قلة المهنية جعلتنا نرى العجب العجاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الإعلام العربي يخدم الجهة التي تموله
قلة المهنية جعلتنا نرى العجب العجاب
سلوى اللوباني من القاهرة: أجريت العديد من الدراسات حول الفضائيات العربية.. وضمت الكثير من المعلومات منها على سبيل المثال أن القاسم المشترك لبرامج القنوات الفضائية العربية هو المادة الترفيهية وأفلام الجريمة والعنف والرعب والجنس وذلك كما ورد في دراسة أعدها د. ياس خضير البياتي في جامعة عجمان، أما الباحث أمين سعيد عبد الغني من جامعة المنصورة في مصر فوضح في دراسته أن وظيفة الترفيه تطغى على نقل الواقع وتحليله وفهمه، فالبرامج الفنية تمثل نسبة 60% من ساعات البث بينما برامج اللغة الواقعية 25% والتقارير الاخبارية 5% وهناك تركيز على المسلسلات بنسبة 20% وبرامج منوعات الفيديو كليب 19% من ساعات بث القنوات العربية، وأن القنوات الفضائية العربية تبلغ 8% من قنوات العالم الفضائية. أما بالنسبة إلى تكلفة تأسيس فضائية فوضحها المخرج السينمائي العراقي قاسم حول في دراسته والتي قدرها ب 3 ملايين دولار ما بين معدات التصوير والمونتاج وإيجار الموقع على القمر الصناعي ورواتب المنتسبين، و 7 ملايين دولار سنوياً لشراء البرامج الجاهزة وإنتاج البرامج الوثائقية والاخبارية والسياسية. وهي معلومات تدعو الى طرح أسئلة عديدة حول نوعية وقيمة برامج الفضائيات بمختلف أنواعها، ومدى الحرية التي تتمتع بها هذه الفضائيات، وما مدى كفاءة المذيعين والمحاورين إضافة الى انه كيف يمكن تقويم أداء برامج الفضائيات العربية لتناسب أجيال الشباب أو لتساعدهم على الوعي الفكري؟ فتوجهت إيلاف الى عدد من الاعلاميين والمثقفين لاستطلاع آرائهم في تقويم إعلامنا العربي من خلال هذه الفضائيات بشكل عام. د. أحمد ابراهيم الفقيه -ليبيا-، الروائي يوسف القعيد والكاتبة سحر توفيق -مصر-، الاعلامي صالح زيتون والاعلامية عروب صبح -الاردن-، الكاتب والناقد عبد المالك أشهبون- المغرب-، أمين عام الملتقى الاعلامي العربي ماضي الخميسي، الشاعرة والاعلامية سعدية مفرح-الكويت-، والكاتبة ريم الصالح -السعودية. منهم من وجد أن الحياة أصبحت أكثر إحتمالاً وأقل مدعاة للضجر والملل بوجود هذه الفضائيات إلا أنها في الوقت نفسه لا تضع مصلحة المشاهد باعتبارها وإنما تخدم الجهة التي تمولها. والبعض وجد أن كثرة الفضائيات وقلة المهنية والحرفية جعلتنا نرى العجب العجاب، إضافة الى أن هناك برامج تستحق التصفيق وأخرى لا تستحق عناء الحديث عنها.
د. أحمد إبراهيم الفقيه..أداء المحاور يفتقر الى أبسط مقومات اللياقة مثل "أحمد منصور"
من حيث المبدأ فان هذه الثورة في مجال الاتصال والمعلومات وما يسمى بالسموات المفتوحة هو إنجاز على طريق التدرج الحضاري للانسانية لا يمكن انكاره، فقد صارت الحياة أكثر احتمالاً وأقل مدعاة للضجر والملل مما كانت عليه قبل وجود هذه الاختراعات وفي مقدمتها هذه المحطات، هذه نقطة أولى، نقطة ثانية هي أن خوفاً بل رعباً كبيراً رافق بداية ظهور هذه التقنيات حيث كان الخوف كبيراً لدى النخبة من أن يقع الناس فريسة لاعلام الدول المتقدمة بكل ما ينتج من ذلك من استلاب وغزو للعقول ومحو للشخصية الوطنية والثقافة الوطنية والهوية الوطنية، وقد ثبت أن ذلك الخوف غير صحيح لأن المشاهد في الغالب سيشاهد المحطات التي تخاطبه بلغته وبمفردات الثقافة التي ينتمي اليها حتى لو كان يجيد لغة الاقوام الاخرى ويمكن الحكم من خلال عائلات عربية تعيش في كندا وأميركا ومع ذلك فهي لا تشاهد غير فضائيات الوطن الاصلي. بالنسبة إلى التقويم فان الاستقطاب هو أول عيوب هذه الفضائيات التي لا تشعر أنها تضع المواطن أو المشاهد ومصلحته في الاعتبار الاول وإنما هي تخدم جهة ما مولتها أو دفعت لها الاموال. فالولاء ليس دائماً للمشاهد حتى وإن حاولت مغازلة عواطفه أو غرائزه. ويستوي في ذلك القنوات السياسية الاخبارية أو الفنية وقنوات التسلية والترفيه، الخاصة والحكومية والنقطة الثانية وهي تفصيلية فان المستوى الثقافي يعاني تدنياً بشعاً ولا نرى ما يكفي من المادة الفكرية والثقافية المعنية بتعميق الفكر وتنمية المدارك وتوعية الناس لا على مستوى الفكر ولا مستوى الابداع ولا نرى وجوداً لكبار المبدعين العرب على هذه القنوات. حتى أصحاب الشعبية الكبرى مثل الراحل نزار قباني الذي كان يشرف أي قناة أن تفسح له برنامجاً يومياً يرتقي بالذوق لم نر له ظهوراً في حياته على الشاشة الصغيرة وعلى مدى سنوات طويلة عاصر فيها وجود هذه الفضائيات قبل رحيله. وخذي ذلك مثالاً على بقية المفكرين والكتاب والمبدعين. اما بالنسبة إلى حرية الاعلام فلا توجد لدينا ابداً، واداء المذيع العربي أو المحاور فهو يفتقر الى أبسط مقومات اللياقة وخذي مثلاً مذيعاً مثل "أحمد منصور" في الجزيرة وتعاملة البائس التعيس مع ضيوفه. بالنسبة إلى أعداد البرامج العربية لا يشتهر منها إلا التافه مثل برنامج "حوار صريح جداً" بينما لا يلقي التقدير حوار محترم مثل "زيارة خاصة". وما هو موجود الان من برامج تعمل على تغييب وعي الشباب لا تعميقه.
يوسف القعيد..لا يوجد إعداد للبرامج العربية ولا يحزنون.
أعترض أولاً على تعبير الإعلام العربي. أو الفضائيات العربية. هناك فضائيات تمولها أنظمة أو مستثمرون وكل مالك لوسيلة إعلامية هو الذي يوجه سياساتها. ويرسم لها الخطوط الحمراء والخضراء. ويقرر تهاجم من. وتمدح من. الجميع ينظر إلى الفضائيات باعتبارها وسيلة من وسائل الحكم. وليست جهازاً لإنتاج الإعلام. يخدم صاحب الحق في الخدمة وهو المشاهد.من ناحية الأداء السياسي. كل فضائية هي وسيلة من وسائل الحكم بالنسبة إلى من يمتلكها. سواء كان دولة أو مؤسسة أو شخصا. أما حق المشاهد العربي في أن يعرف فهو يأتي بعد ذلك. ثم أين هي الفضائيات الثقافية؟ هل تعتبرين أن الفضائية التي تبث أفلاماً 24 ساعة محطة ثقافية؟ لا توجد قناة إعلامية واحدة مخصصة للثقافة. في حين العشرات مخصصة للرياضة. أقول للرياضة فقط وليس للشباب. الفضائيات الدينية ترتل القرآن الكريم 24 ساعة. ولا إعتراض لي على ذلك. بل أرحب به. لكنها لا تقوم بأي دور من أجل تحديث فهم المواطن المسلم للدين. ومواجهة مشكلات العصر. الإيجابية الوحيدة في إنتشار الفضائيات العربية الآن. أن المواطن العربي أصبح يرى ما يجري حوله في لحظة وقوعه نفسها. أصبح يرى حكامه في لحظات فعلهم. وهذا رفع القداسة عنهم. لكن هذه الفضائيات تركز على كل ما يفرق العرب وتحاول أن تنهي زمن القومية العربية. وترفع شعار الحوار مع الآخر. علماً بأن هذا الآخر لا يريد الحوار معنا. ولا توجد أي حرية للإعلام. هو إعلام موجه لكن تنقصه الشجاعة في الاعتراف بأنه موجه. وهو إعلام يخدم أيديولوجيات بعينها. لكن الإعلام الحر بمعنى أنه لا يحكمه أي شيء سوى الخدمة الإعلامية فقط. وأن يكون المشاهد سيد الموقف. فلا وجود له عندنا. اما بالنسبة إلى تقويم أداء المذيع العربي أو المحاور فأنا لا أحب التعميم وما سبق أن قلته وما أقوله الآن وما سأقوله لاحقاً يعاني من التعميم. وأعتذر عن التعميم. المذيع العربي ترك المهمة القديمة. عندما كان يقول: أحرار يا عرب أحرار. إلى صورة أخرى يقلد فيها فيصل القاسم في قناة الجزيرة. كل مذيع يأتي بصاحب رأي وعكسه. ويشهد عملية صراع الدببة. أو الفيلة. وكلما كان الصراع قوياً كلما كان المذيع ناجحاً. اما عن تقويمي لاعداد البرامج الحوارية فلا يوجد إعداد ولا يحزنون. كل مذيع الآن أو معظمهم على الأقل يتولى إعداد برنامجه بنفسه. لو تمكن من إخراجه أيضاً لأخرجه. مراحل العمل التلفزيوني التي نعرفها لا تتم لأسباب خاصة بعمليات الربح والتجارة التي تشكل قوام ما نشاهده من برامج. ولذلك لا نقرأ اسم معد أو معدة. ولو كان هناك إعداد يتم احترامه لكان وضع البرامج أفضل. وعن تقويم أداء برامج الفضائيات العربية لتناسب أجيال الشباب أو تساعدهم على الوعي الفكري قال القعيد..أين هم الشباب العرب في الفضائيات العربية؟ قد يوجد مذيع شاب. أو مذيعة شابة يقرآن النشرة. أو يقدمان أحد البرامج. وهما أبناء إعلاميين سابقين توسطوا لهم في العمل. من باب توارث المهن. وهو ما نشاهده بكثرة شديدة في الإعلام العربي. إن رأيت شاباً أو شابة. فهم عادة ما يكونون جالسين فى عمق الأستوديو يصفقون للضيوف. حسب تعليمات المخرج. الذي يشير إليهم من وراء الكاميرا. ويحصلون على أجر في آخر اليوم. ويعتبر بعض العاطلين أن هذا العمل ربما كان بديلاً للعمل الذي لا يجدونه.
سحر توفيق.. البرامج في الغالب الأعم تافهة
إذا أردنا تقويم إعلامنا العربي بشكل عام، فيمكن القول إنه متوسط في الغالب، وأنا أرفع الدرجة إلى متوسط لأن هناك بعض البرامج المهمة والجميلة والتي تدعو المتفرج إلى متابعتها. لكن في الوقت نفسه، البرامج في الغالب الأعم تافهة، ولا تقدم للمشاهد سوى مزيد من التخلف .الخطوط الحمراء طبعاً موجودة جداً، حتى في أكثر القنوات تشدقًا بالحرية، بكل أسف أيضاً هناك خطوط حمراء. لم أجد حتى الآن قناة عربية واحدة ليس لديها خطوط حمراء وإن اختلفت القنوات في مدى تمسكها بهذه الخطوط، ونوع الخطوط الحمراء من قناة لأخرى، وبالطبع من بلد لآخر. مرة أخرى معظم المذيعين العرب لا فائدة منهم، وتظل الملاحظات نفسها التي سمعتها منذ سنوات بعيدة قائمة، ولكن هذا لا يمنع وجود مذيعين جيدين يستطيعون التحاور بالفعل، ولكنهم قلائل وبكل أسف أغلب هؤلاء يتم إبعادهم بطريقة أو بأخرى، حيث إن ذلك غير مطلوب فى الغالب. البرامج الحوارية أغلبها كما قلت تافه للغاية، ولكن هذا لا يمنع وجود برامج جيدة، وبكل أسف، لا نستطيع أن نلقي باللوم على التافهين دائمًا، فهؤلاء يفوزون أكثر بالجمهور، وبرؤوس الأموال التي تدعمهم، إلخ. بالمناسبة هذه أسئلة كبيرة على إجابات سريعة، لكن باختصار، لو أردنا أن تكون البرامج تناسب الشباب وتساعدهم على الوعي الفكري، فلابد أن تكون برامج واعية فكرياً من الأساس، أغلبية البرامج وأغلب المذيعين ليسوا كذلك بكل أسف.
صالح زيتون.. فرض ميثاق شرف للحفاظ على عذرية العقل العربي
أولاً لنتفق على قاعدة أساسية هي أن الاعلام العربي في عصر الفضائيات هو غيره ما قبله وبالتالي يمكن الولوج الى الحقيقة الماثلة للعيان وهي أن الاعلام العربي انتقل نقلة نوعية في السنوات العشر الاخيرة أولاً بفضل عصر الديجتال الذي لم يعد ممكناً منعه من اختراق الاسوار البوليسية في العالم العربي وأضحى متاحاً الاطلاع المشبع على مجريات الاحداث ومتابعة دقائق الامور أولاً بأول ونحن على أعتاب حقبة أكثر تطوراً من الناحية التقنية ستتيح ما هو أكثر من المتاح حالياً خاصة مع تفاعل تقنيات التلفزيون والانترنت وعليه فإن التطور الاكثر مثولاً في العصر الجديد هو الشفافية الهائلة في متابعة ما يجري وكسر تابوهات الانظمة والمجتمع التي كانت تحول دون تدفق المعلومات ناهيك عن كسر عائقي الزمان والمكان بما جعل المعطيات بين يديك دون أن تتحرك من مكانك هذا من حيث البعد اللوجستي. أما من حيث البعد الموضوعي فان الاعلام العربي لا ينظر اليه وفق مسطرة واحدة. فالرسمي منه على اختلاف الانظمة متوحد في التخلف والمباشرة والاسفاف والغثاثة لكن الفرصة التي أتاحت للاعلام الخاص أن ينطلق جعلته تائهاً بين خياراته فقد كانت الفكرة الاهم من حرية الاعلام المفتوح هي الحصول على الحقيقة النسبية ولكن ذلك ليس مطلقاً لان القائمين وراء المشاريع المكتظة في فضاء العرب تتعدد أجنداتهم وتتنافر وقد تجلى ذلك في الشق السياسي بالدرجة الاولى إلا انه على صعيد الترفيه انفلت العقال الى درجة الابتذال والكثرة الغثة الامر الذي أضحى مستوجباً معه فرض ميثاق شرف للحفاظ على عذرية العقل العربي دون تلوث أو خدش. ويمكن القول انه رغم تساوي الفضائيات السياسية في إمكانياتها الفنية إلا انها متباينة في محتواها وأدركت دول العالم أهمية مخاطبة المشاهد العربي ليس هياماً به ولكن في إطار حرب غسيل الادمغة. ولنا في ذلك مثال قنوات الدول الكبرى مثل الحرة والالمانية وروسيا اليوم والبي بي سي والفرنسية وقريبا الصين واليابان والهند. أما الفضائيات السياسية العربية الخالصة فقد قفزت بلا شك قفزة نوعية طورت فيها ذهن المشاهد ولانها في نهاية المطاف وضعته أمام اصطراع المصارع والاجندات وصار لزاماً عليه الاختيار الواعي وإدراك الغث من السمين. ومما يعاب على الثورة الفضائية العربية الحالية تجنبها أو تجاهلها للبعد الثقافي الذي يعزز أواصر الاخوة العربية بين أقطار الوطن العربي وصار علينا أن نفهم العامية المغربية واللبنانية والخليجية ناهيك عن المصرية بدلاً من توحيد ذلك بالعربية الفصحى خاصة مع الانتشار الغث للفضائيات السخيفة التي لا تروج للاسفاف الفني فحسب بل وتمسخ ذوق المشاهد بأنماط لم تكن شائعة مثل قنوات السحر والمسابقات السخيفة والخلاصة هنا أن الاعلام العربي في عقده الاخير تطور فنياً ومضموناً لكن مخاطر التوجهات الكامنة وراء المشاريع المتباينة تحتاج الى تمحيص واع من المواطن العربي. بالنسبة إلى حرية الاعلام العربي فقال زيتون.. نعم ولا معاً فالحرية بمعنى حرية التدفق لم يعد هناك ما يمنعها ولكن المشكلة هي في استغلال هذا التدفق لتمرير الافكار الهدامة والاجندات المعادية والتي ستكلف المشاهد العربي مزيداً من الجهد لفلترة ما يتلقاه من سيل عرم من المعطيات وحتى لا نهول ما أتاحته التقنية من حرية تدفق علينا أن نعترف أن حرية الاعلام مسألة نسبية تعتمد على الموضوع وعلى الوسيلة الناقلة ولا زالت هناك تابوهات تحول دون مزيد من الحرية والامر أصلاً متعلق بالاصلاح والمشاركة السياسية والاجتماعية التي تتيح لكل فئات المجتمع من التفعل الحي دون قيد وبلا خوف من القمع السياسي والديني والاجتماعي. وحتى لا نتصور أننا في جنة عدن فلا زالت هناك خطوط حمراء كثيرة يمكن أن ترشد بميثاق شرف إعلامي واحد وهذا لوحده من المستحيلات رغم كل ما يتشدق به المتشدقون على منابر منتديات الاعلام العربي. كما أتاحت فرصة الانتشار الواسع للفضائيات فرصة إطلاق الابداعات الخاصة لدى الجيل الجديد من الاعلاميين العرب الذي برزوا كمحاورين أكفاء وكمقدمي برامج متميزة في قنوات مستقلة نسبياً رغم أن دولهم لم تستطع أن تكتشفهم أو ترعاهم. ويمكن القول أن السنوات العشر الاخيرة أسهمت في تفوق نجوم الشاشة الفضية على نجوم الشاشة الذهبية التي طغت لعقود وهذا بدوره أسهم في تحسين الذائقة العربية وقبولها لانماط جديدة من الابداعات لم تكن متاحة في عصور الظلمات. ومن أكبر منجزات الفضائيات الجادة هو إطلاقها لظاهرة التوك شو العربية لكن مثل هذه البرامج تعتمد على القناة أولاً وعلى المقدم ثانياً وعلى الضيوف ثالثاً وعلى الموضوع رابعاً. و لا شك أن أخطر فئة مستهدفة في المجتمع العربي هي الشباب والنساء. ولذا نرى هذا التيار الجارف من الفضائيات يتذرع بالقاعدة المضللة "الجمهور عايز كدة" لتنشر الاسفاف وتمخ الذوق وتمارس العهر الفضائي. بلا قيود ولا زالت الفضائيات العربية قاصرة عن أداء الدور الوطني والقومي في تعبئة الاجيال الشابة من الجنسين بما يفيدها في التوعية والمعرفة وترسيخ الهوية العربية الاصيلة وتنوير العقول بالمفاهيم العصرية الواعية مع إدراكنا للحاجة للتسرية عن النفوس وإمتاع العين والاذن ولكن كل بحدود.
عروب صبح.. برنامج القاهرة اليوم من البرامج الجيدة
الفضاء أصبح مفتوحاً.. وهذا جعل كل من لديه هدف أيديولوجي أو ايديولوجي مادي أو مادي بحت جزءا من المشهد الإعلامي و الإعلاني...الرأسمال ...حجمه وحجم فكر من ورائه هو الذي يحدد شكل الرسالة التي تهوي على رؤوس المشاهد العربي الذي أصبح لديه مساحة كبيرة للإنتقاء ولكن من بين ماذا قد يكون هذا هو السؤال. التنوع في حد ذاته شيء جيد ولكن النوعية المطروحة و نسبة التافه والعقيم منها هو المؤشر على مدى تأثير الإعلام الإيجابي أو السلبي بوجه العموم. هناك تجارب مشرقة وتستحق المتابعة. الإعلام مرآة المجتمع و نحن ما زلنا في البداية أي أن الإعلام في حالة مخاض مستمر فمن الطبيعي أن يكون هناك نوع من الفوضى التي تعكس أصلاً تفكير مجتمعاتنا. فبعض القنوات الفضائية المليئة بالفيديو كليبات (الفاضحة) -اعذروني على التعبير- تنقل الآذان من الحرم الشريف. وقنوات الأخبار المملوكة لحكومة معينة تغض البصر و الطرف عن كل ما يجري في تلك البلد!!! هناك بعض القنوات الواضحة حتى في الرسالة المنحطة أو الغبية أو التشاتية التافهة ولكن السم يأتي في الدسم أحياناً. يتكرر هذا السؤال -هل لدينا حرية إعلام- في المنتديات وورش العمل والملتقيات ولكنه أصبح من البديهي أن نسلم بوجود هذه الخطوط. السياسي منها بالذات حيث إن الإجتماعي تلاشى لدرجة اللا وجود بل على العكس أظن الموضوع مقصوداً. فكلما انصرف الناس للمتعة البريئة وغير البريئة اضمحل تفكيرهم و نسوا أوضاعهم ال........... والتي يعيشها معظم سكان العرب في أوطانهم إقتصادياً و سياسياً. الحرية نسبية وطالما انها لا تؤذي أو تزعج أو تقلق أولي الأمر أو أصدقاءهم أو بعض من لهم اهتمامات مشتركة مع اولي الأمر فلا بأس ببرنامج حواري جريء أو برنامج غنائي جريء جداً. الرأسمال و علاقاته هو الذي يحدد مدى الجرأة السياسية وهي مهما وسعت محدودة. أما الجرأة الإجتماعية فأظنها أصبحت مفتوحة لمن يزيد. وبالنسبة إلى تقويم المذيع او المحاور العربي مهنياً هناك أساتذة في هذا المجال على مساحة الوطن العربي وهذه السنوات الأكثر من عشرة و التي حملت التجارب الإعلامية العربية من محليتها لتنشرها عربياً وعالمياً أعطت الفرصة للعديد من المبدعين أن يُغنوا أو يَصقلوا كفاءاتهم سواء في السياسة أو الفن والترفيه بشكل عام. والأسماء معروفة ولكن هناك طفيليين أحياناً يأخذون فرصهم على حجم علاقاتهم. اما عن البرامج الحوارية فقالت صبح..جيد بشكل عام ولا يمكن التقييم في هذا المجال بشكل صحيح إلا إذا تحدثنا عن برنامج بعينه لأنه وكما أعتقد أن كل البرامج الحوارية( السياسية) في معظم المحطات تخضع لسياسة المحطة و توجهها السياسي وعلاقاتها والخ. أما إذا كان فنياً و إجتماعياً فهناك برامج حوارية منوعة جيدة جداً مثل القاهرة اليوم. وعن كيفية تقويم البرامج لتساعد الشباب على الوعي الفكري فقالت على الأقل وفي البداية وعلى وجه السرعة إذا تخلصنا من قنوات التشات و الموسيقى/تشات، أما ما تبقى فالريموت نعمة كبرى. فمن المهم أن يستطيع الإنسان أن يختار ما يشاهد بالوقت الذي يريده من سياسة, رياضة, أفلام, موسيقى, مسلسلات, برامج دينية. المشاهد سينتقي ما يشاء في النهاية ولكن المسؤولية الإنسانية على الأقل إن لم تكن إجتماعية أو دينية تحتم عدم تقديم أو السماح ببث القنوات التي أشرت لها سابقاً.
د. عبد المالك اشهبون.. حريات لا حدود لها مثال قناة "الجزيرة" الفضائية
لا أحد ينكر الدور الريادي الذي أضحت تلعبه المؤسسات الإعلامية على الصعيد العربي، إلا أن ما يسجل بكل حسرة وأسف هو هذا التهافت على إنشاء الفضائيات، وإغراق المشاهد العربي في مواد إعلامية لا تخرج عن نطاق الاستهلاك البسيط إن لم نقل المبتذل. فالعديد من الفضائيات العربية تدفع الناس إلى المزيد من الانكماش والخمول واللامبالاة، لأن جل شغلها الشاغل هو تشجيع الذهنية الترفيهية على حساب الذهنية الإنتاجية. أما ما هو مفارق في الحقل الإعلامي العربي من زاوية أخرى، هو التمايز الصارخ بين الخطاب الإعلامي المتقدم والبنية المجتمعية التقليدية. وخير مثال على ذلك هو التجربة الإعلامية المتقدمة في قطر؛ وما أطلقته من حريات لا حدود لها (مثال قناة "الجزيرة" الفضائية)، بينما لا تبدو هذه الحريات ذات صلة بالمجتمع الذي ينطلق منها البث. إنه من السهل التسليم أن الثورة الإعلامية حاصلة في العديد من البلدان العربية، لكن المنطق يقول إن هذه الثورة الإعلامية لا تقع في فراغ، إذ يقوم بها أناس تربوا في صميم المجتمع التقليدي. إذا كانوا ذوي عقلية متخلفة فلا بد أن تحافظ ثورتهم، حتى بعد تحقيقها، على هياكل اجتماعية متخلفة في عمقها، رغم زخارف الدعاوى. أما البرامج الحوارية فغالبا ما تكون موجهة في هذا الاتجاه، ومحايدة حيادا سلبياً في الاتجاه المعاكس...وهذا الحياد يعطي صورة غير واقعية، وملغومة حول مفهوم حرية التعبير في القنوات الفضائية العربية. وخلاصة القول: إن وضع الإعلام العربي راهناً أفضل بكثير مما كان عليه الأمر في العقود التي خلت، حينما كان الإعلام موجهاً حتى النخاع من طرف وزارات الإعلام في الدول العربية، والحصيلة أن القارئ العربي كان مجبرا (لا بطلا)على مشاهدة البرامج المفروضة عليه فرضاً، وهي بطبيعة الحال برامج مفارقة للواقع الذي كان يتحرك بإيقاع سريع جدا من خلال صورة الإعلام الغربي لدى المثقف العربي...وهذا ما كان يتسبب في إصابة هذا المشاهد المغلوب على أمره بحالات من الاكتئاب النفسي المزمن، نتيجة ما كان يشاهده ـ عن كره منه ـ من برامج ثقافية وفنية وإخبارية وترفيهية لا يرضى عنها، ولا تلبي أبسط احتياجاته في المعرفة والترفيه والإخبار....
ماضي الخميس.. كثر الفضائيات وقلة المهنية جعلتنا نرى العجب العجاب
أعتقد أن الإعلام العربي لا يمكن حصره فقط في أداء القنوات الفضائية، فهي كما حال واقعنا العربي المرير تترنح بين أمزجة المستثمرين وأهواء المشاهدين. إن التنوع في ما تطرحه هذه القنوات الفضائية يحمل مؤشراً واضحاً أن الإعلام العربي اليوم بحاجة إلى وقفة حقيقية لتصحيح المسار. أعتقد أن كثرة الفضائيات والتشابه في معظمها دليل استسهال من قبل القائمين عليها للاتجاه الى الاستثمار الاعلامي قليل التكلفة وسريع المردود خاصة من خلال القنوات الغنائية. فضائيا وإلكترونيا أصبح لدينا فعلاً حريات حقيقية، ولكن من خلال وسائل الاعلام التقليدية وخاصة الصحافة وللأسف الشديد فحريتها لم تستطع أن تواكب الحرية الحقيقة والكبيرة التي تمارس عبر الانترنت والمدونات والمواقع الالكترونية المختلفة. بالطبع هناك فرق بين المذيع والمحاور، غالباً ما يكون المذيع هو قارئ للنشرة او يقرأ ما يكتب له، وعادة ما يكون المذيع قليل الأفق محدود الإطلاع والمعرفة، ولكن المحاور فهو يجب أن يكون ذا ثقافة عالية وميزات خاصة وحضور قوي، وأن يكون شخصية غير مجاملة في حواراته، ويعرف كيف يُخرج بحرفية عالية ما بداخل ضيفه .. ولكن كثرة الفضائيات وقلة المهنية والحرفية جعلنا نرى العجب العجاب!!. هناك برامج تستحق أن نصفق لفريق الاعداد فيها لما يقومون به من جهد كبير في جمع المعلومات والتأكد من صحتها وصياغتها بشكل سليم، وهي البرامج التي نستمتع جميعاً بمشاهدتها وتلاقي نجاحاً كبيراً في الوطن العربي، وهناك برامج أصلاً لا تستحق عناء الحديث عنها. كنت أتمنى بدلاً من أن تتجه جميع الفضائيات العربية لانتاج برامج على شاكلة سوبرستار وستار أكاديمي وغيرها، أن تكون هناك برامج حقيقية تهدف الى خدمة الشباب والتركيز على النواحي الايجابية وتنمية القدرات الشخصية لهم، ونحن في الملتقى الاعلامي العربي الآن نتبنى أحد هذه البرامج الهادفة، وبعد أن انتهينا من إعداد التصور الكامل، سنبدأ في الاتفاق مع إحدى القنوات الفضائية لانتاج هذا البرنامج أو سنتجه الى إنشاء قناة فضائية خاصة تبث البرنامج وغيرها من البرامج المخصصة لقضايا الإعلام العربي.
سعدية مفرح.... إعلام إعلاني
المشهد الاعلامي العربي في معظمه مشهد مستنسخ عن المشهد الاعلامي الغربي سواء أكان ذلك على صعيد البرامج السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أوالفنية والترفيهية أو الرياضية، لكنه استنساخ مشوه وناقص يركز على الشكل ويهمل المضمون. كما إنه إعلام إعلاني في غالبية برامجه أي غير فاعل أو متفاعل مع الرأي العام، لكن الاخطر من هذا كله أنه يستعيض من الشفافية الحقيقية التي هي مطلب الجمهور دائماً، بشفافية فضائحية كاذبة. ورغم وجود بعض المذيعين والمحاورين العرب الذين يملكون أدواتهم ويتمتعون بثقافة عالية وثقة بالنفس تؤهلهم للمنافسة العالمية إلا المحاذير الرقابية التي يضعها أمامهم القنوات التي يعملون بها، تحد من طموحاتهم، وتجعل الكثيرين منهم يخضعون للسائد والمألوف في الاعلامي العربي. فالقنوات الرسمية لها سلسلة من المحاذير الرقابية والتعليمات الجامدة التي لا يمكن اختراقها بسهولة، أما القنوات الخاصة فمحاذيرها أكثر، كما أرى، وعكس مما قد يظن البعض، ذلك لأنها تعتمد في دعم استمراريتها على الاعلانات وهذه الاعلانات تتحكم في مواد القنوات الخاصة وكأن هذه القنوات قد استبدلت بالرقيب الواحد الموجود في القنوات الرسمية عددا هائلا من الرقباء يمثلون شركات الاعلان ومتطلباتهم وشروطهم خاصة وان كثيرا من هذه المتطلبات والشروط تتعارض مع الاعلام بمفهومه الحر ومع الشفافية الاخبارية بشكل عام .
ريم الصالح... شكراً لكل مراسل عرض حياته للخطر
ببساطة شكراً للاعلام العربي الذي تحدى الصعاب وضيق مساحة الحريات في عالمنا العربي ونجح في اثبات ذاته. شكراً لكل مراسل عرض حياته للخطر لنقل الحقيقة لنا ومنهم من دفع حياته في سبيل ذلك، شكراً لكل محاور جعلنا نجلس مع كتابنا ونجومنا ومثقفينا ونحن نشرب القهوة في صالة جلوسنا، شكراً لكل مذيع نشرة جوية ساعد العاشق في اختيار ما يرتديه في لقاء حبيبته، شكراً لكل مترجم ساعد الآخر على فهمنا -أو زاده حيرة في فهمنا ! - شكراً لكل مهندس صوت ومصور ومشرف اضاءة وبقية الجنود المجهولين الذين لا نعرفهم بسبب موقعهم الجغرافي خلف الكاميرا وليس أمامها. انتقدت الاعلام العربي كثيراً في مقالاتي .أما الآن فقد جاءني السؤال وفي نفسي رغبة في شكرهم . فشكراً لهم.