه هاجس لإنشاء ناد للطيران، كما أعلم أن له محاولات كثيرة لإنشاء ناد والحمد لله تكلل بالنجاح مؤخرًا، وصدر التصريح من قبل مجلس الوزراء. ـ هل هنالك أشخاص آخرون من الأسرة الحاكمة لهم الهواية نفسها؟يوجد ولكن معظمهم طيارون في المجال العسكري ، فكثيرًا من أبناء أعمامي ومن أعمامي ومن أخوالي وأبناء أخوالي، فاثنان من أخوالي وأحد أعمامي القريبين طيارون في المجال الحربي، وكثير من أبناء أعمامي وأبناء أخوالي يقودون طائرات مقاتلة. وللحبر والورق نصيب... " لستُ أميرًا ليبراليًا"ـ ماذا عن تجربتك في مؤسسة عسير للصحافة، الناشر لصحيفة الوطن السعودية؟مجال الطيران قريب إلى نفسي ومن أكثر الأشياء التي أستمتع بها، لكن تجربتي في مؤسسة عسير للصحافة والنشر غيرت مجرى حياتي بالكامل، فمجال الصحافة أعتقد أنه في أي مكان في العالم مجال ممتع ومحبب في الوقت نفسه ولكن عندنا في المملكة أعتقد أن فيه حساسية ربما أكثر من غالبية مناطق العالم. فالصحافة تتيح لك فرصة للإطلاع على أشياء لم تكن ترد إلى خاطرك أو ذهنك. كما أني تعلمت شيئًا في مجال الصحافة أنه دائمًا يوجد شخص راض عنك، وآخر غاضب منك، فلا يمكن أن يرضى عنك كلهم أو يغضب منك كلهم، ولا يمكن أن تكون محايدًا، لا يوجد شيء اسمه محايد، إما متفق معك وإما ضدك فمؤسسة عسير تنشر جريدة(الوطن) وكل هـذه الأشياء وأفتخر بها مع أني انضممت لفريق العمل بعد سنتين من صدور الجريدة التي ساهمت في تطوير الصحافة خاصة الصحافة اليومية في السعودية ، فهذه فعلاً من الأشياء التي أعتز وأفتخر بها، كذلك أفتخر بالإخوة القائمين على جهاز التحرير على الأشياء التي استطاعوا أن يصلوا إليها، والإثبات أن جريدة تصدر من خارج الرياض وجدة تحقق نجاحًا باهرًا. ـ هل يمكن أن نصفك بأنك أميرليبرالي مثل ما وصفك تقرير لجنة حماية الصحافيين الدولية؟أبدًا أبدًا ، أول شيء أني لم أر هذا الوصف وليس بالضروري أن ينطبق علي وأعتقد أن المسميات لرأي أو غيره، نحن نستخدمها في المملكة بطريقة لا تعكس بالضرورة مفهوم الليبرالي عالميًا، فلنا مفهوم آخر هنا في السعودية، فأنا أحرص ويحرص جميع أعضاء المجلس الإدارة، ألا يكون هناك أثر بشكلأو بآخر على أسرة التحرير لأننا لو سمحنا لأنفسنا بالتدخل في عملهم فهذا سينقص من عملهم، وفي نهاية المطاف هم الأكثر خبرة ودراية ومهنية في عملهم. أما بالنسبة إلى توجه الجريدة، فأنا أؤكد لك وهذا واقع تمامًا، أن توجهنا نستمده من مجتمعنا في المملكة العربية السعودية، فهو من مبادئنا وثقافتنا وعقيدتنا.ولا أعتقد أن موضوع ليبرالي أو غيره ينطبق على هذا الموضوع فكيف تستطيع أن تحكم على شخص من دون أن تعاشره وتعامله وتعرف تفكيره وتوجهه. الأمير بندر يسحب احدى الجوائز التي أعلنتها صحيفة الوطن وعن الأحلام؟ ... حلمي أن تكون عسير الأولى". يجيب الأمير الفيصلي عن ذلك وهو يبدو سعيدًا فجأة كأنما هو يشعر بأنه يعانق أحلامًا لا أراها بأصابعه، "صعب تحديد أهم أحلامي لكن يأتي في مقدمة أهم أحلامي العملية هو أن تكون مؤسسة عسير للصحافة والنشر هيالأولى في العالم العربي مكللة بوضع مالي جيد يؤهلها إلى تصدر أكثر من مطبوعة في المستقبل القريب، وأتمنى أن أراها تدخل في مجالات الإنترنت، أما بالنسبة إلى شركة سما فأتمنى أن تصبح خلال السنوات الخمس المقبلة أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط". وفي أجندة الأحلام الشخصية يطالع الأمير حلمة الذي يأتي في رأس القائمة وهو يحادث "إيلاف" في الرمق الأخير من الحوار: "أبنائي أولاً". ويضيف بصوت رقيق : "الإنسان حين يصبح لديه أولاد فإنهم يصبحون محور اهتمامه الأول وأتمنى ان أستطيع أن أقدم لهم ربع ما قدمه لي والداي لأنهم السبب الأكبر في كل نجاح لي في الدنيا... لقد ساعدوني في عملي وفي دراستي وبسبب توجيهاتهم ورعايتهم وصلت إلى ما وصلت إليه". ويزيد قائلاً في آخر إجابة على أسئلة "إيلاف" التي قضت معه ما يربو على الساعة: "لدي أبنين وابنتين أتمنى أن أستطيع إظهارهم بطريقة تجعلهم ينفعون مجتمعهم ويستطيعون الإعتماد على أنفسهم في هذا الزمن الصعب بالنسبة إلى الكثير من الشباب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف