عبد الحميد البكوش فى ذمة الله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ولد عبد الحميد البكوش الذي يناهز السبعين من العمر في مدينة طرابلس ودرس الحقوق في القاهرة وعين بعد تخرجه فى القضاء ثم مارس مهنة المحاماة فى بداية الستينات، وأصبح عضوًا في مجلس النواب في الإنتخابات البرلمانية التي جرت سنة 1964.
وعينه رئيس الحكومة الراحل محمود المنتصر وزيرًا للعدل فى حكومته الثانية، وتقلد الوزارة نفسهافى الحكومات الليبية المتعاقبة حتى تشرين الأول (أكتوبر ) من العام 1967، حين كلفه الملك الراحل إدريس السنوسي بتشكيل الحكومة التي استقال منها بعد مضيّ عشرة أشهر، فعين سفيرًا للمملكة الليبية فى باريس.
وصادف وجود السفير عبد الحميد البكوش في طرابلس عند وقوع الإنقلاب العسكري الذي أطاح بالمملكة الليبية فى الأول من أيلول (سبتمبر) 1969، فاعتقله العسكر وقدّم إلى ما سمي بمحكمة الشعب، التى شكلها "الإنقلابيون" لمحاكمة رجال ومسؤولي العهد الملكي منذ إعلان الإستقلال فى 43 كانون الأول (ديسمبر) 1952 حتى وقوع الإنقلاب.
وتمكن عبد الحميد البكوش بعد سنوات من السجن والإقامة الجبرية فى منزله من مغادرة لبيبيا واللجوء سنة 1977 إلى جمهورية مصر فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، والإقامة بها وتحت رعاية حكومتها حتى سنة 2001، إلا أن تحسّن العلاقات بين العقيد معمر القذافي والرئيس حسني مبارك إضطره إلى مغادرة مصر والإقامة فى الإمارات العربية المتحدة، حيث توارى عن الإنظار وتوقف عن الكتابة في الصحف العربية الدولية التى كان يكتب فيها مثل: الحياة والشرق الأوسط. حتى أنه توقف حتى عن التعرض لما يجري فى ليبيا من أحداث ووقائع.
عبد الحميد البكوش تزوج مرتين، وله من زوجته الأولى المهندس وليد المقيم والموظف بالمملكة العربية السعودية، وله من زوجته الثانية أربع بنات، يقمن مع والدتهن في أبو ظبي، كبراهن على وشك التخرج من الجامعة.
وتعرض البكوش لمحاولة اغتيال فى القاهرة سنة 1982 ولكن السلطات المصرية أحبطت المحاولة فى الحين، وألقت القبض على المورطين فيها، وعرض يومها وزير الداخلية المصري تفاصيل هذه المؤامرة في مؤتمر صحافي على شاشات التلفزيون المصري.
وفاة عبد الحميد البكوش الأديب والمحامى والشاعر، والمعارض الليبي البارز لنظام العقيد القذافي سيشيع دون شك قدرًا كبيرًا من الإرتياح والسعادة فى الأوساط الحاكمة في "الجماهيرية" وعلى وجه الخصوص لدى القذافي الذي يحمل ضغينة خاصة وحقدًا كبيرًا على عبد الحميد البكوش. وسيشيع أيضًا، مشاعرعارمة من الأسى والحزن لدى شريحة واسعة من الشعب الليبي الذي لم ينس بعد 37 سنة عهد الملك ادريس الزاهر، ولا يخفي تحسره على العهد الملكي وأيام رخائه وسنين أمنه واستقراره وعدالته.
رحم الله عبد البكوش، وأكرم مثواه، وتعازينا الحارة إلى أسرته. وانا لله وانا اليه راجعون.