الحريري يحاول إقناع نواز شريف بالتريث

تاج الدين عبد الحق من ابوظبي:

قالت مصادر خليجية مطلعة إن رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري بدأ مساعي لاقناع رئيس وزراء باكستان الاسبق نواز شريف بالتريث في العودة الى بلاده وذلك بعد القرار الذي اصدرته المحكمة العليا الباكستانية والقاضي بعدم شرعية قرار ابعاده عن باكستان في العام 1999 اثر الانقلاب العسكري الذي اطاح بشريف و قادة الرئيس الباكستاني الحالي الجنرال برويز مشرف .

وقالت هذه المصادر إن أطرافا خليجية هي

مشرف يدعو الى المصالحة السياسية

نواز شريف يستعد للعودة لبلاده خلال اسابيع

نواز شريف يعود من المنفى

التي طلبت من الحريري القيام بهذا المسعى مشيرة الى الصداقة التي تربط رئيس تيار المستقبل اللبناني بنواز شريف والتي تشكل امتدادا للصداقة التي ربطت الاخير برئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري .

وأوضحت هذه المصادر أن مسعى الشيخ سعد الحريري يأتي بعد وصول مساع خليجية بهذا الاتجاه الى طريق مسدود . مشيرة الى ان دول الخليج تنظر بقلق شديد الى تطور الاحداث في باكستان وتعتبر ان إضعاف مشرف سياسيا من شأنه نشر حالة من الفوضى تعزز نشاط المجموعات المتطرفة مع ما يعنيه ذلك من تداعيات على صعيد الامن الاقليمي .

وقالت المصادر ان الحريري يحمل رسالة الى نواز شريف المتواجد حاليا في لندن مفادها ان الغطاء الخليجي الذي منح له بعد المواجهة بينه وبين مشرف عام 1999 لن يعطى له مرة ثانية في حال فشلت مساعيه لاعادة عقارب الساعة للوراء وفي استعادة موقعه السياسي الذي فقده بعد انقلاب مشرف .

تجدر الاشارة الى ان نواز شريف كان يعيش متنقلا بين اكثر من عاصمة خليجية منذ ان اضطر إلى مغادرة اسلام اباد بعد الانقلاب العسكري عليه قبل اكثر من ثماني سنوات . وكانت آخر العواصم الخليجية التي زارها هي ابوظبي قبل ان ينتقل منها الى لندن .

وقال ناطق باسم نواز شريف "ان لاتغيير في خطط مشرف للعودة الى بلاده " وقال عاصف الخواجة عضو البرلمان واحد اقرب مساعدي شريف لـ ايلاف " ان شريف لن يراهن على النصر السياسي الذي حققه امام المحكمة العليا " . وقال " ان اي وساطة هدفها دعم سلطة مشرف والابقاء عليه على خشبة المسرح السياسي الباكستاني غير مقبولة" . وقلل عاصف خواجة من اثر القضايا الجديدة التي رفعتها الحكومة الباكستانية على شريف بعد إلغاء قرار ابعاده عن باكستان وقال ان نواز شريف سيعود هو وعائلته بمن فيهم شقيقه شهباز شريف الى باكستان قبل العاشر من الشهر المقبل ، لكنه المح الى ان شريف قد لايخوض بنفسه الانتخابات التشريعية المقبلة.

وردا على سؤال عما اذا كانت لديه مخاوف من اعتقال شريف في حال عودته قال عاصف ان شريف مستعد لدفع الضريبة التي يتطلبها عمله السياسي بما في ذلك الاستعداد لدخول السجن . وقال ان مناصري شريف رفعوا دعاوى مضادة للدعاوى الجديدة التي رفعتها الحكومة الباكستانية ضد شريف وعائلته وانها تأمل ان تنجح كما نجحت أمام المحكمة العليا باعلان بطلان القضايا الجديدة التي وصفها بانها قضايا كيدية هدفها تفريغ قرار المحكمة العليا الاخير من مضمونه ومنع شريف من العودة للمسرح السياسي الباكستاني .

وقال عاصف الخواجة الذي كان مشرفا على قطاع التخصيص في حكومة نواز شريف والذي تولى رفع الدعوى امام المحكمة العليا لابطال قرار ابعاد شريف عن وطنه " انه لايوجد اي فرصة الآن للقاء بين نواز شريف وبوتو وقال ان بوتو تنسق مع مشرف وهو ما يعد انتهاكا لاتفاقية الشراكة الديمقراطية التي وقعتها مع شريف في لندن العام الماضي".

وابدت المصادر الخليجية شكوكا ازاء احتمالات عودة رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو الى باكستان . وقالت انه على الرغم من اللقاءات التي جرت في ابوظبي بين الرئيس الباكستاني بارويز مشرف وبوتو فإن الطرفين لم يتوصلا الى اساس قوي يسمح باتمام عملية المصالحة واشارت الى ان اجواء عدم الثقة لاتزال قائمة بين الجانبين ، وان المرونة التي يبديها كل طرف انما هي محاولات لآستفادة كل طرف من الضغوط او الفرص التي تتيحها المواجهة السياسية التي تمر بها باكستان حاليا .

وقالت ان بوتو تتمسك بالغاء جميع الاحكام الصادرة بحقها وحق اسرتها وتحييد الجيش الباكستاني في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة والذي يعني تخلي مشرف قبل الانتخابات عن قيادة الجيش . وقالت المصادر ان مشرف لايملك الا الجيش كورقة في مواجهة خصومه السياسيين وهو غير مستعد للتخلي عنها في الوقت الذي يحاول فيه هؤلاء الخصوم العودة لتصفية حساباتهم القديمة مع المؤسسة العسكرية التي يقودها مشرف.