أخبار خاصة

سعوديو فتح الإسلام.. للقاعدة أم للرقيق؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ثلاثة آلاف دولار للفرد تعيد ثقافة الجاهلية
سعوديو فتح الإسلام.. للقاعدة أم للرقيق؟

سعيد الجابر من الرياض، نهر البارد (لبنان)، وكالات: لا يختلف اثنان بأن تجارب العرب في بيع الرقيق قد اندثرت، وأن المنتمين لتنظيم القاعدة في السعودية مطلوبون أمنياً للحد من تصرّفاتهم العشوائية التي قد تضر بمصالح البلاد، إلاّ أن ما حدث على خلفية الحرب بين الجيش اللبناني والمنتمين لفتح الإسلام في نهر البارد (شمال لبنان) يدعو للقلق، حيث ذكرت نتائج استطلاعية أجرتها هيئة حقوق الإنسان السعودية أن السعوديين المتورطين في مواجهات نهر البارد كانوا قد بيعوا لجماعة في لبنان بقيمة ثلاثة آلاف دولار ( 11250 ريال سعودي ) للفرد الواحد، وهو ما يجعل الذاكرة تعود لثقافة بيع الرقيق (الخدم) التي كان يقوم بها العرب في العصور القديمة .

ذكر لـ"إيلاف" الداعية اللبناني عبد الرحمن دمشقية بأن " الشكوك والظنون تؤدي بأن أفراد نهر البارد المسلّحين بعضهم سعوديون يُعرفون بأنهم متهمون وملاحقون عند الحكومة السعودية من المطلوبين أمنياً، وبأنهم ينتمون إلى القاعدة فلجؤوا إلى هناك" .

من جانبه كان الناطق الرسمي باسم هيئة حقوق الإنسان السعودية زهير بن فهد الحارثي قد ذكر " أن السعوديين المتورطين في مواجهات نهر البارد بيعوا لجماعة في لبنان بقيمة ثلاثة آلاف دولار للفرد الواحد".

وأضاف الحارثي " هؤلاء ليسوا بالضرورة من القاعدة ولكن ربما تأثروا بالفكر القاعدي الراديكالي، فهم ليسوا مرتبطين بها هيكليا، ولكنهم متماشين معها ايديولوجيا، وأشار الحارثي أن ظروفا اجتماعية ونفسية وأسرية قد تدفع هؤلاء الى ترك منازلهم والذهاب إلى المناطق الملتهبة ليكونوا عرضة للاستغلال والاستخدام من قبل الجماعات المتطرفة ". وقال الحارثي: " إن جولة وفد الهيئة التي شملت زيارة سجون لبنان والأردن أثبتت أن غالبية الموقوفين صغار سن لا تتجاوز أعمارهم العشرين ".

وذكر بأن " غالبية الموقوفين كشفوا للوفد انه صور لهم أن ما يحدث في نهر البارد هو ارض جهاد حقيقية، ثم تيقنوا أن المسألة ما هي إلا تصفية حسابات بين أطراف تم إقحامهم فيها بلا مبرر، كماتبين لهم بعد ذلك انه تم بيعهم لجماعة في لبنان بقيمة ثلاثة آلاف دولار للفرد الواحد، وعندما قرر البعض منهم العودة تم اعتقالهم من قبل السلطات اللبنانية ".

يُذكر أن قضية سعوديي نهر البارد جعلت المتابعين يؤمنون بأن شريعة تمويل الإرهاب تزداد اتساعاً في ظل التغرير بالشباب والمراهقين وتوظيفهم لأعمال تخريبية وإجرامية مقابل أموال لا يمكنهم نيلها بعد التنفيذ، وهو ما يجعل مساعي هيئة حقوق الإنسان السعودية تتوالى كجهة حقوقية هدفها حماية حقوق هؤلاء والاطمئنان بأنهم يحاكمون محاكمة عادلة ويعاملون معاملة إنسانية، ويتمتعون بحقوقهم القانونية، لاسيما وأنها تنطلق من نظامها الذي يعطي لها أحقية متابعة أوضاع السعوديين في الخارج، وكانت هيئة حقوق الإنسان قد ناشدت الشهر الماضي الأسر السعودية التي تعتقد بان أبناءها فقدوا في لبنان بضرورة إجراء التحليل وان يكون للأب والأم معا أو الأخ الشقيق أو الابن إن وجد.

الجيش اللبناني يستانف قصف اخر موقع لفتح الاسلام في نهر البارد

على صعيد التطورات الميدانيةاستانف الجيش اللبناني السبت قصف مسلحي مجموعة فتح الاسلام المتحصنين في مربع اخير في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان.وافاد متحدث عسكري ان عدد القتلى في صفوف الجيش ارتفع الى 113 قتيلا منذ بدء المعارك في 20 ايار/مايو، مضيفا انه تم انتشال جثة مقاتل اسلامي سقط في اليومين الاخيرين.وقال "انتشلت وحدة من الجيش السبت جثة مقاتل اسلامي قتل في الساعات ال36 الاخيرة وعثر عليها عند اطراف المربع الاخير الذي تسيطر عليه الجماعة الارهابية".واوضح المتحدث "ان الجيش يواصل عمليات نزع الالغام والمفخخات (...) وان عناصره تستمر بالتقدم ببطء".وقال ان "المعارك تجري بالاسلحة الاوتوماتيكية مع عناصر فتح الاسلام الذين ما زالوا يسيطرون على مربع مساحته مئتين بثلاثمئة متر".

وذكرت مصادر في الشرطة ان صاروخين اطلقا من المخيم سقطا في الحقول الواقعة شماله بدون ان يسفرا عن ضحايا.ويتحصن المسلحون في بعض اطراف المخيم القديم الذي بنته الاونروا عام 1949 والذي كان يسكنه 31 الف لاجئ قبل ان يتم اجلاؤهم عند اندلاع المعارك. وسيطر الجيش منذ 22 حزيران/يونيو على المخيم الجديد وهو القسم الذي تمدد اليه المخيم خلال السنوات الماضية وانتشرت فيه الابنية.ووجه الجيش الجمعة نداءات عبر مكبرات الصوت الى المسلحين للاستسلام والافراج عن عائلاتهم.وذكرت المحطة اللبنانية للارسال "ال بي سي" ان المسلحين طالبوا بعدم تفتيش النساء المنقبات لدى خروجهن، مشيرة الى ان الجيش لن يقبل بعدم التفتيش وقد يستقدم نساء للقيام بهذه المهمة.

وافاد مصدر من فرق الاغاثة ان النساء رفضن ترك ازواجهن، لافتا الى "صعوبة اخراج الاطفال وحدهم دون النساء".واجلي اخر المدنيين من المخيم في 11 تموز/يوليو، لكن ستين شخصا، هم زوجات عناصر فتح الاسلام واولادهم، رفضوا محاولات المنظمات الانسانية لاجلائهم.ويتهم الجيش المقاتلين باستخدام نسائهم واطفالهم دروعا بشريا بعد ان اكد مدنيون غادروا المخيم اخيرا ان النساء يرفضن الرحيل.

وتطالب السلطات اللبنانية والجيش باستسلام عناصر المجموعة المتهمين بافتعال المعارك بقيامهم بتصفية 27 عسكريا في 20 ايار/مايو كانوا اما في مواقعهم حول نهر البارد او خارج نطاق الخدمة في اماكن اخرى من شمال لبنان.غير ان مقاتلي فتح الاسلام المتمركزين في نهر البارد منذ تشرين الثاني/نوفمبر وهم من جنسيات عربية مختلفة، رفضوا كل الوساطات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف