ترحيب باستدعاء السفير اليمني وقطع العلاقات مع ليبيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد الخامري من صنعاء: بعد يوم واحد فقط من مطالبات شعبية بقطع العلاقات الدبلوماسية بين اليمن وليبيا وإغلاق سفارة الأخيرة في صنعاء على خلفية اتهامات موجهة إليها كان آخرها على لسان رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مُجوّر بتورط ليبي في دعم التمرد الذي يقوده عبدالملك الحوثي في محافظة صعده على الحدود مع السعودية منذ أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي في حرب هي الرابعة من نوعها منذ منتصف العام 2004م ، كشفت مصادر رسمية في المؤتمر الشعبي العام "الحاكم" انه تم اليوم توجيه استدعاء رسمي للسفير اليمني في ليبيا حسين علي حسن للعودة إلى ارض الوطن.
وتوقعت مصادر مطلعة لإيلاف أن يكون هذا القرار قد صدر عن اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي الحاكم (المكتب السياسي) الذي انعقد اليوم برئاسة الرئيس علي عبدالله صالح وناقش عددًا من التقارير المرفوعة أهمها قضية أحداث صعده. وكان أبناء محافظة صعده من مشايخ وأعيان وعلماء ومثقفين وأحزاب سياسية ومنظمات مدنية طالبوا القيادة السياسية والحكومة بقطع العلاقات مع ليبيا وإغلاق سفارتها في اليمن بسبب ما قالوا إنه دعم ورعاية ليبية لعصابة التخريب والإرهاب الإجرامية التي يقودها الحوثي ومن معه في بعض مناطقهم (شمال اليمن).
وقالوا في بيان نشره الموقع الرسمي للحزب الحاكم "إننا نكرر نداءنا للقيادة السياسية والحكومة بتجفيف منابع الدعم لهذه العصابة والتي أصبحنا نشاهد إمكانياتها كل يوم في ازدياد ونشاهد الإرهابيين الذين يقودهم الحوثي يصرفون ويبذرون مبالغ مالية ويشيدون بالداعم الرئيس لهم معمر القذافي وليبيا ".
وأكد أبناء صعده في بيانهم أن قطع العلاقات مع ليبيا أصبح مطلبا من أبناء المحافظة لأنها دولة لا تحترم استقلال وسيادة اليمن وتدعم قتلة الوطن والمواطن في صعده ، موضحين أن مناطقهم تضررت من أعمال عصابة الحوثي الخارجة عن القانون و التي أضرت بالسكينة العامة وارتكبت أعمالاً إجرامية بهدف ترويع الآمنين والنيل من مقدرات الوطن في هذه المحافظة.
وذكًر البيان بما بذلته الدولة من جهود من اجل إقناع العناصر الإرهابية الخارجة عن النظام والقانون للكف عن الأعمال التخريبية والإجرامية ،والعفو عنهم من قبل رئيس الجمهورية لعدة مرات بعد الحرب الأولى في مران والحرب الثانية في الرزامات والإفراج عن السجناء على أمل أن يخرجوا ويعيشوا مواطنين صالحين ولكنهم خرجوا ليمارسوا القتل والإرهاب أشد مما مارسوه في المعارك السابقة وظلت قيادتهم في غيها وضلالها. وضمن أبناء المحافظة بيانهم شرحا لما وصلت إليه معاناتهم بسبب أعمال العناصر الإرهابية ، مشيرين إلى تضرر منازلهم ومزارعهم فضلا عن قيام تلك العناصر بإرهاب أولادهم وقتل وخطف شيوخهم وقطع الطرق وتدمير محطات وشبكات المياه والكهرباء والهاتف و الجسور والمدارس والوحدات الصحية.
ترجيب برلماني
إلى ذلك قال رئيس لجنة الحقوق والحريات بمجلس النواب الشيخ محمد بن ناجي الشائف في تصريحات خاصة لإيلاف أن الخطوة التي أقدمت عليها السلطات اليمنية اليوم باستدعاء السفير اليمني من ليبيا تعتبر خطوة في الصميم من حيث وضع الأمور في نصابها ومعالجة الأمر بالمعنى الصحيح بدلاً من المداهنات والتعامي عن أساس المشكلة ، مشيراً إلى انه شيخ قبيلة قبل أن يكون عضواً برلمانياً وسياسياً في الحزب الحاكم ويعرف كم يمكن أن يصمد القبيلي في وجه الدولة وكم يمكن أن يكون معه من سلاح وذخيرة ومال لمقاومة جيش منظم من القوات المسلحة.
وأضاف الشيخ الشائف وهو نجل شيخ مشائخ قبيلة بكيل التي تعد كبرى القبائل اليمنية أنه سبق وطالب أواخر آذار "مارس" الماضي باستدعاء برلماني رسمي لوزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي واستجوابه لتوضيح الحقائق حول المعلومات المتعلقة بتورط ليبي إيراني في أحداث التخريب المتواصلة منذ كانون الثاني "يناير" الماضي في محافظة صعده شمال اليمن على الحدود مع السعودية.
وكان أمين عام اللجنة الشعبية للاتصال الخارجي والدولي الليبي عبد الرحمن شلقم قام مطلع آذار "مارس" الماضي بزيارة رسمية لليمن نقل خلالها رسالة من الرئيس القذافي للرئيس صالح وصفت آنذاك بأنها ترميمية للعلاقات الدبلوماسية بين كل من الجمهورية اليمنية والجماهيرية الليبية التي شهدت خلال الفترة الماضية وتحديداً منذ مطلع العام الجاري تدهوراً كبيراً عندما اتهمت بعض المصادر القريبة من مصدر القرار اليمني ليبيا بدعم أتباع الحوثي.
إلا أن وفداً قبلياً يمثل عدداً من مشائخ اليمن البارزين رأسهم مقرب من الرئيس علي عبدالله صالح توجه أواخر الشهر نفسه "آذار" إلى العاصمة الليبية للقاء الزعيم الليبي معمر القذافي بهدف استيضاحه حول الدعم الذي يقدمه لتنظيم الحوثي ، الأمر الذي عده مراقبون أن زيارة وزير الخارجية الليبي "شلقم" لم تكن كافية لإذابة الجليد وإعادة تنشيط العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وان الجانب اليمني لم يقتنع ببراءة ليبيا من دعم الحوثيين.
وكانت العلاقات اليمنية الليبية شهدت خلال الفترة الماضية تدهوراً كبيراً في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بسبب دعم ليبيا للحوثيين وبعض مشائخ القبائل الذين استقبلهم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في طرابلس وأسبغ عليهم بعض الألقاب المتصلة بالقبائل.
وكانت مصادر مقربة اتهمت خلال الفترة الماضية ليبيا وإيران بدعم الحوثيين وعملت خلال الفترة الماضية على تنسيق الجهود والتواصل مع بعض الدول العربية والإسلامية وبعض القادة للتدخل لدى السلطات الإيرانية والليبية لإيقاف الدعم الذي يقدم منهما لتنظيم الشباب المؤمن أو ما يعرف بأتباع الحوثي بمحافظة صعده.
وأضافت المصادر التي يمكن وصفها بالمقربة أنها حصلت على معلومات مؤكدة من جهات استخبارية بان ليبيا وإيران تقدمان دعماً مالياً كبيراً لأتباع الحوثي ممثلين في البرلماني يحي بدر الدين الحوثي الذي يقيم حالياً في ألمانيا وحصل على حق اللجوء السياسي فيها وشقيقه عبد الملك الذي يقود المواجهات في صعده.
وتوقعت المصادر آنذاك أن تشهد الأيام القادمة تحركاً دبلوماسياً لإقناع الدولتين بالكف عن التدخل في شئون اليمن ، معتبرة ما يجري في صعده تصفية حسابات إقليمية ودولية تسعى من خلالها إيران لمواجهة الولايات المتحدة الأميركية في العراق ولبنان واليمن، واحتمال امتداد تحركاتها إلى البحرين ثم المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.
إلى ذلك كشفت مصادر مطلعة عما وصفتها بطموحات ليبية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تهدف إلى تصفية حساباته مع المملكة العربية السعودية من خلال استغلال أحداث صعده ، مشيرة إلى أن القذافي يُحاول إيجاد منفذ للعمل داخل السعودية من أي منطقة كانت بعد أن كان هدفه الأول العمل في المنطقة الشرقية فقط، واستهداف منابع النفط.
وأشارت المصادر إلى فشل محاولات ليبية سابقة لاستقطاب بعض مشائخ القبائل من أبناء محافظة صعده، ومحافظة مجاورة بغرض القيام بعمليات في المملكة العربية السعودية إلا أن السلطات اليمنية تنبهت مبكراً وقامت بردع تلك الجهات التي تواصلت مع العقيد القذافي ومكثت لأشهر في طرابلس.