أخبار خاصة

لبنان أمام منازلة وليست انتخابات المقعدين فقط

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

المر الأب والإبن يميلان الدفة لمصلحة الجميّل
لبنان أمام منازلة وليست انتخابات المقعدين فقط

لحود: مرسوم الهيئات الناخبة يوقعه الرئيس لا مجلس الوزراء الياس يوسف من بيروت: ليست الانتخابات الفرعية التي اتخذ مجلس الوزراء قرارا بإجرائها في 5 آب / أغسطس المقبل في المتن وبيروت مجرد انتخابات لملء مقعدين نيابيين شغرا باغتيال النائبين بيار الجميل ووليد عيدو وهما من فريق الأكثرية، وانما تكتسب أهمية خاصة بسبب الظروف والاعتبارات الدستورية والسياسية المحيطة بها.فهذه الانتخابات الفرعية لا يمكن فصلها عن المعركة السياسية الدائرة منذ تفجر الأزمة السياسية في لبنان، وتحديداً منذ استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة ونزول المعارضة التي يقودها "حزب الله" إلى الشارع تحت شعار رفض شرعية حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الدستورية والميثاقية... وبالتالي لا ضرورة لمراجعة في موقف الرئيسين اميل لحود ونبيه بري المعنيين مباشرة بمسألة الانتخابات الفرعية ، لأنه محدد ومحسوم منذ الآن.

فلحود الذي سبق ان وافق على اجراء انتخابات فرعية في بعبدا وبيروت، لا يمكنه ان يضع توقيعه على مرسوم الانتخابات الفرعية الى جانب توقيع رئيس الحكومة التي أصبحت بنظره فاقدة للشرعية، ورئيس المجلس يعتبر انه غير معني بهذه الانتخابات وبنتائجها طالما انها صادرة عن حكومة لا يعترف بها، وبالتالي فإن الترجمة العملية لهذا الموقف ستكون عدم الاعتراف بشرعية النائبين الجديدين ومنعهما من الدخول الى مجلس النواب في أول جلسة يعقدها، بما في ذلك جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في حال لم تسوالأزمة الحالية وحيث يكون بت وضع هذين النائبين من ضمن التسوية الشاملة.

ثمة صلة أكيدة بين الانتخابات الفرعية النيابية والانتخابات الرئاسية، فقوى 14 آذار/ مارس التي أدرجت الاغتيال المنهجي لنوابها في سياق خطة لخفض رقم الأكثرية وجعلها "أكثرية هشة" واضعاف ورقتها الرئاسية ووضعها الحكومي، لجأت الى اجراء انتخابات فرعية بعد اغتيال النائب عيدو ، وهي لم تفعل ذلك بعد اغتيال النائب الجميل، ويعود موقفها إلى سببين: لأنها صدمت باستئناف مسلسل الاغتيالات السياسية بعدما كانت تتوقع ان اقرار المحكمة سيضع حدا لها، ولأن تجدد الاغتيالات يحصل عشية الاستحقاق الرئاسي الذي يعتبر استحقاقا مفصليا وحاسما، ولا مجال فيه لبث اشارات ضعف وخوف وارتباك...

هذه ناحية موجودة في "القرار التحدي" باجراء انتخابات فرعية ولكنها ليست الأهم . فالرسالة او النتيجة المترتبة على ذلك، ان حكومة الأكثرية التي تنجح في تنظيم انتخابات نيابية وإن فرعية، متجاوزة أوضاعا واشكاليات سياسية ودستورية، سيكون في وسعها ومقدورها تنظيم و "تمرير" انتخابات رئاسية في مطلق الأحوال والظروف، وحتى في ظل مقاطعة المعارضة، ومن دون نصاب الثلثين، ان هذه اضطرت الى ذلك ووضعت بين خياري السيئ ، أي انتخابات بمن حضر ، والأسوأ أي حصول فراغ رئاسي، خصوصا ان الاعتراف الدولي بالرئيس المنتخب سيعوّض أي تشكيك او طعن داخلي بشرعيته ويتقدم عليه ، كما هي الحال الآن مع حكومة الطوارئ الفلسطينية.

وثمة جانب آخر للعلاقة بين "الفرعية" و "الرئاسية" يتمثل في الانعكاسات المسيحية، ذلك ان المعركة الانتخابية الفعلية ستكون في منطقة المتن الشمالي وليس في بيروت، وستكون بمثابة اختبار قوة شعبية سياسية هو الأول من نوعه منذ العام 2005، عشية انتخابات الرئاسة وبين قطبين مسيحيين بارزين هما الرئيس أمين الجميل والجنرال ميشال عون.

ويبرز هنا إرباك في صفوف المعارضة لناحية التعاطي مع الانتخابات الفرعية. وهذا ما أمكن ملاحظته من خلال موقف الثنائي الشيعي "غير المعني" بهذه الانتخابات، وموقف الوزير السابق سليمان فرنجية المتحمس لخوض الانتخابات حتى لا يفسر الانسحاب علامة عدم ثقة بالنفس وبالوضع الشعبي، والموقف المتريث للجنرال عون المعني الأساسي في هذه الإنتخابات بعد كل ما يقال عن تراجع وزنه الشعبي لتحالفه مع حليف النظام السوري "حزب الله".

والخيارات مفتوحة أمام المعارضة: فإما مقاطعة الانتخابات انسجاما مع الموقف غير المعترف بالحكومة الحالية، وترك الأمور تأخذ طريقها الى فوز غير دستوري لمرشح الأكثرية ومن دون الوقوع في فخ الاستدراج الى معرة حددت هي اطارها وظروفها وتوقيتها. وإما خوض الانتخابات لتأكيد موقع عون الشعبي وبعث رسالة قوية عشية الاستحقاق الرئاسي، ولتصفية حساب مع الرئيس امين الجميل الذي لم ينظر بعين إعتبار واحترام إلى الجنرال عون بعد اغتيال نجله الوزير بيار ورفض استقباله.

أما الخيار الثالث فهو الوصول الى تسوية وتزكية، بمعنى ان تكون "الفرعية" مدخلا الى صفحة جديدة بين عون والجميل وفق ترتيب معيّن يتولاه النائب ميشال المر ، بصفته حليفاً لعون في المتن، وشريكه الأساسي في القرار المتعلق بالانتخابات الفرعية ، علماً أن حسابات المر في الدرجة الأولى متنية انتخابية تأخذ في الاعتبار المزاج الشعبي العام، وتوازنات المتن وموقع آل الجميل فيها وموقف حزب الطاشناق والأرمن، وهوية المرشح الذي سيخوض المعركة في مواجهة الرئيس امين الجميل الذي تميل الدفة إلى مصلحته بقوة لأسباب شتى لعل إحداها موقف المر الأب والإبن وزير الدفاع المؤيد له.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف