أخبار خاصة

الانتخابات الأميركية.. سياسة الصورة الحسنة حجر الزاوية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إعجاب عالمي بـ أوباما والقلق يحيط بـ إسرائيل تجاهه
الانتخابات الأميركية.. سياسة الصورة الحسنة حجر الزاوية
قراءة - سعيد الجابر من الرياض:
ينتظر الكثير من المتابعين للانتخابات الرئاسية العملاقة بالولايات المتحدة الأميركية المثيرة للجدل عالمياً، الإعلان النهائي عن المرشّح للرئاسة والذي سيكون خليفة جورج دبليو بوش، إلاّ أن السياسة الأميركية المتغيرة بعوامل التعرية التي تحيط برئاستها تتغير طردياً بحسب التصور الذي يخلقه الرئيس الجديد وهو ما يؤكّد السير نحو سياسة الصورة الحسنة التي يعرف بها باراك أوباما المنتظر- أحد أبرز المرشّحين- والذي حضي بإعجاب عالمي منقطع النظير في ظل القلق الذي يحيط بـ إسرائيل تجاهه دون اعتراف منها بذلك. ذلك ما تناوله، كاتب الشؤون الخارجية الأميركية كيفين سوليفان إذ أستهل حديثاً له بهذه العبارة وقال: " أحرز فوز السناتور باراك أوباما في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية للترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة إعجاب معظم العالم بالولايات المتحدة في وقت تهلهلت فيه سمعتها واختلفت تجاهها الآراء". كاتب الشؤون الخارجية الأميركية في جريدة الواشنطن بوست كيفين سوليفان ذكر في مقالٍ له على صفحة الصحيفة على شبكة الإنترنت مؤخراً معلقا على فوز أوباما بترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض الانتخابات الرئاسية العامة المقبلة في تشرين الثاني/نوفمبر 2008، ليصبح أول أميركي أفريقي الأصل يفوز بترشيح حزب سياسي رئيسي أميركي لانتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر القادم.

وفي إشارة إلى ما أثاره انتصار أوباما من غبطة وحماسة حول العالم قال سوليفان "لقد احتفل الناس من المئات الذين احتشدوا حول أجهزة التلفزيون في كينيا، موطن والد أوباما، إلى البريطانيين المبتهجين الذين كتبوا على صفحة "فيسبوك" على شبكة الإنترنت تحت شعار "البريطانيون المؤيدون لأوباما" قائلين "لقد فزنا، بما وصفوه معلما هاما للولايات المتحدة بالنسبة للعرق والعمر". وقالت الصحيفة في مقالها إن كثيرا من الاهتمام الذي أثارته الانتخابات التمهيدية في أميركا ولم يسبق له مثيل، يعبر عن التعطش للتغيير، وعبّر في الوقت ذاته عن إعجاب الكثيرين، الذي بلغ حد الصدمة أحيانا في الخارج "بالطبيعة المنفتحة على اتساعها لديمقراطية الولايات المتحدة" التي تبدت من خلال "صناعة التاريخ" في التنافس بين امرأة ورجل أسود على الترشيح. ووصف مواطن ياباني في طوكيو اسمه مينورو موريتا الانتخابات الترشيحية بأنها أظهرت فعلا أن الولايات المتحدة "هي البلد الذي آمنا به كمكان منفتح العقل" إلى الحد الكافي الذي يقبل معه امرأة أو أميركيا أفريقيا رئيسا للبلاد. وأشار الكاتب إلى أنه رغم ما تتمتع به السناتور هيلاري كلنتون من شعبية وإعجاب حول العالم كونها امرأة خاضت الانتخابات التمهيدية على مدى عدة أشهر وحصلت على دعم الملايين من الأميركيين، فإن المقابلات التي أجرتها صحيفة البوست في بلدان منتشرة في أربع قارات أظهرت أن التأييد لترشيح أوباما قد استأثر باهتمام معظم العالم وخياله. ولم يكن الإعجاب بما حققه أوباما محط إعجاب موطنه الأفريقي فقط، بل لقي إنجاز أوباما استقبالا حاشدا أيضا في أوروبا وخاصة في ألمانيا حيث المعارضة للرئيس بوش قوية، فقد وصف كارستن فويت، منسق شؤون تعاون ألمانيا مع أميركا الشمالية، شعور الألمان تجاه أوباما بقوله "يبدو أنه يضرب وترا حساسا عند الألمان العاديين" الذين يرون فيه مثالا لشخصيات كجون كنيدي ومارتن لوثر كنغ. وفي القاهرة قال الطالب في الجامعة الأميركية ناجي كايد لـ الواشنطن بوست إن أوباما "يبدو إنسانا رقيقا طيبا"، وتوقع أن يكون له نمط مختلف في الحكم خاصة وأنه ابن أسرة أفريقية مهاجرة. أما منار الشوربجي، وهي متخصصة في الشؤون الأميركية في الجامعة الأميركية بالقاهرة فقالت إنه "يشبه المصريين ويشعر المرء وكأنه يرى الكثير ممن يشبهونه في شوارع القاهرة.". ورغم ما يلقى أوباما من إعجاب وتأييد في الأراضي الفلسطينية فهناك تخوف من إمكانية تأثر سياسته بالضغوط الإسرائيلية، فقد نقل عن علي الجرباوي، وهو إخصائي في العلوم السياسية في جامعة بير زيت بالضفة الغربية قوله إن أوباما يبدو منصفا في تناوله قضية الشرق الأوسط. لكن كاتب المقال أشار إلى تخوف بعض الإسرائيليين من أوباما في حال انتخابه للرئاسة، ونقل عن إيتان جلبووا أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان في إسرائيل قوله "إن الشعور السائد في إسرائيل هو أن هذا الوقت يتطلب الحزم في السياسية (الأميركية) بالنسبة للشرق الأوسط، وهو (أوباما) سيكون لينا"، وأضاف جلبووا أن الإسرائيليين قلقون من إمكانية فوز أوباما بالرئاسة "لكنه ما من أحد يريد أن يعترف بذلك". ويتمتع المرشح المفترض للرئاسة عن الحزب الجمهوري السناتور جون ماكين بتأييد وإعجاب في إسرائيل نتيجة لمواقفه المتشددة ضد إيران والصين. وفي إيران، رغم أن الحكومة لم تتخذ موقفا رسميا من الانتخابات التمهيدية الأميركية، فقد أعرب كثير من المواطنين الذين أجريت معهم مقابلات تهم لجريدة واشنطن بوست عن ترحيبهم بأوباما وبإجراء محادثات مباشرة بين واشنطن وطهران. وقال هيرميداس بافاند أستاذ العلاقات الأميركية الإيرانية في جامعة العلامة الطباطبائي "إن معظم الإيرانيين يشعرون بأن الديمقراطيين (الحزب الديمقراطي الأميركي) يؤيدون ما يريده الإيرانيون، وهو تغيير جوهري في العلاقات مع أميركا" الأمر الذي يجعلهم يعتقدون أن مجيء أوباما سيكون بشير خير. وأشار المقال إلى ما لقيه أوباما من تأييد واسع في أفريقيا، ففي مدينة كيسومو القريبة من مسقط رأس والد أوباما، استقبل الكينيون فوزه بفرحة غامرة صادقة معربين عن اعتقادهم بأن ظروفهم ستتحسن، فقد نقل عن سالم أونيانغو قوله "إن أوباما يعرف مشاكلنا وأنا واثق أنه يشعر معنا من كل قلبه، ولذلك فهو سيضع في اعتباره دعم كينيا عندما يصبح رئيسا." ونقل الكاتب عن امرأة هندية في نيودلهي تشبيهها لفوز أوباما بالمعجزة وقولها إنه "إذا فاز رجل أسود برئاسة الولايات المتحدة فإن ذلك سيعني أنه سيكون هناك تسامح أميركي أكبر مع الناس المختلفين حول العالم". وأشار كاتب المقال إلى امتناع السلطات الرسمية الصينية عن التعليق على السياسة الانتخابية الأميركية وانشغالها بنتائج كارثة الزلزال والإعداد للألعاب الأولمبية، وإلى عدم اهتمام روسيا بالانتخابات الترشيحية الأميركية. غير أن عضو البرلمان الروسي كونستانتين كوساتشيف كتب في جريدة كومرسات قائلا إن "باراك أوباما يبدو المرشح الذي يتوقع أن يتخذ أكبر الخطوات نحو روسيا". يذكر أن المرشح الديمقراطي المفترض لانتخابات الرئاسة عضو مجلس الشيوخ باراك أوباما يبلغ السادسة والأربعين من عمره ويحمل شهادة في القانون من جامعة هارفرد، ويقول سوليفان إن قصة هجرة والده الكيني إلى أميركا ما زالت تتردد أصداؤها بين ملايين المهاجرين، وربما تساعده حياته في إندونيسا حين كان طفلا على الشعور بمعاناة العالم النامي. saeed@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وإن يكن ...
ابو نوف -

السلام عليكم قراءة جدا رائعة للأستاذ النشيط سعيد الجابر, كما قرأت في الموضوع أنه هناك اعجاب عالمي بأوباما ليس لتوجهه السياسي او الاقتصادي سواء في امريكا او العالم ككل , ولكن ظهر الأعجاب لعرقه حيث يرى البعض أن باراك اوباما -رغم تصريحاته المواليه لأسرائيل - التي يعتبرها الكثيرون من الغرب أحد الأسباب الأساسية في التوتر في المنطقة , يعتقدون (المؤيدون) لأوباما أن انتصاره في الانتخابات - ان تحقق - هو فك لحكر العرق الابيض للرئاسة الامريكية التي يعاني منها العالم اليوم - كما يرون- وبالتالي تغيير جذري في رؤية الولايات المتحدة للعالم.وفي رأيي لا اعتقد ان هناك جديد او تغيير في السياسة الامريكية في حال تغير عرق او جنس الرئيس وذلك لأن من صنعوا الرئيس الامريكي جورج بوش الابن و قبله بيل كلينتون هم من يصنعون الان اوباما و مكلاين, (تغيير شكل العمله لا يزيد او ينقص من قيمتها).واذا كان في فترة مضت السياسة من يحرك الاقتصاد فالآية تبدلت الآن واصبح الاقتصاد محرك الأمم ومشكل السياسات. وتقبل التحيه..