أخبار خاصة

هجمات 11 سبتمبر منعت لقاءً بين بوش وعرفات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قصة "الختيار" الذي حقق إنتصاراته عبر التلفزيون فقط (6/6)
هجمات 11 سبتمبر منعت لقاءً بين بوش وعرفات

زيد بنيامين من دبي: تسبّب رفض عرفات للمفاوضات التالية إلى قيام اسرائيل بتوسيع مستوطناتها على نحو متسارع. ورفض باراك للمشاركة في أي مفاوضات إضافية، هو ما قاد إلى انهيار حكومة عرفات نفسها.

اما دنيس روس المسؤول والدبلوماسي الأميركي الذي عاصر المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية على مدى 12 عامًا، فأكد في مقابلة أن عرفات كان مستعدًا للموت من أجل إلغاء إسرائيل وأنه لم يكن مستعدًا للتخلي تمامًا عن خيانة الرؤية التي تقول بوحدة الدولة الفلسطينية، "لم يكن مستعدًا للتخلي عن المطالب الفلسطينية، وإن الصراع قد إنتهى".

ويضيف روس في كتابه التوثيقي بخصوص انهيار الجهود الاميركية في تحقيق السلام في المنطقة، أن عرفات "جاهر علنًا بكرهه لإسرائيل، وتحاشى اتخاذ القرار مع انه كان صانعًا للقرار"، واصفًا حضور عرفات وتصرفاته "بالتكتيكية دون وجود استراتيجية واضحة".

في فبراير 2001 خسر باراك الانتخابات لمصلحة ارييل شارون المرشح المحافظ من حزب الليكود جالباً معه العديد من الذكريات السيئة خصوصاً خلال قيادته الغزو لجزء واسع من الاراضي اللبنانية ودعمه لسياسة توسيع المستوطنات وزيارته الاستفزازية للمسجد الاقصى في القدس في سبتمبر 2000 لاثبات السيادة الاسرائيلية على ما يسميه اليهود بـ (جبل الهيكل) وما يسميه المسلمون بالـ (الحرم الشريف).

بعد وصول شارون الى السلطة في اسرائيل ورفض ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش المساعدة في التوصل الى السلام كما كانت الحال مع كلينتون، او كما كانت الحال في اوسلو او مدريد، بدا واضحاً ان رغبات عرفات التي اعلنها مرارًا من اجل مفاوضات السلام او الدبلوماسي لم تعد تتمتع بالزخم نفسهمن النفوذ السياسي الذي تحتاج إليه مثل تلك العملية.

اتهم معارضو عرفات الاخير بأنه كان وراء اطلاق ما عرفت بانتفاضة الاقصى وذلك باستخدام الاسلحة والبنى التحتية التي كان قد انشأها سرًا بالتوازي مع حدود القطاع والضفة مع اسرائيل بينما كان يفاوض من اجل السلام.

وبعد 17 شهرًا من عمليات العنف بضمنها 60 هجومًا انتحاريًا بدأ شارون عملية لمحاصرة مبنى المقاطعة وهو مقر عرفات في رام الله في نهاية مارس 2001 خلال قيام الزعماء العرب باجتماع القمة بغياب عرفات بعد توجيه التهديد له بان مغادرة الاراضي الفلسطينية لحضور القمة سيعني عدم العودة مرة ثانية الى الاراضي الفلسطينية وتم قطع الكهرباء عنه حتى نفذت قوة بطارية هاتفه المحمول وعانى هو وافراد حمايته من النقص في غذائهم المخزون في المقاطعة.

جاءت ضغوط من المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية الاخرى لتقنع ادارة بوش في صيف العام 2001 بفتح الباب امام مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية من جديد وكان من المقرر مبدئيًا ان يجتمع الرئيس بوش مع الرئيس عرفات على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في خريف عام 2001 ولكن الدورة ألغيت بعد ان شهدت الولايات المتحدة الاميركية الهجمات الشهيرة في 11 سبتمبر وضاعت جهود جمع الزعيمين هباءً.

تصاعدت اثر ذلك عدائية البيض الابيض للزعيم الفلسطيني بمرور الوقت وخصوصًا في المرحلة التي كانت تبحث فيها الولايات المتحدة عن الانتقام من الهجمات التي وقعت على ارضها، وقام مسؤولو المخابرات الاميركية بنقل صورة مغايرة عن عرفات لدى ادارة بوش والرئيس الاميركي نفسه من بينها انه يكذب بشأن معارضته لاعمال العنف الجارية ضد الاسرائيليين، ويقول هؤلاء المسؤولون ان بوش كان على وشك مساواة الاعمال الانتحارية التي كان يجريها الفلسطينيون في اسرائيل بالهجمات التي قادها مسلمون في 11 سبتمبر 2001.

في يناير 2002 دخل الصراع في المنطقة نقطة تحوّل اخرى، حينما اوقفت اسرائيل شحنة اسلحة ايرانية في البحر الاحمر موجهة الى الفلسطينيين، وهو امر نفاه الرئيس عرفات في رسالة وجهها الى الرئيس الاميركي بوش على الرغم من الوصول الى ان الشحنة كانت بترتيب جرى من قبل احد اقرب مساعدي الرئيس عرفات وطيار كان ضابطًا رسميًا في البحرية الفلسطينية، وقد رفض بوش الرسالة مؤكدًا ان عرفات كان يعلم حتمًا مصير هذه الشحنة وهو ما زاد من الامور سوءًا، وقد اوصل الامر الى ابواب مسدودة، فعلى الرغم من إعتراف عرفات فيما بعد بمعرفته بأمر الشحنة والترتيب لها، إلا ان مصداقيته كانت قد زالت الى الابد.

بعد هذه الحادثة، تعاملت الولايات المتحدة وبشكل متزايد، ببرودة مع الرئيس عرفات، وباركت خطوات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الاحادية لحماية الاسرائيليين ببناء جدار عازل للاراضي الفلسطينية وهو ما اغضب الفلسطينيين بعد ان قسم اراضي الضفة الغربية الى مناطق موقتة للامن ومناطق دائمة للتسوية.

باءت جهود الولايات المتحدة لاجبار عرفات لتقاسم السلطة مع الزعماء الفلسطينيين الاخرين بالفشل، خصوصًا أنها حاولت اللعب في المنطقة التي يعتبرها عرفات الاكثر حساسية بالنسبة إليه حيث رفض عرفات تعيين خليفة له يتولى السلطة من بعده واصدرت مجموعة الازمات الدولية تقريرًا لامت فيه قيادة عرفات على "التعثرات التي تشهدها السلطة، والاشتباكات المسلحة الجارية مع الاسرائيليين، والانقسام الداخلي الجاري بين الفلسطينيين انفسهم".

واتهم التقرير ان السلطة في عهد عرفات ورؤساء البلديات التابعين له والشبكات المسلحة والقرابة بدأت تتصارع بينها للوصول الى مراكز السلطة واتخاذ القرار، ووفقًا لتقرير للامم المتحدة صادر عام 2004 فإن عرفات بعد نحو 10 سنوات من تسلمه السلطة قد تسبب في تراجع المستوى المعيشي للفلسطينيين حيث بلغ عدد الفلسطينيين تحت خط الفقر نحو 50% من السكان البالغ عددهم 2.2 مليون في الضفة الغربية بالمقارنة مع 22% فقط في عام 2001 ووصلت هذه النسبة في غزة الى 68% من عدد السكان البالغ عددهم نحو 1.3 فلسطينيًا وقت صدور التقرير.

يقول احد كتاب سيرة عرفات وهو سعيد ابو ريش إن عرفات لم يعرف طعم الراحة في حياته، ولم يعرف له منزلاً محدداً، حيث كان يتنقل طوال حياته، ولم يعرف عنه او يقول انه قد قرأ كتاباً ما او انخرط في اعمال مجتمعية وان عرفات دخل مرة الى مطعم واستراح فيه على مدى 40 عاماً من حياته.

توفي عرفات وهو حقق الانتصارات التالية، الظهور على غلاف مجلة التايم الاميركية عام 1968، الوقوف في منبر الجمعية العامة للامم المتحدة 1974 توقيع اتفاقية السلام خلال الفترة ما بين 1991 و1993 وهي انتصارات كانت اعلامية بامتياز حيث ما زالت اعماله على الواقع مختلف عليها.

ويصفه باري روبن وجوديث كوبل روبن في كتابهما (ياسر عرفات: حياته السياسية) بالسطور التالية "حينما كان عرفات يضع القوانين، كان غيره يدفع ثمنها، كان قائد السفينة الذي قادها الى العواصف بدل ان يبعدها عنها، رافضاً ان يقود سفينته الى بر الامان لان ذلك كان يعني نهايته شخصياً، ولهذا السبب عرضته سفينته دوماً للخيانة، وكانت تبدو دائماً كأنها على وشك الغرق، رغم انها لم تغرق، ورغم طاعة مساعديه وشعبه العمياء له في الكثير من المواقف، الا ان عرفات كان يخاف منهم اكثر فأكثر تقوده الرغبة في التفرد بالقرار، وقد شعر بالامان حينما تصل الامور الى النهايات المسدودة، دون ان يرعى او يأخذ في الحسبان النتائج وتبعاتها لكل القرارات التي اتخذها خلال حياته".

من اقوال عرفات
"في حياتي لم اسمح بقتل المدنيين، لماذا؟ لانني رجل عسكري وانا احترم انني رجل عسكري".

" انا مستعد لاقتل من اجل فلسطين، وتريدني ألا اكذب من اجلها!"
عرفات في رد على سؤال وجهه له احد القادة العرب حول عادة الكذب التي عنده.

المصادر:
ارشيف صحيفة النيويورك تايمز.
مجلة التايم الاميركية.
لقاءات اجريت مع ياسر عرفات في الصحافة الغربية ومنشورة في الارشيف البريطاني للصحافة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ياسر عرفات زعيم
مواطن فلسطيني -

قرات الحلقات جميعها وتمعنت فيها جيداً، فوجدت أن الكاتب بنيامين قد لاحظ ما لاحظته كل الأعداء للقضية الفلسطينية، وكتب من مساحته الضيقة عن زعيم لن تخرج الأمة جمعاء مثله، فهو لم يتطرق إلى أن ياسر عرفات أخرج شعبه من مجرد لاجئ في المنافي إلى شعب يناضل لأجل حريته واستقلاله، لم ينتظر أن تتقدم الجيوش العربية لنصرة الشعب الفلسطيني بل جعل الثورة هي التي تحرك الجماهير، ولعل الإنتفاضة الحالية ; انتفاضة الأقصى; التي خرجت بقرار منه شخصياً لخير دليل على ديمومة هذه الثورة التي قادها حتى أخر رمق في حياته .أما أن يصور هذا الكاتب بأن عرفات خائناً فهذا بنظرته هو شخصياً وليس غيره فالكل الفلسطيني حتى المتخاصمين معه يشيدون له حنكته العسكرية والسياسية التي لم يفرط فيها وأكبر دليل ما سطرت يدي هذا الكاتب عندما أوجز في حلقته الخامسه أنه عرض عليه كل قطاع غزة و94 % من أراضي الضفة الغربية وحل جزئي لقضية اللاجئين والقدس فكان رفض عرفات لهذا الطرح لأنه ليس خائناً يا بنيامين !!!!!!!!!!!!!!!!!