زيارة غير موفقة للجنرال عون إلى باريس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"إيلاف" من باريس: وصفت مراجع دبلوماسية في باريس زيارة رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" الجنرال والنائب اللبناني ميشال عون للعاصمة الفرنسية بأنها "خائبة، لا تنطبق عليها مواصفات النجاح أبدًا". وأشارت إلى أنه طلب زيارة وزارة الخارجية الفرنسية بإلحاح وتكرارًا، وإلى أن الوزير الجديد للخارجية برنار كوشنير امتنع عن زيارته في لبنان أو الإتصال به بناء على تعليمات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الواضحة، في حين أنه زار رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري وتناول العشاء في السفارة الفرنسية مع الرئيس السابق أمين الجميّل ورئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والنائب بطرس حرب والنائب السابق فارس سعيد وغيرهم من أركان قوى 14 آذار/مارس في السفارة الفرنسية. ولفتت إلى أن الخارجية الفرنسية منعت إلتقاط صور أو تصوير متحالفًا مع "حزب الله" ، فضلاً عن أن اجتماع كوشنير مع الجنرال لم يستغرق أكثر من ربع ساعة، تركه بعدها مع مستشاريه، مما يعتبر عدم ترحيب به باللغة الدبلوماسية.
هذا في الشكل، أما في المضمون فقد انتقد كوشنير خلال اللقاء القصير بطريقة لاذعة وقاسية مواقف الجنرال عون الأخيرة وتحالفه مع "حزب الله"، وبعدما عرض عون نفسه كمرشح ذي أحقية لرئاسة الجمهورية قائلاً إنه يمثل 70 في المئة من المسيحيين في لبنان، كان جواب كوشنير أن الأفضل للمسيحيين في هذه البلاد أن يتفقوا على مرشح وفاقي واحد، وألا يترشح أحد من تلقائه منفردًا، ويحاول فرض نفسه فرضًا على الآخرين، في إشارة إلى وجوب الإتفاق في هذا الشأن مع البطريرك الماروني نصرالله صفير وبقية الأطراف السياسية المسيحية.
وفي مقابلة تلفزيونية أجرتها القناة الفرنسية الثالثة مع عون، حرصت مقدمة الأخبار دروكير على تحجيمه ووضعته في موقف حرج بعدما عرضت شريطًا وثائقيًا يظهر فيه بصورة زعيم محرر وقائد لبناني مسيحي ضد الاحتلال السوري، لكنه يفرّ من وجه السوريين تحت جنح الظلام، وأشارت إلى "ممالأته" حاليًا للنظام السوري وإلى تحالفه مع "حزب الله" حليف سوريا، وكذلك أظهرت مقابلة مع الرئيس أمين الجميّل قال فيها إن تحالف عون مع "حزب الله" مضر بمصالح لبنان والمسيحيين فيه، وأن عون عقد هذا التحالف لإشباع مطامع شخصية . يضاف إلى ذلك أن عون كان يتكلم الفرنسية بصعوبة وبطريقة غير مفهومة، وبدا عليه التعب والإرهاق والعجز عن الإقناع، خصوصًا عندما قال إن ما دفعه إلى التحالف مع "حزب الله " هو أن هذا الحزب يمثّل ثلث اللبنانيين وإن هذا التحالف وسيلة لإرساء السلم في لبنان.
ولم يتضمن برنامج زيارة عون لفرنسا أي لقاء صحافي أو سياسي مهم. فكل المقابلات الصحافية التي أجراها كانت لمحطات تلفزيون وإذاعات غير معروفة، عدا القناة الثالثة التي بثت المقابلة معه في وقت متأخر (الحادية عشرة والربع ليلا)، وأشارت المقدّمة الصحافية فيها إلى أن وزارة الخارجية الفرنسية منعت تصوير زيارة الجنرال تأكيدًا منها على عدم استقباله رسميًا ومعارضتها سياساته الحالية. وأكدت المراجع أن لا القناة الأولى ولا القناة الثانية ستجري أي مقابلة مع الجنرال عون، وأن الرئيس ساركوزي يرفض قطعًا مقابلته، على الرغم من كل المحاولات والوساطات التي أجراها بعض أنصار عون لهذه الغاية. وذكر عدد من المسؤولين في حزب ساركوزي وفي الإدارة الفرنسية أن الجنرال عون non grata ... غير مرحب به في فرنسا، وحتى الاشتراكيون يتخذون منه الموقف نفسه.
وكان آخر تصريح لعون قد أدلى به أمس لدى إقرار مجلس الأمن المحكمة ذات الطابع الدولي لقتلة الرئيس رفيق الحريري، قال فيه :"المهم بالنسبة الى المحكمة هو أن يكون لديها متهمون... فأين هم المتهمون؟". وأضاف: "للأسف، لم يخلص التحقيق إلى نتيجة حتى الآن ولا نزال ننتظر. نتقاتل على محكمة ليس لديها متهمون. ليس لدينا متهمون، ولا حتى شكوك ذات قيمة فعلية، والشكوك المعلنة حتى الآن خفيفة جدًا".