عمرو: الفلسطينيون لن ينسوا وقفة العاهل السعودي
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ورسالة المملكة، أن تكون سندا وملاذا لكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وان تكون كذلك، موئلا للعرب جميعا ومبعث أمل وقوة وثقة". وأضاف: "ولكي لا يكون ما اكتب نوعا من الإنشاء فإني استشهد بتاريخ المملكة منذ تأسيسها، لنقرأ خلاصات بليغة لهذا التاريخ يظهر فيها وفاء أبناء عبد العزيز لرسالة أبيهم فما تخلوا عن قضية عربية أو إسلامية وما قصروا في تقديم الدعم والإسناد لشعوب الأمتين في كل مكان فضلا عن عطاء لا يتوقف- لم تمارسه المملكة إلا تنفيذا لرسالة كبرى، وأداء لواجب ديني وأخلاقي وإنساني. "قادة المملكة، يدركون ومن خلال فلسفة المؤسس عبد العزيز، أن الدول العظمى، لا تبنى بالثروات وحدها أو القوة المادية وإنما تبنى وتزدهر أولا برسالتها ورعايتها لقيم سامية رفيعة وثانيا بتفاعلها مع الآخرين على نحو خلاق، يوفر لها حضورا دائما في الحياة الدولية، وعبر هذه الثنائية البديهية من حيث المنطق. والصعبة للغاية من حيث التنفيذ. نجحت المملكة في الاثنتين وأضحت واحدة من الدول النوعية، التي ترى أثرها في كل نواحي الحياة، حيث آلاف المساجد والمدارس وآلاف المشاريع التنموية الكبرى والمتوسطة وحتى الصغرى، وملايين الأطنان من الغذاء والكساء وإسهامات لا حصر لها في مجال العلم والاختراع والإبداع والتعليم، هذا ما نراه في كل مكان من عالمنا المعاصر، مع أولويات مدروسة لحقوق القربى والدين والجوار" حسبما يقول عمرو. وأسهب قائلا: "وإذا كنا لا نستطيع إلغاء العامل الخيري في الأمر، بل يتعين علينا أن نقدره ونجله فان مردود هذا النهج البناء بدا جليا على صعيد مكانة المملكة في العالم، وهي مكانة نفذت جذورها إلى أعماق الشعوب والمجتمعات، ويرقى تأثيرها إلى ارفع واهم مستويات صنع القرار الدولي". وقال: "وإذا كان كل ما تقدم يمكن وضعه بين بديهيات الكيانات الكبرى وسياساتها المستنيرة، إلا أن الحاجة للتذكير بهذه البديهيات تصبح ضرورة ملحة حين يظهر صوت من داخل المملكة يدعو وبصريح العبارة إلى الانسلاخ عن القيم والمبادئ والتقاليد والالتزامات، لمصلحة تفكير لا يقود من يأخذ به إلا إلى الانعزالية والانطواء والاضمحلال. ومضى قائلا: "أني قلما رددت في مقال على مقال آخر، غير أنني شعرت بحاجة إلى الرد، حين قرأت عبارات من مقال للسيد تركي الدخيل.. دعا فيها المملكة إلى الخروج من جلدها، والتخلي عن روحها، واستبدال قيمها.. وإذا كنا جميعا كأصحاب أقلام متواضعة لا نرى غضاضة في ان يتمتع كل إعلامي بحق الإفصاح عما يجول في خاطره من أفكار وحتى نزوات.. مسجلين ذلك تحت بند حرية إبداء الرأي.. إلا أن ما قرأناه للسيد تركي الدخيل تجاوز هذا الأمر، إلى حد استباحة حقائق التاريخ وتغييرها لمصلحة غرض معين، والملفت أن هذه الاستباحة تمت بقدر واضح من المغالطة في المعلومات المجردة وتوظيفها نحو اتجاه معاكس. ويضيف عمرو في مقاله: "يقول السيد الدخيل"لقد تنازلنا كسعوديين عن الاهتمام بالتنمية والتعليم وتطوير الاقتصاد ورفع مستوى الفرد من اجل التركيز على القضية الفلسطينية".. وحسب المستشار الإعلامي للرئيس الفلسطيني نبيل عمرو فأن هذه الفكرة تنطلق من معلومة خاطئة، وهي أن المملكة التي أنفقت الكثير الكثير على مشاريعها التنموية ، وسجلت أرقاما قياسية في هذا المجال.. تصور كما لو أنها لم تنتبه إلى هذا المجال الحيوي، وان اهتمامها بالقضية الأولى التي أوصى الملك المؤسس بها شكل عبئا على أولويات الشعب السعودي ومصالحه.
وقال عمرو: "وهنا اكتفي بجملة واحدة.. "أن التنمية في المملكة هي نجاح استراتيجي لكل عربي ومسلم، لأن الجميع يشارك فيها.. كل من موقعه والجميع يستفيد منها كل في موقعه". ويضيف: "ويقول السيد الدخيل: أن ألمي لأن إعصار غونو، ضرب مسقط وقطع الكهرباء وروع أشقائي العمانيين، أكثر من ألمي لو كان الإعصار أصاب الضفة الغربية -لا قدر الله- ذلك ان الأقربين أولى بالمعروف.
ويتابع عمرو رده قائلا: "نعم.. أن الأقربين أولى بالمعروف، ولعل السيد الدخيل بحاجة إلى وعي حقيقة ان كلمة الأقربين هنا لا تتعلق بالمكان، وإنما بالعقيدة والإيمان، إلا إذا منح نفسه حق إلغاء المضمون الواضح، لمبدأ أن الأمة الإسلامية أمة واحدة، سواء كان المسلم مصليا في فناء الكعبة، او موحدا الله في ابعد نقطة في الكون. "ويختم السيد الدخيل مقالته، بجملة نوافقه عليها مع فرق في المضمون والقصد.. يقول فيها أن شعار المرحلة للسعوديين يجب أن يكون السعودية أولا.. نعم حين تكون السعودية كما هي الآن حامية لحمى المسلمين ومؤازرة لقضايا كياناتهم ومجتمعاتهم وكذلك الأمر بالنسبة للعرب والأصدقاء في كل مكان من العالم.. فإننا نتمناها أن تظل أولا، واسأل السيد الدخيل أخيرا: لماذا يسهر خادم الحرمين الشريفين على تطورات الأوضاع في فلسطين ولبنان والسودان، هل ذلك إلا من قبيل يقينه بالمضمون الصحيح لعبارة الأقربين أولى بالمعروف؟ وليقينه كذلك بان للسعودية رسالة لا بد وان تؤدى، ولا تناقض بين التنمية الداخلية ومؤازرة الأشقاء" حسبما يقول عمرو. وأضاف: "وأخيرا أقول للكاتب الذي ذكّر الفلسطينيين بأنهم اخطأوا بحق أنفسهم وحق قضيتهم من خلال اقتتالهم بدم بارد. نعم .. لقد اخطأ بعض الفلسطينيين كثيرا في هذا الأمر ولكن منذ متى يرسم البعض المخطئ سياسة الكل المصيب... وتابع: "أن الشعب الفلسطيني لن ينسى وقفة ذلك الرجل الذي راعه ما رأى على شاشة التلفزيون من اقتتال في فلسطين، ولم ينم ليلة قبل أن يفعل شيئا يوقف هذه المأساة، انه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز. واختتم عمرو مقاله بالقول: "أتمنى أن يكون ما قاله السيد الدخيل مجرد كلمات عابرة.. أو نوعا من انفجار مشاعر مكبوتة فهذا اقل أذى من أن يكون تبشيرا باتجاه أو ترويجا لمقولات حين اعتنقها البعض صغروا وصغرت تطلعاتهم.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف