الحرب في لبنان: هل الأرض خصبة اليوم لعودتها؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
32 عامًا يتذكرها اللبنانيون كي لا تعاد
الحرب في لبنان: هل الأرض خصبة اليوم لعودتها؟
بعد 32 عامًا، يبقى السؤال هل لا تزال الارض اللبنانية خصبة لاندلاع حرب مماثلة، وما هي التأثيرات التي خلفتها هذه الحرب على الشباب اللبناني، وما الذكريات الاليمة التي لا نزال نحتفظ بها في ضميرنا الحي؟
الحرب في سطور
استدرج لبنان بتاريخ الاحد 13 نيسان ( ابريل) 1975 الى خوض حرب داخلية ضروس اسفرت عن 200 الف قتيل وآلاف الجرحى والمعاقين والى خسائر مادية فادحة الى جانب هجرة داخلية وخارجية لمئات الآلاف من المواطنين واخيرًا الى زعزعة المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ولم تخل اي منطقة لبنانية من لهيب الحرب الداخلية كما لم ينج اي مواطن لبناني من بين الثلاثة ملايين من تأثيرها المباشر وارتبطت هذه الحرب بالصراع العربي الاسرائيلي واتفاق الصلح بين مصر واسرائيل عام 1979 والوجود الفلسطيني المسلح في لبنان.
لبنان الذي كان ارضًا للحرية والديمقراطية وملتقى الاديان والطوائف المختلفة لما يحمله من غنى وقيم كان ايضًا منطقة خصبة لنشوء الصراعات والتي اضحى وقوداً لها.
ذكر لبنان مرارًا في التوراة ووصف بارض اللبن والعسل ولقب بسويسرا الشرق ولكنه طوال 15 عامًا امسى مسرحًا للنار والدم حيث شهد حروبًا متعددة ومتتالية.
حادثة عين الرمانة
وأدعى بعضهم بان هذه الصراعات ليست سوى جولات موقتة سريعًا ما تنقضي ليعود لبنان الى سابق عهده من الرخاء والازدهار ولكن الواقع الاليم كان بخلاف ذلك الامل.
ايقن اللبنانيون انهم سيدفعون ثمن هذه الحروب التي تتابعت بدءًا بحرب السنتين 1975- 1976 التي اتخذت شكل حرب لبنانية - فلسطينية .
وانتهت الجولة الاولى بانتشار قوات الردع العربية وغالبيتها من القوات السورية والتي استقبلت بالترحيب وهذا ما شجع الجيش السوري واستخباراته على البقاء 30 عامًا في لبنان.
حرب المئة يوم
ثم جرى الاجتياحان الاسرائيليان للبنان في 14/3/1978 و6/6/1982 وهدفهما سحق القوات المسلحة الفلسطينية المتمركزة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية ودفع لبنان ثمن هذين الاجتياحين احتلالًا اسرائيليًا لقسم كبير من اراضيه حتى شهر آيار (مايو) 2000.
اما حرب الجبل عام 1983 فاجبرت المسيحيين في منطقتي الشوف وعاليه على الهجرة، والحرب السورية- الفلسطينية في طرابلس اتمت عمل الاسرائيليين وحملت ياسر عرفات على مغادرة لبنان.
ودامت كل هذه المعارك المتعددة 15 عامًا تحمل فيها اللبنانيون المتفجرات القاتلة والمدمرة والاغتيالات وخطف المواطنين والاجانب وتصفيتهم كما عرفوا القناصين وخطوط التماس والهجرة واغتيال الشخصيات السياسية، كالزعيم الدرزي كمال جنبلاط عام 1976 والرئيس المنتخب بشير الجميل عام 1982 والرئيس المنتخب رينيه معوض عام 1989 كذلك الشخصيات الدينية كتغييب الامام موسى الصدر عام 1976 واغتيال المفتي حسن خالد عام 1989...
ثم عرف لبنان حرب التحرير بين العماد ميشال عون الذي استلم الحكم بعد الرئيس امين الجميل ضد الوجود السوري في لبنان وحرب الالغاء بين القوات اللبنانية من جهة وجيش العماد عون من جهة اخرى.
اتفاق الطائف
ووضع اتفاق الطائف حدًا للحرب وفي الطائف المدينة السعودية، اجتمع النواب اللبنانيون للاتفاق على وثيقة تنهي الحروب اللبنانية .
وتم التوقيع على هذا الاتفاق بتاريخ 22 تشرين الاول ( اكتوبر) عام 1989 ورفض هذا الاتفاق الجنرال ميشال عون الذي استلم الحكم بدل الرئيس امين الجميل المنتهية ولايته ولكن في 13 تشرين الاول ( اكتوبر) اجبر عون عسكريًا على مغادرة قصر بعبدا الى باريس.
انسحاب اسرائيل
ان انسحاب اسرائيل من لبنان في أيار ( مايو) 2000 سهل امكانية طرح العلاقات السورية اللبنانية على بساط البحث وذلك في المجالات المختلفة: السياسية والاقتصادية والعسكرية ويعود الفضل الاول لطرح هذا الموضوع لعناصر عدة منها دعوة المطارنة الموارنة في 20 ايلول ( سبتمبر) التي طالبت باعادة التوازن للعلاقات السورية اللبنانية وهذه الدعوة شكلت المفصل الرئيس في عملية الانسحاب السوري الذي استكمل في 30 نيسان (ابريل) من العام 2005.