أخبار خاصة

خطف شاب وفتى يهز بيروت وسط دعوات للتهدئة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ذيول على الأرجح لمواجهات "الخميس الأسود"
خطف شاب وفتى يهز بيروت وسط دعوات للتهدئة

المخطوف زياد منير غندور الياس يوسف من بيروت: خيّم قلق شديد الوطأة اليوم على متابعي التطورات في لبنان بسبب جريمة خطف سياسي لشاب وفتى في بيروت، ومجرد ذكر كلمة "خطف" يحيي ذكريات أليمة من مظاهر الحرب الأهلية المخيفة التي عاشتها هذه البلاد، خصوصا أن الحادث هو على الأرجح من ذيول المواجهات التي شهدتها الجامعة العربية في بيروت في 25 كانون الثاني/ يناير الماضي ، والتي سميت "الخميس الأسود". ويشكل هذا التطور الأمني مؤشراً الى دقة الوضع ميدانياً، وإلى أن الشارع اللبناني لا يزال يختزن عناصر التوتر والانفجار ما دامت الأزمة السياسية جاثمة بقوة، بل متجهة الى التصعيد، اضافة إلى كونها مؤشراً الى ضغوط متزايدة يتعرض لها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط في هذه المرحلة من خصومه في لبنان وخارجه على المستويات الإعلامية والسياسية والأمنية.

ودفع هذا الحادث جنبلاط إلى الإتصال برئيس مجلس النواب وحركة "أمل" نبيه بري وإطلاعه على تفاصيل ما حدث متمنيا عليه المساهمة في معالجة الوضع الخطر وتدارك الفتنة ( العائلات المعنية سنية، شيعية، ودرزية) . كذلك اتصل ببري لاحقا وزير الإعلام غازي العريضي ، وأصدرت "أمل" بياناً انتقد الخطف بشدة.

الحادث وقع أول من أمس، لكنه أبقي في البدء بعيدا عن الإعلام، لتبلغ تفاعلاته اليوم ذروتها . والمخطوفان هما الشاب العضو في الحزب التقدمي الإشتراكي زياد حسين قبلان (25 سنة) ، وابن جاره المسؤول في الحزب نفسه، زياد منير غندور (12 سنة)، وهما من سكان وطى المصيطبة في بيروت . وكانا في سيارة من نوع "رينو رابيد" بيضاء ، في محلة عين الرمانة عندما حضر عدد من الأشخاص في سيارتين من نوع "مرسيدس" و"ب.أم.ف" واقتادوهما بالقوة، ثمّ نقلوا سيارة "الرينو" من مكانها وتركوها في محلّة الشيّاح في الضاحية الجنوبية.

المخطوف زياد حسين قبلان وكان قبلان متوجها في سيارة شركة "بايز" للمشروبات التي يعمل فيها إلى منطقة الضبية في عمل، واصطحب معه ابن جاره الفتى على سبيل النزهة. ولفت المحققون إلى ان زياد قبلان سبق أن أوقف على ذمة التحقيق في مقتل الشاب عدنان شمص في أحداث "الخميس الاسود"، ثم ترك لعدم توافر الادلة، لكن أقارب المغدور شمص ظلوا على اعتقادهم أنه المسؤول عن مقتل نسيبهم، ، وتردد أيضا ان والد الفتى زياد غندور ورد اسمه في بعض وسائل إعلام "حزب الله" في تلك الحقبة على أنه قاتل شمص، لذلك اتجهت الأنظار إلى هذه العائلة البقاعية التي يسود اعتقاد أنها لا تزال تعتمد الأسلوب العشائري في الثأر والإنتقام . لذلك دخل على خط الإتصالات النائب السابق يحيى شمص ، وكذلك "حزب الله".

وتلقت قوى الأمن الداخلي اتصالا مفاده أن المخطوفين عثر عليهما جثتين من دون أي توضيح إضافي، وتبين أن مصدر الإتصال إقليم الخروب في منطقة الشوف، وتحديدا بين بلدتي برجا وشحيم ، فمشطت قوى الأمن البلدتين ولم تعثر على شيء . وتكرر الأمر مع إتصالات وإشاعات قالت إنهما في الدورة ، بل في بعلبك ، والنتيجة نفسها. وذكر ان الجيش اللبناني وجه انذاراً بوجوب اطلاق المخطوفين اليوم . علما أن وحداته انتشرت في مناطق بئر حسن والجناح على مداخل الضاحية الجنوبية، وسيرت دوريات مؤللة وراجلة وأقامت حواجز تفتيش متنقلة bull; وكانت اتخذت ليلاً تدابير أمنية في منطقة وطى المصيطبة ، وشوهدت تجمعات لعدد من الاشخاص الذين يمتون بصلة اليهما.

وزار النائب جنبلاط عائلتي المخطوفين في وطى المصيطبة ودعا إلى ضبط النفس والهدوء و"طول البال"، مركزا على أن "الدولة وحدها تحمينا، وأجرينا إتصالات بالجيش وقوى الأمن. لا خيار غير الدولة". وشارك في الإتصالات رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري وقيادة "حزب الله" من أجل محاولة احتواء الوضع وكشف الخاطفين وتسليمهم الى القوى الأمنية للحؤول دون أي مضاعفات. وتحوّلت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي الى غرفة عمليات لمتابعة الموقف ليلا نهاراً.

وصدرت بيانات منددة ، أبرزها لحركة "أمل" التي أكدت أن "اللجوء الى عملية الخطف في هذا التوقيت هو عمل مشبوه ومدان ويندرج في اطار محاولات خلق اجواء فتنة طالما عملت الحركة على افشالها ووأدها في مهدها"، محذرة من "ان تكون وراء الحادث أيد سوداء تريد اللعب على الوتر المذهبي". وشددت على "كشف الفاعلين وإحالتهم إلى القضاء وإنزال عقوبات صارمة بهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف