في تأبين الأمير .. الشاعر .. الاديب.. والرياضي عبدالله الفيصل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وكان الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهدالسعودي قد أدىبعد صلاة العشاء أمس
كما أدى الصلاة التي أمها فضيلة إمام الحرم المكي الشريف الشيخ
وفاة الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود
تشييع جثمان الأمير الراحل عبدالله الفيصل
وعقب الصلاة تقبل ولي العهد العزاء من الامراء وأصحاب الفضيلة العلماء وجموع المصلين. بعد ذلك نقل جثمان الامير عبدالله بن فيصل بن عبدالعزيز الى مقبرة العدل حيث ووري الثرى.
صحيفة الشرق الأوسط ....
وفاة الأمير عبد الله الفيصل الوزير والشاعر والوجه الرياضي
ولي العهد يؤدي صلاة الميت على الأمير الفقيد .. ووري ثرى "العدل" في مكة
تحدث عدد من الفنانين والأدباء عن علاقتهم بالمغفور له الأمير عبدالله الفيصل الذي وافته المنية يوم أمس.
وقال الشاعر الغنائي ضياء خوجة إن علاقته قديمة ب الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله ذلك أنه كان صديقاً حميماً لوالده و كان يقابله باستمرار حين زيارة والده له.
و يقول خوجة : ذكرت ذات مرة أمامه أنني أحب الخيل فما كان منه إلا أن أهدى والدي فرساً كنت أمتطيها أنا وأخي في إصطبل السليمانية.
و يضيف أنه ذات مرة كان يلتقط صوراً في بعض الأماكن وكان رحمه الله موجودا مع والده فناداه وطلب منه أن يريه الكاميرا، فلما تفحصها أعادها قائلاً مادامت كاميرا من نوع معين فلا بأس بذلك مؤكدا أنه رحمه الله كان يمتلك حضوراً شخصياً قوياً.
و يرى أن جزءاً من شخصيته انعكس على شعره لذلك نرى جزالة الألفاظ في قصائده وعمقها، وخفتها، وهي قيم لا تجتمع لكثيرين من الشعراء، ولذلك كان تأثيره واضحاً في الشعر الغنائي على وجه الخصوص، حتى أن شاعراً كبيراً مثل خالد الفيصل يعتز بأن عبدالله الفيصل كان أستاذه في الشعر.
و يؤكد أن أكثر قصائده حضوراً في الذاكرة هي قصيدته "ثورة الشك" التي غنتها أم كلثوم والتي أصبحت من كلاسيكيات الأغنية العربية، لكن هناك أغان باللغة العامية لاتزال حاضرة في الذهن مثل "ابتعد عني" "زورق الأحلام" وأغان أخرى، وبالتأكيد حين يغني كبار المطربين العرب من قصائد عبدالله الفيصل فلأنهم وجدوا فيها شيئاً جديدا ومغرياً، وقد غنى من قصائده إضافة إلى سيدة الغناء العربي أم كلثوم، عبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة ومحمد عبده وطلال مداح وعبد الكريم عبدالقادر وآخرين وهذا يدل على مدى ما وصل إليه شعره من قوة.
و يقول الفنان طارق عبدالحكيم إن أمير القصيدة الراحل كان رفيق عمره حتى اللحظات الأخيرة.
و يضيف : بدأت معرفتي ب الأمير عبدالله الفيصل وأنا في السنة السادسة الابتدائية في المدرسة السعودية في باب الريع في مدينة الطائف، كنا معاً على مقاعد المدرسة، وربطت بيننا روابط الشعر والفن والمحبة، حتى أني كنت أركب معه في السيارة، وكان أهلي قلقين من هذه العلاقة فهو أمير وأنا من عامة الناس، فكان أهلي ينصحونني دائماً بالتأدب في العلاقة معه رحمه الله، لكن العلاقة بيننا كانت أعمق من أن تتأثر بشيء.
و يقول : كبرت أنا وعبد الله الفيصل معاً، وكان رحمه الله يطلب منا أن لا نناديه بسمو الأمير، ويقول أنا أمير خارج هذا المكان الذي نسهر فيه أما معكم فأنا واحد منكم، وأحب أن تنادوني باسمي.
كان رحمه الله منذ طفولته يحب الكتابة بقلم رصاص، وكان دائما يحمل معه قلماً من هذا النوع، يكتب فيه على أي ورقة تصادفه.
و يتذكر عبدالحكيم اليوم الذي كتب فيه قصيدته "يا ريم وادي ثقيف": كنا حينها في مدينة الطائف وتوجهنا معاً عصر أحد الأيام إلى المثنية التي كانت يومها عبارة عن بساتين تكتظ بالأشجار، وصادف أن كانت هناك فتاة صغيرة تربط غزالاً بشجرة، فصرنا نتبارى في وصف الغزال إلى أن قال رحمه الله ياريم وادي ثقيف، وفي اليوم الثاني كانت كلمات القصيدة قد اكتملت، وقمت بتلحينها وهي لاتزال أكثر الأغاني السعودية شهرة.
و يؤكد : كان الأمير عبدالله الفيصل متذوقاً شديد الحساسية للموسيقى، وكان يقوم بإبداء ملاحظات على الأغاني التي يسمعها، محباً للكلمة الجميلة وللحن الجميل، وكان يجتمع حوله عدد كبير من الفنانين والشعراء أذكر من الفنانين المقربين إليه محمد شفيق وغازي علي وسراج عمر وطلال مداح وعلي عبدالكريم وغيرهم.
أذكر أنه لم يكن يطيق أن يعاني الفنانون من شيء، فحين لحن طلال مداح كلمات قصيدة الأمير "حبك سباني وأنا جسمي نحل" وقام بغنائها اعتقل وظل في السجن لمدة 12 يوما حتى تدخل وأخرجه من السجن، وللحقيقة والتاريخ، كان عبدالله الفيصل يتفقد أحوال الفنانين من دون علمهم، ويقدم لهم المساعدات التي يحتاجونها ومنهم أنا شخصياً فقد قدم لي الكثير من المساعدة.
من المؤكد أن أي شخص سيسأل كيف تكون علاقة رجل عسكري مثلي بوزير للداخلية مثل عبدالله الفيصل، دعني أقول إنه لم يكن ينظر إلى علاقتنا من منظور العلاقة بين الوزير والموظف، بل بين علاقة الأخ لأخيه، فقد كان رحمه الله محباً ولطيفا وإنسانياً إلى أبعد الحدود، وكان يتجرد من سلطته كوزير أو أمير حين نكون معاً حيث نغدو صديقين عزيزين، نتفق ونختلف نمزح ونغضب من بعضنا البعض، ولم أشعر في يوم من الأيام أنه أظهر لنا أنه أمير بل كان يتواضع ويحسب نفسه واحداً منا، فكان يكره النفاق، ويسخر من المنافقين ربما فقد الناس أميراً أحبوه أما أنا فقد خسرت أخاً وأنا أولى بالعزاء فيه، لقد عشت حياتي معه منذ الطفولة وحتى أيامه الأخيرة لم أنقطع عن زيارته.
الأمير سعود بن عبدالله الفيصل:
علمنا حب الخير واحترام الناس وأوصانا بالصلاة عليه ودفنه في مكة المكرمة
اكد صاحب الأمير سعود بن عبدالله الفيصل أن والده أوصى قبل وفاته بأن يدفن في مكة المكرمة ولذا أقيمت عليه صلاة العشاء في المسجد الحرام أمس ودفن هناك حسب وصيته.
وأضاف أن والده رحمه الله كان يعاني من المرض منذ فترة إلا أن المرض اشتد عليه في الشهرين الأخيرين وبقي في المستشفى حتى مات رحمه الله أمس مشيرا إلى أن والده كان شديد الحرص على أعمال الخير وتوجيه أبنائه بعمل المعروف واحترام الناس والوقوف مع المحتاج والإيمان بالله.
وأكد أن رحمه الله ترك أطيب الأثر في نفوس كل من يعرفه فقد كان قدوة حسنة في حب الخير والمعرفة والتواضع حيث كان يحثهم على مبدأ احترام الصغير للكبير والتواضع وعدم التعالي على الناس.
وأشار إلى أن الأعمال التي قام بها كثيرة ومعروفة للجميع على جميع الأصعدة سواء كانت حكومية أو ثقافية أو تجارية أو غير ذلك.
التركي : الأمير عبدالله الفيصل علم من أعلام الاقتصاد والأدب والرياضة
قال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية في جدة الشيخ صالح التركي إن الأمير عبدالله الفيصل يرحمه الله كان أول أمير يدخل عالم الاقتصاد من خلال تأسيس شركة منظمة على الطراز الحديث.
وأكد أن الأمير عبدالله الفيصل يعتبر من الرواد في المملكة في جميع المجالات الإنسانية أو الثقافية أو التجارية أو الرياضية حيث حقق إنجازات على جميع الأصعدة وبصماته واضحة في كل المجالات التي دخل فيها.
وأضاف أن الأمير عبدالله الفيصل علم من الأعلام حتى بعد مماته سواء في عالم رجال الأعمال أو في عالم الشعر والشعراء أو الرياضة لافتا إلى أن محبته للناس وتواضعه قرب الناس منه.
وذكر أنه كان يرحمه الله من المسؤولين الذين قضوا معظم حياتهم في منطقة مكة المكرمة وهذا يدل على حبه للمنطقة مشيرا إلى أن طلب دفنه في مكة يدل على حبه لهذه المنطقة التي شرفها الله ببيته العتيق.
توفي الأمير عبد الله الفيصل وزير الداخلية والصحة السعودي الأسبق، والشاعر والعلم الرياضي المعروف في بلاده والعالم أمس. وقد أدى الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام مساء أمس، صلاة الميت على جثمان الأمير عبد الله الفيصل، بعد صلاة العشاء في المسجد الحرام في مكة المكرمة.
كما أدى الصلاة مع ولي العهد كل من، الأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن، والأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير خالد بن عبد الله بن محمد، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير، والأمير تركي الفيصل، والأمير محمد العبد الله الفيصل، والأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية. كما أدى الصلاة التي أمها الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس إمام الحرم المكي الشريف أبناء الفقيد والعلماء والمشايخ وجمع غفير من المواطنين.
وفور انتهاء الصلاة تقبل الأمير سلطان العزاء في الأمير الفقيد من الأمراء والعلماء وجموع المصلين، نقل بعدها جثمان الراحل الأمير عبد الله بن فيصل بن عبد العزيز إلى مقبرة العدل حيث ووري الثرى.
وكان ولي العهد السعودي، قد وصل عصر أمس إلى مدينة جدة، قادما من منطقة الحدود الشمالية، لأداء صلاة الميت على الأمير الفقيد، وكان في استقباله في مطار الملك عبد العزيز الدولي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، والأمير سعود بن خالد الفيصل، والأمير عبد الله بن سعد بن عبد العزيز والأمراء، واللواء ركن عبد العزيز السيف قائد المنطقة الغربية وكبار المسؤولين.
ووصل برفقة الأمير سلطان، كل من الأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير خالد بن عبد الله بن محمد، والأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير منصور بن سعود بن عبد العزيز، والأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير خالد بن سعد بن فهد، والأمير سطام بن سعود بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز، وعبد الله الغريري رئيس المراسم في ديوان ولي العهد وعبد الله بن مشبب المرافق الخاص لولي العهد.
الجدير بالذكر أن الأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز، هو النجل الأكبر للملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله، والذي توفي أمس في مدينة جدة عن عمر ناهز 85 عاما، وتمت مواراة جثمانه الثرى مساء أمس في مقبرة العدل في مكة المكرمة.
وحفلت حياة الأمير الشاعر عبد الله الفيصل، الذي أعلن الديوان الملكي السعودي نبأ وفاته، بالعديد من الانجازات وكانت مسيرة حياته مليئة بالعطاءات، حيث ولد في مدينة الرياض وعاش السنوات الخمس الأولى من حياته تحت رعاية جدة الملك عبد العزيز، رحمه الله، في الرياض، انتقل بعدها في كنف والده الملك فيصل حين كان يشغل منصب نائب الملك في الحجاز.
ونال الأمير عبد الله الفيصل الشهادة الابتدائية من المدرسة الفيصلية في مكة المكرمة، والتي كانت حينها تعد إحدى أعلى مراحل التعليم في المملكة، بيد أنه قام بتثقيف نفسه ذاتيا، وكان شغوفا بقراءة الأدب والتاريخ والسياسة وكان الشعر من أحب الفنون الى نفسه.
بدأ العمل الحكومي رسميا في أواخر الأربعينات الميلادية من القرن الماضي، عندما عينه جده الملك عبد العزيز رحمه الله، وكيلا لنائبه في الحجاز، حيث كان ينوب عنه في ادارة مجلس الوكلاء، وكان حريصا على مشاركة والده في اهتمامه بمكة المكرمة ومشروعات الحرمين الشريفين، وفي عام 1950، تم تعيينه وزيرا للداخلية والتي جمع معها وزارة الصحة، تفرغ بعدها للداخلية، وفيما بعد للأعمال الحرة والقراءة والاطلاع، رافق والده الملك الراحل فيصل في العديد من المؤتمرات، ومنها مؤتمر إنشاء الأمم المتحدة عام 1945 في الولايات المتحدة. وفي المجال الشعري برع الأمير عبد الله الفيصل في نظم القصيدة، واعتبر واحدا من فرسانها. كرم الأمير الفقيد في العديد من المحافل السعودية والإقليمية والدولية.
وكان للأمير الراحل دور بارز في النهوض بالحركة الرياضية في السعودية بدءا من عام 1952، والذي شهد إقامة أول دوري رسمي منظم لكرة القدم في المملكة، على كأسه في المنطقة الغربية، وساهم في عام 1954 في تأسيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم للاشراف على تنظيم المباريات تحت مسمى اللجنة العليا لاتحاد كرة القدم، وفي العام الذي تلاه، أنشأ صندوقا للاعبين، وبفضل جهوده في عام 1955 تم اعتماد بلاده رسميا كعضو أساسي في الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، وتم قبول المملكة عضوا رسميا عام 1956. كما عمل على اعتماد ثلاث بطولات لكرة القدم السعودية، ابرزها كأس الملك وكأس ولي العهد.
وفي المجال الاجتماعي، رزق الأمير عبد الله الفيصل بعشرة أبناء، وهم الأمراء خالد ومحمد وبندر وعبد الرحمن وسعود وطلال وسلطان وتركي وفيصل والأميرة سلطانة.
لماذا أطلق عليه الملك المؤسس لقب "ربع الدنيا"؟
إنه "ربع الدنيا" بهذا اللقب أطلق الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ طيب الله ثراه ـ على أول حفيد له من ابنه ونائبه في الحجاز الملك فيصل بن عبد العزيز. وتأتي هذه التسمية عقب ذهاب الأمير الصغير عبد الله الفيصل إلى الملك المؤسس طالباً منه منحه سيارته الخاصة في سنواته المبكرة بعد منع والده الأمير فيصل (الملك فيما بعد) له من التوجه إلى الملك عبد العزيز عندما علم بنية الأمير الصغير من طرح مطلب السيارة على ملك البلاد. إلا أن سيارة الملك عبد العزيز باقية في ذهن الأمير عبد الله الفيصل وحينما لاحت له الفرصة توجه مع أحد رجالاته وهو (محيميد بن سعيد) إلى الملك المؤسس لطلب السيارة لكن الملك عبد العزيز رفض طلب الأمير الصغير، وفق ما ذكره ابنه الأمير محمد العبد الله الفيصل في فيلم وثائقي حصلت "الشرق الأوسط" على نسخة منه سجل قبل 5 سنوات.
واسترسل الأمير محمد في سرد قصة والده لطلب السيارة، فيقول: ليخرج حينها من مجلس الملك مكسور الخاطر وتوجه إلى ابن سعيد يطلب منه ريالا في الوقت الذي تزامن مع صدور أول ريال يحمل صورة الملك عبد العزيز ليعود أدراجه إلى الملك ويقول له "اسمك موجود على كل ريال والسعوديون يتعاملون به وتبخل علي بسيارة" ورمى الريال وخرج موليا وجهه الباب.
يقول الأمير محمد في الشريط الوثائقي: ذهل الملك عبد العزيز من تصرف الأمير الصغير وجرأته لينادي حراسه بأن يأتوه به وهنا عاد الملك عبد العزيز ليمنحه السيارة وقال له أنت ربع الدنيا. ويضيف الأمير محمد العبد الله الفيصل بأنه لم يصل الباب حتى أخذ الملك فيصل رحمه الله السيارة منه ليعود ادراجه.
عبد الله الفيصل: شاعر تصدر المشهد الثقافي السعودي 50 عاماً
على الرغم من أن الأمير الشاعر عبدالله الفيصل لم يصدر سوى ديوانين للشعر بالفصحى هما (وحي الحرمان) 1952، و(حديث قلب) عام 1982، إلا أنه ظلّ متوهجاً في المشهد الأدبي السعودي والعربي، يثير اهتمام النقاد العرب الذين رصدوا التجربة الشعرية السعودية.
ورث الامير عبد الله الفيصل حقبة زمنية كانت زاهية بالشعر والقصة في الحجاز، مثَلَها، عبدالوهاب آشي، محمد سعيد العامودي، محمد عرب، حمزة شحاتة ومحمد حسن عواد.. وزامل جيلاً عرف بشعره الكلاسيكي وإتجاهه الرومانسي كان منهم حسين سرحان، محمد حسن فقي، طاهر زمخشري، محمد الفهد العيسى، حسن قرشي.
وضمن جيله الأدبي، وفي فترة زمنية ناهزت الخمسين عاماً، وهي الفترة التي شبّ فيها في الحجاز، وأنتج معظم قصائده (في فترة الثلاثينات حتى الثمانينات)، كان عبد الله الفيصل يثير اهتمام الدارسين والنقاد، ويصنفونه باعتباره مؤشراً لمكانة القصيدة السعودية. فقد كتب عنه طه حسين في كتابه (من أدبنا المعاصر) أن الشاعر عبد الله الفيصل (شاعر بـدوي النزعـة فـي هـذا الحـب النقـي العفيـف، القريب البعيد في وقت واحد، ولكنه على ذلـك مصـري اللغة أو لبنانيها)، وقال إنه (ليس إلا واحدا من شعراء وطنه نجد ومستقره الحجاز يجب أن يضاف اسمه إلى أسمائهم وكلهم قاسى الحرمان).
وتحدث الدكتور أحمد كمال زكي عن تطور اللغة في بنيته الشعرية، (إذا كان عبد الله الفيصل، وهو شاعر مرموق قد خرج إلى دائرة العالمية فلا بد أن يكون وراء هذا الخروج إما تطور لغوي أسفر عن نتائج أسلوبية باهرة، وإما إلحاح على رسالة إنسانية نجح في توصيلها إلى المتلقي بحذقه العاطفي وبشفرته المفهومة). وخاطبه الرئيس الفرنسي جاك شيراك عندما كان عمدة لباريس 1985 (إن الروائع الأدبية مهما كان البلد الذي ينتمي إليه صاحبها تأتي مجرد نتيجة اتفاق بين الكاتب وعبقرية اللغة التي يستعملها بإضافة زخرف جديد عليها، ولعل هذا هو الذي وقع بالضبط بين المبدع وبين اللغة العربية الأدبية التي أصبحت الأداة والساعة من ملهمات الفن لشعركم). اما الشاعر السعودي عبد الله بن ادريس فقال (إنه شاعر يشبه الشعراء القدامى كعمر بن أبي ربيعة المخزومي إلى حد كبير في كثير من خصائص الشعر وأغراضه).
وحين احتدم الجدل بين المثقفين السعوديين في الخمسينات والستينات أثناء طرح دعوات التجديد في العالم العربي ولا سيما شعر التفعيلة، وقصيدة النثر، وكان رواد تلك الدعوات نازك الملائكة وبدر شاكر السياب في العراق وأحمد عبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور في مصر، أصرّ عبد الله الفيصل على المحافظة على بنية القصيدة العربية، ورفض تلك الدعوات، وانحاز بالمطلق لبنية الشكل القديم للقصيدة، وتعهد في حوار صحافي (مكافحة ما يسمى بالشعر الحديث أو الحر الذي اعتبره سرطانا ينخر اللغة العربية والأدب العربي).
رغم ذلك يرى الناقد حسن الهويمل أنه (إذا كان الشاعر النجدي المرحوم محمد بن عثيمين (ت 1363 هـ) زعيم المحافظين، فإن الأمير عبد اللّه الفيصل يعد بحق زعيم الإبداعيين بدون منازع)، وقال الهويمل إن عبد الله الفيصل (لم يكن شاعراً غنائياً بالصدفة ولا بالتعمل، ولم تطاوعه اللغة وتمده بالكلمة المغناة إلا لإحساس ذاتي غير مفتعل، والبحور الشعرية الخفيفة الصافية والقافية السلسة الموقعة، كل ذلك لم يكن عن رغبة متعمدة، وإنما كان عن استعداد فطري، فالفرزدق عاشق لا يحسن الغزل، وجرير غزل لم يجرب العشق، أما عبد اللّه الفيصل فعاشق يحسن الغزل). وكان عبد الله الفيصل يستجيب في تلك المرحلة إلى الاتجاه الطبيعي الذي كان سائداً في الوسط الشعري السعودي، خاصة بالنسبة إلى الجيل الذي ورث بنية القصيدة العمودية، واعتبر محاولة إحداث تغيير فيها تعريضاً ببنائها اللغوي، ومجاراة لحركات بزغت في الغرب.
ترجمت أعمال عبد الله الفيصل الى الانكليزية والفرنسية والروسية، في العام 1981 منح الدكتوراه الفخرية بقرار من مجلس امناء الاكاديمية للعلوم والثقافة المتفرعة عن مؤتمر الشعراء العالميين المنعقد في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الاميركية.
وفي عام 1985 تم منحه جائزة الدولة التقديرية، كما حصل على اللوحة الالفينيسية لمدينة باريس من عمدتها (الرئيس) جاك شيراك عام 1985، ومنحه الملك الحسن الثاني عاهل المغرب العضوية في الاكاديمية الملكية المغربية عام 1986 كواحد من ابرز الشعراء والأدباء العرب. وشارك الأمير عبد الله الفيصل في المنتدى الادبي في جرش في المملكة الاردنية الهاشمية عام 1986، ورأس في العام نفسه الوفد السعودي إلى مجتمع الادباء والشعراء في (المربد) في العراق. كما نال منحة مجلس جامعة شو في ولاية شمال كارولينا في الولايات المتحدة الاميركية، وحصل على درجة الدكتوراه الفخرية في الادب والعلوم الانسانية من مؤسسي مؤسسة الملك فيصل الخيرية عام 1989
مقبرة العدل في مكة.. تضم في حناياها أمراء ومشايخ
تعد مقبرة (العدل) في مكة المكرمة الواقعة الى الشمال الشرقي من المسجد الحرام المقبرة الثانية بعد مقبرة (المعلاة) في منطقة الحجون، والتي ووري في ثراها الأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز مساء أمس.
ووري في ثرى المقبرة عدد كبير من الأمراء من العائلة المالكة السعودية، منهم الأمير منصور بن عبد العزيز والأمير مشاري بن عبد العزيز، والأمير ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة (سابقا) ووالدته وكذلك والدة الأمير سعود بن عبد المحسن.
ودفن فيها أيضا الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام السعودية السابق والعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، والشيخ عبد الله الخليفي إمام وخطيب المسجد الحرام والشيخ عبد الله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام والشيخ عبد الله البسام عضو هيئة كبار العلماء في السعودية وعدد من المشايخ. وتقع مقبرة العدل الى الشرق من مبنى إمارة منطقة مكة المكرمة ويفصلها عن مبنى إمارة مكة المكرمة شارع فرعي بطول مئتي متر تقريبا وعرض حوالى سبعة أمتار تقريبا، وتصل مساحتها الى حوالى 50 ألف متر مربع وفق إفادة المهندس جمال بكر حريري وكيل أمانة العاصمة المقدسة وقد تم أخيرا تحديث جزء من هذه المقبرة وهي المنطقة شبه الجبلية التي تتوسطها وعمل قبور إضافية فيها.
وقد وضع جثمان الأمير عبد الله الفيصل في قبر مجاور لزوجته والدة الأمير محمد العبد الله الفيصل وهو قبر لحد يصل طوله الى المترين وبعرض متر وعمق متر ونصف.
صحيفة الوطن السعودية
رئيس الشباب الأسبق: مآثر الفيصل لا تحصى
قال رئيس نادي الشباب الأسبق الذي عايش مراحل من مسيرة فقيد الرياضة السعودية الأمير عبدالله الفيصل، الخبير الرياضي محمد جمعة الحربي "تاريخ
ويشير جمعة إلى أن "الأمير عبدالله الفيصل كان سبباً في تطور الحركة الرياضية السعودية في بواكير عهدها بدعمه اللامحدود وحبه الشديد للرياضة والرياضيين دون تمييز، ومساهماته تجاه الرياضة عديدة ولا يمكن بأي حال حصرها في كلمات موجزة".
وتابع "بهذه المناسبة الحزينة لا يسعني إلا أن أتقدم ببالغ العزاء لخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ويرعاه، ولولي عهده الأمين، ولكافة أفراد أسرة الفقيد وفي مقدمتهم الأمير محمد بن عبدالله ولأخوة الراحل، كما أنقل أحر التعازي والمواساة إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، ولنائبه الأمير نواف بن فيصل، وكافة الأسرة الرياضية السعودية".
كبير شرفيي نادي الرياض: خدم الرياضة السعودية في التأسيس والتطوير
شارك عبدالعزيز بن عسكر كبير أعضاء شرف نادي الرياض والمعايشين الأوائل لجهود الفقيد الراحل الوسط الاجتماعي السعودي عامة، والرياضي على وجه الخصوص أحزانه بفقد رائد الحركة الرياضية السعودية الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله - فقال "بداية ما أستطيع قوله هو ما جاء في آيات الذكر الحكيم (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)، وبعد فقد عايشت مراحل من تاريخ الرياضة السعودية كان للراحل - رحمة الله عليه - فيها جولات وصولات وجهود مضنية فعالة وداعمة ومثمرة في سبيل تأسيس وسط رياضي متقدم، وقد وهب المرحوم بإذن الله تعالى جهده وماله ووقته ولسنوات طويلة من أجل الوطن عامة والرياضة خاصة، ولم يمل من الكد والجهد فارساً يمتطي صهوة النجاح والتوفيق والسداد في كل خطواته، وهكذا هم الرجال يبذلون النفس قبل النفيس".
وأضاف "أي الكلمات تستطيع أن تنقل رثاءنا في الأمير - رحمه الله - فغصة الحزن لا يمكن معها التعبير، لكن لا نقول إلا ما يرضي الله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
الزياني: الأمير الراحل كان رئيساً فخرياً للاتفاق
أكد نائب رئيس نادي الاتفاق، عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم خليل الزياني أن الفقيد يعد من الشخصيات الرائدة ليس فقط في الرياضة السعودية فحسب بل والعربية والخليجية، وقال "حمل الراحل رحمه الله على كاهله هموم الرياضة كونه من المؤسسين المخلصين لكرة القدم في السعودية، وقد كان رئيساً فخرياً للاتفاق عام 84م، إضافة إلى كونه المشرف على المنتخب الذي لعب دورة الخليج الثانية في الرياض وأقام معسكراً إعدادياً حينها في الفترة نفسها التي كان فيها الأمير خالد الفيصل المسؤول الأول عن رعاية الشباب".
واستطرد "كان الأمير عبدالله من ضمن المؤسسين والداعمين للنادي الأهلي وتحققت في عهده بطولات كثيرة".أما رئيس لجنة الحكام الأسبق محمد المرزوق فقال "يعد رحمه الله ممن بذلوا المال والجهد والوقت، كما يعد من أوائل مؤسسي الحركة الرياضية في السعودية وعلى الرغم من ميوله للنادي الأهلي إلا أن له بصمات على كل أندية الوطن قلما نجدها في شخصيات رياضية".
وأشار المرزوق إلى أن الأمير محمد العبدالله الفيصل يسير على نهج والده وهو العزاء في هذا الرجل الكريم، وقال "التقيت الفقيد في عدد من المناسبات الرياضية وآخرها نهائي الكأس بين منتخب المنطقة الشرقية والغربية".
ومن جانبه، ذكر الحكم الدولي السابق عمر المهنا أن الأمير الراحل يعد راعي الرياضة الأول في السعودية، وكل ما فعله يصب في دعم الحركة الرياضية بشكل عام.