أخبار خاصة

ناشر الوطن لإيلاف: تضامن مولاي هشام يلبسنا الشرعية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحيم أريري ناشر "الوطن الآن" لـ"إيلاف"
تضامن مولاي هشام معنا يلبسنا الشرعية
حاوره أحمد نجيم من الدار البيضاء:
عاشت الصحافة المغربية أخيرًا فصلاً من فصول صراعها مع الدولة، إذ اعتقل ناشر جريدة "الوطن الآن" عبد الرحيم أريري والصحافي في الجريدة نفسها مصطفى حرمة الله لمدة 192 ساعة للتحقيق معهما على خلفية نشر وثيقة سرية للمخابرات المغربية. الناشر يتابع وهو في حالة سراج، بينما الصحافي في حالة اعتقال.
للوقوف على ملابسات هذه القضية الجديدة في سلسلة قضايا كثيرة عاشتها الصحافة المغربية أخيرًا، إلتقت "إيلاف" الناشر عبد الرحيم أريري. يتحدث في هذا الحوار عن ظروف اعتقاله ونوعية الأسئلة التي وجهها المحققون إليه، وطريقة تعاملهم معه. كما يؤكد استمرار الجريدة في خطها التحريري ونهجها في نشر أخبار تهم المؤسسة الأمنية بكل أنواعها من الجيش إلى الشرطة. كما يثير علاقة الجريدة بالأمير مولاي هشام. في الغلاف الأخير لجريدتكم "الوطن الآن" كتبتم "الجيش يخوض حربًا ضد الصحافة، علام بنيتم هذا الحكم؟
المحنة التي مرت بها جريدة "الوطن الآن" لم تكن مرتبطة بالعدد 253 (العدد التي تضمن برقية المخابرات المغربية والذي على أساسه يتابع ناشر الجريدة وصحافيها قضائيًا)، بل تعود إلى تركيز الجريدة، من خلال توجهها العام، على المؤسسة الأمنية بشكل عام، من أمن ومخابرات وجيش ودرك...
إن الرسالة الموجهة إلينا، ومن خلالنا إلى الزملاء الصحافيين المغاربة، واضحة: تناولوا ما شئتم من المواضيع إلا المؤسسة العسكرية. هل هذه الفكرة هي التي تمحور حولها الإستنطاق الذي خضعتم له من قبل الشرطة القضائية طيلة 192 ساعة؟
أسئلة المحققين طيلة الحراسة النظرية تنقسم قسمين، في 96 ساعة الأولى تركزت الأسئلة حول العدد 253، إذ وجهت إلي أسئلة متعلقة بالهدف من نشر البرقية، وأظهر لي هؤلاء المحققين خطورة ما قمنا به، إذ أفشلت الجريدة خطتهم في ملاحقة عناصر إرهابية من خلال إفشاء أسرار ذات طبيعة أمنية. بم أجبتهم؟
كنت أقول لهم، هذا تقييمكم للأمر، أما أنا فصحافي مهمته إطلاع الرأي العام المغربي بم يحدث. وأسجل أن التحقيق لم يكن استنطاقًا، بل سجالاً بيني وبينكم، كما أوضح أنهم تعاملوا معه تعاملاً إنسانيًا.
وعلى ماذا تمحورت 96 ساعة الأخرى من التحقيق؟
تناولت مواضيع سبق أن نشرتها "الوطن الآن" أو تلك التي نشرتها الجريدة أيام كان اسمها "البيضاوي". المحققون سألوني عن أسباب تركيز الجريدة على مواضيع تهم الجيش والمخابرات والدرك. لقد ركزوا على خطنا التحريري. هل وجهوا إليك تهمة التعامل مع جهات أجنبية؟
كان هذا جزء من تقييمهم لهذا التوجه، لقد قالوا إما أنك تتعامل مع جهات أجنبية، لذا تسعى إلى ضرب المؤسسة الأمنية، وإما أن لك حساب مع هذه المؤسسة تحاول أن تصفيه. بم أجبتهم؟
كان جوابي واضح، جريدتنا اختارت خطًا تحريريًا واضحًا يركز على المؤسسة الأمنية في المغرب، ثانيًا قلت لهم إنني أتحدى أيًا كان أن يثبت صحة اتهامي واتهام الجريدة بالتواطؤ مع جهات أجنبية. إنني ابن هذا الوطن، زرته من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، ولمست كصحافي، تعطش المغاربة للقضايا الأمنية، لذا فجريدتي "الوطن الآن" تلبي طلب السوق المعرفي وتروي هذا العطش الموجود عند المغاربة. كما أن 50 في المئة من مجموع موظفي الوظيفة العمومية ينتمون إلى هذا الجهاز، لذا فطبيعي أن تهتم بهم جريدة مغربية. هل ركز المحققون على الصحافي حرمة الله (المتابع في القضية نفسها)؟
سألوني عن أسباب ثقتي في الأخبار التي يأتينا بها، فأحبرتهم أنني أثق بمصادره، وأننا نشرنا عشرات الملفات حول القضايا الأمنية ولم تتوصل الجريدة ولو ببيان توضيحية واحد. كما أكدت لهم أنني أثق بجميع الصحافيين الذين يشتغلون معي ولا أطلب منهم الكشف عن مصادرهم في الأخبار. إنني كمدير نشر أطلب منهم أن يتصلوا مع الجميع باستثناء الملك لأسباب معروفة. لم يسبق لي أن عشت مشكلة مع الصحافيين العاملين معي. أثناء التحقيق أثير موضوع الأمير مولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس، ما هي الأسئلة التي وجهها إليك المحققون؟
ركزت عن علاقتي بالأمير مولاي هشام، وظروف التعرف إليه وعلاقته بالجريدة. أخبرتهم أن جوابي سبق أن كتبته في "الوطن الآن". وكيل الملك قال في بيان لوكالة الأنباء المغربية الرسمية أن موضوع مولاي هشام لم يتضمنه المحضر؟
لا أفهم ردة فعله تلك، وعليك أن تسأله هو للإجابة على هذا السؤال نعود إلى التحقيق معك، كم بلغ عدد المحققين معك؟
كان هناك من يباشر معي التحقيق مباشرة وقد تناوب على هذا العمل عدد من المحققين، كان هناك محققون من كل الأجهزة الأمنية، قد يصل العدد إلى 150 شخصًا تناوبوا لمدة 192 ساعة. أين أخذوك يوم اعتقالك الثلاثاء 17 يوليو؟
ذلك اليوم لم يأخذونا إلى معتقل، لقد أخذوني إلى مقر الشرطة القضائية بالمعاريف بالدار البيضاء، وكنت أنام في مكتب التحقيق، ولم أكن ألتق الصحافي مصطفى حرمة الله. وكان رجال الأمن يأتونني بالأكل وأحيانا بالملابس بمالهم الخاص، إذ لم يكن مسموحًا لأحد لقائنا. لم تطلب ملابس من بيتك؟
لا، لأنني كنت متأكد أن التحقيق لن يطول، وأنني سأخرج في الساعات القليلة المقبلة. بقيت على هذه الحالة إلى يوم السبت، إذ طلبت ملابس من البيت. هل تعرضت لابتزاز من قبل المحققين؟
لا، لم أتعرض لأي شكل من أشكال الابتزاز، إنني أزايد على المشرع الذي سن هذا القانون الذي بموجبه يمكث الشخص 192 ولا أزايد على المحققين. لكن هؤلاء وضعوا لك الأصفاد يوم الاعتقال؟
نعم، فعلى الساعة السابعة صباح يوم الثلاثاء 17 تموز/يوليو دق أشخاص باب شقتي، أتذكر التوقيت لأنني رأيت الساعة الحائطية قبل فتح الباب، لحسن الحظ لم تكن عائلتي في البيت، أخبروني أنهم عناصر من الشرطة، فتشوا الشقة وأخذوا معهم حاسوب ابنتي وجميع الأشرطة. لقد شككت في أمرهم، وزاد شكي لما عنفوا حارس العمارة الذي طلبت منه أن يخبر زوجتي، ولما رأيت أن السيارات الثلاث مدنية ولا أثر لعلامة الشرطة، فقررت أن أنسل منهم وأهرب إلى مركز للشرطة على بعد خطوات من البيت، كنت أريد إلى أي جهاز ينتمي هؤلاء، لكن عميد الشرطة الذي استنجدت به نهرني وسبني. لقد ظلت الأصفاد في يدي ليلة كاملة، بعد ذلك اعتذروا على هذا التصرف. ما عدا ذلك كانت معاملتهم إنسانية. بعد 96 ساعة الأولى من التحقيق التقيت المحامي، وأخبرك عن حجم التضامن معك ومع حرمة الله، هل أحسست بقوة لمواجهة 96 ساعة الأخرى المتبقية؟
كان ما نقله لي المحاميين من دعم المغاربة لي ولحرمة الله سند نفسي كبير، لقد أصبحت بعد تلك الفترة مدين لزملائي الذين ساندوني ومدين للمجتمع الذي قام بردة فعل قوية، من خلال اللجنة الوطنية لمساندتي. لقد شعرت بقوة كبيرة لما علمت أن الجميع تضامن معي. بعد خروجك واستمرار متابعتك قضائيا، إذا ما حصلت على وثيقة مشابهة، هل ستنشرها في الأعداد المقبلة لـ "الوطن الآن"؟
أتمنى من الله أن أستطيع الحصول على وثائق مماثلة في المستقبل كي أنشرها. إنني لم أقم بعمل مشين. أتحدى أن ناشر يحصل على وثيقة مماثلة ولا ينشرها، هذا هو السبق الصحافي. فلو حصلت على وثيقة تهم الذين حققوا معي لن أتردد عن نشرها. لن أتراجع عن عملي ولا عن الخط التحريري للجريدة. لقد أصبحت مدينًا لقرائي ولأصدقائي وسأواصل عملي كما في السابق وأكثر. الأمير مولاي هشام أعلن تضامنه معك، كيف تلقيت هذا التضامن؟
لا يمكن إلا أن أعتز به، بالنظر إلى مكانته ورمزيته في البلاد. هذا التضامن يلبسني الشرعية، إذ يؤكد أن ما أقوم به شرعي. لقد اكتملت دائرة المتضامنين من المجتمع فالصحافة فالفنانون والمحامون والنقابات إلى الأمراء والأحزاب السياسية. خلال وجودكم رهن الاعتقال للتحقيق صدر عدد من "الوطن الآن" ولم تحضر الإغلاق، هل تركت للصحافيين توجيهات؟
لما جاء بي المحققون إلى المكتب لمصادرة الأرشيف، طلبت من الصحافيين التصرف، لقد كانوا في المستوى، وبعد خروجي لم أستطع أن أعمل في الجريدة لأنني كنت أستعد لإدارة الجلسة، وقد أبلى الصحافيون البلاء الحسن. هل شعرت بالندم لتغيير اسم جريدتكم من "البيضاوي" إلى "الوطن الآن"؟
لما غيرت اسم "البيضاوي" وجعلته "الوطن الآن" كان ذلك لاعتبارين، محاولة مني بناء بيت يجتمع فيه جميع المغاربة، والتأكيد على أن للمغرب أصحابه وأنا واحد منهم. بعد كل ما عشناه تأكد صدق حدسي. وأؤكد أننا في "الوطن الآن" ليست لنا خصومة مع أحد، فنحن صحافيون يقومون بعملهم، وسنستمر في ذلك.
najim3@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف