أخبار خاصة

الهاكرز حكاية وتاريخ... وغموض

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


الهاكرز .. تاريخ وحكايات وغموض طلال سلامة: تشتق كلمة "هاكرز" من قلب جالية المبرمجين. وازدادت شعبية هويتهم بعد انتقالهم من محاولات فك التشفير(آنذاك كان اسمهم "كراكرز" crackers وكانوا يسعون دائمًا إلى فك شفرات الملفات المخزنة في الكمبيوتر) إلى حروب معلوماتية حقيقية هزت حتى البيض الأبيض بواشنطن. مع مر السنين، واجه قراصنة الكمبيوتر "الهاكرز" عدة تحديات صعبة مما وضع شخصيتهم الحرفية في أزمة تتخذ جوانب معينة اعتمادًا على التقدم التكنولوجي، فكل مهندس أو مبرمج كمبيوتر أو مجرد عاشق "تكنولوجي" قد يتحول فجأة من نمط حياة عادية إلى أخرى يكتنفها الغموض والطموح معًا. إذ يتميز الهاكرز بميله الى استكشاف تفاصيل أنظمة التشغيل القابلة للبرمجة لتعزيز قدراته المعلوماتية على عكس المستعملين العاديين الذين يريدون تعلّم ما هو ضروري فقط.

كما يتألق الهاكرز بابتعاده عن النظريات واقترابه من الأفعال. بالفعل، يصنفه الخبراء كمبرمج متحمس أو مفرط في تعلم لغات البرمجة بسرعة الى درجة غير اعتيادية. ويعتبر الهاكرز بدوره خبيرًا أنيقًا في شتى البرمجيات أو مجموعة معينة منها. عند نشأته، يحترف الهاكرز في التحكم بنظام التشغيل "يونيكس" (Unix) وال"دوس" (DOS) اللذين يفتحان الأبواب أمامه لخوض تحديات كبرى أولهما اختراق نظامي التشغيل "ويندوز" التابع لمايكروسوفت و"ماكنتوش" التابع لشركة "أبل".

وعلى الرغم من حرص الهاكرز على إبقاء "هوايته" خفية لجميع من يحيطه إلا أن نمط حياته يتميز بالتحدي الثقافي، على نحو خلاق ومبدع، للتغلب على التقييدات الحياتية المزعجة. في بعض الأوقات، يطغى على سلوك الهاكرز طابع الخبث والمراوغة لاكتشاف المعلومات الحساسة (وربما بيعها) عبر اختراق قواعد البيانات وخوادم الكمبيوتر.

ولا شك أن وسائل الإعلام الحديثة ساهمت في تلصيق السلوك الإجرامي بكلمة هاكرز. فكلما سمعنا بحادثة إجرامية معلوماتية تسارع وكالات الإعلام بتعريفها رسميًا كفعل يقف وراءه الهاكرز. بيد أن الواقع قد يكون مختلفًا بعض الشيء عما تتداوله هذه الوكالات. فهناك العديد من المبرمجين داخل جالية الكمبيوتر العالمية الذين سئموا من تبني هذه الهوية الشخصية السلبية.

صحيح أن فئة من الهاكرز، وتدعى (blackhats)، تتخذ سلوكًا شريرًا حيال المجتمع المتحضر لكن علينا ألا ننسى وجود فئة ثانية منهم، تدعى (whitehats)، أكثر وعيًا وتثقفًا تسهر لخدمتنا. مؤخراً، قام الخبراء بتعريف فئة جديدة من الهاكرز، تدعى (grayhats)، تتكون من أفراد أو مجموعات لها أهداف غامضة تقع بين المسموح، أي فئة (whitehats)، والمحظور أي فئة (blackhats).

ويمكن أن تكون مهنة "الهاكرز" هواية أو عملاً حقيقيًا في الشركات مثلاً أين يهاجر الهاكرز من "قفص الاتهام" لدى القضاء الى "القفص الذهبي" لدى الشركات حيث يتقاضى ملايين الدولارات سنويًا لتحسين تصميم الأنظمة الأمنية المعلوماتية.

علينا ألا ننسى كذلك، أن العديد من شركات تقنية المعلومات قام بتجنيد، منذ تسعينات القرن الماضي، عددًا من المبرمجين والمهندسين المختصين في محاكاة عمليات الاختراق التي يقوم بها الهاكرز عادة. بانتظام، يشرف هؤلاء المبرمجين والمهندسين على صيانة خوادم الكمبيوتر ودعوة الموظفين الى اختيار كلمات السر جديدة فورًا إن استطاعوا اختراق كلمات السر لبريدهم الإلكتروني. بالفعل، فإن اختراق البريد الإلكتروني لموظف واحد قد يضع كامل الجدار الأمني المعلوماتي للشركات في خطر.

ومهما كانت الفئة التي ينتمي إليها كل هاكرز، فإن الفوائد التي يجنيها قد تكون مادية (لا سيما إن كان مدفوعًا من جهة معينة لتنفيذ هدف أو خطة معينة كالاختراق الأمني أو السرقة أو الابتزاز) أو مجرد إرضاء أيديولوجي.

إيلاف التقت مع أحد الهاكرز "الهاويين" وليس "المحترفين" من البحرين الذي يعتبر البرامج التي يستخدمها والأمور التي يقوم بها مجرد "هوس" بغاية المتعة وليس بغاية " الهدم والتدمير".

إيلاف: ما سر اهتمامك بهذه الهواية المشبوهة؟

الهاكر: اهتمام وسائل الاعلام الزائد بمواضيع اختراق المواقع جعل مني شخصًا باحثًا عن هذه الأمور بشغف وإن كنت لا أعيرها اهتمامًا في الماضي. لقد كان لها دور في لفت نظري الى هذه الهواية وهذا سبب. أما السبب الثاني فهو هوسي الكبير بالكمبيوتر وبرامجه جعلتني أتعلم كل ما يخص هذا الجهاز.

إيلاف: ما هي حدود اختراقاتك؟ وهل قمت باختراق مواقع مهمة؟

الهاكر: لم أقم باختراق أي موقع حكومي أو موقع مؤسسة مهمة لاقتناعي التام بأنه عمل لن يفيدني في شيء بل قد يضر أشخاصًا لا ذنب لهم. ولكنني أخترق أجهزة الأشخاص الذين أشك فيهم "كصديقاتي مثلاً" وإخترقت عدة مرات أجهزة خاصة بأصدقائي الشباب لمجرد العبث أو التخويف دون علمهم أو تلك المواقع الأخرى العادية كالمنتديات.

إيلاف: وهل يعلم أصدقاؤك بأنك تقوم بهذه الأعمال؟

الهاكر: بالطبع يعلمون ويأتون إلي عند الحاجة ولكنهم لا يعلمون أنني أخترق أجهزتهم أيضًا لأنني لا أقوم بإيذائهم.

إيلاف: ولكن هل تعتقد بأن هذا العمل هو أخلاقي؟ بأن تخترق خصوصيات أصدقائك؟

الهاكر: بصراحة لقد حصلت على صور شخصية لهم ولعائلاتهم لكنني لم أتجرأ وأحفظها في جهازي أو في أي مكان آخر وأقوم بمسحها فورًا... أشعر بتأنيب ضمير أحيانًا ولكنني واثق من أنني لا اشكل تهديدًا لأي شخص مهما كانت درجة عدائي له، فأنا أخاف الله وخصوصًا في ما يتعلق بالشرف!

إيلاف: أين تعلمت هذه الهواية؟

الهاكر: تعلمتها من الأصدقاء والشباب الآخرين في الجامعة وآخرون من الانترنت، هناك الكثير من الاشخاص على الانترنت وخصوصًا هؤلاء الذين نلتقي بهم في مواقع الدردشة العامة على استعداد تام لتعليم الآخرين. حينما تضع يدك على أول الطريق في عالم الهاك فإنك ستواصل فيه دون تردد وستكون أنت الأستاذ بعد أن كنت تلميذ.

إيلاف: ما هي المواقع التي تتمنى اختراقها؟

الهاكر: كل هاكر "غيور" يتمنىأن يقتحم جميع المواقع وخصوصًا تلك المواقع الخادشة للحياء أو تلك التي تنشر أخبارًا مغالطة عن العرب والمسلمين. أتمنى حقًا أن أقوم باختراق المواقع الاسرائيلية التي تسيء إلى العرب والمسلمين ولكنني لم أقم بهذا يومًا.. أنا أنتظر أن أكون أقوى في هذا المجال حتى أتمكن من هذا العمل بجدارة وإتقان.

إيلاف: ما هي أكثر المواقع التي قمت باختراقها؟

الهاكر: أكثر شيء قمت باختراقه هو البريد الالكتروني، لا أستطيع أن أحسب عدد المرات التي قمت بهذا الفعل لكنني استطيع أن اقول بأنني أقوم به بشكل شبه يومي. أنا اخترق ايميل "صديقتي" يوميًا لعدم علمها بأنني من يقوم بهذا أو أنني اتقن هذا العمل.

إيلاف: هل تقوم باستخدام برامج جاهزة أو أنت من يصمم البرامج الخاصة بالاختراق؟

الهاكر: استطعت الآن أن انتقل من مرحلة استخدام البرامج الى مرحلة تصميم برامج الاختراق.

إيلاف: هل أنت فخور بنفسك؟

الهاكر: نعم أنا فخور بنفسي وكنت أنتظر هذا السؤال منذ أول اللقاء... أنا فخور بنفسي لأنني لم استخدم هذه التقنية في أذى الناس من خلال استغلال خصوصياتهم أو امتلاكها. بعض الهاكرز الآخرين يقومون باستغلال هذه القدرة في تهديد الآخرين ووضعهم تحت الأمر الواقع، أما أنا فأستخدمه لمجرد المرح والتسلية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف