أخبار خاصة

شبكة بلعرج تصدم الأوساط السياسية والحقوقية في المغرب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد ضمها قياديين سياسيين وتخطيطها لاختراق المؤسسات
شبكة بلعرج تصدم الأوساط السياسية والحقوقية في المغرب

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: ما زال عدد من القادة السياسيين والحقوقيين والفاعلين الجمعويين يعيشون حالة من الذهول، إذ أنهم لم يستفيقوا بعد من الصدمة، إثر كشف وزير الداخلية شكيب بنموسى أن "شبكة بلعيرج" الإرهابية كانت تعمل تحت غطاء حزبي البديل الحضاري والحركة من أجل الأمة، وأن قياديي الحزبين المذكورين مشاركين في مخططات هذا التنظيم التي تهدف غلى اختراق مؤسسات الدولة والمكونات السياسية والمجتمع المدني، إلى جانب اغتيال مسؤولين ووزارء وضباط سامين ومواطنين مغاربة يعتنقون الديانة اليهودية.

وقال خاد الشرقاوي السموني، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، " تلقينا باستغراب كبير نبأ اعتقال محمد المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري ومحمد أمين الركالة الناطق الرسمي باسم الحزب، ومصطفى المرواني الأمين العام للحركة من أجل الأمة، نظرا لما نعرفه عليهم من العمل السياسي في إطار مشروع، ولمواقفهم التي تنبذ الإرهاب.. صرحة أنا في حيرة وهذا الخبر يدوخ الرأس ".

وأوضح خاد الشرقاوي السموني، في تصريح لـ " إيلاف "، أن " الجميع المستغرب لأن هؤلاء القياديين ينخرطون في الهيئات الديمقراطية، ولا نعلم عنهم أي شيء يثير الشبهة. وأكثر من ذلك كان معتصم لديه مواقف معارضة للتيار السلفي الجهادي... صراحة ما زالت تحت وقع الصدمة، لم أصجق ارتباطهم بالشبكة، خاصة أنهم يعملون في وضوح"، وزاد مفسرا "نحن نحكم عليه من خلال مذكراته وأدبياته ".

وفي بداية حديثه، سجل محمد أبيض، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري المعارض، "قيام الأجهزة بدورها على أكمل وجه"، مشيرا إلى أن "الأحزاب لم تعمل لخلق المشاكل.. ولدينا إطار دستوري قانوني وديمقراطي ولا يجب أن يستغل للقيام بأعمال دنيئة".

وأبرز محمد أبيض أن "الكل يدين بشدة مثل هذه الأعمال، ولدينا وحدة وطنية ضد الأعمال التخريبية"، وعلق قائلا "ما دمت تعيش في الدنيا يمكنك أن تسمع كل شيء".

وعاد الأمين العام للاتحاد الدستوري، في تصريح ل "إيلاف"، ليسجل في الأخير بارتياح أن السلطات الأمنية باتت تسبق الأحداث، إذا أنها تحبط المخططات في المهد، وليس كما سبق وحدث في اعتداءات 16 آيار (مايو) 2003 بالدار البيضاء. وهذا تقدم كبير".

وأظهرت التحريات الأولية أن زعيم الشبكة المدعو عبد القادر بلعيرج، الملقب بـ "إلياس" و"عبد الكريم"، نفذ ستة اغتيالات ما بين سنتي 1986 و1989 ببلجيكا، لم يسبق الكشف عن منفذيها آذاك، مشيرا إلى أن بلعيرج نفذ هذه الاغتيالات قبل وضع لبنات التنظيم الإرهابي المذكور سنة 1992.

وأضاف وزير الداخلية أن الشبكة الإرهابية، "ذات صلة بالفكر الجهادي"، نظمت ما بين سنتي 1992 و2001 عددا من عمليات السطو أو حاولت ذلك، كما قامت سنة 1996 بمحاولة اغتيال استهدفت مواطنا مغربيا معتنقا للديانة اليهودية في الدار البيضاء، وعملت على التخطيط لاغتيالات أخرى سنوات 1992 و1996 و2002 و2004 و2005.

وصرح المسؤول الحكومي، في ندوة صحافية أول أمس أربعاء، أن التحقيقات، التي قامت بها السلطات المختصة أبانت أن الشبكة عملت على نسج علاقات مع مجموعات وتنظيمات إرهابية دولية، من ضمنها على الخصوص "القاعدة "و "الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية "و "الجماعة السلفية للدعوة والقتال".

وذكر شكيب بنموسى أن هذ الشبكة كانت لها اتصالات بتنظيم "القاعدة" في أفغانستان سنة 2001، و"الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية" سنوات2001 و2003 و2004، ومع "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سنة 2005، بالمعسكرات الإرهابية بالجزائر، كما كانت هناك محاولات لتنظيم دورات تدريبية في مراكز حزب الله في لبنان 2002.

وأضاف الوزير أن بعض أفراد الشبكة الإرهابية استفادوا، بفضل العلاقات التي نسجها عبد القادر "بلعيرج" بمجموعة من التنظيمات الإرهابية الدولية، من تداريب على استعمال الأسلحة وصنع المتفجرات، انطلاقا من المواد الكيماوية المتوفرة في الأسواق.

وقدم بنموسى بعض المعلومات حول تأسيس الشبكة، وأهدافها وطرق تمويلها والعمليات الإرهابية التي سبق لها تنفيذها والمحجوزات التي ضبطت بحوزتها.

وفي هذا السياق، أشار وزير الداخلية إلى أن المعطيات المتوفرة أظهرت أن بلعيرج تشبع منذ السبعينيات بأفكار التيارات والتنظيمات الراديكالية الإسلامية، من بينها جماعة "الإخوان المسلمين" و"الطلائع الإسلامية" و"حزب التحرير الإسلامي"، وانخرط سنة 1980 في صفوف الحركة الثورية الإسلامية المغربية، ثم التحق سنة 1982 بـ "حركة المجاهدين في المغرب" الذي يدعو إلى إنشاء مشروع يهدف إلى زعزعة الاستقرار داخل المملكة.

وقال بنموسى إن الشبكة اتخذت في هيكلتها أو عملها وجهتين، الأولى سياسية مفتوحة أسفرت عن إحداث جمعيتين "جمعية البديل الحضاري" سنة 1995 و"الحركة من أجل الأمة" سنة 1998، وتأسيس حزب "البديل الحضاري" سنة 2005، والثانية سرية تعتمد العمل المسلح، إذ قامت الشبكة، منذ سنة 1992، بتأسيس أولى خلايا جناحها العسكري بالدار البيضاء تحت اسم "مجموعة العمل الخاص"، فيما أسست خلية مماثلة بالقنيطرة سنة 2001.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف