إعتبارات أمنية وراء رفض مبارك لجسر مصر السعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مصادر دبلوماسية تستبعد أي أزمة بين القاهرة والرياض
إعتبارات أمنية وراء رفض مبارك لجسر مصر السعودية
نبيل شرف الدين من القاهرة: أثار إعلان الرئيس المصري حسني مبارك رفضه إقامة جسر على خليج العقبة يربط مصر بالسعودية، الكثير من اللغط حول حقيقة دوافع هذا الرفض على النحو الذي ورد بتصريحات مبارك التي نشرتها صحيفة "المساء" المصرية الحكومية والتي قال فيها: "أرفض تمامًا إقامة الجسر أو أن يخترق مدينة شرم الشيخ، وهذه مسألة مبدأ". وأسندت مصادر مطلعة سبب هذا الرفض إلى اعتبارات أمنية، حيث تخشى القاهرة من استخدام هذا الجسر في عمليات التهريب من قبل إرهابيين لارتكاب تفجيرات في شبه جزيرة سيناء أو المنتجعات السياحية المطلة على البحر الأحمر.
واستبعدت مصادر دبلوماسية في القاهرة وجود أزمة بين القاهرة والرياض، ربما تكون وراء هذا الرفض المصري، أو يمكن أن تترتب على تصريحات مبارك الرافضة على نحو قاطع لهذا الجسر، وأوضحت ذات المصادر أن العلاقات المصرية ـ السعودية أعمق من أزمة جسر بري بين البلدين، خاصة في هذا الوقت.
ونسبت الصحيفة إلى مبارك قوله إن اختراق الجسر لمدينة شرم الشيخ معناه إلحاق الضرر بالعديد من الفنادق والمنشآت السياحية وإفساد الحياة الهادئة والآمنة هناك، مما يدفع السياح إلى الهروب منها وهذا ما لن يسمح به أبدًا، وأضاف أن فكرة الجسر جاءت من العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز، وبعد ذلك رفضها الجانب السعودي ثم طفت على السطح مرة ثانية بعد غرق العبارة ولكنه يرفض تمامًا إقامة الجسر أو أن يخترق مدينة شرم الشيخ، وهذا مبدأ.
قصة الجسر
وفكرة الجسر البري بين مصر والسعودية ليست جديدة، إذ ترجع إلى نحو عشرين عامًا، وتحديدًا خلال اجتماع القمة السعودية ـ المصرية في القاهرة، بين الرئيس مبارك والعاهل السعودي الراحل الملك فهد عام 1988، ووقتها أصدر الجانبان اتفاقهما على إقامة جسر يربط بين مصر والسعودية.
وفي الخامس من نيسان (أبريل) عام 2006 وقع عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، على بيان مشترك، استنادًا إلى أن هذا الجسر البري سوف يسهل حركة التجارة بين الخليج وشمال أفريقيا، وكان مقررًا أن يطرح هذا المشروع على مجلس وزراء النقل العرب لمناقشته وإقراره .
إثر ذلك شكلت عدة لجان لتحديد أفضل مكان لإقامة الجسر، وبعد دراسات حددت اللجان الفنية المكان الممتد من "رأس حميد" في السعودية إلى "رأس نصراني" في مصر، مرورًا بمضيق "تيران"، ليكون مكانًا مقترحًا لإقامة الجسر بطول 23 كيلومترًا، في هذه المنطقة ذات المياه الضحلة .
وفي حينها كانت الإشكالية الرئيسة التي تحول دون تنفيذ الجسر تقنية بالأساس حيث لم يكن متاحًا وقتها، قادرة من الناحية الفنية على إقامة جسر معلق بطول 3 كيلومترات، غير أنه مع مطلع القرن الحالي بدت هناك حلول تقنية تشير إلى إمكانية التغلب على مشكلة إقامة جسر معلق لمسافة 3 كيلومترات، حيث نجحت اليابان عام 2001 في إقامة كوبري معلق بطول كيلومترين، وفي العام 2002 نجحت إيطاليا أيضًا في إقامة جسر معلق يربط الأراضي الايطالية في جزيرة صقلية بطول 3،3 كيلومترات، وبالتالي صار بالإمكان التغلب على المشكلة التكنولوجية لإقامة الجسر الذي يربط بين مصر والسعودية
ونقلت صحف مصرية وأخرى سعودية في الأسبوع الأول من أيار (مايو) الحالي عن مصدر سعودي قوله إن الملك عبد الله بن عبد العزيز سيضع الأسبوع المقبل حجر أساس المشروع، وإن الجسر سيربط بين رأس حميد في تبوك في شمال السعودية وشرم الشيخ عبر جزيرة تيران، وقدرت أن الجسر الذي يبلغ طوله في حالة إنشائه 50 كيلومترًا سيتكلف ثلاثة مليارات دولار وأن تنفيذه سيستغرق ثلاثة أعوام تقريبًا.