المهري: الفكر السني مصدر الإرهابيين ولا يوجد شيعي إنتحاري

السيد المهري وكيل المرجعيات الشيعية في الكويت لـ "إيلاف":

الفكر السني مصدر الإرهابيين ولا يوجد شيعي انتحاري

المذهب الجعفري أعمق المذاهب والمناهج الدراسية تكفر الشيعة

إيلاف من الكويت: إعتبر وكيل المرجعيات الشيعية في الكويت السيد المهري أن إبعاد المذهب الجعفري من الدراسة في المناهج الدراسية في الكويت وخارجها يعود إلى عمق هذا المذهب، وخشية المتطرفين من أن يسيطر على عقول الناس، وإتهم السيد المهري في حواره مع "إيلاف" الفكر السني بأنه مصدر الإرهابيين مطالبًا بتقديم الفكر الشيعي كنموذج للإسلام الصحيح على مستوى العالم. وهاجم وكيل المرجعيات الشيعية علماء السنة الذين يجيزون قتل الشيعة، مناشدًا الحكومات بمحاسبتهم وإيقافهم عند حدهم. وإعتبر أن الفكر الشيعي يجري ظلمه اليوم، وأنهيمثل الإسلام الحقيقي، وخالٍ من الشوائب ولو قدم للعالم لتم تقبله بسهولة...هنا حوار إيلاف معه:

في تصريح لـ "إيلاف" تداولته وسائل الإعلام، قلت إنك منسجم تمامًا مع رأي القيادة السياسة في الكويت حول تسمية مغنية. هل هناك شيء تريد أن تقوله في خصوص ذلك؟

ا. لاشيء جديد. ما قلت سأعيده وهو أنني أرى ما تراه القيادة السياسية في هذا الموضوع.

أثيرت مؤخرًا في الكويت قضية ولاية المرأة، وبأنه لا يجوز لها دينيًا تولي أي منصب وزاري. ما رأيك حول هذا الموضوع؟
الشيعة اختلفوا حول حق التصويت والترشيح للمرأة. هناك بعض المراجع تحرمها، وترى أنه نوع من الولاية العامة، أما غالبية المراجع الشيعية فترى أنه من الجائز أن تحصل المرأة على المنصب الوزاري إلا في بعض الوزارات. مثلا ًوزارة الدفاع المسؤولة عن الحروب لا يجوز للمرأة توليها.

هناك محاولات من بعض القوى في الكويت لتحكيم الشريعة الإسلامية بتعديل المادة الثانية من الدستور؟
المادة الثانية تقول إن الشريعة مصدر رئيس، وهذا لا يمنع أن يستفاد من مصادر أخرى. ولكن مثل هذه القوى تريد أن تعدل المادة الثانية لتكون الشريعة المصدر الرئيس الوحيد. هذا أمر جيد إذا كانت كل طائفة تحتكم إلى مذهبها، إما إذا كان هناك مذهب واحد هو من يريد أنيفرض سيطرته، فهذا ما نعترض عليه. بعض المذاهب يرى حد السرقة قطع الكف، أما بالنسبة إلينا فنحتاج إلى شهود، وبعد ذلك نقطع الأصابع فقط. كيف يمكن أن تحل هذا الاختلاف؟!. نحن نوافق على تعديل المادة الثانية بالدستور الكويتي إذا كان كل أحد يلتزم بمذهبه.

هناك من يخشى أن تقع الكويت في قبضة الثقافة المتطرفة التي تورطت بها دول قبلها؟
هناك محاولات لنشر ثقافة متعصبة و"طالبانية"، ونحن نعارض هذا الأمر بشدة، ونحاول إيقاف هذا المد التكفيري المتعصب. وقد أصدرنا بيانات كثيرة حول هذا الموضوع، وقلنا إننا نخالف توجهات هذه الجماعات المتطرفة.

هناك قوانين مثل منع الاختلاط ومحاربة الفنون وكلها يمكن أن تقرأ على أنها محاولات لأسلمة المجتمع الكويتي؟
نحن نؤيد كل ما يؤيده الشرع والإسلام. قضايا مثل الاختلاط وانتشار الانحلال والخلاعة نؤيدها بشكل كامل، ولكن هناك جماعات متشددة يكفرون الشيعة والمسلمين الآخرين بدأت تنتشر وتبث سمومها مع تصاعد التوتر الداخلي في العراق وهؤلاء نحاربهم ونقف ضدهم. إحدى هذه الجماعات أرادت أن تقيم ندوة بعنوان" لنصرة إخواننا السنة في العراق" ولكن الحكومة الموقرة رفضت ذلك. المجتمع الكويتي مجتمع ديمقراطي وليبرالي ولا أخشى عليه من التعصب.

هل أخذ الشيعة حقوقهم الكاملة في الكويت؟
الشيعة أخذوا حقوقهم، ولكن لا يعني هذا ألا نطالب بالأكثر. الدستور الكويتي يقر بالحقوق المتساوية للجميع. سنة وشيعة. مثلاً وكلاء الوزارات الشيعة أقل، ونحن نطالب بتكافؤ الفرص على أساس المساواة والمواطنة الصالحة.

وجهت لك انتقادات واسعة بعد أن قلت أن التغيير قادم من الخارج واعتبر الكثيرون أنك تستقوي بإيران على بلدك؟
أنا كويتي وأصلي يعود لمدينة الأحساء في السعودية وليس إلى إيران. أنا قلت أن النظام الجديد سيفرض نفسه على العالم ولكنهم استغلوا ذلك، وقالوا إن السيد المهري يطالب بالتغيير والتدخل الإيراني وهذا غير صحيح. أنا لم أطالب بالتغيير وأعتبر الدستور الكويتي أحد أحسن الدساتير والحكومة الكويتية حكومة منصفة وعادلة. ولكن بعض الأخوة المتعصبين يكتبون ضدي بسبب مواقفهم العدائية المسبقة.

ضدك أم ضد الشيعة؟
أكيد بإعتباري وكيل المرجعيات الشيعية في الكويت. هم يتهمون الشيعة بأن ولاءهم لإيران وهذا غير صحيح. نحن ولاؤنا الديني الأول لمكة المكرمة باعتبار الكعبة الشريفة ومن ثم المدينة المنورة حيث يوجد قبر رسول الله وبعد ذلك أماكننا المقدسة مثل قبر فاطمة الزهراء ومرقد الإمام علي والإمام الحسين وغيرها. أما بالنسبة إلى الولاء السياسي فهو لأوطاننا. ولاء الشيعة في السعودية لوطنهم وولاء الشيعة في الكويت لبلدهم ونتبع التوجهات السياسية للقيادة الكويتية.

هناك من يشكك في هذا الولاء ويعتبر الشيعة مجرد أبواق لإيران؟
هذا الكلام يردده أعداء الشيعة. الشيعة عندهم أعداء في العالم وأكثر من يعاديهم الجماعات المتطرفة والمتحجرة. ارتباطنا الأقوى بالعراق حيث توجد غالبية المرجعيات الدينية والعراق بلد عربي. ولكن كل هذه اتهامات باطلة يروجها أعداء الشيعة.

الفكر الشيعي لا يدرس في الكويت. ألا يعكس ذلك قلقًا وتخوفًا من الشيعة؟
أنا طالبت بتدريس فقه الإمام جعفر الصادق إلى جانب فقه المذاهب الأربعة. الإمام جعفر الصادق من الأئمة المعصومين وأئمة المذاهب الأربعة كانوا تلاميذ عنده. في جامعة القاهرة يدرس الفقه الجعفري ولم يحدث ذلك أي مشاكل.

ولكن في غالبية كليات الشريعة في الكويت وخارجها لا يدرس الفكر الشيعي؟
ليس فقط في الكليات، ولكن في المراحل الدراسية المختلفة والمعاهد.

لماذا برأيك؟
السبب لأنه فقه عميق. فقه الإمام جعفر الصادق يعتمد فيه على آبائه وأجداده حتى يصل إلى الله. نحن نعتقد أن الفقه الإسلامي الصحيح هو فقه الإمام جعفر الصادق. في الموسوعة الفقهية الكويتية تم للأسف إبعاده. الناس الأذكياء يبعدون فكر الإمام الصادق لأنهم يخشون أن يراه الناس ويقارنون بينه وبين الأخرى، ومن دون شك سوف يرجحون فكره. نحن الشيعة لا نخاف من كتب السنة وستراها موجودة في بيوتنا. كل كتب السنة موجودة لدي شخصيًا. نحن نريد تعويد الناس على تقبل الرأي الآخر، وذلك يجب أن يدرس فقه الإمام جعفر الصادق.

هل المناهج الدراسية في الكويت تثير العداء والكراهية نحو الشيعة؟
في المناهج الدراسية لا يوجد اهتمام في أهل البيت. في بعض العقائد لجماعات معينة تقول إن زيارة قبل النبي أو الإمام علي هي بدعة وحرام. مثل هذه الأفكار موجودة في مناهج الكويتية للمرحلة التاسعة والعاشرة. في إحدى الدروس يتم تعريف الشرك الأكبر بأنه زيارة قبور الأولياء والصالحين وذبح القرابين لهم ومن يفعل ذلك فهو مشرك. هذا أمر غير صحيح ومضلل. نحن نعبد الله ولا نعبد غيره. عندما نذبح الذبيحة نذكر اسم الله عليها، ولكن نقدم ثواب هذه الذبيحة إلى روح العباس أو الحسين. تحدثنا مع القيادة السياسية وطالبنا بإلغائها ووعدونا بذلك، ولكنها لا تزال موجودة.

من يبقي عليه برأيك؟
الجماعات المتطرفة والمتعصبة هي من تريد أن تبقى مثل هذه الدروس عن الشرك الأكبر. أذهانهم مسمومة بأن زيارة القبور هي بدعة وشرك.

ما رأيك بأوضاع الشيعة في الخليج؟
أعتقد أنها جيدة، ولكن الوضع الأفضل لهم هو في الكويت حيث يأخذون حرياتهم كاملة.

هناك تخوفات من الطموح السياسي لدى الشيعة الذي يأتي منسجمًا ومنطلقًا مع الطموح السياسي الإيراني في المنطقة؟
هذه تخوفات غير صحيحة. لا يوجد شيعي يذهب إلى مسجد ليدفع السنة للتشيع. لا يذهب شيعي إلى سوريا لينشر المذهب الشيعي. ولكن بعد انتصار حزب الله اللبناني الشيعي على الصهاينة في العام الماضي، أصبح هناك إعجاب بالشيعة لأنهم الجماعة الوحيدة التي وقفت بوجه الصهيونية. الناس تفاعلوا بأن يطلب منهم أحد ذلك.

هل تعتقد أن سمعة الشيعة تتعرض للتشويه؟
هذا صحيح، وأطالب جميع الناس بتحكيم الموضوعية وعدم الاستماع إلى الإشاعات المغرضة والافتراءات على الطائفة الشيعية. المذهب الشيعي هو مذهب الحب والتسامح. مذهب العشق الإلهي. يقول الإمام الجعفر الصادق: "وهل الدين إلا الحب". نحن نحب السنة ونحب حتى غير المسلمين. المراجع تجيز تهنئة المسيحيين بميلاد المسيح. أطلب من المسلمين وغيرهم التفاعل مع الطائفة الشيعية والتعرف إليها من عمق. كما أطلب من الغرب التعرف إلى الإسلام ليس من خلال زاوية واحدة، ولكن من خلال مدرسة آل البيت. الغرب لم يتعامل مع الإسلام الشيعي وكل الذي لديه هو الإسلام غير الشيعي. هناك أشخاص يمثلون المسلمين وهم يقومون بالعمليات الإرهابية وهؤلاء لا يمثلون الإسلام.

هل تريد القول إن كل الإرهابيين من السنة؟
لا يوجد شيعي واحد كان مع المفجرين الانتحاريين في 11 سبتمبر ولا تفجيرات جزيرة بالي ولا تفجيرات فنادق الأردن. كلهم كانوا من السنة. نحن الشيعة لدينا حرام ولا يجوز أن تذهب روح الحيوان فكيف بالإنسان.

هل تعتقد أن لدى السنة مشكلة في التكفير وعليهم أن يجدوا لها حلاً؟
الفكر التكفيري هو من السنة وليس من الشيعة، وهناك مع الأسف علماء من السنة يدعمون الأفكار الباطلة ويزرعون في عقول هؤلاء الشباب تعاليم تأمرهم بقتل الشيعة. هناك الكثير من العلماء من يفتون بذلك وهم أساس المشكلة. أنا أطالب الحكومات بمحاسبة هؤلاء وإيقافهم عند حدهم. هذه فتاوى تكفيرية تقول إن الشيعي الذي يمارس طقوس عاشوراء هو كافر ويجب قتله، وفي كل عاشوراء يكون هناك هجوم على الشيعة من قبل مجموعة إرهابية.

هل تعتقد أن الفكر الشيعي هو النموذج المناسب للاندماج مع الحداثة والغرب؟
الفكر الشيعي الأصيل والصحيح والخالي من الشوائب هو الذي يمثل الإسلام، أنا متأكد إذا تم طرحه على مستوى العالم فسيتم تقبله بسهولة. ليس هناك شيعي واحد ينحر الناس، كما يحدث في العراق. أنا أطالب بتقديم الفكر الشيعي كنموذج للإسلام الصحيح على مستوى العالم.