أخبار خاصة

الصحافة الإلكترونية تطبع العصر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مزيد من التراجع للجرائد والمجلات المطبوعة
الصحافة الإلكترونية والإعلام الرقمي يطبعان العصر

مروة كريدية- إيلاف: لقد إكتسحت التكنولوجيا الرقمية وجود الإنسان المعاصر بحيث لا يستطيع أحد إيقاف مدّها المتسارع، وقد تمخضت عن ذلك انعكاسات على كافّة المستويات الاجتماعية والاقتصادية بعد أن إصطبغ الوجود الإنساني نفسه بصبغة رياضية، ولعل المؤسسات الإعلامية من أبرز المتأثرين بالعصر الرقمي فقد ساهم انتشار التكنولوجيا الحديثة بدفع الصحافة الالكترونية والرقمية إلى تصدر واجهة الاعلام حيث يلجأ المتلقي إليها بهدف الاطلاع على الاحداث فور وقوعها، علاوة على أنها تتيح للأفراد العاديين ان يتحولوا إلى مراسلين فوريين إذا صادف وجودهم في مكان الحدث، فالنمو المتزايد للكومبيوتر المحمول والهواتف المجهزة بآلات تصوير رقمية وسرعة الاتصال خلق أجواء سمحت للمستهلكين بتوسيع خياراتهم في الوصول إلى الأنباء من جهة، وأن يكونوا فاعلين بها من جهة أخرى.

وقد لاقت المنتديات الالكترونية والمدونات على الشبكة العنكبوتية اقبالاً شبابيًا منقطع النظير ذلك أن المواقع الخدماتية الاكثر انتشارًا وشعبية مثل Facebook، و YouTube، و Blogger، وغيرها أتاحت حرّية كبيرة لا توفرها أي وسيلة إعلامية أخرى. فالقيود التي تفرضها الصحافة العادية وتوجهات أصحاب ومالكي وسائل الاعلام تدفع بعدد كبير من الباحثين عن حرية التعبير الى البدائل الرقمية الأخرى .

وفيما تسعى كليات الصحافة والاعلام الى إعداد قادة العمل الصحافي العادي، يجد المراقبون حاجة ملحة إلى اعداد الصحافي الالكتروني، وهو أمر تنبهت له العديد من الجامعات في العالم عبر تعديل مناهجها التربوية وبيئتها التعليمية بما يتلاءم مع مستجدات "العصر الرقمي" .

وفي هذا السياق تسعى الكليات التقنية العليا في أبو ظبي بالتعاون مع "إيلاف " بوصفها أول صحيفة عربية رقمية وهي الرائدة في هذا المجال ، الى عقد مؤتمرحول "الاعلام الإلكتروني " الاحد المقبل ويستمر لمدة يومين و يهدف الى طرح تحديات الاعلام الالكتروني والحلول المطروحة وأهم الرؤى المستقبلية، وذلك بمشاركة طلاب الكلية حيث من المتوقع أن تنظم ورش عمل تستضيف نخبة من الاعلامين البارزين .

ويسعى رؤساء تحرير الصحف الورقية إلى اللحاق بالركب الالكتروني والتكيف مع مستجدات العصر لتدارك الهوة المعلوماتية الحاصلة من جهة ولاستقطاب نسبة أعلى من القراء ،علاوة على ما يمكن أن تحققه من مكاسب مادية حيث تستنزف الطباعة الورقية والتوزيع جزءًا ضخمًا من ميزانية الجرائد .

جميل مروّة رئيس تحرير "الدايلي ستار" المتخصص في علوم الاقتصاد خاض غمار الصحافة عبر ادارة جريدة "الحياة" و"دايلي ستار" الذي اسسها والده ، وهو من أعلام الصحافة اللبنانية التي حاولت ان تؤسس لصحافة لاطائفية محايدة زمن انعدام الحياد في الحرب الاهلية اللبنانية التي اضطره الى إيقاف جريدتَيه عن الصدور، ثم تنقل بعدها بين لندن وواشنطن ليستأنف مطلع التسيعينات إصدار جريدة "دايلي ستار". ويرى مروّة ان على الصحف الورقية إعادة تكيف نفسها وخدماتها تبعا لمتغيرات العصر ، فقد أشار في حديث له لشبكة الصحافة العربية ، "أن التكنولوجيا المتطورة وسرعة الوصول للمعلومة في هذا العصر ساهمت في اعتماد الشباب على الصحافة الالكترونية والتفاعل معها بشكل كبير.. حيث إن المدونات تشكل رافدًا مهمًا للثقة في منابع الأخبار التي فاضت على المعرفة العامة. وعلى هذا فإن الصحف تشكل عامل دفع نحو مركز التحول، مع دخول المدونات إلى المنافسة بصورة هامشية، ولكن في ظل احتمالات حدوث تأثيرات مهددة لحجم جمهور القراء. والحقيقة أن الصحف تحتاج إلى إعادة تكييف خدماتها تبعًا لاحتياجات المجتمع".

أما أحمد سلمان المدير العام المساعد لجريدة السفير اللبنانية فقد ساهم بشكل فاعل بإحداث نقلة نوعية في الصحيفة وانتقالها من ورقية محلية الى دولية بفضل تقنيات الاتصال الحديثة والإنترنت،التي تتيح تخطي مصاعب الرقابة والتكاليف الباهظة للطباعة في الخارج والوصول إلى القراء في القارات الخمس. أحمد إبن الاعلامي البارز طلال سلمان صاحب الجريدة، متخصص بعلوم الكومبيوتر وعمل على تأسيس قسم تكنولوجيا المعلومات بالصحيفة تطويرها لتنشر الكترونيًا حيث يستقطب الموقع ما يزيد عن 60 ألف زائر يوميًّا .

وفيما كان العمل في الصحف "المطبوعة " يقتصر على الجانب التحريري بالدرجة الأولى، أصبح وجود التقنيين والعاملين في قسم المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصال والشبكات وهندسة المواقع الالكترونية هو المحور الأساس في انتاجية الصحف الإلكترونية وفعاليتها واستقطاب زائريها، حيث نجد منتجي ومصممي البرامج الالكترونية يسارعون الى تحدي العصر الرقمي وطرح برامج مطورة من "الوسائط المتعددة " التي يتطلبها النشر الالكتروني الجديد ، وقد تحول العديد من العاملين في قطاع الهندسة الالكترونية إلى التركيز على انظمة "النشر المباشر". علي العصام من النخب العراقية التي استقطبتها الجامعات الاجنبية وهو المتخصص بالهندسة الإلكترونية والفيزياء النووية يدير الآن شركة "نوليدج فيو" الشركة الرائدة في العلوم التقنية والنشر الإلكتروني التي تقدم خدماتها التقنية لأكثر من 40 مؤسسة إعلامية وأربعة آلاف صحافي يستخدمون النشر الالكتروني المباشر .

بطبيعة الحال في هكذا عصر أمست فيه المعلومة المتداولة هي تلك المنتشرة إلكترونيًّا فإن السؤال يدور اليوم حول "المحرر الالكتروني" ومصداقيته حيث ان أي إختراقٍ الكتروني او خلل فني ممكن ان يحرّف المعلومة ويفقدها مصداقيتها، غير انه لا يمكن تدارك الحد من انتشارها فتنشر على علاّتها انتشار النار في الجحيم !

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الورق طار بعيدا
السيناوي -

الصحافة الإلكترونية والإعلام الرقمي اسرع وارخص عكس الورقية ابطأ كثيرا واغلي عدة مرات لم يعد مكان للورق مرحبا بالتغير!

نهاية البروبكوندا
ايوب -

الصحافة الإلكترونبة مكنتنا من التعبير عن آرائنا من مختلف القضايا التي يعرفها العالم . مكنتنا من مقارعة وقضح الأبواق التي تناصب وطننا الآمن العداء بمناصرتها و دعمها للأوهام التي تروم بلقنة المغرب العربي و الساحلي. الصحافة الإكترونية كسرت سلطة البروبكوندا و سلطة المعلومة . الصحافة الإلكترونية مكنتنا نحن المغاربة للانخراط بطواعية في خندق الدفاع عن و طننا و عن مقدساته و مكتسباته .