أخبار خاصة

تجمع جديد في سوريا لرفع الغبن عن الآشوريين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: أعلن التجمع الآشوري الديمقراطي السوري عن تأسيسه من أجل " رفع الغبن عن الآشوريين السوريين والاعتراف الدستوري بهم ومن اجل سوريا دولة مدنية ديمقراطية ووطناً نهائياً لكل السوريين". وقال في بيانه التأسيسي ،الذي تلقت إيلاف نسخة منه ، ان الظروف الداخلية والاقليمية والدولية دفعت بنخبة من المثقفين الآشوريين السوريين للالتقاء والتشاور في ما بينهم حول ما يمكن فعله والقيام به من اجل تفعيل الشارع الآشوري في سوريا واخراجه من حالة الإحباط واليأس التي تجتاحه. واضاف البيان انه نتيجة هذه الأوضاع الشاذة وعلى مدى ستة اشهر تدارست هذه النخبة عبر حوار ديمقراطي وبروح من المسؤولية القومية والوطنية جملة من الأفكار والخيارات الممكنة والمتاحة، اثمرت في النهايةعن وضع اسس ومبادئ عامة(وثيقة تأسيسية) لاطار سياسي آشوري وطني، اطلق عليه (التجمع الديمقراطي الآشوري السوري)، ليعبر بمفرداته عن توجهاته السياسية ومنهجه الفكري، وعن الثوابت القومية والوطنية التي ينطلق منها ويعمل عليها. ثوابت التجمع الاشوري الديمقراطي
ونوه البيان بأن ابرز ثوابت التجمع هي الولاء للوطن السوري كوطن نهائي لكل السوريين، وان الوجود الآشوري حقيقة تاريخية وموضوعية قائمة في سوريا، كما ان الآشوريين جزء اساسي وأصيل من النسيج الوطني السوري، الاعتراف بهذا الوجود، في اطار الاقرار بالتعددية القومية في سوريا دستورياً، واكد البيان انه بقدر ما هو حاجة آشورية هو ايضاً ضرورة وطنية لتمتين الجبهة الداخلية واعادة التوازن والتماسك للمجتمع السوري الذي يتصف بالتنوع القومي والثقافي والديني. كما ينطلق التجمع ، بحسب البيان ، من رؤية جديدة وموضوعية للمسألة الآشورية في سوريا،ويعتمد فكراً سياسياً منفتحاً على الآخر بحثاً عن آفاق جديدة للعمل القومي،لأجل هذا أبقى باب العضوية فيه مفتوحاً لكل مواطن سوري يؤمن برسالة التجمع واهدافه. الاشورية والكلدانية والسريانية تسميات لشعب واحد
وقال البيان ان التجمع يعتبر ان التسميات(الآشورية، الكلدانية، السريانية)هي تسميات لشعب واحد،تتجاوز ببعدها التاريخي والثقافي الهوية الطائفية والانتماءات المذهبية التي حصرت بها إثر الانشقاقات الكنسية.تأسيساً على ما تقدم، ويرى التجمع في هذه التسميات ثلاثة اقانيم قومية لشعب واحد وأمة واحدة.لكن نظراً لما انطوت عليه الآشورية من بعد سياسي ونضالي في العصر الحديث من جهة، ولما تنطوي عليه من عمق حضاري وتاريخي يشهد بهما الكثير من المؤرخين والباحثين من جهة أخرى،اعتمد التجمع (الآشورية) كانتماء وهوية لشعب بلاد ما بين النهرين،حيث اسس فيها دولة قوية وأقام حضارة عريقة منذ آلاف السنين،وازدهرت فيها ثقافة ومدنية ولغة عرفت في العصور المتأخرة باللغة السريانية انتشرت في سوريا وبلاد الشام، وتركت بصماتها على ثقافة معظم شعوب المنطقة. كيان سياسي يعبر عن حالة قومية
واعتبر "إن ولادة هذا التجمع ليس مجرد اضافة اسم جديد الى الساحة السياسية الآشورية، وإنما هو كيان سياسي يعبر عن حالة قومية متميزة من حيث التوجه و الفكر وآليات العمل،نشأ استجابة لمتطلبات الواقع الآشوري الراهن في سوريا" ، واعتبر البيان ان التجمع الاشوري الجديد "مقاربة سياسية وفكرية جديدة لهذا الواقع استعداداً لمواجهة الاستحقاقات التي تفرضها المرحلة الراهنة الحبلى بالتطورات والحافلة بالأحداث.كما أن ولادته تأتي استكمالاً لمسيرة النضال الآشوري ووفاءً لقوافل الشهداء الذين سقطوا على مر التاريخ من اجل حرية وحقوق الشعب الآشوري ونصرة قضيته.وهو بالتالي يعكس ارادة صلبة ورغبة حقيقة في تفعيل النضال الآشوري عبر آليات العمل الديمقراطي والمساهمة مع مختلف القوى الوطنية ومنظمات وهيئات المجتمع المدني في الحراك الفكري الديمقراطي والحقوقي الذي تشهده الساحة السورية للعمل معها على المشتركات الوطنية من أجل أن تكون سوريا وطناً حراً ديمقراطياً،ودولة مدنية تقوم على مبدأ حق المواطنة، يسودها العدل والقانون،تجسد قيم ومفاهيم العيش المشترك،توفر الحياة الكريمة لجميع أبنائها دون تمييز او تفضيل بين مواطن وآخر". واضاف البيان ان التجمع الديمقراطي الآشوري السوري " لن يوفر جهداً في مد الجسور مع مختلف الشرائح والأوساط الآشورية، وفي مد يده الى جميع الأحزاب والحركات والتنظيمات الآشورية، على اختلاف تسمياتها وانتماءاتها، في سوريا والمنطقة والعالم لتكثيف الجهود وتوحيد الصفوف ورفع وتيرة العمل الآشوري الى مستوى الاحداث والتحديات التي تواجه الشعب الآشوري، وللقيام بكل ما من شأنه أنيخدم ويفيد القضية الآشورية ودعمها في المحافل الدولية".
قراءة لبيان التجمع الاشوري
وفي قراءة لهذا البيان رأى الكاتب والناشط الاشوري السوري سليمان اليوسف انه ومن خلال ما جاء في مقدمة البيان" أن هذا التجمع نشأ لملء الفراغ السياسي في الساحة الآشورية بعد التردي الكبير الحاصل في واقع الحركة الآشورية السورية وتخلفها عن مواكبة التطورات والأحداث المتسارعة التي تشهدها سوريا و المنطقة،خاصة تدهور الأوضاع الأمنية في العراق و ما جلبته من محن ومآسي للآشوريين والمسيحيين العراقيين من غير أن يكونوا طرفاً في الحرب الأهلية المريرة في العراق" . واكد ان "البيان يعكس هواجس وقلق القائمين عليه، وربما قلق الشارع الآشوري والمسيحي في سوريا، من مضاعفات استمرار هذه الحرب على أوضاع الآشوريين والمسيحيين السوريين عامة". واعتبر اليوسف في تصريح خاص لايلاف" ان الشيء المهم في البيان أن التجمع الآشوري لم يوجه خطابه فقط الى الآشوريين وإنما خاطب الشعب السوري عامة ، وقال لقد اختتم البيان بالتحية للشعب السوري بكل طيفه القومي والديني والسياسي.وهذا مؤشر قوي على أن هذا الفصيل الآشوري هو تجمع منفتح على الآخر السوري وله خطاب آشوري جديد متقدم على خطاب ومواقف التنظيمات والأحزاب الآشورية الموجودة على الساحة السورية.فهو لا ينظر الى الآشوريين السوريين الا كجزء اساسي واصيل من الشعب والنسيج الوطني السوري وان حل مسالة حقوق الآشوريين السورية هي رهن بالتغيير الديمقراطي في سوريا واقامة دولة المواطنة.مما يعني أنه سيولي أهمية كبيرة للشأن الوطني والعمل مع قوى المعارضة والتعاون معها من اجل انجاز عملية التغيير الديمقراطي في البلاد"..
واللافت في بيان التجمع الآشوري ، بحسب اليوسف ، أنه ترك باب الانتساب اليه أو العضوية فيه مفتوحاً لكل السوريين بغض النظر عن انتمائهم الإثني أو القومي وحتى الديني بخلاف الأحزاب القومية الأخرى، الآشورية والكردية، وهذا من دون شك، يعكس وعياً سياسياً ووطنياً متقدماً لدى القائمين عليه. وتساءل اليوسف هل سيتمكن المولود السياسي الآشوري السوري الجديد من اخراج الشارع الآشوري من حالة الجمود والإحباط التي تسيطر عليه وادخاله في المعترك السياسي ؟ وهل له القدرة على تحقيق الأهداف التي وضعها نصب عينيه وحددها لنفسه مع استمرار تعنت النظام السوري القيام باصلاحات سياسية وديمقراطية حقيقة واصراره على رفض حل مسألة القوميات غير العربية و الاعتراف بها وبحقوقها الديمقراطية، خاصة وهو يدرك ما تعانيه المعارضة السورية من ضعف وتشتت ...؟!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف