جوسبان يطلق النار على سيغولين رويال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صلاح نيّوف
في كتاب استطاعت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية الحصول على نسخة منه قبل صدوره، حمل رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق ليونيل جوسبان المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال مسؤولية الهزيمة في الانتخابات الرئاسية. " علينا ألا نذهب بعيدا". إذا كان لا بد من اختيار جملة تلخص كتاب " المأزق" تقول الصحيفة، والذي سينشره "جوسبان" في 24 من هذا الشهر فإنها ستكون هذه الجملة. إنها تظهر بعد 88 صفحة بتحميل لا ينقطع للمسؤولية ضد :" شخصية [ والتي] ليس لديها الصفات الإنسانية ولا القدرات السياسية" الضرورية لإعادة وضع الحزب الاشتراكي في طريقة يستطيع فيها السير أو يستطيع أن يربح فيها الانتخابات الرئاسية القادمة". بالطبع إنها سيغولين رويال تلك التي يتحدث عنها رئيس الوزراء السابق"إنها المرشحة التي كانت الأقل قدرة على الربح"، " إنها وهم يجب ألا يستمر طويلا". كما تنقل الصحيفة عن كتاب ليونيل جوسبان.
بما أن هدف كتاب "المأزق" هو بوضوح محاولة إقناع الحزب الاشتراكي و أنصاره بعدم إعطاء الثقة من جديد للمرشحة السابقة عنه" رويال"، فإن مفاتيح مقر الحزب الاشتراكي يجب ألا تعطى مرة ثانية للمرشحة الاشتراكية كي تدخل بها إلى الإليزيه. يقول جوسبان": رغم ثقتها بالنفس وشجاعتها، فإن رويال شخصية ثانوية في الحياة العامة، إنها ليست مفصلة لهذا الدور". جوسبان في الواقع ليس أول شخصية تهاجم رويال في كتاب. لكنه ليس أي شخصية عادية ومن داخل الحزب الاشتراكي تنتقد رويال بهذه الطريقة العنيفة.
جوسبان كان السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، رئيس وزراء لخمس سنوات و مرشحا لمرتين إلى الانتخابات الرئاسية. ويبقى رغم كل الإخفاقات رمزا تاريخيا للاشتراكية الفرنسية ويبقى له وزنه المهم و الثقيل. " لدي بعض العناوين لأوضحها بشكل مباشر" كتب جوسبان في مدخل كتابه وفق ما جاء في صحيفة ليبراسيون، مذكرا في عرضه لسيرة حياته بأنه الزعيم الاشتراكي الوحيد مع فرنسوا ميتران الذي استطاع قيادة اليسار إلى النصر منذ خمسين عاما. مطمئنا " كرجل حر وليس متأثرا بالمحيط، ولكنه قلق على مستقبل حزبه، والواجب هو ما يجعله يقول كل شيء بصراحة" في ما يتعلق برويال.
حاول جوسبان في كتابه توضيح أنه ليس معاديا للمرأة misogynie :" رويال لم تكن في مقام يمكنها حمل الفوز من خلاله، ليس لأنها امرأة، ولكن لأنني استطعت أن أقدم فكرة دقيقة عن مميزاتها وصفاتها وما ينقصها بشكل حقيقي". ويتابع جوسبان انتقاده وفق صحيفة ليبراسيون:" لقد ارتكبت خطأ كبيرا، بالنسبة إلى قائد، عندما تحدثت عن تكوينها السياسي الخاص ووضعت مسافة بينها وبين الحزب". فالأحزاب السياسية مهمة لدرجة كبيرة وضرورية في الحياة الديمقراطية رغم إخفاقاتها. ويتهكم جوسبان على ما سمته رويال" اللجان الشعبية" أثناء حملتها الانتخابية، ويقدم الفرق بين رؤيتها "الديماغوجية" و الديمقراطية المباشرة.
ويضيف جوسبان في كتابه انه عندما تم اختيارها كمرشحة للحزب، سيغولين رويال ارتكبت الخطأ :" سجينة لنرجسيتها وحبها لذاتها في مواجهة الرأي"، عندما رفضت المواجهة " في العمق" مع منافسها الرئيس نيكولا ساركوزي حول الهوية الوطنية و إرث ( بلوم و جوري) أو خطابها حول قيمة العمل. ويتابع جوسبان :" المرشحة الاشتراكية منذ بداياتها في الحياة السياسية بينت أنها تفتقد إلى الموهبة في حوار الأفكار و الاختلاف".
وتقول صحيفة ليبراسيون إن الكتاب لن يكون لجوسبان لولا المقاربة الأخيرة فيه :" رويال لم تستند بما فيه الكفاية إلى سنوات النجاح التي تركها جوسبان أو تتخذها كقاعدة للذهاب بعيدا". يبقى أن نذكر أن كتاب " جوسبان" ـ المأزق ـ سيصدر عن دار " فلاماريون"،مكون من 142 صفحة.