2035: الماركسيون عائدون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عن عمال العالم الذين لم يتحدوا
2035: الماركسيون عائدون
فهو اليوم عامل في زمن معولم يبحث عن أدنى حقوقه، خصوصًا في عالمنا العربي حيث حقوق العمال مستباحة والقوانين المنظمة لهم مسيسة أو مقولبة وفق مصلحة صاحب العمل أو المؤسسة أو القطاع.
العمال وبعد صراعات طبقية طويلة ثم ثورات مخملية - لم يكن للطبقة العاملة دور يُذكر فيها- باتوا بلا شعار.
فنداء "يا عمال العالم إتحدوا" الذي أطلقه ماركس ودوى حينها في العالم أجمع وأفرغ من مضمونه. فلا العمال تمكنوا من الإتحاد ولا الطبقية زالت.
ولعل المحطة الفاصلة التي وضعت حدًا نهائيًا لمفهوم صراع الطبقات هي ثورة براغ المخملية التي دشنت لبداية عهد جديد في مرحلة ما بعد الإشتراكية السوفياتية ـ مرحلة النظام العالمي الجديد والعولمة وما رافقها من إنتقال ونقل للصراع من الطبقية إلى صراع الحضارات.
من هنا يرى بعضهم أن عيد العمال فقد معناه، فلا جدوى من الإحتفال بمناسبة بلا جوهر... فسواء تظاهر العمال أم لا، وسواء طالبوا بحقوقهم أم لا، فالعجلة الإقتصادية ستكمل طريقها على النحو الذي طالما سارت عليه. فلا العامل سيقوم بثورة ولا الشركات ستخضع للمطالب. وعليه فهو مجرد يوم رمزي... أكثر ما يقوم به العامل هو تبادل الأماني بأوضاع أفضل.لكن وعلى ما يبدو، فإن الأوضاع المستقبلية ستشهد إنقلابًا ثوريًا حيث سيقاتل أبناء الطبقة الوسطى للمطالبة بحقوق البروليتاريا وستتحقق نبوءة كارل ماركس عام 2035 وفق مجموعة من الباحثين في وزارة الدفاع البريطانية.
الماركسيون عائدون
يقول السيناريو الذي رسمته وزراة الدفاع والذي جاء ضمن تقرير بعنوان "السياق الاستراتيجي للمستقبل" إن ميكروبات إلكترونية متناهية الصغر وأسلحة إلكترومغناطيسية ستنتشر في العالم وفي ذلك الوقت سيستمر سكان دول الشرق الأوسط بالتزايد بشكل كبير، فيما ستشهد أوروبا انخفاضًا جديدًا في معدلات الخصوبة بين أبنائها. حينها سيستبدل المجرمون السكاكين والأسلحة النارية بآلات تحكّم، تمكنهم من السيطرة على الضحايا من جهة وعلى عملاء وزملاء لهم، وسيتمكنون من إدارة مجموعات إرهابية. كما توقع التقرير أن يصار إلى تطوير قنبلة إلكترومغناطيسية قادرة على تدمير كل أنظمة الإتصال في منطقة معينة، وقد تستخدم هذه القنبلة ضد بلدة عالمية، وقد تقتل هذه القنبلة البشر من دون أن تدمر الحجر. وبما أن نصف سكان الأرض سيعيشون في المدن، ستتفاقم المشاكل الإجتماعية منطقيًا كما ستزيد نسبة الفقراء.
عيد العمال تاريخيًا
تاريخيًا بدأت المطالبة بحقوق العمال في العام 1810 حين طالب الإشتراكي روبرت اووين بتقليص ساعات العمل إلى 10 ساعات، فيما التزم العمال الفرنسيون باثنتي عشرة ساعة بعد ثورة شباط (فبراير) من العام 1848. أما الولايات المتحدة - التي لا تحتفل بعيد العمال- فبدأت صراعها عام 1791. حينها إنطلقت المطالبات بـ10 ساعات عمل يوميًا من ولاية فليدلفيا لتتوسع إلى مختلف الولايات ليبدأ العمال بالتطلع إلى 8 ساعات خصوصًا بعد إلغاء العبودية.
وبعد تسعة أعوام، تجمع مئة ألف عامل في نيويورك بدعوة من إتحاد العمل المركزي ومع محاولة تمرير قانون للعمل والإتفاق عليه إبتداءً من الأول من أيار (مايو) 1886 حيث نظمت الإتحادات العمالية إضرابًا في نيسان (أبريل) من العام نفسه ضم نحو 500 ألف عامل في ما سمي حركة يوم أيار. وبدأ التحرك من شيكاغو حيث كانت تنشط جمعية العمل الدولية الثورية وشهدت الشوارع توترًا لتقع الواقعة في الثالث من أيار في ساحة "هاي ماركت" في شيكاغو، حيث كان يحتشد نحو 65 ألف عامل... وقد حصلت مصادمات بين العمال والشرطة أدّت إلى سقوط عدد من القتلى، وألقي القبض على عدد من قيادات ذلك التحرّك وحوكموا، وأعدم أربعة منهم.
ومنذ ذلك اليوم إتّسع الإهتمام بالأول من أيار، لكن عيد العمال لم يتحول إلى عيد عالمي إلا عام 1889 في الذكرى المئوية الأولى للثورة الفرنسية في باريس، حيث قرر المؤتمر الإشتراكي الدولي الثاني إختيار الأول من أيار للإحتفال بعيد العمل، إحياءً لذكرى من سقطوا في "هاي ماركت" في شيكاغو. ودعا إلى تظاهرة حاشدة في أول أيار من السنة التالية في كل من أميركا وغالبية الدول الأوروبية... وصولاً إلى أميركا الجنوبية في التشيلي والبيرو وكوبا للمطالبة بثماني ساعات للعمل. وسرعان ما تحول هذا التاريخ إلى مناسبة سنوية عالمية للإحتفال بالذكرى. فاحتفلت به لأول مرة روسيا والبرازيل وايرلندا العام 1891... وصولاً إلى الصين العام 1920 والهند العام 1927، وفي ما بعد كل الدول باستثناء خمس فقط هي: الولايات المتحدة وكندا وأفريقيا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا.