معارض سوري يخاطب الكنيست ويدعو لعدم اعادة الجولان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس ، وكالات : دعا المعارض السوري المقيم في الولايات المتحدة فريد الغادري اسرائيل، الى عدم اعادة هضبة الجولان الى سوريا مما اثار غضب النواب العرب الاسرائيليين في الكنيست.
وقال الغادري للاذاعة الاسرائيلية "ان السلام بين اسرائيل وسوريا يجب ان يكون سلام الشعبين. ولا يمكن ابرام السلام مع ديكتاتور وزعيم اسرة فاسدة" في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد.
واضاف بعيد القائه كلمة امام اجتماع مغلق للجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست "ان اغلبية السوريين تأمل في قيام سلام (..) والديكتاتورية الحاكمة في سوريا غير معنية باصلاحات". واكد الغادري في كلمته امام لجنة الكنيست ان اسرائيل يجب الا تعيد هضبة الجولان المحتلة الى النظام الحاكم حاليا في سوريا، على ما افادت مصادر برلمانية.
واثارت تصريحات الغادري ردا عنيفا من قبل النواب العرب الاسرائيليين في الكنيست الذين انتقدوه بشدة. وقال النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديموقراطية البرلمانية في بيان "إن المدعو فريد الغادري الذي جاء اليوم الاثنين الى الكنيست، هو مرتزقة لدى الادارة الأميركية، يحرض ضد شعبه ووطنه سوريا". واضاف "ان الحثالات الاجتماعية ظاهرة سيئة في اي مجتمع، ولكن ان تكون الحثالة ربيبة الادارة الأميركية فهذا هو الأسوأ".
واضاف البيان "ان الغادري اختار مسار الخيانة، وان يخدم بشكل ذليل اجندة اليمين المتطرف في اسرائيل الذي يرقص دائما على طبول الحرب، ويسعى لنسف اي افق للسلام، وهؤلاء اتوا بالغادري هذا لينطق باسمهم دون اي خجل".
كما تصدى النائب احمد الطيبي لفريد الغادري عند مدخل لجنة الخارجية والأمن في الكنيست وصرخ في وجهه "انت تقوم بعمل مشين وحقير (.. )انك تخون وطنك وشعبك وتأتي الى البلد المحتل لتستجدي منه ان يستمر في احتلال الجولان وتتعاون مع نتانياهو وغلاة اليمين. انصرف من هنا (..) يا غادري انت غدار!". يشار الى ان الغادري وهو مسلم سني حاصل على الجنسية الاميركية في 1982 و رئيس حزب الاصلاح السوري الذي اقامه في 2001 في المنفى.
على صعيد متصل، افادت الاذاعة الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اجرى مشاورات مع عدد من وزرائه حول سوريا. واضافت الاذاعة ان الوزراء استمعوا خلال الاجتماع الذي شارك فيه اعضاء الحكومة الاسرائيلية الامنية المصغرة، الى تقرير يشير الى ان اسرائيل لا تملك اي عنصر يشير الى ان سوريا تعتزم اعلان حرب على اسرائيل.
وكانت الحكومة الامنية الاسرائيلية عقدت في الخامس من حزيران/يونيو اجتماعا اولا مخصصا للملف السوري. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس اشار حينها الى انه لا يملك اي معطيات يمكن ان تؤيد احتمال قيام نزاع مسلح مع سوريا وذلك ردا على انباء نقلتها وسائل اعلام اسرائيلية بهذا الشأن.
واكد بيريتس ووزير النقل شاوول موفاز مؤخرا وجود اتصالات غير مباشرة مع سوريا لسبر نوايا هذا البلد بشأن السلام مع اسرائيل. ولم يصدر اي رد فعل سوري رسمي على هذه التصريحات.
الغاردي .. وأهدافه
ولم يخف المعارض السوري فريد الغادري هدف زيارته الحالية لإسرائيل، وقال في تصريحات صحافية صباح اليوم، بأنه يريد أن يقنع الإسرائيليين بعدم إبرام اتفاقية سلام مع سوريا، وان ينتظروا حتى تغيير النظام الحالي بنظام آخر، ومن ثم يعقدوا سلاما مع النظام الجديد.
ووصل الغادري الذي يقود حزب معارض شكله في أميركا، إلى إسرائيل يوم أمس، وقال الغادري رئيس حزب الإصلاح السوري للإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم، بأنه يحمل رسالة مفادها بان السلام بين سوريا وإسرائيل، يجب أن يكون بين شعبين وليس بين إسرائيل التي وصفها بأنها دولة ديمقراطية وسوريا التي يحكمها "نظام فاسد بالحديد والنار".
واضاف الغادري الذي قال اكثر من مرة انه يتحدث باسم الشعب السوري بان على الشعب الإسرائيلي أن يأخذ بالاعتبار بان أية عملية سلمية مع "الحكم في سوريا لن تدوم".
واشار الغادري إلى اتفاقيات سلام بين إسرائيل ودول عربية أخرى أدت إلى ما وصفه "سلام بارد" ولكنه لم يكن سلاما بين شعوب.
وقال "أمد يدي باسم الشعب السوري للشعب والدولة في إسرائيل، ونقول لهما بأننا نريد السلام، ولكن لا نريدهم أن يصنعوا سلاما مع النظام في سوريا".
واضاف "التقيت مؤخرا مع الرئيس الأميركي وقلت له بأنه يجب إزاحة النظام في سوريا عن الحكم، وبعد إقامة نظام جديد لتستأنف المفاوضات بين سوريا وإسرائيل".
وقال الغادري "إذا فاوضت إسرائيل ونجحت في إبرام اتفاقية سلام مع سوريا فان ذلك سيكون نصرا لبشار الأسد، وسيستخدمه لمصلحته.
وفي لقاء مع صحيفة هارتس نشرته اليوم قال الغادري، بان إعادة مرتفعات الجولان للأسد الان ستجعل منه بطلا، وانه سيستمر في معاداته لإسرائيل.
وسخر الغادري من الأسد قائلا بأنه كيف يمكن أن يقدم نفسه كداعية سلام وهو يريد أن يحارب إسرائيل، ويزود حزب الله بالسلاح.
ويحل الغادري الان ضيفا على الكنيست، ويقيم في أحد فنادق القدس، بعد أن وصل إسرائيل بدعوة من عضو الكنيست عن حزب الليكود يوفال ستينيتز، الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن في البرلمان الإسرائيلي.
والغادري، ثاني مغترب سوري يتحدث أمام هذه اللجنة التي تعتبر من أهم لجان الكنيست، بعد رجل الأعمال السوري الأميركي إبراهيم سليمان، الذي كان تحدث أمام اللجة الشهر الماضي، عن اتصالات غير رسمية لاحلال السلام بين إسرائيل وسوريا كان هو طرفا فيها.
وخلافا لسليمان الذي يعتبر مقربا من القيادة السورية، فان الغادري يعتبر معارضا عنيدا للنظام، ويعمل على تغييره، من خلال حركته السياسية التي أسسها عام 3003.
ولا يخفي الغادري (51) عاما أن هدف حركته حزب الإصلاح السوري، استبدال نظام الأسد، وكان ظهر بعد تأسيس حركته، في قناة الجزيرة القطرية داعيا الولايات المتحدة الأميركية إلى غزو سوريا كما فعلت مع العراق.
وتظاهر الغادري أمام السفارة السورية في واشنطن، مع مؤيدين لإسرائيل من اللجنة اليهودية الأميركية، مطالبين بانسحاب سوريا من لبنان ووقف دعم ما أسموه "الإرهاب الفلسطيني" وحزب الله اللبناني.