أخبار خاصة

الشيخ سعد...الرجل الطيّب الذي أبغض الديمقراطية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إنتظر الإمارة طويلاً وعندما وصلته كان عاجزًا عن استلامها
الشيخ سعد... الرجل الطيّب الذي أبغض الديمقراطية
الكويت: 3 أيام دامعة على رحيل الشيخ سعد الكويت: وفاة الأمير سعد العبد الله السالم ممدوح المهيني من الكويت:
في الساعة الـ 7 من مساء يوم أمس، إنتشر خبر وفاة الشيخ سعد العبدالله الصباح، وفي الساعة التاسعة أصبح من غير اللائق في الكويت الحديث عن قضايا مثل شراء الأصوات أو المرشحين الإسلاميين أو تدخلات أفراد من الأسرة الحاكمة، على الرغم من بقاء ثلاثة أيام فقط على موعد الإقتراع لتشكيل مجلس أمة جديد. تتلقى اتصالات متوقعة من بعض الشخصيات وهم يخبرونك عن رغبتهم في تأجيل المواعيد المتفق عليها بسبب هذا الحدث المحزن. إذ يخشى أحد المرشحين على صورته الانتخابية وهو يقول إنه لا يريد الظهور غدًا في الإعلام، وكأنّ شيئًا لم يحدث. قد يقوم بعض المرشحين ببعض التكتيكات الإعلامية من أجل ألا يظهروا وكأنهم مجردون من العواطف، إلا أن الكويتيين يشعرون بالحزن فعلاً لغياب شيخهم المريض، والأمير الذي لم يحكم سوى أيام معدودة. هذه العواطف المتدفقة لا تحركها فقط ظروف الشيخ الصحية، ولا المدة القصيرة في الحكم التي قضاها. ولكن يحركها الكثير من الخصال الشخصية والمواقف السياسية والأحداث المأسوية والسعيدة التي تشكل الإرث الكبير لشخصية الشيخ سعد. توصف شخصية بالطيبة والكتومة، وهو يعدّ من شيوخ الكويت، إذيربطهم مع الكويتيين رابط حميمي وشفاف وأخوي، ويتم النظر له وكأنه فرد من العائلة . أكثر الأحداث التي ربطت الكويتيين مع شيخهم هي أكثر الأحداث مأسوية في تاريخ الكويت، وهي الغزو العراقي. هذا الحدث المجلجل في خيال الكويتيين مازال يتحكم بهم ويؤثر على عواطفهم. كما أنه جلب معهم الكثير من الرجال والقناعات والمشاعر المختلفة والجديدة. هذا الحدث الذي أسقط صدام وبعض الرؤساء العرب من نفوس الكويتيين نهض برجال آخرين، كان من بينهم الشيخ سعد. يتداول الكويتيون بفخر القصص التي تتحدث عن الموقف الشجاع الذي اتخذه الشيخ سعد في اليوم الأول من الغزو العراقي. مع إصرار الشيخ سعد على مغادرة الأمير الراحل للكويت حتى يحافظ على الروح المعنوية للشعب الكويتي، رفض هو الرحيل وأصر على البقاء والتصدي للقوات العراقية. ولكنه دُفع بالقوة إلى السيارة التي انطلقت بسرعة إلى الحدود السعودية. وبدأت بعد ذلك مرحلة أخرى من الذكريات عنه، فقد قام الشيخ سعد بجهود دولية كبيرة من أجل دفع الجهود السياسية والعسكرية لتحرير الكويت من القوات العراقية. وقد ظهرت التسجيلات الصوتية له، وهو يتحدث عن الكويت: "إنها موطن آبائنا وبلد أطفالنا وسنعود لها قريبًا"، بمثابة جرعة الأمل والشجاعة التي طمأنت قلوب الكويتيين الذين بدأت مخاوف شعب الشتات تتسرب إليها. في الـ 14من مارس عام 1991 عاد الشيخ سعد إلى الكويت بعد التحرير، واستقبله الناس فرحين وهم يقفزون ويقبلون كتفه، وعلقت تلك الصور التلفزيونية في ذاكرة الكويتيين بأنه يوم العودة للوطن. وكان ينظر له بصورة كبيرة بأنه أحد أبطال التحرير . ولكن ومن زاوية أخرى، يرى الكويتيون في الشيخ سعد الصباح رجلاً سيئ الحظ. فبعد انتظاره طويلاً لمنصب الإمارة إلا أنها وصلته عندما كان عاجزًا عن أخذها. فقد كان الشيخ يعاني من مرض الزهايمر الذي زحف إلى عقله، وكان باديًا على تصرفاته ونظراته الشاخصة في اللقطات التلفزيونية القليلة التي ظهر بها. وتمثل قضية عزل الشيخ سعد أحد المشاهد الدرامية التي تعكس قصة الحب القاسي، فعلى الرغم من محبة الكويتيين له إلا أنهم كانوا يعلمون أن إبعاده عن الحكم بسبب عجزه هو الأمر الصائب, لذا فإن الجميع كان يرى في عزل البرلمان له خطوة صحيحة. على الرغم من الظلال التي كانت تغطي عقل الشيخ سعد، إلا أنه كان راغبًا في الحكم، ولكنه تلقى الطعنة الرحيمة من الناس الذين لطالما أحبوه حتى وهم يحرمونه من حلمه الذي انتظره كثيرًا. في التلفزيونات والصحف الكويتية يذكر هذه الأيام الكثير من محاسن الشيخ الراحل، ويتحدث المقربون منه عن أعماله الخيرة التي قدمها للبسطاء وحتى الأثرياء إذا ما اقتربوا من الإفلاس . يقول أحد المقربين منه " إن الشيخ سعد قام بمساعدات كثيرة الغالب منها لن تعرف حتى بموته. كان حريصاً على جعل هذه المساعدات سرية، ولم يكن يرى فيها أعمالاً خيرية فقط، ولكن رغبةً منه في استقرار الأوضاع، حتى أنه قام بدعم شركات من جيبه الخاص حتى لا تفلس وتضر بالناس والبلد". ولكن شخصية الشيخ سعد تنطوي على التعقيد البشري الذي يخلط بين الخير والشر . على الرغم من أن الشيخ سعد هو الابن الأكبر لأمير الكويت الشيخ عبدالله السالم الذي يطلق عليه لقب "أبو الدستور"، إلا أنه كان معاديًا للحرية والديمقراطية في الكويت وسعى لتخريبها منذ بداية تشكلها في المجلس التأسيسي. وتشير الشخصية السياسية المعروفة د. أحمد الخطيب وهو أحد المساهمين بتأسيس الدستور بعض القصص في مذكراته :" الكويت : من الإمارة إلى الدولة" التي تكشف هذه النزعة الكارهة للديمقراطية في شخصيته ورغبته في سيطرة العائلة الحاكمة على مقاليد الحكم. ويتذكر الدكتور الخطيب معارضات الشيخ سعد المستمرة على تفاصيل الدستور وتهديداته بالانسحاب واعتراضاته التي لا تنتهي. وكانت تنتاب الشيخ سعد شكوك كثيرة من أن صياغة الدستور كانت تهدف إلى إقصاء العائلة الحاكمة وإضعاف نفوذهم. وكانت تشرب الشيخ سعد للعقيدة الأمنية هو السبب الذي جعله كارها لثقافة الحرية . يقول د. الخطيب في مذكراته :"ولأن سعد كان مسؤولاً عن الأمن منذ الخمسينات فقد تشرب بثقافة أجهزة المخابرات التي تسعى إلى تعزيز موقعها بإقناع المسؤولين - إن كانوا بحاجة إلى إقناع- بأنها وحدها هي المخلصة للنظام وهي وحدها القادرة على حمايته". كما أن الشيخ سعد كان معارضًا لتدخل المجلس في مسألة توارث الإمارة "واقترح أن يكون ذلك بأمر أميري دون مشاورة أحد ولا يعرض على المجلس للموافقة". كما أظهر الشيخ سعد النزعة التفردية مع إصراره على أن مسألة إعلان الأحكام العرفية والحرب من اختصاص الأمير فقط. ويقول د. الخطيب في إشارة إلى هذه النزعة الكارهة للمشروع الديمقراطي لدى الشيخ سعد ومنذ أيامه الأولى :" لقد خلق سعد العبدالله جوًا متوترًا في لجنة الدستور .. ففي الجلسات التي يغيب فيها سعد العبدالله تمشي الأمور بيسر، ولكنه عندما يعود إلى اللجنة يطلب إعادة النظر في كل ما أتفق عليه، ويخلق المتاعب لأعضاء اللجنة". رجل الأمن القوي وبطل التحرير والصقر المعادي للأفكار الديمقراطية والأمير سيئ الحظ، وأحداث وصفات كثيرة أخرى تشكل هذا المزيج المعقد من شخصية الشيخ الراحل الذي يحبه الكويتيون ويقدرونه للدرجة التي يشعرون أنه من غير اللائق الآن الحديث عن أي موضوع دنيوي آخر، حتى لو كان موضوع الانتخابات القادمة الذي كانت أخبارها تملأ حياة الناس هنا، ولكن ليس بعد الساعة السابعة من مساء أمس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سعد سعدنا
غانم محمد المطيري -

رحم الله سعد العبدالله الصباح كان وما زال في قلوب أهل الكويت رمزا للحرية والديمقراطية وتقبل الرأي الآخر ، فهو الأخ والأب ومن والده انطلقت الديمقراطية فأكملها ، والخير بمن بقي لإكمال مسيرتنا الديمقراطية ، وتبقى الكويت رمزا وقدوة لجميع دول المنطقة .

رحمه الله
سام -

الله يرحمه!!!!!!!!!!!!

فى الليله الظلماء ..
wed -

من منا لم يكره الديمقراطيه بعض الاحيان.الله يرحمه ويغفر له.مقالكم يفتقد الذوق .

مات صائغ الدستور
مساعد الشلاحي -

عاش رجلا عظيما وقائدا ومات جسدا ولم يمت روحا وحضورا وفكرا فما زال في قلوب شعبنا الكويتي العربيرحم الله الشيخ سعد العبدالله الصباح اللذي افتدى الكويت بقلبه وروحه وزهرة شبابه في بناء الكويت الحديثة ورعاية ومصالح شعبها والسهر والاهتمام بهم في كل ميادين الحياة. ولد من اب عظبم يدعى الشيخ عبدالله السالم ( ابو الدستور) وكان مثل والده المرحوم عبدالله السالم رجلا دولة من الطراز الاول وفكرا نابضا يحاكي الواقه ويتلمس احداث المستقبل ووقف سدا منيعا وفارسا شجاعا وسياسيا محنكا امام اوباش البعث ومكرهم الشيطاني وخططهم الفاسدة والاجرامية وحقدهمضد الكويت وشهور الاحتلال وافشل ريحهم وخبثهم بحق الكويت ووجودها بتوفيق من الله سبحانه وتعالىولقد كان للشيخ سعدالعبدالله الكثير من الدعم والايمان بالدستور الكويتي وانتشار الديموقراطية في الكويت ومن ينظر لمواد الدستور الكويتي وهامش الحرية الواسع يشعر ان الدستور مفصل لدولة اوربية اواحدى الولايات الامريكية وليس لبلد عربي صغير( 1962 دستور الكويت وقد نقل هذا الدستور الكويت من الظلمات الى النور)مجهود جبار وثقة قيادة سياسية واعية بمقدرات وقدرات شعبها الكويتي اللذي كان للتو يخطو خطواته الاولى نحو الديموقراطية بل دستورا اثبتت الاحداث ان من صاغه رجال دولة بمعنى الكلمة, منظرين وحكماءومتحيطين للمستقبل وقراء جيدين للتاريخ وتطلعات شعبهم الكويتي.فبينما كانت بعض الدول العربية والاوربيةلم تكن لديها دساتير اصلا كان للكويت دستورا ديموقراطيا متقدما في مرحلة الستينات من القرن الماضي ,حيث لم تكن هناك حكومات تؤمن بشيئا اسمه الدستور والانتخابات والحرية كان للكويت دستورها وديموقراطيتها المتقدمه كمثيلاتها من الدول الاوربية ولقد كان من رجال الديموقراطية وبناتها وفوارسها وصناعهاالشيخ سعدالعبدالله رحمه الله رحمة واسعة

رحمك الله يا شيخ سعد
خليفة من الامارات -

رحم الله سعد العبدالله الصباح كان وما زال في قلوب أهل الخليج كلهم ،فالتمسنا من شخصه الطيب و الاصاله و التواضع العظيم الذي ان دل على شي دل على طيب المنشأ و الاصل العظيم لهذا الشيخ الكريم . نعزي اخواننا في الكويت و نعزي انفسنا بوفاتك... و جعل الله قبرك روضه من رياض الجنه

الله يرحمه
ناصر الفضلى -

الله يرحم سمو الامير الوالد ويغمد روحه الجنه كان يحب الكويت والكويتيين واعزي زميلى فى المدرسه الشيخ محمد فهد سعد العبدالله بوفاه جده ويلهمهم الصبر والسلوان وقسما بالله ان سموه لم يمت ولن يمت بل فى قلوبنا يبقى ونطلب من رب العالمين ان يتولاه برحمته وواسع جنته انه سميع عليمناصر الفضلى

صورك في قلوبنا
أسامة -

في الدول الديكتاتورية تقام التماثيل لجلادين الشعب وتنتهك حرياتهم ويطلقون عليهم الالقاب الكاذبة تزلفا وخوفا وتعلق الصور خوفا من الاتهام بعدم الولاء للدكتاتور اما في الكويت لم تقام التماثيل ولم تعلق الصور بالقوة انما علقت في القلوب محبة من الشعب الي حاكمه المحب لشعبه فمحبتنا للشيخ سعد لم تفرض القوة او الخوف فبعض الدول يردد الشعب المقهور بالروح بالدم نفديك ياقائد وهم يتمنون اليوم الذي فيه يخلصهم الموت من القائد الدكتاتور اما نحن لم نهتف لك لاننا الابن لا يهتف لوالده فهو يحب والده من دون هتاف كذلك نحب اميرنا الرحل سعد رحمه الله لانه كان عادلا محبا مخلصا لشعبه.

الله يرحمه .
ماجنوم. -

إذا كان حاكمنا سعد فلا حاجة للديمقراطية .

إلى حنة الخلد يا سعد
سامى أيوب -

لله يرحم سمو الامير الوالد ويغمد روحه الجنه كان يحب الكويت والكويتيين والمقيمن واعزي الشعب الكويتى ويلهمهم الصبر والسلوان وقسما بالله ان سموه لم يمت ولن يمت بل فى قلوبنا يبقى ونطلب من رب العالمين ان يتولاه برحمته وواسع جنته انه سميع عليم ناصر الفضلى

للأسف لم تعرف الرجال
كويتيه وافتخر -

الله يرحمك ويسكنك فسيح جناته ، للأسف لم تعرف بابا سعد ولم تعرف الرجال الحقيقين ،ومن الواجب أن نذكر محاسن موتانا ولكن للأسف أنت الان تطعن بالميت . الشيخ سعد كبير وسيظل كبير ولن تؤثر كلماتك ولا ما كتبت فيه فهو رجل عظيم رغم أنف الحاقدين.

بعد ما اكلت من خيرنا
كويتيه -

الله يرحم الشيخ سعد ويدخله فسيح جناته والشيخ سعد ماقصر واولاً واخيراً الحكم للكويتيين في تصرفات الشيخ والمفروض انه هالكلام نقوله للشيخ في ايام حكمه ووجوده على الدنيا مو بعد ما مات نتكلم عنه وعن تصرفاته السابقه ومثل ماقالت اختي كويتيه وافتخر اذكروا محاسن موتاكم عالعموم مشكور وماقصرت وبإذن الله بتبقى الكويت درة الخليج وماتنتظر احد يمدحها او يذمها