شرم الشيخ تضيق بأحداثها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هنا مؤتمر للعراق وهناك زفاف "جيمي وديجا"
شرم الشيخ تضيق بأحداثها:زفاف جمال مبارك اليوم
إيلاف من شرم الشيخ -وكالات : "الجمعة 4 أيار. ميدان طلعت حرب. الساعة ستة. تعالوا على سنجة عشرة، بس مش قوي علشان هدومكم ممكن تتكرمش من كتر الرقص مع الأمن المركزي "،هكذا تداولت المدونات المصرية خبر زفاف نجل الرئيس المصري حسني مبارك الذي سيقام اليوم في شرم الشيخ. "إنه مجرد زواج رجل عادي في الثالثة والأربعين بشقراء تصغره بعشرين سنة" وهكذا تدوالت الماكينة الدعائية للرئيس خبر الزفاف. وبين هذه وتلك يبقى ان زفاف جمال وخديجة الجمال حدث اجتماعي وسياسي من الطراز الاول..إضافة الى تزامنه مع انعقاد مؤتمر جوار العراق وتواجد اكثر من 60 ممثل دولة في المدينة نفسها.
الشعب المصري انشغل بزفاف "الخليفة "القادم واعتبرت المعارضة أنه الخطوة الأخيرة باتجاه تعميد وليّ عهد الجمهورية ذلك لأن جمال مبارك ليس مجرد شاب مصري يتزوج وهو في الرابعة والأربعين من عمره، ويشغل منصبًا رفيعًا في الحزب الوطني (الحاكم)، بل لأنه قبل كل هذا ابن رئيس الجمهورية، الذي يحكم مصر منذ أكثر من ربع قرن بقبضة فولاذية وبشكل شمولي، لم يشهد تداولاً سلميًا على السلطة، ولا يبدو أنه سيقبل بذلك الأمر في المدى المنظور .
كما أنه لم يعد سرًا ما يتداوله المصريون سرًا وعلانية حول اتجاه النوايا السامية إلى الدفع بجمال إلى سدة الحكم في البلاد، بغض النظر عن الطريقة التي سيجري بها هذا الأمر، أو الاسم الذي قد يطلقه المؤيدون والمعارضون على هذه العملية.
برنامج الحفل
وشغلت تفاصيل التحضيرات للزفاف الرأي العام المصري، بدءًا من شراء فستان الزفاف من باريس، والذي يقال إنه كلّف 27 ألف دولار، ومتابعة مكان الشقة الزوجية واسم مصمم خاتم الزواج، الذي كلّف 9 آلاف دولار وفق المعلومات المتداولة بين المصريين.من جهتها اهتمت الصحافة المعارضة بمتابعة تفاصيل الزفاف وألهبت خيال الجمهور الكبير بصور من ألف ليلة وليلة منتظرة. وعلى الصعيد الآخر، أعلنت بعض حركات الاحتجاج مثل كفاية أنها ستنظم بدءاً من اليوم تظاهرات للمناسبة تعيد إعلان رفض التوريث، كما طالب تحالف آخر للمعارضة اسمه تقوى، تقوده جماعة الإخوان المسلمين، بإطفاء أنوار البيوت يوم الزفاف، الذي يوافق مرور 40 يوماً على إقرار التعديلات الدستورية، التي "أظلمت الحياة السياسية وأعادتها إلى عصور ما قبل الديمقراطية".
ووفقًا للمعلومات المتداولة، فإن رجل الأعمال والمقاول الشهير محمود الجمال (والد خديجة)، أشرف على إعداد وتجهيز الشقة التي اشتراها جمال مبارك في حي الزمالك الشهير مؤخرًا، والتي يقال إن ثمنها تجاوز المليون دولار أميركي حتى تكون عشًا للزوجية، وبالتالي سيترك حي مصر الجديدة الذي ولد وتربى وعاش فيه مع أسرته إلى حي الزمالك الأرستقراطي العريق، الذي طالما ارتبط في وجدان المصريين بأنه "حي النخبة" وإن لم يكن الأمر كذلك حتى اليوم، إذ تبدل حال الحي كثيرًا، كما تبدلت ذائقة النخبة وطبيعتها بشكل أكثر.
زفاف اليوم
الزفاف في المدونات
جاء في دعوات المدونين المصريين لـ"جيمي وديجا"، وهو اسم الدلع للعروسين "الجمعة 4 أيار. ميدان طلعت حرب. الساعة ستة. تعالوا على سنجة عشرة، بس مش قوي علشان هدومكم ممكن تتكرمش من كتر الرقص مع الأمن المركزي والبلطجية وكل واحد نقوطه معاه، ونقطولي معاكو والنبي، كل واحد ومقدرته.اللي ينقط بوزارة واللي ينقط بشركة قطاع عام واللي ينقط بمصنع وحتى اللي عاوز ينقط بقرية سياحية صغننة ما فيش مانع. وقدم السبت تلاقي الحد والحدق يفهمبروجرام الحفل: مارشات عسكرية وقرآن، استعراض راقص للأمن المركزي، استعراض كاراتيه، ألعاب نارية من الرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع. فقرة للراقصة الوطنية سنية تحرش. مشروبات الحفل بيبر سبراي ومية مجاري.
وزارة الداخلية ترحب بالضيوف لقضاء ليلة على بورش خمس نجوم. الانتقالات على حساب معسكر الدراسة للأمن المركزي في سيارات ترحيلات جديدة لانج بفلوس المعونة الأميركية.
اما الرسائل القصيرة عبر الهواتف النقالة فهي مقاطع من قصيدة منسوبة إلى الشاعر الشعبي المعروف أحمد فؤاد نجم تقول: "مبروك يا عريسنا يا بو شنة ورنة... يا واخدنا وراثة إفرح واتهنا"، وبينما لم تشر الصحف الحكومية إلى هذا الحدث من قريب أو من بعيد، فقد أفردت عدة صحف خاصة مساحات واسعة من صفحاتها، خاضت عبرها في تفاصيل ترتيبات الزواج، وشخصيتي العروسين، إختلطت فيها الوقائع والتسريبات بالتكهنات والشائعات .
أسرة الجمّال
والعروس هي الآنسة خديجة محمود الجمّال (24 عامًا)، وهي حاصلة على إجازة جامعية في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في القاهرة، ورغم فارق السن بينها وبين عريسها جمال مبارك ـ الذي يصل إلى عشرين عامًا ـ فإن مقربين يؤكدون أنهما يتفقان في الآراء حول القضايا السياسية والإجتماعية، كما يتشاطران الإهتمام بالرياضة والموسيقى. وتعرفت العروس إلى جمال أثناء مشاركتها في مؤتمر عقدته الجامعة الأميركية العام الماضي، وتكررت لقاءاتهما في إطار العائلة والأصدقاء، حيث إن إثنين من أقاربها يرتبطان بصداقة قديمة مع جمال مبارك .
أما والد العروس محمود الجمال فهو مقاول بدأ العمل مبكرًا منذ تخرجه في كلية الهندسة جامعة القاهرة، وأنشأ شركة صغيرة اسمها "دجلة" تولت بناء عدة عقارات في حي المعادي الشهير جنوب القاهرة، ثم نقل نشاطه بعد ذلك إلى حي الزمالك وأنشأ فيه خمس بنايات فخمة وفي إحداها يقع مقر شركته التي يطلق عليها اسم "جلالة للإستثمار السياحي"، وهي أنجزت عدة مشروعات كبرى في مناطق مختلفة من البلاد .وترتبط عائلة الجمال بعلاقات مصاهرة وشراكات تجارية مع عائلة "مظهر"، فشهاب ابن الفنان الراحل أحمد مظهر شريك لمحمود الجمال في عدد من مشروعاته، وهو "عديله" أيضًا، أي أنه زوج شقيقة زوجة محمود الجمال، كما ترتبط العائلة أيضًا بصلة مصاهرة مع عائلة "الأتربي" الشهيرة في مصر، حيث كانت المذيعة الشهيرة سامية الأتربي زوجة للراحل أبو بكر الجمال، محافظ دمياط الأسبق .
وتعود أصول الآنسة خديجة إلى عائلة عريقة في مدينة دمياط شمال مصر، وتحديدًا إلى قرية "منشأة الجمّال"، وارتبطت العائلة الثرية باسم المصري الغامض "رفعت الجمال" الشهير برأفت الهجان صاحب القصة المعروفة في التجسس على إسرائيل لصالح مصر، ومعظم أفراد عائلة الجمال يعملون في التجارة منذ نحو قرن، وقد بدأت بتجارة الفحم ثم تحولت إلى تجارة الأراضي والعقارات، حيث تمتلك العائلة مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية .