الجنابي: العمل لتنفيذ الاستراتيجية الجديدة للمنظمة بالعراق ونقل مقرها لبغداد

سفير العراق الجديد لدى منظمة الفاو حسن الجنابي لايلاف :
العمل لتنفيذ الاستراتيجية الجديدة للمنظمة بالعراق ونقل مقرها لبغداد
أسامة مهدي من لندن : قال سفير العراق الجديد لدى منظمة الغذاء والزراعة الدولية "الفاو" الدكتور حسن الجنابي ان في طليعة مهامه العمل على تنفيذ استراتيجية التنمية التي وضعتها المنظمة للعراق بين عامي 2009 و2014 ونقل مكتبها العراقي من عمان الى بغداد واشار الى ان العراق كان بلدا فعالا في نشاطات المنظمة لكن الخراب الاقتصادي والسياسي والحروب وما تبعها من ارهاب ادى الى انحسار دورها فيه واكد ضرورة ترشيد العلاقة مع دول الجوار وحل اشكالات تقاسم المياه ووضع اليات حماية المنتوج الزراعي العراقي.
وأضاف السفير الجنابي في تصريح ل"ايلاف" اليوم الى ان المنظمة يمكن ان تقدم مساعدات للعراق في مجال بناء القدرات والدعم العلمي والفني وتمويل المشاريع التنموية وتطوير سياسات اصلاح القطاع الزراعي وتأهيل مشاريع الري والاستصلاح وتطوير ادارة الموارد المائية ودعم قطاع الثروة الحيوانية والسمكية ودعم الصناعات الغذائية اضافة الى رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي لسكان الريف. وشدد على اهمية قيام تعاون أقليمي مع العراق نظرا لتشابه الظرف المناخي والجغرافي للمنطقة موضحا ان العراق الان سوق كبرى للمنتجات الزراعية من دول الجوار بسبب انهيار انتاجه الزراعي في ظل الحروب والحصار . وقال انه لابد من ترشيد العلاقة مع دول الجوار وحل اشكالات تقاسم المياه ووضع اليات حماية المنتوج الزراعي العراقي وغير ذلك من مستحقات.
وكان مجلس النواب العراق وافق بالاجماع الاربعاء الماضي على تعيين الجنابي سفيرا جديدا للعراق لدى منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة "الفاو" . وقد حضر الجنابي جلسة المجلس وقدم سيرته الذاتية شفويا الى النواب ووعد بان يكون ممثلا لجميع مناطق البلاد واطياف الشعب العراقي . وخلال مداولات النواب اشارت النائب ميسون الدملوجي من القائمة العراقية الى ان المرشح شخص نزيه وكفوء وعبرت عن تمنياتها له بالتوفيق .. بينما راى النائب عن الائتلاف الشيعي الموحد سامي العسكري بان المرشح يمثل كفاءة علمية مناسبة لشغل المنصب .. كما ايد النائب عن التحالف الكردستاني فرياد راوندوزي دعم ترشيحه لهذا المنصب.

وفيما يلي نص أسلئة "ايلاف" واجوبة الدكتور حسن الجنابي سفير العراق الجديد لدى الفاو عليها : **متى انضم العراق الى المنظمة .. وماهو نوع العلاقة الحالية بينهما ؟
... العراق من الدول الرائدة في منظمة الغذاء والزراعة الدولية (الفاو) وقد انضم اليها عند تأسيسها في عام 1945. اما عن علاقة المنظمة بالعراق فهي تعتمد بالاساس على الطرف العراقي، ومدى قدرته على الاستفادة من هذه المنظمة الكبرى. لقد كان العراق بلدا فعالا في الماضي الا ان ظروف الحرب والحصار الاقتصادي والعزلة التي تولدت عنها، والخراب الاقتصادي والسياسي والحروب، وما تبعها من ارهاب، ادى الى انحسار دور المنظمة في العراق، او بالاحرى انعدمت امكانية العراق في الاستفادة من الفاو، وهي مثل العديد من المنظمات الدولية الاخرى، فقد خرجت من العراق بعد تفجير مقر الامم المتحدة في شهر اب عام 2003، وتعمل الان في العراق من خلال مكتب لها في عمان، حيث لم يتخذ بعد قرار من الفاو بفتح مكتب بغداد، وهو ما سنسعى اليه، خاصة بعد عودة الامم المتحدة ومنظماتها الاخرى الى بغداد. ** ما هي المشاريع التي تنفذها المنظمة في العراق حاليا ؟
... تعمل المنظمة من خلال مكتبها في عمان، وهي تمول مشاريع عديدة مع وزارتي الزراعة والموارد المائية، وحكومة اقليم كردستان. بعض هذه المشاريع في طور الانجاز وبعضه مخطط له، وقد انجزت بعض المشاريع الاخرى منذ نهاية الحرب، الا انها اقل مما ينبغي، ووتيرة الانجاز ابطأ مما يجب بسبب صعوبات لوجستية وادارية، وكذلك بسبب انعدام تمثيل العراق منذ فترة طويلة، اضافة الى غلق مكتب العراق في مقر الفاو في روما.
لقد طورت المنظمة استراتيجيتها في العراق مؤخرا لتحويل دورها بين عامي 2009 و2014 من تقديم المساعدة في الحالات الطارئة (Emergency) الى المساعدة التي تهدف الى تحقيق التنمية (Development)، ويجب العمل بجدية على تطبيق هذه الستراتيجية كي يتسنى للعراق الاستفادة
الكاملة من امكانيات منظمة الفاو. ** هل تعتقدون ان مستوى التعاون بين العراق والمنظمة مرض في الوقت الراهن؟ وما المطلوب لتطويره؟
... كلا، للأسباب التي ذكرتها سابقا، ولكن يمكن الارتفاع بمستوى التعاون الى مديات كبيرة خلال فترة قصيرة، ويتطلب ذلك استعادة دور العراق وتفعيل ممثليته في المنظمة، وفتح مكتب العراق لديها، واقناعها على نقل مكتبها من عمان الى بغداد اسوة بشقيقاتها التي فتحت مكاتبها في بغداد، وتشجيع وتثقيف المؤسسات العراقية على فتح افاق التعاون مع المنظمة، وتحضير المعطيات والوثائق المطلوبة لكل مشروع، وتحديد اولويات الجانب العراقي، والالتزام بالاطار الزمني لتنفيذ كل مشروع، وتحديد اليات اعداد تقارير تقدم العمل والالتزام بها، وغير ذلك من المتطلبات الاخرى. **هل تعتقد انه من الضروري قيام تنسيق بين العراق ودول المنطقة داخل المنظمة لتطوير التعاون بينه وبين هذه الدول ؟
... ان التعاون الاقليمي مهم نظرا لتشابه الظرف المناخي والجغرافي للمنطقة، وان تفعيله داخل المنظمة يؤتي بفوائد جمة، ولقد تنبهت المنظمة للأمر وفتحت مكاتب اقليمية لها في القارات المختلفة، ولديها مكتب اقليمي في القاهرة. باعتقادي يختلف الوضع الزراعي في العراق عما جاوره. فالعراق الان سوق كبرى للمنتجات الزراعية من دول الجوار بسبب انهيار الانتاج الزراعي في ظل الحروب والحصار، ولم يعد من السهولة مواجهة توريد المنتجات الزراعية من دول الجوار بكل هذا الانفتاح المنفلت الا بالعمل المضني على اعادة العافية للقطاع الزراعي والاستفادة القصوى من مبادرة دولة رئيس الوزراء الزراعية، والعمل مع الفاو والمنظمات الدولية الاخرى لرفع مستوى ونوعية الانتاج الزراعي، وترشيد العلاقة مع دول الجوار وحل اشكالات تقاسم المياه ووضع اليات حماية المنتوج الزراعي العراقي وغير ذلك من مستحقات. ** هل تعتقدون انه من الضروري ان يكون للمنظمة تمثيل في العراق ؟ ولماذا؟
... بالطبع، وذلك لتقريب المنظمة من الواقع العراقي، والاسراع بالاتفاق على الاولويات، وتوفير الوقت والجهد والمال والبيروقراطية، ومراقبة التفيذ، وتشكيل فرق مشتركة لمتابعة المشاريع، ثم وقبل كل شيء التعامل مع العراق باعتباره دولة مستقرة قادرة على حماية ضيوفها. ** الى اي مدى اثرت الاحداث المضطربة التي شهدها العراق خلال السنوات الماضية في عهد النظام السابق وفترة مابعد الحرب الاخيرة لى نشاطات المنظمة في العراق وآفاق التعاون بينهما؟
... لقد تحطم الاقتصاد العراقي بالكامل ومنه الاقتصاد الزراعي، وتخلف الواقع الاروائي كثيرا ولم تنجز مشاريع الاستصلاح بوقتها، وجيرت امكانات العراق للقطاع العسكري والحروب، واستنزفت الطاقات البشرية والمالية للبلاد، وهاجر كثير من سكان الريف الى المدن، وجففت الاهوار ويمكن احصاء ما لاحصر له من كوارث. وبالطبع فقد تأثر نشاط الفاو في العراق تبعا لذلك. ** ماهي المساعدات التي يمكن ان تقدمها المنظمة الى العراق لتطوير قطاعه الزراعي ؟
... بناء القدرات، الدعم العلمي والفني، تمويل المشاريع التنموية، تطوير سياسات اصلاح القطاع الزراعي، تأهيل مشاريع الري والاستصلاح، تطوير ادارة الموارد المائية، دعم قطاع الثروة الحيوانية والسمكية، دعم الصناعات الغذائية وتحسن الامن الغذائي، رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي لسكان الريف، وغيرها كثير. ** متى ستباشرون مهمتكم الجديدة ؟ وما هو اول نشاط تتوقعون القيام به ؟
... قبل نهاية العام، وسأعمل بجدية على تطبيق استراتيجية المنظمة في العراق. يذكر أن الدكتور حسن الجنابي مهندس أكاديمي متخصص في الموارد المائية ومشاريع الاستصلاح الزراعي وحاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة من جامعة بغداد والماجستير في هندسة إدارة المياه من جامعة سيدني للتكنولوجيا في أستراليا والدكتوراه في مجال الري من جامعة وارشو .