أخبار خاصة

الكويت... الحل ليس بالضرورة هو الحل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أزمة سياسية خانقة بسبب صراع أجنحة الأسرة الحاكمة
الكويت... "الحل" ليس بالضرورة أن يكون هو "الحل"

ناصر المحمد لم يقبل الأمير إستقالة حكومته

سلطان القحطاني من الكويت: هذه هي الكويت... كل يومٍ هي في شأن وفي أزمة سياسية تلد أخرى بسبب العلاقة المتردية منذ سنوات بين البرلمان والحكومة التي يرأسها الشيخ ناصر المحمد، مما تسبب في تعطيل نمو هذه الأمارة النفطية التي كانت مبعث أمل في أن تكون فصلاً مختلفًا في كتاب روتيني محافظ سياسيًا إسمه الخليج العربي.

إلا أن الرياح الكويتية خيبت ظن جميع السفن لدرجة أن ديمقراطيتها التي كان من الممكن أن تكون واحدة من أقوى التجارب الملهمة لشعوب المنطقة تحولت إلى صداع يتسبب دومًا في عدم الاستقرار وإرباك النمو الاقتصادي، الأمر الذي جعل الحكومات الخليجية الأخرى تتذرع بهذه التجربة لحماية احتكارها المزمن لعملية صنع القرار السياسي.

وعلى عكس ما كانت تنادي به أوساط سياسية محلية، فإن أمير البلاد الشيخ صباح الصباح أعاد تجديد الثقة بالحكومة من خلال إرجائه النظر في استقالتها، بينما يتوقع محللون أن مجلس الأمة سوف يعرض نفسه للحل إن قرر الاستمرار في تحدي رئيس الحكومة، التي تغيرت أربع مرات خلال ثلاث سنوات وإستجوب إثنا عشر وزيرًا من وزرائها.

وبحسب القانون الكويتي، يمكن لأمير البلاد إذا ما قبل الاستقالة، إما أن يشكل حكومة جديدة، أو أن يحل البرلمان ويدعو إلى انتخابات برلمانية مبكرة. ومنذ تولي الأمير صباح الأحمد الصباح الحكم في 2006 تم حل البرلمان مرتين بسبب خلافات بين النواب والحكومة، الأولى في أيار(مايو) 2006 والثانية في آذار(مارس) 2008، وتمت الدعوة لانتخابات مبكرة في الحالتين.

وإعتبر غير مراقب خليجي تحدث مع "إيلاف" خلال جولة على الديوانيات الكويتية، التي يواجه معظمها خطر الهدم كونها بنيت دون ترخيص، أن حل البرلمان قد لا يكون هو الحل لأن "المشكلة ليست في الجلود بل في الأفكار"، وهذا يعني أن أي انتخابات جديدة ستأتي "بنفس الأيدي حتى وإن تغيرت القفازات".

وفي سياق رؤيتهم، التي تعتبر أن "الحل" قرار غير مفيد بالنسبة إلى المستقبل القريب، فإنهم يؤيدون اتخاذ إجراء أميري استثنائي يكون بمثابة الأسبرين الذي يحمي البلاد من صداع نواب البرلمان الذين انحرفوا في ممارستهم السياسية عن الطريق الرئيس إلى شوارع وأزقة جانبية مظلمة، وذلك بأن يتم تعطيل البرلمان لمدة خمس سنوات مما يعطي الحكومة فرصة كي تصوغ رؤية تنموية واقتصادية شاملة.

ويلاحظ أن أغلب الأزمات التي أثارها البرلمان مع الحكومة مؤخراً مفتعلة، أو من الممكن أن تعالج في أطر ضيقة لا يصل بها الأمر إلى طلب استجواب رئيس الوزراء، حيث لم يكن من بين أسبابها أي اعتراض على النشاط الاقتصادي أو التعامل الكويتي مع أزمة الرهون العقارية التي أحرقت أرصدة وبنوك عشرات الآلاف من مشرق العالم حتى مغربه.

وتئن الكويت تحت ضربات الأزمة العقارية والبورصة المتهاوية ومتاعب شركات الاستثمار والبنوك التي ترتعش بسبب ضعف ملاءتها المالية بينما يبرع البرلمان في إثارة أزمة تلو أخرى بسبب رأي رجل دين، أو رقصة غير محتشمة، أو كتاب متحرر، دون أن يهتم بمتابعة القرارات التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر وخصوصاً إرجائه لإصلاحات اقتصادية مهمة مثل خطة إقامة هيئة رقابة مالية لجذب مزيد من الاستثمارات للبلاد.

وتسببت عدة أحداث متلاحقة كان آخرها دخول رجل دين شيعي إلى البلاد رغم انه ممنوع من ذلك في مطالبة نواب سلفيين في مجلس الأمة استجواب رئيس الوزراء الذي يعتبره أمير البلاد الشيخ صباح خط الخطوط الحمراء، في وقت تكتوي فيه البلاد بنار أزمة عالمية أدت إلى خسارتها مئات الملايين من الدولارات.

ولم يقض رجل الدين الشيعي محمد الفالي، الذي ثارت الأزمة بسببه، سوى يومين للدفاع عن نفسه من التهمة التي نسبت إليه بأنه أطلق ألفاظاً مسيئة على صحابة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

جاسم الخرافي.. رئيس البرلمان الكويتي

وتقدم النواب وليد الطبطبائي ومحمد هايف وعبد الله البرغش، وجميعهم من السلفيين، في 18 تشرين الثاني/نوفمبر بطلب استجواب رئيس الوزراء، وهو ابن أخ أمير البلاد. وحمل النواب رئيس الوزراء حينها مسؤولية السماح بدخول رجل الدين الشيعي الإيراني واتهموه بالفشل في تأدية واجباته الدستورية وقالوا إن الوقت حان ليصبح رئيس الوزراء قادرا على إدارة الدولة وتحقيق رغبات الشعب.

كما اعتبر النواب حينها أن الفساد وإهدار الأموال العامة ازداد في ظل حكومة الشيخ ناصر، وهو عضو بارز في العائلة الحاكمة.

وليست هذه هي المشكلة الوحيدة في الكشف الطبي الكويتي بل أن الجنسية الكويتية ذاتها تحولت إلى رخصة قيادة يتم سحبها بسهولة بغية إرضاء نواب مصابين بالسعار البرلماني الذي لا يحده حل. والتقت "إيلاف" أكثر من شخص من الذين أعطوا الجنسية يقولون بأنهم قلقون من أن تسحب منهم تحت أي اعتبارات كما حدث مع آخرين.

وحسب ما يدور همسًا في أروقة الوزارات، وعلى جوانب الموائد الرسمية الكبيرة، فإن ما يحدث حاليًا في البلاد ليس سوى صراع أجنحة في الأسرة الحاكمة لم يجد له طريقًا آخرًا غير أن يتفجر تحت قبة البرلمان. وقد حددوا بالفعل أسمين أو ثلاثة من أفراد الأسرة الذين يتولون مناصب مهمة يقولون أنهم أطراف أقوياء في هذا الصراع.

وتبدو الساحة السياسية الكويتية مثل ملعب روماني حيث يتصارع جبابرة الأسرة الحاكمة وأسراهم وعبيدهم مع الوحوش الكاسرة، التي كانت تجوع لعدة أيام استعدادًا للنزال، في مشاهد وحشية ودموية ألقت بظلالها القاتمة والمتوترة على المشهد المحلي.

وتوقع عدة نواب أن يصدر أمير البلاد في وقت لاحق مرسوما بحل مجلس الأمة، فيما يتوقع البعض الآخر أن يلجأ الأمير إلى تعليق الدستور والبرلمان، وبالتالي عدم الدعوة إلى انتخابات مبكرة.

وتم تعليق الدستور الكويتي، الذي كان أول دستور يتم تبنيه في دولة خليجية، في العام 1976 لمدة خمس سنوات وثم لمدة ستة أعوام في 1986، وهي فترات غابت عنها الحياة البرلمانية.

ومعروف أن كرسي رئاسة الوزراء في الكويت يعتبر منصبًا دائم التعرض للهزات والمطبات الهوائية كما حدث خلال السنوات الأخيرة. لكن طالما أن صاحبه لا يزال يربط حزام الأمان الأميري فإنه على ضفة آمنة .. على الأقل إلى وقت طويل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ديمقراطية عربية!!
مالك الحزين -

نحن كعرب لا نستاهل ديمقراطية ولا نعرف نديرها...نستاهل حاكم دكتاتوري أو ملك يورث ملك يحكم بالحديد والنار...أنظرو إلى الكويت منارة الديمقراطية في الخليج ولبنان كمنارة أخرى في بلاد الشام وكيف تدار الديمقراطية بهما!!

مبالغة صحفية
طارق -

أعتقد أن كاتب هذه الفقرات قد تعمد البالغة الصحفية بشكل واصج وجلي كما هو وارد في الفقرة (15)، تشبيه الساحة السياسية الكويتية بصراع جبابرة وعبيدهم وبالصورة هذه لا يعكس بشكل سليم الواقع حيث أن أهل الكويت قد جبلوا على التواصل والمودة فيما بنيهملا أحد ينكر وجود خلافات قد تصل إلى صراع لكن ليس بالصورة الواردة في الفقره رقم (15) على الكاتب من باب الحيادية ايضا ان يعكس تواصل المجتمع الكويتي فيما بينهم في الأفراح والأحزان وعلى كافة المستويات السياسية شيوخ وتجار وأبناء الطبقة المتوسطه وان لا يتم التصوير على ان المجتمع الكويتي يعيش حالة من الصراع الدموي

ديمقراطية ا !!
على على -

الشعب الكويتي حاليا غير مؤهل للعملية الديمقراطية وهي عمليه خاصة بشعوب تخلصت من التعصب العرقي والمذهبي ولديها قوانين تعاقب من يرتكب مثل هذه الجرائم ، بينما في الكويت نجد ان المجلس البرلماني باعضائه يمارسون جرائم العنصرية والطائفية ضد كل من لا يتفق مع نهجهم التكفيري ، ويستخدمون في ذلك كل الوسائل القانونية والنصوص التشريعية المتاحة ... الحالة الثقافية في هذا البلد الى تراجع بسبب سيطرة احزاب متخلفة على الوضع الثقافي والسياسي وانكفاء القوى الليبرالية

قال ديموقراطية
محفوظ العصيمي -

يقول التقرير (وتبدو الساحة السياسية الكويتية مثل ملعب روماني حيث يتصارع جبابرة الأسرة الحاكمة وأسراهم وعبيدهم مع الوحوش الكاسرة، التي كانت تجوع لعدة أيام استعدادًا للنزال، في مشاهد وحشية ودموية ألقت بظلالها القاتمة والمتوترة على المشهد المحلي) ..هل هذه هي ديمواقراطيتنا الموعودة ؟ ..واتفق مع الكاتب انه عيب على هؤلاء النواب ان يفتعلوا هذه الأزمة بينما يمكن حل المشاكل التي اثاروها على مستوى موظفين في الداخلية ..لكن يبدو ان هنالك من لايريد لهذا البلد الأستقرار .,.

دافع عن نفسك
بياع -

لماذا لم يصعد رئيس الحكومه الي المنصة ويدافع عن قراراته لماذ يلجا للصمت ويريد من الاخرين الدفاع عنه وهو المسؤول عن تصرفاته ولماذا لايدافع ويتحدث واذا كان لايستطيع ان يدافع عن نفسه فتلك الازمه اذا فليقدم استقالة ويرحل بصمت

بداوة
عبيد النومس -

المراقب الموجود في الكويت منذ زمن يستطيع ان يستنبط ما هي المشكل فى المجتمعففي العهود السابقة ما قبل 1970 كانت الكويت مجتمع متجانس يشكل فية الحضر من سنة وشيعة الغالبية وكان متسامح منفتح على الثقافات المختلفة ليس هناك عنصرية ولا مذهبية حتى ان السنه من اهل الكويت كانو يشاركون في الحضور مناسبات اهل الشيعة في الحسينيات وكان هناك تقدم في كثير من المجلات من فن وعلم وبناءولكن عندما تغيرت التركيبة السكانية واصبحت البداوه تزحف على الناطق الحضرية و قوة الافكار المتزمتة تسود من جراء ذلك اصبحت الكويت تدور من ازمة الى اخرى

سلامتك يا كويت ..
عبد البا سط البيك -

ثمة تيار نراه دائم الإنتقاد للمجتمع العربي البدوي و نظام القبائل و يسعون الى وصف هذ المجتمع بالتخلف و الجهل و البعد عن التحضر والديمقراطية. الأصل في تلك المجتمعات البدوية وجود مجلس للعشيرة يتكون من حكمائها و رجالها المشهود لهم بالعقل و حسن الأخلاق يسهرون على تدبير و تسيير شؤون القبيلة عبر حورات و مناقشات مستفيضة . لا أدري لماذا يستكثر البعض على الكويت العزيزة وجود مجلس برلماني متطور ببعض المراحل عن المجالس العشائرية يسمح لممثليي عن الشعب مناقشة أحوال الناس و البلد . أهل الكويت يستاهلون وجود مجلس يدير شؤونهم , و المشكلة لا تكمن في المجلس التشريعي أو السلطة التنفيذية , لأن الخلل الحاصل هو بكيفية تفعيل هاتين المؤسستين و تنسيق التعامل و التعاون و التكامل بينهما حسب الدستور الذي يمنح حقوقا لكلا المؤسستين . ضعف التعاون بين هاتين المؤسستين يفرض إعادة النظر في بعض القواعد الأساسية التي يستند عليها الدستور لسد الخلل .و أتمنى من أي شخص أن يجيبني عن سبب تهرب السادة الوزراء من جلسات الإستجواب و خوفهم من مقابلة النواب في مثل هذه الجلسات . أحد أسباب التوتر الدائم هي هذه المسألة المثيرة للجدل . أما عن دور السادة نواب الأمة الذي حاول البعض قصره على معادة راقصة و مطرب و كتاب و برنامج تلفزيوني لم يرق البعض و ممارسات سلوكيك غير منضبطة مع العادات الكويتية فهذا مردود عليه لأنه عندما يجد الجد و يحاول السادة النواب القيام ببعصض الأدوار المهمة يصطدمون بعقبات مختلفة . و هناك أيضا من يظن أنه بمجرد حصول إختلاف في وجهات النظر فإن أمن و إستقرار الكويت بات مهددا و يطلق الصراخ و الويل و الثبور و عظائم الأمور متناسيا بأن الأراء لا يمكن أن تتطابق مئة بالمئة في أي مجتمع , فلماذا الصراخ و العويل في الكويت فقط ..؟ نتمنى أن يفهم أهل الديرة قواعد وآداب الإختلاف في العملية الديمقراطية لأن وجود الكويت مرتبط بقيام تفاهمات و ترابط و تعاون بين مكونات البلد دون التفكير بإقصاء أي طرف من المعادلة.بهذا فقط يسير مركب أهل الديرة سالما غانما .

مايصح الا الصحيح
أمين العرب -

يحسبون بيترقعون الطوفان جاينهم سيد ولد رسول الله طلع عليهم أغلى من بيع السوق مابشوفون خير عقب الله ينتقم من الي ظلمه

سيد يهاجم سيد
عبداللطيف -

الذي يعتقد ان الذي حدث حول المدعو السيد الفالي اقول له ان الذي طالب بطرد الفالي هو سيد ايضا وهو السيد الدكتور وليد الطبطبائي وهو سيد حقيقي

انتبهوا
على الكويت السلام -

اي ديمقراطية تتحدثون بها الطائفية المولودة حديثا في الكويت او ابناء الشعب المولودين عن أب وجد ويسمونهم (بدون) هل يوجد عند الهنود الحمر بدون .. فلاديمقراطية انما هي حركة للاسرة الحاكمة مع تقديري لها بتقريب وتقديم التيار السلفي وبفعل من جيران الكويت ، لذا اقول لهم ستحفرون قبوركم بايديكم لان هؤلاء اناس يعارضون كل القيم الانسانية وكلما تسنح لهم فرصة اكبر كلما يفتعلون امور اكبر ومبدأهم ( ان لم تكن معي فانت ضدي ).. وانا بانتظار اي رد ولكن بنقاش موضوعي وغير ذلك ؟؟؟؟