بينظير بوتو: حين أعود إلى باكستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
منفى استمر حوالى تسع سنوات
بينظير بوتو: حين أعود إلى باكستان
المفاوضات بين مشرف وبوتو تدخل مراحلها الحاسمة
بوتو تمهل مشرف حتى نهاية اغسطس ليقرر بشأن تقاسم السلطة
بوتو: خطر الارهاب بباكستان مرتبط بالنظام العسكري
أسرار لقاء مشرف وبنازير بوتو في أبوظبي
إيلاف، بيروت: تعود رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو إلى باكستان في 18 تشرين الأول / أكتوبر المقبل من منفى استمر حوالى تسع سنوات، محمّلة بالأمل في تحقيق سلسلة من التغييرات في بلادها. وترى بوتو أن أمام باكستان فرصة لتحقيق نجاح واستقرار أمني عن طريق بناء مؤسسات سياسيّة، وتسعى الى اثبات أن المعركة الأساسية لكسب قلوب وعقول الناس لا يمكن تحقيقها إلا تحت مظلّة الديمقراطيّة. وفي مقال نشرته صحيفة " واشنطن بوست " الأميركيّة، تلخّص بوتو الأزمة الباكستانية بالمعركة القائمة بين الحداثة في مقابل التطرف، وترى أن إيجاد حلّ لهذه الأزمة سينعكس ايجاباً على الأمّة المسلمة والعالم بأسره. وتعتبر بوتو أن التطرف الديني يزدهر في " بيئة تتجاهل فيها الحكومة مسؤولياتها تجاه شعبها "، وتعتبر أن " الدكتاتورية والاحباط الاجتماعي يخلقان يأساً يغذي التطرف الديني " .إلا أنها تستدرك قائلة إن بلادها أثبتت خلال ستين عاماً مضت بأنها أمّة معتدلة، لا تحظى فيها الأحزاب الدينية بأكثر من 11 بالمئة من مجمل الأصوات في الانتخابات المحلية، بينما يشكل حزب الشعب الباكستاني المعارض الذي تتزعمه أكبر الأحزاب السياسية ويلعب دورا بارزا في رسم المشهد السياسي الباكستاني. وتقول بوتو في هذا الاطار انه "لم يسبق ان احتل الأصوليون جزءا مهما من وعينا السياسي".
ولا تنفي بوتو المخاطر الكامنة جراء التطرف، لكنها تعد بأنه سيتم احتواء هذا التهديد كما جرى في الماضي، معلنة أنها عائدة لتقود تلك المعركة. وتعلم بوتو ان طريق العودة الى بلادها لن يكون سهلا، لكنها تعد بأنها لن تتهرب من مسؤولياتها، وستواجه اصعب الظروف كما فعلت خلال السنوات الماضية بعد مقتل والدها وشقيقيها وزج زوجها في السجن من دون أي حكم قضائي.
ولا تستغرب بوتو التشكيك الشعبي جراء المحادثات التي أجرتها مع الجنرال مشرف خلال الأشهر القليلة الماضية، لكنها تؤكد انها عقدت تلك المحادثات على أمل ان يستقيل مشرف من الجيش ويعيد الديمقراطية الى البلاد. وتضيف أنها لم تسع يوما الى تحقيق اهداف شخصية من تلك المحادثات، إنما كانت دائما لتحقيق انتخابات حرّة ونزيهة في باكستان وبالتالي لكسب المعركة ضد التطرف. وتوضح بوتو ان "محادثاتي مع مشرف هدفت الى الحد من الدكتاتورية التي لم تقف حائلا دون امتداد الارهاب من المناطق القبليّة ليلامس المدن الباسكتانية".
وتختتم بوتو "حين تحط طائرتي في باكستان، اعلم بأني سألقى ترحيبا شعبيا. لا اعرف ماذا ينتظرني على الصعيد الشخصي او السياسي بعد مغادرتي المطار، لكني اصلي للأفضل واتجهز للأسوأ. وفي حالتي، انا اعود الى بلادي لخوض حرب لاستعادة مكانة باكستان بين الامم الديمقراطية".
وغادرت بوتو باكستان عام 1998 قبل فترة قصيرة من إدانتها مع زوجها آصف زرداري من قبل قاضي محكمة المحاسبة مالك قيوم بتهمة تلقيهما ملايين الدولارات في صفقة مع شركة سويسرية إبان فترة حكمها الثانية بين عامي 1993 و1996. وقد حكم على زوج بوتو بالسجن خمس سنوات ودفع غرامة مالية تبلغ 8.6 ملايين دولار تسلمها قاضي المحكمة الذي منعهما من شغل أي منصب عام.
وقد استأنفت بوتو -التي كانت في المنفى بين العاصمة البريطانية لندن ومدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة- الحكم الصادر بحقها في المحكمة العليا الباكستانية في أبريل/نيسان من العام الماضي. وتمكنت من انتزاع قرار من المحكمة يعتبر حكم القاضي قيوم متحيزا ويطالب بإعادة المحاكمة.