دولة داخل دولة .. لبقاء طويل وسط شكوك بأمنها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن تفتتح في بغداد أضخم سفارة على وجه الأرض
دولة داخل دولة .. لبقاء طويل وسط شكوك بأمنها
3500عامل اشتغلوا لثلاث سنوات
وتشير المعلومات الى ان اكثر من 3500 عامل ومهندس انهمكوا في بناء السفارة الاميركية الجديدة التي ستزيد مساحتها عن مساحة دولة الفاتيكان . ويحتوى مبنى السفارة على 27 مبنى و6 عمارات تضم 619 شقة ومراكز استجمام ودار تجميل وصالة للرشاقة ومسبح وناد فاخر على الطراز الأميركي سيوفر وسائل الراحة في المساء وعلى موقع لإقامة الإستقبالات للوفود الزائرة . وقد تم إحضار غالبية عمال البناء من الكويت بسبب المخاوف الأمنية من استخدام العمال العراقيين في حين تولى موظفون أميركيون مهام إتمام الأجزاء الحساسة من بناء السفارة.
وسبق ان نشرت شركة معمارية أميركية في ايار (مايو) الماضي رسوما للسفارة وبنائها في بغداد على موقعها الإلكتروني ما أثار مخاوف من تعرض حياة الموظفين الأميركيين العاملين فيها للخطر. لكن الشركة أزالت من موقعها الرسوم المبدئية للموقع ولبعض المباني فيما ستكون واحدة من أكبر وأكثر السفارات الأميركية تكلفة في العالم لكن الرسوم لا تزال متاحة بشكل كبير على المدونات.
واثار نشر الرسومات شكاوى من مسؤولين أميركيين من أنه قد يعرض حياة الموظفين الاميركيين للخطر. وقال توم كيسي المتحدث باسم وزارة الخارجية " نحن لا نكشف عادة عن خطط او تصميمات منشآتنا الدبلوماسية وذلك لاسباب أمنية." وأضاف "يجب أن تأخذ اجهزتنا الامنية في الاعتبار حقيقة أن بعض هذه المواد جرى نشرها .. ولكن هذا لن يجعلنا نغير خططنا بشكل جوهري."
وقد رفض موظف من شركة بيرغر ديفاين ييغر ومقرها ميزوري في مدينة كنساس الاميركية المكلفة بالبناء التعليق وأحال إلى وزارة الخارجية الاستفسارات بشأن الرسوم التي تضم رسما تخطيطيا من أعلى لمجمع السفارة الجديد. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية توم كايسي إن خطط أو تصميمات المنشآت الدبلوماسية لا تكشف عادة لأسباب أمنية مشيرا إلى أن نشر بعض الرسوم لن يغير الخطط الأمنية بشكل جوهري. لكن الذين اطلعوا على هذه الرسوم قالوا إنها مبدئية ولا تكشف بشكل محدد عما يتم بناؤه في المجمع الجديد الواقع داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد والتي تضم السفارة الأميركية الحالية ومكاتب كبار المسؤولين العراقيين والمحمية بشدة من القوات العراقية والاميركية .
وسعت إدارة الرئيس الاميركي جورح بوش في بادئ الأمر للحصول على 1.3 مليار دولار لبناء السفارة الجديدة لكن الكونغرس لم يوافق إلا على تخصيص 592 مليون دولار.
اضخم سفارة على وجه الارض
وكشفت تصميمات المبنى الجديد أن ما يجري إنشاؤه ليس مجرد مبنى لسفارةrlm; لكنه رمز لبقاء طويل الأمد في العراق ولتأكيد معنى الوجود الأميركي هناك باعتباره السلطة الأقوى في هذا البلدrlm;.rlm; والتصميمات التي تكشفت عن المبنى الجديد للسفارة والتي تم الإحتفاظ بها خاصة مكوناتها الداخلية سرا حتى الأن يوضح أن الولايات المتحدة تشيد لنفسها في العراق أضخم سفارة على وجه الأرضrlm; وتضم 27rlm; مبنى على مساحة تزيد علىrlm;100rlm; فدانrlm; ويتكلف إنشاؤهاrlm;592 rlm; مليون دولارrlm; لتصبح مثل القلعة المحصنة وليس مجرد مبنى لسفارةrlm;.rlm;
وبنيت السفارة بمواصفات جدران وسقوف لا يخترقها الرصاص وضد التفجيرات. أما عن طريقة بنائها والمواد المستخدمة فقد تم استخدام أجود أنواع الطابوق الأميركي كما جلب الأسمنت الأميركي من الكويت وتم تصميم الجدران والسقوف بطريقة تقاوم أقسى الهجمات التي قد تتعرض لها من قبل المسلحين العراقيين بالإضافة إلى ملاجئ محصنة تحت الأرض أوصلت بمصاعد وتم تكييفها وربطها بمخارج تفضي إلى شارع مجاور للسفارة .
والسفارة الجديدة تصفها صحيفة "التايمز" اللندنية بأنها تشغل مساحة أكبر من مساحة دولة الفاتيكانrlm; ومحصنة بطريقة تصد أي هجمات أو إنفجارات ضدهاrlm; ومحاطة بسور يبلغ سمكه rlm;15rlm; قدماrlm; وقد تمت الإستعانة بعمال بناء من الخارج للمحافظة على سرية التصميمrlm; وخصص لإقامتهم معسكر قريب من عمليات البناءrlm;.rlm;
وفي جو الإضطرابات والفوضى التي تسود بغدادrlm; والتفجيرات وعمليات القتل المستمرة فإن الولايات المتحدة أرادت من خلال هذه القلعةrlm; التي يصفها العراقيون ب "قصر جورج بوش" على نهر دجلة تأمين وجود طويل الأجل لها في العراق وأن مسألة الإنسحاب بعد هدوء الوضع هناك مجرد وهم وتهدئة للرأي العام المطالب بسحب القوات الأميركية من العراقrlm; وهو ما تؤكده المعلومات السابقة التي كانت قد تسربت من مصادر عسكرية أميركية بأن الولايات المتحدة لديها خطة إقامة وتشييد ما لا يقل عن خمس قواعد عسكرية في العراق لتكون مركزا لإدارة أي عمليات عسكرية لها في المنطقة خارج العراقrlm;.rlm;
سفارة بغداد اصداء لاكبر سفارة اميركية في الصومال
ان بناء السفارة الاميركية الجديد في بغداد يعود باصدائه الى تاريخ سفارة اميركية ضخمة اخرى حيث كان الدبلوماسيون والجواسيس والعسكريون يلتقون للشراب ولعب الغولف ضمن بقعة اميركية كانت تقع وسط الفوضى المتصاعدة في الصومال. لكن ذلك المجمع الذي كان في حجمه اضخم واكبر من سفارة اميركا في العراق اليوم تعرض الى عملية تفكيك وسرقة على يد اللصوص بعد الاطاحة برئيس الصومال محمد سياد بري عام 1991.
فقد تم تصميم السفارة الاميركية الجديدة لاستيعاب كافة الدبلوماسيين المختصين وممثلي كل الوكالات الاميركية الرئيسة فضلا عن افراد طواقم الحماية الامنية الخاصة بهؤلاء لكن احد المسؤولين الاميركيين اكد ان الوجود العسكري قد لا يجد لنفسه مكانا داخل هذا المجمع الامر الذي قد يجعل من مسألة التنسيق بين الجوانب العسكرية والمدنية للمهمة الاميركية في العراق امرا صعبا.
كما ان مما يضيف الى صعوبة الموقف وشدة الضغط المرتبط به في ما يخص المساحة المتوفرة يتمثل في العدد المرتفع للعاملين غير العراقيين الذين يشغلون وظائف موقتة عادة ما يشغلها موظفون محليون في السفارات الاخرى فان المسؤول الاميركي يؤكد ان كل هؤلاء الموظفين لابد من اسكانهم هم كذلك.
ويعلق عضو لجنة العلاقات الخارجية بيل كندي على هذا الموضوع قائلا "كما ان العسكر هنا يندفعون تجاه هذا المكان فان وزارة الخارجية تقوم بالامر ذاته كذلك وعلى الرغم من انه رفض الحديث عن تفاصيل ارقام محددة الا انه اكد ان المساحة ستتم تهيئتها ضمن المجمع الجديد للبعض لكن ليس الكل في ما يخص كادر قيادات القوات الاميركية في العراق . واشار الى ان معظم الاجانب العاملين موقتا سوف يسكنون ويعيشون هناك رغم ان بعضهم سوف يرسل الى منشات اخرى اعتمادا على وظائفهم. ويضيف كندي قائلا انا الان على علم ان نقصا الى حد ما سيحصل في مجال إسكان الكوادر.
اما الموعد النهائي لانجاز المشروع فكان يفترض في شهر حزيران (يونيو) الماضي لكن تم تاخيره 3 اشهر بسبب صعوبات وتعقيدات العمل في ساحة حرب مثل العراق حسب قول كندي .. والذي اوضح ايضا " لقد تم تأخير القوافل من وقت الى وقت كما ان هناك صواريخ سقطت على موقع العمل داخل المجمع لكننا اجمالا كنا نتوقع كل شيء".
لكن اجراءات الامن ستكون مشددة وغير اعتيادية حتى بالمقارنة مع ما تم اتخاذه بعيد احداث هجمات تنظيم القاعدة ضد السفارات الاميركية في كينيا وتنزانيا عام 1998 اما البنى الخاصة بالمجمع فقد تم تدعيمها بما يتراوح بين 12 الى 21 ضعفا عن المعايير التقليدية الخاصة بالبناء كما ان المجمع سيضم 5 مداخل ذات حراسة امنية مشددة جدا فضلا عن مخرج طوارئ واحد حسب التقرير الذي تم رفعه الى مجلس الشيوخ.
وتشير المصادر الاميركية إلى أن أكبر سفارة أميركية في العالم الآن موجودة فى العاصمة الصينية بكين وتغطي مساحة مقدارها 10 فدانات وتضم 5 أبنية لكنها سرعان ما تتقزم أمام السفارة الجديدة في بغداد .
تشكيك بتوفير المبنى الجديد امنا لساكنيه
وعلى الرغم من نطاقها الضخم وكلفتها التي تجاوزت 600 مليون دولار فان هذا المجمع المصمم لاسكان اكثر من 1000 شخص لا يبدو بشكل كاف انه يوفر امنا بشكل جيد اذا ما تحقق انسحاب اميركي كبير من العراق. وعن هذا الموضوع يعلق احد كبار المسؤولين الاميركيين قائلا "عندما يتعلق الامر بالمنطقة الخضراء ودرجة حصانتها فان هذا الكلام لا يمثل سدا في وجه القذائف والصواريخ المنطلقة ضدها".
من جانب اخر وكما هو الحال بالنسبة إلى معظم التخطيط الاميركي في العراق فان السفارة تم الشروع في بنائها قبل 3 سنوات بناء على افتراضات وردية مفادها ان الاستقرار قريب وان الجهود العسكرية على وشك ان تتقلص تدريجيا ليبقى لاحقا جملة من الخبراء المدنيين الذين سيظلون على اتصال حميم مع العراقيين في الحكومة العراقية وبالتالي فان النتيجة حسب وصف احد المحللين تمثلت في وصف الموقف بعملية انفاق 592 مليون دولار في غير اوانها.
وبحسب احد كبار الخبراء في مجلس العلاقات الخارجية والمستشار في وزارة الدفاع الاميركية استيفن بيدل فان الامر اشبه بعملية التصاق بين شيئين لا يمكن لصقهما انها اكبر مما يجب ان يكون الحال عليه لو اننا توقعنا استقرار العراق لكن في الوقت ذاته فانها ليست كافية بحجمها لتكون مركزا عصبيا مهما لادارة جهد حرب مستمرة. واضاف "ولنا ان نذكر انه عبر خرق امني مخز تم نشر التصاميم الهندسية والمعمارية بشكل مقتضب عن مجمع السفارة على شبكة الانترنت في شهر ايار الماضي".
ويضيف بيدل معلقا "اذا ما انهارت الحكومة العراقية واصبحت بشكل شفاف جزءا وطرفا من اطراف الحرب الاهلية فان الامر سيكون بمثابة وجود ذبابة وسط الهند المليئة بالذباب لكن مع ملاحظة فرق واحد يتمثل في ان هؤلاء الهنود يملكون قذائف الهاون الان".
خبراء اميركيون يتحدثون عن وضع السفارة وامنها
ومن جهتها قالت إحدى مؤرخات السلك الدبلوماسي في الولايات المتحدة إن السفارة الأميركية الجديدة في العراق والتي من المقرر أن تدشن في الأسبوع المقبل تشبه قلعة معزولة أكثر منها سفارة. وكتبت الأكاديمية جاين لوفلر في العدد الأخير من مجلة السياسة الخارجية "صممت الولايات المتحدة سفارة لا تبعث على الاطمئنان لدى العراقيين وتشكّل أملاً صغيراً بالنسبة إلى مستقبلهم". وسيكون للسفارة الجديدة مولد خاص للطاقة الكهربائية وشبكة صرف ومجار صحية خاصة. وأضافت لوفلر "ما إن تدخل إلى مجمّع السفارة، لا يعود للأميركيين أي سبب يدفعهم لمغادرتها. وستكون فيها سوق تجارية، مطاعم، صالة مسرح، صالون تجميل، صالة رياضة، مسبح وملاعب تنس وكرة قدم، مدرسة وناد اجتماعي للاحتفالات". وقالت إن مبنى السفارة الذي يفصله عن العاصمة العراقية بغداد سور ضخم "يرسل رسالة مدمرة حول النظرة إلى الولايات المتحدة في العالم". وأوضحت "لقد بنت الولايات المتحدة قلعة قادرة على تحمّل وجود طويل الأمد لعدد كبير من الأشخاص في ظل العنف المستمر".
وكانت لوفلر كتبت مقالات عديدة حول التاريخ المعماري للسفارات الأميركية في الخارج وحازت على جائزة من وزارة الخارجية الأميركية في العام 1988 عن دراستها بعنوان "تصميم الدبلوماسية: بناء السفارات الأميركية".
ومن جانبه قال ادوارد بك الدبلوماسي الأميركي السابق في العراق ان "الحالة التي يواجهونها هي بناء سفارة دون التفكير حقيقة بماهية وظائفها ". واضاف "أي نوع من السفارة هذه عندما يعيش كل شخص في قلعة محصّنة ضد التفجيرات، والحراس يرابطون حولها مع خوذهم خلف أكياس من الرمل؟".
ومن جهته قال جوس هيلدرمان خبير تحليل في شؤون العراق مع مجموعة الأزمة الدولية إن السفارة الجديدة "تبعث، في الواقع، إشارة غبية للعراقيين بأن الأميركيين يبنون هذا المجمع الضخم في بغداد. وهذا ما يُزيد ثورة العراقيين الغاضبين من أن أميركا تُسيّر أمور البلاد وهذا ليس أمراً حسناً."
سياسيون عراقيون وخبراء يعتبرون البناء دليل بقاء طويل
ويقول سياسيون عراقيون معارضون للوجود الأميركي في العراق إن ضخامة هذا المشروع توضح أن الولايات المتحدة مازالت متمسكة بطموحاتها بالبقاء طويل الأجل في العراق . ويشيرون الى انهم ينظرون إلى ضخامة حجم السفارة باعتباره رمزا لمن يملك السلطة الحقيقية في بلادهمrlm; حيث تعتبر إجراءات الأمن التي تم القيام بها في هذا المبنى الجديد غير عاديةrlm; . وحتى الأن فإن هناك المنطقة الخضراءrlm; وهي منطقة معزولة ومحصنة وتعتبر أأمن مكان في العراق حالياrlm; ويوجد بها أماكن إقامة حكام العراق ومكاتبهمrlm;.
ويقولون انه مما يدل على ضخامة هذا المبنىrlm; الذي يعتبر أضخم من أي قصر كان صدام حسين قد بناه لنفسه هو وجود أكثر من مقر إقامة للسفير الأميركي ونائبه. فبجانب ستة أماكن سكنية لكبار المسؤولين ومبنيين كبيرين للعاملين في السفارة والذين يصل عددهم إلى ثمانية آلاف شخص بالإضافة إلى أنه يتم إنشاء أضخم حمام سباحة في العالم وصالات جمانزيوم ودور للسينما ومطاعم تقدم أنواع الأطعمة الأميركيةrlm; إلى جانب ملاعب للتنس ومقهى للسهرات المسائية بحيث ستكون هذه السفارة مزودة بمولدات للطاقة خاصة بهاrlm; وكذلك أنظمة خاصة لمياه الشرب تخص سكان هذه المدينة الأشبه بالقلعةrlm;.
واوضحوا أن هذا المبنى الذي صمم بنظام هندسي غير مألوفrlm; إلى جانب أنه يرمز إلى القوة والنفوذ الأميركي في العراق فإنه أيضا يعبر عن نية الولايات المتحدة في البقاء بدون نهاية معروفةrlm; وتنفيذ مشروعها الذي بدأته بالحرب على العراق عام rlm;2003 وإستكماله بعد ذلك من خلال وجودها بخلق أوضاع مناسبة لها ولمصالحها في منطقة الشرق الأوسطrlm; rlm;ولتكون بجانب آبار البترول العراقية والتي كانت من أهم أسباب حربها وإحتلال العراق حتى تستطيع إستغلال آباره والإنتفاع بهاrlm;. ويؤكدون انه لذلك فإن مسألة خطط الإنسحاب الأميركي من العراق تعد وهو ما يحاول المسؤولون الأميركيون إقناع العالم به ولكنهم لن ينفذوا شيئا منه.
وكان وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري اشار امس خلال مؤتمر صحافي في بغداد الى ان بلاده ستدخل العام المقبل في مفاوضات مع الولايات المتحدة من اجل شراكة امنية طويلة الامد. لكن المعلقين والخبراء العراقيين يعتقدون أن المشروع قد اختـُرق من بدايته وإنشاء أبنية السفارة سيرفع حجم المخاوف وسيُستهدف هذا الفيل الأبيض بشدة ولعل مصداقية هذا الكلام تظهر مباشرة بعد أنْ يخفض الأميركيون عدد قواتهم في العراق.
وطبقاً لما نقلته صحيفة "الغارديان" اللندنية عن إدوارد بيك الدبلوماسي الأميركي السابق في العراق فإن الاميركيين "يبنون سفارة من دون أنْ يفكروا حقاً ما ستكون عليه وظيفتها". وتساءل قائلاً "أي نوع من السفارات ستكون عندما يعيش كل شخص داخل قلعة مضادة لأي انفجار ويتحرك موظفوها بخوذهم العسكرية ويجثمون خلف أكياس الرمل ".
وتشير الصحيفة الى انه منذ سقوط صدام حسين عام 2003 يستعمل حوالى 1000 دبلوماسي وموظف عسكري واحدًا من قصور الرئيس السابق كسفارة الأمر الذي انتقده العديد من المراقبين لإنه أعطى العراقيين انطباعاً مؤسفاً أن الأميركيين استبدلوا دكتاتورية صدام بحكمهم هم. وتحدث عن ذلك جوست هلدرمن محلل الشؤون العراقية في مجموعة الأزمة العالمية مشيراً إلى أن هذا شكـّل بالنسبة إلى العراقيين علامة سيئة تشير الى أنّ الأميركيين يبنون مثل هذه المنشآت الضخمة في بغداد في الظروف المعروفة للجميع.
وقال ان مثل هذا العمل لا يهدّئ العراقيين الغاضبين أولاً لأنّ أميركا تحكم بلدهم، وثانياً أنها لم تفعل شيئاً حسناً بالنسبة للناس حتى الآن. ويؤكد أن الحاجة لأن تكون هذه المنشآت آمنة هي في قمة الأولويات .. فالمنطقة الخضراء الممتدة على أربعة أميال مربعة والمحصنة جيداً كان من فيها من العراقيين والأميركيين والمسؤولين العالميين الآخرين يعملون بأمن لكن في الأشهر الأخيرة وقعت تحت مطرقة الصواريخ والقنابل والانفجارات بشكل يومي.
ولذلك أمرت السفارة موظفيها بارتداء الخوف والسترات الواقية من الرصاص في جميع الأوقات عندما يكونون في الهواء الطلق خاصة بعد مقتل أربعة مقاولين بصاروخ وقع بالقرب من السفارة الأميركية الحالية. ويقول توبي دودج الخبير في الشؤون العراقية في جامعة كوين ماري في لندن والذي أمضى لتوه شهراً في المنطقة الخضراء في بغداد إنه يعتقد أن الأميركيين من غير المحتمل أن ينسحبوا من العراق بشكل كامل حتى نهاية الرئاسة القادمة على الأقل ولهذا فإن السفارة الجديدة سوف تؤدي أهدافها للسنوات العديدة المقبلة.
ويقول دودج إن السفارة التي تبنى على طراز قلعة بعدد كبير من الموظفين سوف تبقى في بغداد الى أن تأتي الهليكوبترات لتقل آخر رجل أو امرأة من على سطح السفارة. وأكد أنه ينصح معماريي القلعة بأن يفكروا بالسطوح الواسعة كي تكون مهبطاً لطائرات الهروب.