وسائل مختلفة للتعبير عن الاحتجاج في اليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
توقفت عمليات الخطف بعد تشدد الحكومة
وسائل مختلفة للتعبير عن الاحتجاج في اليمن
وتحمل كثير من صور الاحتجاج لدى اليمنيين مدلولات سياسية، سواء بقصد منهم أو بغيره، ومنه ما كانت تناولته بعض وسائل الإعلام هنا أن مواطناً من مدينة "إب" قطع سبابة يده احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ويمكن أن يفهم من هذا التصرف أن المواطن إياه عاقب إصبعه التي عادة ما يوضع عليها الحبر السري عقب عملية الاقتراع في الانتخابات، وهي إشارة إلى الندم الناتج من خياره الانتخابي.
ويعمَد اليمنيون إلى ذبح الثيران أمام وجاهات اجتماعية لدفعها للتدخل لحل بعض الاشكاليات التي استعصى عليهم حلها، وقد خرج هذا التقليد القبلي من إطار المناطق النائية ليصل إلى أبواب المؤسسات الحكومية في صنعاء كوزارة الخدمة المدنية مثلاً التي شهدت أكثر من حادثة من هذا النوع، إلا أن حادثتي ذبح ثيران نالت اهتماماً كبيراً من قبل وسائل الإعلام هنا.
الأولى كانت عندما لجأ المستثمر السويسري (آلن ديفواني) إلى الأعراف القبلية اليمنية، وذبح ثوراً أمام مقر الرئيس علي عبدالله صالح في آب (أغسطس) 2003م، احتجاجاً على عدم تنفيذ جهات حكومية لأحكام قضائية صادرة لصالحه. الحادثة الثانية نالت أهميتها بعد أن قتل ثور يمني مواطنة روسية خارجة من سفارة بلادها في صنعاء، بعد أن هاج الثور عقب استطاعته الفكاك من أيدي قبليين حاولوا جز رقبته أمام بوابة مجلس النواب في محاولة منهم لاستعطاف مسؤول يمني كان حاضراً إحدى جلسات البرلمان ذاك اليوم.
فما زال المساعد معاذ المسوري يشغل مكبرات الصوت التي تذيع آيات القرآن الكريم، فيما يجلس وأطفاله على قارعة الطريق تحت لافتة كبيرة تحمل مناشدته لرب العباد ولرئيس البلاد، بينما المارة يتوقفون قرابة ربع الساعة ليقرأوا شكاويه العديدة وتفاصيل مظلمته التي تتلخص بإجراءات تعسفية طالته، إلى أن وصل الحال حد قطع مرتباته وتوقيفه عن العمل. ولا ينسى شرطي المرور الإشارة إلى أن دعوته التي بعثها للصحافيين بالبريد الإلكتروني هي "دعوة عامة"، إلا أنه يعقبها بالعبارة التالية: "نظراً للحالة المادية التي يعانيها صاحب الدعوة/ معاذ محمد المسوري، يرجى من الجميع إحضار الماء معهم، وافتراش بلاط الرصيف".
وسبق لمواطن يدعى أحمد راشد الأحصب أن قضى هو وزوجته وأبناؤه فترة طويلة العام الماضي داخل خيمة نصبوها أمام منزل نائب رئيس الوزراء-وزير الداخلية اليمني، وكان الغرض من هذه الطريقة الاحتجاجية، مطالبة الوزير ضبط غرمائه الذين نهبوا أمواله في ظل تقاعس الأجهزة الأمنية، ورغم اعتراض أفراد حراسة المنزل على وضع الخيمة أمام باب الوزير، استطاع المواطن القادم من محافظة ذمار إلى العاصمة فرض الأمر الواقع بالإقامة هو وأسرته في خيمة موازية للفيلا الضخمة لأحد أبرز المسؤولين في البلد.