مئة يوم على فوز ساركوزي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
د.صلاح نيّوف- إيلاف خاص:
فرنسا: عبوات حارقة قبل اجتماع يحضره ساركوزي يرى العديد من المتخصصين في السياسات العامة الفرنسية أن 100 يوم من عمر الرئيس نيكولا ساركوزي في الإليزيه مرت من غير قرارات إستراتيجية كبيرة. ويؤكد جان كريستوف كامبادليس البرلماني عن الحزب الاشتراكي ذلك قائلا:" لامس رئيس الدولة كل شيء، لكنه أيضا مر بجانب القرارات الكبرى فيما يتعلق بعجز الموازنة العامة و العلاقات مع موسكو".
ووفق النائب عن باريس، فان " ساركوزي يحكم وحيدا، ملك على كامل الطبقة السياسية". ويضيف " إذا كان كل شيء يظهر أنه يسير جيدا، فان الخطوات الأولى لرئيس الجمهورية لم تكن من غير تناقضات، ترددات وتقلبات"، ثم يتهم رئيس الدولة قائلا " ان كل شيء من أجل إقامة و تشييد سلطته الشخصية، فهو يتجنب الملفات الكبرى من خلال نشر غطاء من الدخان التشريعي، ملفات مثل العقد الوحيد للعمل، التقاعد أو الضمان الاجتماعي".
وفي ما يتعلق بالمرور بجانب قرارين استراتيجيين كبيرين يقول النائب :" الأول، هو التصدي للعجز العام(...) خداعه هو اليوم قنبلة موقوتة ضمن الظروف الدولية وخاصة الأزمة الأخيرة في الولايات المتحدة. كل هذا سيبني سياسة من التقشف في المستقبل، حيث الضريبة الاجتماعية ليست في المقدمة".
ويضيف ان قراره الثاني هو:" إعجابه الشديد بالولايات المتحدة بشكل عام و بجورج بوش بشكل خاص(...) فهو مشغول بمعرفة الصقر الأميركي المنتوف الريش، مهملا المصلحة الأساسية التي على أوروبا البحث عنها، الا وهي روسيا، حيث يظهر أن هناك تراجعا كبيرا في العلاقات مع موسكو".
و يبدو أن الرئيس الفرنسي لم يستطع الخروج هذا الصيف من الأحداث الجارية و المتتالية داخليا وخارجيا. فكل الملفات في غاية الأهمية له وللشعب الفرنسي بشكل خاص. و حتى لو أن الرئيس الفرنسي مازال يتشدق بارتفاع في استبيانات الرأي بالنسبة له: " تقولون لي أن هذه الحالة لن تستمر طويلا، ولكنكم تقولون هذا منذ خمس سنوات".
ووفق استطلاع للرأي أجرته صحيفة "ليبيراسيون"، أجري عبر التلفون وشارك فيه 1.007 اشخاص يمثلون الشعب الفرنسي من 18 سنة فأكثر، فان ساركوزي سجل 65% من الآراء الإيجابية بتراجع نقطتين فقط. حيث ان 56% من الفرنسيين جددوا ثقتهم برئيسهم، 22% من الأشخاص المستطلعين أعطوا رأيا " إيجابيا جدا" و 43% " مقبولا". إذا هناك تراجعا طفيفا بالنسبة للشهر الماضي حيث كانت النتيجة 67%.
ويقول ساركوزي متحدثا عن وفائه بوعوده " أقول للذين يتحدثون عن عدم الوفاء بالوعود: توجهوا إلى المجلس الدستوري" في إشارة منه لتحميله المسؤولية، كما جاء في الصحافة اليومية أمس. لكنه اليوم يستعد للمضي إلى الأخبار السيئة التي بدأت تهز أيامه المائة التي قضاها في الإليزيه.
ومن علامات هذا الاهتزاز والقلق في بداية الموسم الرئاسي: أولا، النمو الاقتصادي الهش. حيث ان مؤشرات نمو الاقتصاد الفرنسي مقلقة جدا، و يتذكر الفرنسيون الشعارات الانتخابية الشهيرة لرئيسهم الحالي بأنه سيحدث " صدمة في النمو" لكن الصدمة مازالت في الانتظار رغم وعوده الضريبية التي صوت عليها هذا الصيف.
وبالاضافة الى أصوات ضجيج الأزمة في البورصات العالمية ، فان الصدمة بالنسبة للفرنسيين هي، حتى الآن، البحث في الأرقام التي تتعلق بتراجع النمو، مع الاستثمارات الراكدة و تجارة خارجية في حالة عجز. حيث ان نسبة النمو بلغت 0،3% فقط في الفصل الثاني من العام، فيما الهدف الذي وضعته الحكومة هو الوصول إلى 2،25% هذه السنة لكنه يبدو هدفا صعب المنال. هذه الأخبار السيئة أحدثت أصوات ضجيج كثيرة داخل الحكومة، وفيما اعترفت وزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد بصعوبة الوصول إلى الهدف في الغد، صرح رئيس الوزراء فرنسوا فيون بعكس ذلك في اليوم التالي.
ورغم الأخبار الجيدة المتعلقة بالاستهلاك خاصة بالأدوات المنزلية، هناك صعوبة بتحقيق إيرادات للدولة، والتي خسرت 13 مليار يورو من التحصيل الضريبي لهذا الصيف. هذه الحالة وفق العديد من الاقتصاديين الفرنسيين " ضيقت كثيرا على الفرصة التي كانت متاحة أمام الإصلاح". وهي أيضا ثقلا كبيرا على مشروع ميزانية عام 2008 الذي يمر حاليا بمرحلة من الاستعصاء.
هذا و مازال رئيس الجمهورية الفرنسية يدق على الطبل ويصيح بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية:" أنا لدي أجر كي أقرر، إذا سأقرر"، يشرح الرئيس الذي أخبر وزراءه مسبقا أن بداية العمل هذا العام ستكون في قطار جهنم".
وبهدف تشتيت قدرة النقابات على الاعتراض فتح ساركوزي الحديث معها على جبهات متعددة. الا ا ن عليه أن يكون مطمئنا و حذرا من إثارة الحزب الاشتراكي، حيث اليسار الفرنسي قرر استهلاك الكثير من الطاقة لتصفية حسابات ما بعد الهزيمة على أن يستخدم أفضل ما لديه لمعارضة سياسات الحكومة.