صلاحيات الحكيم إلى عمار وحمودي وعبد المهدي

الترشيحات لرئاسة البرلمان العراقي تتجه نحو الجبوري
صلاحيات الحكيم الى عمار وحمودي وعبد المهدي
أسامة مهدي من لندن : أكد مصدر عراقي عليم ان السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي قد وزع صلاحياته في زعامة الائتلاف ورئاسة المجلس والعلاقات مع الحكومة على ثلاثة من المقربين اليه هم نجله عمار والقياديان في المجلس همام حمودي وعادل عبد المهدي.. في وقت تشير اخر النقاشات حول ترشيح بديل لرئيس مجلس النواب المقال محمود المشهداني الى انها تتجه لاختيار نائب رئيس الوزراء السابق عضو قيادة جبهة التوافق السنية النائب عبد مطلك الجبوري. وابلغ المصدر المقرب من المجلس الاعلى "إيلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان الحكيم قام قبل مغادرته الى طهران امس لمواصلة علاجه من سرطان الرئة بتوزيع صلاحياته على ثلاثة من المقربين اليه. واشار الى ان صلاحيات الحكيم في رئاسة المجلس الاعلى الاسلامي قد ذهبت الى نجله عمار في خطوة تهيئه لاحقا لتولي رئاسة المجلس خلفا لوالده. واوضح ان صلاحيات زعامة الائتلاف الشيعي الموحد سيتولاها القيادي في الائتلاف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الشيخ همام حمودي.. اما صلاحيات زعيم الائتلاف الرسمية وعلاقته مع الحكومة والكتل السياسية الاخرى بشأن مختلف القضايا فقد انيطت بنائب رئيس الجمهورية والقيادي في المجلس الاعلى عادل عبد المهدي. وقال المصدر ان توزيع الصلاحيات بهذه الطريقة قد اكد رغبة الحكيم في مشاركة قياديين اخرين في الائتلاف والمجلس بتولي مهمات سياسية وتنظيمية واسعة قد لايتمكن نجله عمار من القيام بها لوحده في الوقت الحاضر. ومعروف ان الشخصيات الثلاث هي المرشحة الاكثر حظا لخلافة الحكيم وان كان نجله عمار يتقدم عليهما. ويبقى عمار الحكيم وهو في منتصف الثلاثينات من العمر المرشح الاقوى لزعامة المجلس بسبب المواصفات التي يتمتع بها والتي تؤهله لهذا المنصب القيادي الذي سيحوله ايضا الى لاعب اساسي في السياسة العراقية. فعمار هو سليل ال الحكيم الذين هيمنوا على المجلس منذ تأسيسه في طهران بداية ثمانينات القرن الماضي.. اضافة الى الثقة الكبيرة التي يضعها فيه الايرانيون الذين يحتفظون معه بعلاقات وثيقة وخاصة مع مقر قيادة رمضان المكون الرئيس للحرس الثوري الايراني المهتم بالقضايا العراقية وهو ما ينعكس بشكل جيد على علاقة عمار مع مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي. يضاف الى ذلك ان عمار قد اصبح متمرسا سياسيا من خلال تمثيل والده في الكثير من الاجتماعات واللقاء والحوارات السياسية داخل العراق وخارجه اضافة الى الانابة عن والده في مناطق الجنوب العراقي الشيعية وترؤسه لمؤسسة شهيد المحراب التي تنتشر مقراتها في بلدات وقرى محافظات جنوب ووسط البلاد على الخصوص. ويقول العارفون بشخصية عمار انه سيتمكن عندما سيتم الاعلان رسميا عن خلافته لوالده من الاستمرار بنهجه في المحافظة على وحدة المجلس الاعلى وتنظيماته المختلفة.. لكنهم يشيرون الى انه لايملك قدرة الوالد في المحافظة على وحدة الائتلاف الشيعي الذي يضم تنظيمات سياسية شيعية عدة وهو ما قد يخلخل وحدة الائتلاف المتصدعة اصلا نتيجة المواقف المتضاربة لفصائله. ويتوقعون عدم وقوف المرجعية الشيعية العليا في النجف بوجه اختيار الحكيم لزعامة المجلس الاعلى وانه سيمنح لقب حجة الاسلام والمسلمين على الرغم من عدم تقدمه في العلوم الدينية.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأسبوع الماضي عن مسؤولين أميركيين قولهم إن أطباء أخصائيين في سرطان الرئة في مركز أندرسون للسرطان في جامعة تكساس في هيوستن كشفوا على الحكيم البالغ من العمر 57 عاما ووضعوا خطة للعلاج بعد أن تم تشخيصه بسرطان الرئة. وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أن الحكيم يدخن بكثرة الأمر الذي قد يكون وراء إصابته بالمرض. ترشيحات لخلافة المشهداني في رئاسة مجلس النواب
تتجه النقاشات الجارية في بغداد حاليا إلى اختيار بديل عن رئيس مجلس النواب المقال محمود المشهداني نحو شخصيات عدة يتقدمها نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب السني عبد مطلك الجبوري. فقد منح المجلس امس المشهداني اجازة مفتوحة على ان يتولى النائب الاول الشيخ خالد العطية من الائتلاف مهامه وصلاحياته لحين انتخاب رئيس جديد حاسما بذلك تداعيات الاعتراض على قيام حرس المشهداني بالاعتداء على النائب فرياد عمر. وتم اتخاذ هذا القرار بناء على تعهد جبهة التوافق بان يقدم المشهداني استقالته من رئاسة المجلس في وقت قريب. ويعد هذا الالتزام مانعا لذهاب البرلمان الى خيار الاقالة أو حجب الثقة وصوت على قرار منح المشهداني اجازة مفتوحة 113 من اصل 168 نائبا في جلسة مغلقة امس. ولحد الان فان هناك اربعة نواب يجري النقاش حولهم لتولي رئاسة المجلس هم اسامة التكريتي من الحزب الاسلامي وعز الدين الدولة من المستقلين وعبد مطلك الجبوري نائب رئيس الوزراء في حكومة ابراهيم الجعفري السابقة الذي يعتبر من اقوى المرشحين لحد الان اضافة الى ظافر العاني الذي اعترضت عليه كتلة الائتلاف. وبدوره اكد المشهداني أن جبهة التوافق تشترط أن تكون استقالته مرهونة باستقالة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء. وانتقد المشهداني في تصريحات صحافية قرار المجلس الذي طالب جبهة التوافق بإيجاد بديل منه، نافيا تقديمه استقالته. وأضاف أن جبهة التوافق تطرح مشروعا بديلا لمشاركة سياسية حقيقة مشيرا الى ان جبهة التوافق ستنسحب من العملية السياسية في حالة عدم الموافقة على مشروعها. ووصف ما يجري بانه مؤامرة يدبرها بعض عناصر من كتلة الائتلاف والتحالف الكردستاني للتخلص منه ومن جانبه قال النائب الأول لرئيس المجلس الشيخ خالد العطية إن المجلس قرر تنحية المشهداني إثر تراكمات كثيرة وملاحظات متعددة من النواب على أدائه وسوء إدارته للجلسات وأخيرا تعرض حراسه لأحد النواب. وأضاف أن المشهداني بات منذ اليوم في إجازة الى حين تقديم مرشح بديل منه من قبل جبهة التوافق العراقية التي ينتمي اليها. وقال إنه سيتولى شخصيا جميع صلاحيات المشهداني خلال أسبوع الى حين انتخاب رئيس بديل.