البرغوثي من منظور إسرائيل: خطر الزعامة أو قاتل؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تبادل الأسرى: البرغوثي لن يكون ضمن القائمة
بين الأسر والحرية ..قائمة ما تزال مبهمة التفاصيل
البرغوثي من منظور إسرائيل: خطر الزعامة أو قاتل؟
وكان البرغوثي وجها مقبولا في الإعلام الإسرائيلي الذي كان يستضيفه في برامجه، حيث كان يتحدث بلغة عبرية سليمة.
وحسب البرغوثي على التيار المعتدل في الساحة الفلسطينية، الذي كان يقوده رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، إلا أن كل ذلك تغير مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في 28 أيلول (سبتمبر) 2000، بعد أن فشلت مفاوضات كامب ديفيد الثانية في صيف ذلك العام، والتي رعاها الرئيس الأميركي السابق بيل كلنتون، وكان الهدف منها إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية.
وعندما بدأت الانتفاضة، وجد البرغوثي نفسه، وبحكم ترؤسه للجنة الحركية العليا لحركة فتح في الضفة الغربية في خضم المواجهة، فهذه اللجنة هي الهيئة القيادية التي تقود نشاط حركة فتح الميدانية، وفي الأشهر الأولى للانتفاضة كان اكثر مكان يتواجد فيه البرغوثي، هو نقاط التماس بين المنتفضين الفلسطينيين، وجنود الاحتلال الإسرائيلي.
واصبح اكثر وجه فلسطيني يظهر على الفضائيات، متحدثا عن الانتفاضة وأهدافها، ووفقا لاحد زملاء البرغوثي في اللجنة الحركية العليا لحركة فتح، فان هذا الظهور الإعلامي المكثف للبرغوثي ساهم في اندفاعه إلى النهاية كأحد قادة الانتفاضة.
ويقول هذا المسؤول لمراسلنا "في إحدى المرات وعندما كان مروان ضيفا في أحد البرامج الفضائية، خاطبه أحد المواطنين العرب قائلا ان مروان الان هو أمل الأمتين العربية والإسلامية، ومثل هذه الأمور جعلته، يستمر في المسار الذي اتخذه منذ بداية الانتفاضة دون أن يكون لاحد تصور عما ستؤول إليه".
وما آلت إليه الانتفاضة بعد أشهر من انطلاقها، جعلت الأمور اكثر تعقيدا، فعدد من مقربي البرغوثي تعرضوا للاغتيال أو محاولات اغتيال مثل مهند أبو الحلاوة، الذي فشلت إسرائيل في اغتياله في المرة الأولى، ونجحت بذلك في المرة الثانية، وهو أحد المقربين من البرغوثي، وتردد أن محاولات اغتيال فاشلة تعرض لها البرغوثي.
وكان ارتباط البرغوثي مع الكوادر العسكرية لحركة فتح في مختلف المناطق الفلسطينية، التي اتهمت بالمسؤولية عن قتل عشرات الإسرائيليين.
وعندما تحول البرغوثي إلى مطلوب لقوات الاحتلال، كانت تتهمه بالمسؤولية عن قتل عدد من الإسرائيليين، ولهذا كان من الطبيعي، عندما بدأت إسرائيل عمليتها السور الواقي في نيسان (أبريل) 2002، في إعادة احتلال مناطق السلطة الفلسطينية، أن يختفي البرغوثي عن الأنظار، وكان هذا منطقيا وطبيعيا، ولكن المفاجأة كانت سرعة إلقاء القبض على البرغوثي، بعد أيام من اجتياح مدينة رام الله.
وتم اتهام البرغوثي بالمسؤولية عن مقتل 6 إسرائيليين، وتوجيه اتهامات مماثلة لمرافقه احمد البرغوثي الملقب بالفرنسي، وهو في الوقت نفسه ابن شقيقة مروان.
ووفقا للمصادر الإسرائيلية فان الفرنسي حمل نفسه الكثير من القضايا، كي يبعد الشبهات عن خاله وقائده، ولكن في النهاية أدانت محكمة عسكرية إسرائيلية البرغوثي بالسجن المؤبد ست مرات، وتحول من قائد شعبي وجماهيري بالنسبة إلى الفلسطينيين، إلى مجرد أسير "يديه ملطخة بالدماء" أي متورطا بقتل إسرائيليين.
وفي مثل هذه الحالات لا تفكر إسرائيل بمنطق سياسي، وانما بشكل أمني، والبرغوثي بالنسبة إليها هو واحد من عشرات أسرى آخرين ترفض إطلاق سراحهم، بسبب اتهامهم بقتل أو جرح إسرائيليين، لذا فان كثيرا من المراقبين المدققين هنا ينظرون إلى الأنباء التي تعلن بين الوقت والآخر حول النية بإطلاق سراح البرغوثي، كنوع من استنزاف أعصاب قائد فلسطيني أسير، وعائلته التي تنتظره بشوق، مثل 11 ألف عائلة فلسطينية أخرى تنتظرأبناءها الأسرى في السجون الإسرائيلية.
وبدون أن تنجح فصائل المقاومة الفلسطينية، التي تحتجز الأسير الإسرائيلي جلعاد شليط،في تغيير قواعد اللعبة واجبار إسرائيل على تغيير معايير الإفراج عن الأسرى، فانه من المتوقع أن يبقى البرغوثي في المعتقل لسنوات طويلة قادمة.