إيلاف تحاور المدير العام لجمعيات الاغاثة الزراعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خليل شيحة المدير العام لجمعيات الإغاثة الزراعية لإيلاف:
جدار الفصل أبقى 40 % من مصادر مياه الضفة لدى الإسرائيليين
وقد أكد شيحة في حديث خاص مع إيلاف إن موضوعة المياه، التي تعتبر أحد أهم الملفات في المفاوضات مع الفلسطينيين تشكل أخطر مورد يهدد الأمن الغذائي الفلسطيني، في حال تم إبقائه تحت السيطرة الإسرائيلية، من هنا فهو يعتبر أن جدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، بمثابة النكبة الثانية للشعب الفلسطيني بمثابة العقبة الرئيسية التي تعترض قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، منوها بأن هذا المصطلح الأخير، الذي وضعه الإسرائيليون والأمريكيون لم يكن وليد صدفة، بل هو نتاج إدراك إسرائيلي بأن بناء الجدار مع ما يفرزة من نتائج وتداعيات على الأرض الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني لا يبقي مقومات حقيقية للدولة الفلسطينية.
وأكد شيحة أن الجدار أبقى حوض المياه الغربي للضفة الغربية الممتد من جنين وحتى قلقيلية غربي الجدار، أي تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، حتى قبل البت في ملف المياه وتوزيعها وتقاسمها بين الدولة الفلسطينية وبين إسرائيل، مما يمنح إسرائيل موردا استراتيجيا غاية في الأهمية لن تبادر الأخيرة للتنازل عنه بسهولة.
ووفقا لأقوال خليل شيحة فإن الأمر لا يقف عند الاستيلاء على مياه الحوض الغربي، بل إن الحوض الشرقي للمياه الفلسطينية القائم في الأغوار مهدد وهو يشكل عمليا 60% من مجمل موارد المياه الفلسطينية، وفي حل قامت إسرائيل بعزل الغور وإبقائه تحت سيطرتها في تسويات سياسية مع السلطة فهذا يعني بقاء الدولة الفلسطينية دون مصادر مياه، مما يعني القضاء على أي إمكانية لتحقيق أمن غذائي فلسطيني، والقضاء نهائيا على الريف الفلسطيني.
ضرب القطاع الزراعي الفلسطيني
لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، ذلك أن إسرائيل وبفعل تطورها العلمي والتكنولوجي في المجال الزراعي تقوم، بإغراق السوق المحلية الفلسطينية، بمنتجات زراعية منخفضة الجودة، بعد أن تكون قد صدرت منتجاتها الزراعية عالية الجودة، مثل التوت والأزهار، والحمضيات والخضروات وحتى زيت الزيتون إلى الأسواق العالمية، وبالتالي فهي تضرب القطاع الزراعي المحلي مرتين، المرة الأولى، بالوصول إلى السوق العالمية، مستعينة بتطورها العلمي الذي يعود عليها بمحاصيل قبل أوانها وبتحكمها بحركة الاستيراد والتصدير من الضفة والقطاع إلى الأسواق العالمية، والثانية عبر إغراق السوق المحلي الفلسطينية بما كسد من منتجاتها الزراعية.
مصائد للمياه
وقال مهندس زراعي فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه، توجهت إيلاف إليه لأخذ رأيه، إن الخطوات الإسرائيلية لا تقف عند هذا الحد، فهو يرى أن إسرائيل تملك استراتيجية ثابتة في مجال السيطرة على المياه، فهو يقول إن السيطرة الملتوية على مصادر المياه في الحوض الغربي ليست الوسيلة الوحيدة التي تلجأ إليها إسرائيل، بل إن خبراء الزراعة والمياه في إسرائيل، يستبقون وصول المياه إلى الأرض الفلسطينية، وتحويلها إلى أحواض المياه الإسرائيلية، عبر نصب ما يسمى "بمصائد المياه" لتحويل مياه الأمطار قبل سقوطها على السفوح الشرقية لغور الأردن.
ومقابل نصبها لمصائد المياه، فإن السلطات الإسرائيلية تمنع الفلسطينيين من حفر آبار جديدة، أو حتى صيانة الآبار الموجودة وتحديثها، فيما يقوم الإسرائيليون بحفر الآبار بشكل مستمر ومتواصل دون مراعاة للأعراف والقوانين الدولية بهذا الخصوص.
واستعرض السيد إسماعيل قعدان، رئيس مجلس محلي لقرية بدو الواقعة شمالي غربي القدس، المعاناة التي تعيشها 13 قرية تقع شمالي غربي القدس مثل بيدو، وقطنة، وبيت إكسا والجيب، والتي يسميها بالقرى المنسية، فيقول إن الجدار الذي أقيم على أراضي قرية بيدو أبقى للقرية 2000 دونما للزراعة من أصل 6000 دونما من الأراضي، ولكون الأراضي المتبقية ضمن المنطقة سي فهي تخضع لأوامر وتعليمات الإدارة المدنية وسلطات الجيش الإسرائيلي، التي تمنع الأهالي من استغلال أراضيهم من جهة، كما تحرمهم من المياه ففي الوقت الذي تضخ فيه شركة المياه الإسرائيلية 186 لتر من المياه للمستوطن الإسرائيلي الواحد، فإن معدل ما يخصص للمواطن الفلسطيني يوميا هو 10 لتر فقط، كما أن الشرطة الإسرائيلية تضخ 60 كوب ماء في الساعة ل13 قرية فلسطينية، فيما تضخ 140 كوب في الساعة لسكان المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة، وعلى رأسها غفعات زئيف، ورادار، وغفعون وغفعون هحداشا.