الأكراد يبتعدون عن الخلافات الطائفية بشأن سامراء

أسامة مهدي من لندن: نأى الاكراد العراقيون بأنفسهم عن الخوض في تداعيات الجدل المحتدم حول تطورات الاحداث في مدينة سامراء وحماية المراقد الشيعية فيها ومخاوف السنة واتهاماتهم بمحاولة تغيير طبيعتها الطائفية من السنية الى الشيعية.. في وقت اتهم الحزب الاسلامي السني بزعامة نائب الرئيس طارق الهاشمي القوات العراقية والاميركية بارتكاب مجازر بشرية في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى حيث يشن 10 الاف عسكري من هذه القوات هجوما ضد مسلحي ما يسمى "دولة العراق الاسلامية". فقد نفى الناطق الرسمي باسم قوات حرس اقليم كردستان "البيشمركة" تقارير اشارت الى تولي قوات كردية مهام حماية مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء (120 كم شمال غرب بغداد) بعد تعرضه لعمليتي تدمير قبته مطلع العام الماضي ثم مئذنتيه الشهر الماضي. وقال جبار ياور ان وزارة الدفاع العراقية والقوات المتعددة الجنسيات طلبت تحديد قوة من الفرقة الرابعة التابعة للجيش العراقي لتولى مهام حماية مرقد الإمامين العسكريين في سامراء وليس بالضرورة ان تكون هذه القوات كردية كما قال في تصريح وزعه مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني اليوم. واشار الناطق الكردي الى ان قوات الشرطة والجيش العراقي تتولى هذه المهمة لحد الآن ولكن بسبب ما تعرض له هذا المرقد تم طلب تحديد قوة اخرى تسمى "قوات فوج سامراء". وفي هذا المجال اوضح مصدر عراقي ان الاكراد لايريدون ان يكونوا طرفا في النزاع الطائفي الشيعي السني في البلاد ملاحظا ان نفي الاكراد لتولي حماية مرقد الامامين العسكريين تأتي اثر حملة اعلامية من معارضين للعملية السياسية تحدثت عن وجود اتفاق كردي شيعي لمنح الاكراد مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط مقابل تغيير التركيبة السكانية لمدينة سامراء من السنية الى الشيعية على حد زعمهم. وجاء نفي ياور بعد ان اشار نائب عراقي الى ان حكومة إقليم كردستان قدمت مبادرة تتولى بموجبها قوات كردية تابعة لوزارة الدفاع العراقية تأمين مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء والطرق المؤدية الى المدينة. وقال النائب الكردي عبد الله صالح إن الطرق المؤدية إلى سامراء ستتولى حمايتها قوات كردية تابعة للجيش العراقي في حين أن حماية المرقد ستناط إلى وحدات خاصة من حرس إقليم كردستان موضحا ان المبادرة تنص على أن تمنح الحكومة العراقية صلاحيات لحكومة الاقليم لكي تقوم بهذه المهمة. واضاف النائب صالح أن المبادرة لاقت ترحيبا من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال اجتماع عقده معه الجمعة الماضي في مدينة النجف وفدان من التحالف الكردستاني والإئتلاف العراقي الموحد. ورجح المصدر العراقي الذي كان يتحدث مع "ايلاف" أن تكون هذه المبادرة من بين الأسباب التي دعت مقتدى الصدر إلى إلغاء دعوته إلى زيارة مرقد الإمامين العسكريين في سامراء التي كان حدد الخميس المقبل موعدا للقيام بها. وكان الصدر الغى مسيرته الى سامراء حتى اشعار اخر محاولا طمأنة السنة بعد ان عبروا عن مخاوف من تنفيذ دعوته لتنظيم مسيرة شعبية مليونية الى مدينة سامراء التي بدأ سكان منها ينزحون عنها خوفا من تفجر عمليات مسلحة فيما اذا تعرضت المسيرة لاعتداءات.
ونفي الصدر ان يكون الهدف من المسيرة هو طرد السنة من المدينة. وتعرضت قبة المرقد الى تفجير في شباط (فبراير) العام الماضي مما فجر عنفا طائفيا في البلاد ماتزال تداعياته الخطيرة تهيمن على العراق لحد الان.. ثم تعرضت مطلع الشهر الحالي الى تفجير مئذنتي المرقد ايضا. ومن جهته حذر أعضاء في المجلس المحلي لبلدية الدجيل حيث من المقرر إن تمر المسيرة عبرها من احتمال استغلال الأهداف النبيلة للمسيرة المليونية لإدانة جريمة نسف مرقدي الإمامين العسكريين من اجل إثارة الفتنة. واوضح بيان للمجلس إن التحذير يجد ما يبرره بعد تناقل معلومات عن اندساس عناصر من الحرس الثوري الإيراني.
وقال احد وجوه عشيرة الخزرج في الدجيل إن أجواء من الشائعات تسود الدجيل وبلد وسامراء لاسيما في الأوساط العشائرية مما دعا كثير منهم إلى مغادرة مناطقهم إلى أرياف بعيدة خشية من تداعيات يتسبب بها ضعاف النفوس بما يسيء للمسيرة المليونية للشيعة. الحزب الاسلامي يدعو لايقاف "المجازر" في بعقوبة
دعا الحزب الإسلامي العراقي السني الحكومة وقوات الاحتلال بإيقاف المجازر الدامية في منطقة بعقوبة كما قال.
وشدد الحزب الذي يتزعمه نائب الرئيس طارق الهاشمي في بيان اليوم على ضرورة التمييز بين المسلحين وبين المواطنين الأبرياء وان يفسحوا المجال للمنظمات الإغاثية بإيصال المواد الغذائية والطبية لغرض إسعاف الجرحى وإخلائهم وان يتخلوا عن مبدأ العقوبة الجماعية الذي أثبت فشله في كل مرة. وقال "منذ أكثر من أسبوع والى الآن تتعرض أحياء غرب بعقوبة (المفرق, حي المعلمين, الكاطون) إلى هجمة شرسة من قبل قوات الاحتلال التي تقوم بعملية أمنية أطلقت عليها عملية السهم الخارق وقد قامت بقصف هذه الأحياء الآمنة بالطائرات الأمر الذي أدى الى تهديم أكثر من 150 منزلا وقتل أكثر من 350) مواطنا لاتزال جثثهم تحت أنقاض المباني علاوة على الاعتقالات التي طالت عشرات المواطنين". وأضاف " لقد تزامنت هذه الهجمة مع انعدام تام للخدمات الأساسية مثل انقطاع الماء والكهرباء وتدهور خطير بالوضع الصحي إضافة الى تأجيل امتحانات جميع المراحل الدراسية". ووصف الحزب في بيانه العملية بانها "عقوبة جماعية تتعرض اليها هذه المناطق وطالب القوات العسكرية بالتفريق بين المدنيين والمسلحيين." وعلى الصعيد نفسه قال مصدر في الفرقة الخامسة للجيش العراقي اليوم ان قوة من الجيش العراقي تساندها القوات الاميركية قامت بحملة دهم وتفتيش لمنطة المفرق غربي بعقوبة اسفرت عن اعتقال خمسة مسلحين بينهم قيادي في تنظيم القاعدة والعثور على 17 سيارة داخل مرأب تستخدم في تنفيذ العمليات المسلحة. واوضح ان قوة من الجيش العراقي اعتقلت امس 12 مسلحا في حملة تفتيش واسعة شملت الدور السكنية والبساتين في منطقة الاحيمر في مدينة المقدادية وكذلك الاستيلاء على كميات من الاسلحة والاعتدة المتنوعة مشيرا الى "ان قوة مشتركة القت القبض على 8 اشخاص بينهم سوريان في حملة واسعة لاحياء مدينة خانقين بحثا عن عناصر تنظيم القاعدة بعد الابلاغ عنهم من قبل اهالي المدينة. ويقوم حوالي 10 الاف عسكري اميركي وعلااقي منذ منتصف الشهر الماضي بهجوم مسلح واسع النطاق ضد مسلحي دولة العراق الاسلامية التي اعلنت في محافظة ديالى ( 65 كم شمال غرب بغداد). ووصف القائد العسكري الاميركي الجنرال ميك بدناريك الذي يقود العمليات في ديالى العملية والقتال التي تخوضه قواته بانه شرس وقال ان قواته تواجه مقاومة شرسة من مئات المتشددين الذين ينتمون الى تنظيم القاعدة المستعدين للقتال حتى الموت.