أخبار خاصة

كيف أصبح سلطان بن سليم المدير التنفيذي للعالم؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

العالم... صحيفة يومية إماراتية بنكهة وأقلام جديدة
كيف أصبح سلطان بن سليم المدير التنفيذي للعالم؟

شاكر نوريزيد بنيامين _ إيلاف: "هذه التجربة هي الأولى لي في الصحافة وأرى العمل في الصحافة ممتعًا، لقد أضافت هذه الصحيفة لي الكثير في الرصيد الفكري والرصيد الثقافي، إنها تجربة جديدة تعلمت فيها العديد من الأمور التي لم يسبق لي العمل بها"، بهذه الكلمات يبدأ محمد السلومي حديثه عن العالم، الصحيفة الأسبوعية الصادرة مؤخرًا في دبي. شاب صغير في مقتبل العمر يتخذ من أحد المكاتب الأنيقة والبسيطة في الوقت نفسه،منطلقًا لبناء حلم ومسيرة إحتراف ربما بالطريقة نفسهاالتي بدأ فيها سلطان بن سليم قبل أكثر من ثلاثين عامًا طريقه إلى واحدة من أهم المناصب في العالم ودبي، وذلك عن طريق جمارك دبي... كان بن سليم وقتها موظفًا بسيطًا في بلد يخطو خطواته الأولى في النمو ليتحول وبسرعة إلى أحد الفرسان الذين يراهن عليهم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي في العصر الجديد، الذي شهد بداية تحويل دبي إلى قبلة السياحة في العالم... وليقترن إسمه (أي سلطان) بالكلمة الأخيرة (العالم)... حتى سمي بالمدير التنفيذي للعالم من دون منازع...

لسلطان بن سليم 200 شركة في دبي اهمها واشهرها موانئ دبي العالمية التي تصدرت عناوين الصحف لفترة طويلة بعد صفقة شراء عدد من الموانئ العالمية وتبعات تلك الصفة، وشركة نخيل التي تعمل في التطوير العقاري ولها جزر النخلة العملاقة التي ساهمت في زيادة الشريط الساحلي لدبي الى اضعاف ما كان عليه الحال قبيل حلول الالفية الجديدة يضاف اليها جزر (العالم) التي تم انشاؤها في الخليج على شكل خارطة العالم وبيعت الى العديد من نجوم الفن والسينما والرياضة على المستوى العالمي ايضا.. وجديد شركات سلطان بن سليم ... شركة اعلامية تصدر عنها صحيفة هي (العالم) ... لم يمض عام على صدورها .. ومحمد السلومي القادم من رأس الخيمة هو نائب رئيس التحرير فيها .. ربما قادته الصدفة ليكون جزءًا ولو صغيرًا من عالم او عوالم سلطان بن سليم...

قصة محمد بدأت مع الصحيفة حينما انطلقت قبل حوالى العام حينما سعت الشركة لامتلاك ذراع اعلامية كحال العديد من الشركات العالمية الكبيرة التي تمتلك صحفًا تسعى للوصولإلى القارئ، كما يقول شاكر نوري مدير تحرير الصحيفة الذي يؤكد أن كل العالم اقترنت باسم سلطان صدفة وان اسم الصحيفة اشتق "من دبي العالمية" مضيفًا: "لم يكن بالامكان ان تكون شيئًا اخر غير العالم.. فكرة العالم مغرية ككلمة.. لانها توحي ان تتضمن كل شيء... تحاول الصحيفة من خلال الكلمة ان تكون جامعة". اللغة التي تتكلم بها الصحيفة تبدو جديدة على الاعلام الاماراتي واعلام المنطقة ككل .. تركز على الاقتصاد ... وتأخذ من القصة طريقًا للوصول الى القراء معتمدة على التركيز على الموضوع او المادة ...

كانت انتخابات المجلس الوطني هي البداية التي انطلق بها محمد السلومي في الميدان الصحافي .. في وقتها كان يحاول ان يلقي الضوء على البعد الاقتصادي لهذه التجربة السياسية ... فما روج عن كمية المصروفات التي قام بها المرشحون كان من بين عدة تساؤلات طرحها العديد من المتابعين ومنهم السلومي .. وقتها كان صحافيًا ميدانيًا، شاب يقول انه بحث طويلاً عن وظيفة حتى استقر به الحال في دبي وتحديدًا في موانئها العالمية التي يديرها بكفاءة رجل دقيق الملامح هو سلطان بن سليم . كان السلومي الذي درس العلوم السياسية والذي كان يسعى للدخول الى السلك الدبلوماسي، الا ان حظه لم يساعده كثيرًا... قد حاول الحصول على وظيفة دون نجاح وهو يرى في تجربته ان العديد من شركات القطاع الخاص في الامارات تسعى تحت لافتة التوطين عمل اعلان للمواطنين عن منتجاتها "قدمت لاكثر من 75 شركة من خلال معارض الوظائف، او من خلال جولاتي الميدانية او من خلال معارفي لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، وجاءت الفرصة لأنال وظيفة في قسم العلاقات العامة في دبي العالمية، لم اكن افكر وقتها في الراتب او العنوان الوظيفي، كان همي الاساسي هو الوظيفة".

كان هذا سببًا لكي تختلط احاديثنا مع القائمين على صحيفة العالم بين الحديث عن الصحيفة من جهة والحديث عن معاناة يمر بها الاماراتيون بعد التخرج ربما بسبب عدم دراستهم جيدًا لخيارتهم قبل اختيار دراستهم الجامعية، كما يدعو مسؤولو التعليم في هذه الدولة، او ربما لـ (الدلال) الذي يوصف به الاماراتيين انفسهم لكن السلومي ينفي هذه الصفة عن الكل ... "ذهبت الى الفندق الذي قدمت اليه احدى سيري الذاتية، كانت القاعة كبيرة فيها 100 كرسي للمقابلات، وكنا اثنين فقط فيها.. كنا من المواطنين.. كان يبدو هذا كله لغرض التصوير ولكي ينشر في اليوم التالي في الصحف على انه يوم مفتوح لتوظيف المواطنين.. سألوني ان كنت انوي العمل في الحسابات ام المخازن فوافقت في اي من الموقعين لأن التدريب لأشهر قليلة سيمكنني من تولي الامور وهي فرصة لي لتعلم لغة جديدة واكتساب خبرة في هذا الميدان" ... بعد ان انهى السلومي المقابلة طلب من اللذين اجروا معه المقابلة الانتظار لمدة اسبوع حتى يتم الرد عليه والحديث هذا جرى في آب/أغسطس 2005 ويقول السلومي.. "ولليوم انا انتظر" ...يقولها بابتسامة.

كان محمد السلومي يفكر في كتابة مثل هذه المواضيع عبر موقعه الجديد في (العالم) لكن انشغاله في مهامه كنائب لرئيس التحرير ربما انساه الموضوع... كان هذا الوصول السريع الى هذا المنصب محور سؤالي التالي والذي يرد عليه السلومي بالقول "نعم اتفق معك، لقد كان وصولي قد تم بشكل سريع الى هذا المنصب، لكن السرعة كانت تحكمها ضوابط"، مضيفًا: "هذا الوصول السريع لا يحرقني او يحرق موهبتي بل يشجعني لكي اكون بكفأة تجعلني في هذا المنصب" وربما مثل هذا الوصول السريع قد اثار المخاوف من تعيين المواطنين في القطاع الخاص وذلك لان بالامكان ان يأخذوا بسهولة اماكن يقضي (الوافد) فيها عمره للوصول اليها ويرد السلومي على ذلك بالقول ان هذا قد يكون من الاسباب التي اخرت الرد على طلبه في تلك الوظيفة في الفندق حتى هذه اللحظة..

محمد السلومي ليس هو الوحيد الجديد على الصحافة والذي يعمل في الصحيفة فشاكر نوري مدير التحرير فيها وصاحب الباع الطويل في الصحافة والميدان الثقافي عمومًا، يؤكد ان العديد من العاملين في (العالم) لا يملكون اي خبرة صحفية سابقة، ربما لأن ذلك اسهل بالنسبة إلى هيئة التحرير لتشكيل صحافييها وفق سياستهم التحريرية الجديدة، بعيدًا عن اللغة الكلاسيكية او التقليدية التي عرفت بها الصحف اليومي المنتشرة في كل مكان عربيًا وعالميًا، والتي تتعامل بـ "لغة فوقية مع القارئ... بينما نقترب نحن من الانسان" وفق وصف نوري ...

يقوم شاكر نوري مدير تحرير الصحيفة برسم الصحيفة من خلال مواضيعها وفكرة العدد وبلورة شكل المواضيع النهائية "الصحيفة مختلفة، حتى في طريقة عرض الموضوع، لاننا نؤمن ان الموضوعات موجودة في كل مكان وفي كل وقت، ولكننا نريد ان نترك بصمة وهذه البصمة تأتي على شكل سياسة تحريرية تؤكد على ان الخبر ياتي على شكل قصة" مضيفًا: "نحن في النهاية صحيفة تابلويد وهذا يعني اننا يجب ان نحقق مبدأ التابلويد، وهذا لايعني اننا نعتمد على الوكالات، فصحيفتنا لا تعتمد على الوكالات او شركات العلاقات العامة، والمواضيع من الغلاف وحتى الغلاف هي من مهماتنا، ما نأخذه من الوكالات هو الصور فقط".. عمل نوري لا يقتصر على ما تقدم فالرجل عازم على عمل "ورش في كل نهاية اسبوع، نرى فيها العدد ونرى الاخطاء ويجري تقييم العدد وتقديم دروس للصحافيين فنحن في هذه الصحيفة قد جئنا للتعلم اولاً"

كان القائمون على الصحيفة يعتزمون في اول الامر الاستعانة بصحافيين دون خبرة مبدئيًا كما اشرنا من اجل تشكيل فكر الصحافيين الجدد مع الطريقة الجديدة في التحرير التي تقدمها الصحيفة لقارئيها "بدل ان نستعين بصحافيين لديهم 10 سنوات من الخبرة في الصحف التقليدية اراها سنوات من التخلف ووراثة الاخطاء، الخطأ في تناول الموضوع او كتابة العنوان، نحن مثلاً كان لدينا ورشة كاملة حول كيفية كتابة مقدمة الموضوع، اي كيف يمكنك ان تقدم للموضوع بشكل يسمح للقارئ اختياره وانهاء قراءته وبالتالي يتقبل الموضوع"، مؤكدًا ان الخط التحريري ومواءمة الصحافيين لهذا الخط يعتبر معضلة بالنسبة إلى الجريدة لكنها عازمة على المضي في هذا الطريق.

الصحيفة الجديدة بدورها ايضا تبتعد عن التجريد بل تعتمد في عناوينها على المواضيع المحسوسة، كي يتخيل القارئ الموضوع حين قرائته، وهي تستفيد في تجربتها الجديدة من تجارب صحف ومجلات انجليزية مرموقة كبزنس ويك و النيوز ويك وهو شيء جديد على الصحافة العربية كما يعتقد نوري "اذا كانت المادة الاعلامية الخبز، فنحن نحاول ان نخلق منها الكافيار، اي مادة فيها امتاع".

ما يثير الانتباه في (العالم) هو ان مع كل اسم من كتابها وصحافييها تجد عنوانًا لمدونة يمكنك ان تجد كاتبك المفضل فيها وتتفاعل معه وحينما وجهت سؤالاً لنوري حول اسباب اتباع هذه السياسة اكد ان الهدف منها هو "جمع مواد الكاتب او الصحفي اولاً ونحرص ان يكون لهولاء الكتاب مواقع خاصة بهم، هناك بعض الصحافيين لديهم مدونات منذ فترة طويلة حتى قبل انطلاق الجريدة"، كانت هذه الاجابة مدعاة لسؤال يتحدث عن امكانية ان يتم نقل هذه الحرية التي يتمتع فيها المدونون بشكل اخر والتي قادت بعضهم الى السجن في دول عربية اخرى الى الصحيفة فيؤكد نوري والسلومي ان "المدونات تخضع لسياساتنا التحريرية، ومسألة المدونات تجعلنا نحدث بصورة يومية من موادنا وبالتالي نعتبر انفسنا صحيفة يومية، فمواد الموقع الالكتروني والمدونات تجدد يوميًا بعكس الصحيفة الورقية التي تصدر كل يوم خميس".

كان شاكر نوري يستعرض امامي عدد من مواد العدد الجديد الذي سيصدر نهاية الاسبوع، كان الرجل يتحدث عن سوق الزهور تارة، والمضاربات تارة اخرى، كان يبدو وكأن الصحيفة مفصولة عن الواقع الذي يعيشه القارئ الذي تصل إليه الصحيفة، لكن نوري نفى ذلك "تحدثنا عن السياحة الداخلية، وقررنا ان ننزل الى المقاهي لكي نجلب ما يتحدث به الناس من قضايا تشغل همومهم الاقتصادية على الاقل لاننا صحيفة تتجه الى الاقتصاد، هناك من تحدث عن زيادة الرواتب، وهناك من تحدث عن الاسهم، كانت هذه محاولة منا لكي نجعل الاقتصاد مادة محسوسة بين الناس اي ان يكون اقتصاد حياتهم اليومية مادة لموضوعاتنا، ونبتعد عن ما تكتبه الصحف التقليدية العربية والتي اتوقع ان ارقامها الاقتصادية موجهة إلى عدد محدد من الناس هم المختصون".

شاكر نوري فخور ان صحيفته تطبع 100 الف نسخة يوميًا وربما سيزيد الرقم خلال الاسابيع القليلة المقبلة "الشركات العملاقة بحاجة الى ذراع اعلامية، وهذه الفكرة موجودة في العديد من دول العالم، وفي العالم العربي او الامارات تحديدًا نفتقد الى الصحافة الاسبوعية، الكثير من الناس ليس لديهم الوقت ليقرأوا ما اوردته الصحف الاخرى اليومية وبالتالي في نهاية الاسبوع تكون محطة لاسترجاع ما يحصل خلال اسبوع" ويضيف شاكر نوري "صحيح اننا قد اصدرنا الصحيفة عن الشركة لكن واجبنا ليس الترويج لهذه الشركة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحية للرائع محمد
أمينة -

بصراحة تجربتك في ميدان العمل الصحفي شيقة وأكثر من رائعة وقد تعاوتنت معكم خلال عملي كمسؤولة للاعلام في احدى القطاعات الخاصة وقد لمست منذ اليوم الأول لتعاوني معكم حسك الاعلامي الوطني المعبر. إلى المام دائما وأبدا

تجربة رائعة
وجيه الرحيبي -

حينما نتحدث عن العمل الصحفي فإننا نتحدث عن مدارس مختلفة ومتباينة .والعالممن المدارس الصحفية التي دخلت العمل الإعلامي المقروء في الإمارات بقوة .ولا يسعني هنا إلا أن أقول إن تجربتها جديرة بالتأمل والوقوف عندها طويلا .ولقد عرفت الأستاذ شاكر نوري عن بعد ,وهو مثال للعمل الجاد والمخلص ,فهو رجل يعمل عمله بإتقان وفي صمت .وحسبه أنه أسس لهذه التجربة الفريدة هنا في الإمارات .وللزملاء في كل العالم أجمل الأمنيات .ولموانئ دبي كل التقدير

فعلا متعه للقارئ
بوخالد -

استغرقت 4 ساعات عشان اخلص معامله حكوميه ولكني ماندمت لانني كنت استمتع بقرأة صحيفة العالم... جد والله

مرحا للمواطن المجتهد
حصة -

كم هي شيقة قصص المواطنون الكادحون في الارض يخيل للجميع ان المواطن كسول لا يرض باي وظيفة مهما كانت الا ان قصة محمد السلومي اكدت اجتهاد المواطن الذي يبحث عن رزقه كاي انسان الا ان عيون الاستخفاف له بالمرصاد ...طنشها ووجد له مكان افضل حيث يقدر الانسان الاماراتي سلامي لك اخي محمد السلومي نشد على يدك لتظهر ابداعات الشاب المواطن