حكايات رام الله التي لا تنتهي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عروس فلسطين تحتفل بمئوية بلديتها
حكايات رام الله التي لا تنتهي
وفي ظروف متغيرة، بعد اتفاق أوسلو، تحول السجن إلى مقر لرئاسة السلطة الفلسطينية، وشهدت المدينة طفرة عمرانية كبيرة، لوجود مؤسسات السلطة المركزية فيها، وان كانت فقدت ألقها الرومنسي القديم كمدينة القرميد الأحمر. وأطلقت بلدية رام الله، التي تقودها لاول مرة، ومنذ 100 مائة على تأسيسها امرأة هي جانيت ميخائيل، مشروعا ضخما لإحياء مئوية بلدية المدينة، التي يطلق عليها عروس فلسطين.
ورغم أن الرقم مائة، يعتبر مغريا للاحتفال، إلا أن ظهور رام الله الحديثة على مسرح الأحداث، هو اسبق من قرن، ويعود إلى حكاية تأخذ منحى فلكلوريا دراميا، مثل كل الحكايات التي تختزنها ذاكرة عروس فلسطين.
وتبدأ الحكاية، بعيدا هناك في مدينة الكرك الأردنية، عندما قرر راشد الحدادين، في منتصف القرن السادس عشر، الجلاء، بسبب تعقيدات العادات البدوية المتأصلة، وفي هذا المجال يحكى الكثير عن سبب قرار الحدادين، الذي لم يكن ليخطر بباله كم سيكون تاريخيا.
ومما يروى، أن راشد الحدادين رزق بطفلة، وخلال تلقيه التهاني بها، تلقى مباركة من أحد شيوخ الكرك المسلمين فرد عليه الحدادين قائلا، وعلى عادة البدو، إنها ستكون لهذا الشيخ، الذي يبدو انه اخذ الأمر على محمل الجد، وعندما كبرت الطفلة، عاد لراشد يطالبه بالإيفاء بوعده، فما كان من هذا إلا شد الرحال، والانطلاق نحو غرب نهر الأردن، مثلما كانت تفعل العشائر الأردنية كثيرا، عندما تقع المعارك بينها، والتي كانت تتسم بالعنف الشديد، وسقوط القتلى، وارتكاب المذابح.
وعندما تعب الحدادين حط رحاله في خربة رام لله المهجورة، المجاورة لمدينة البيره، وكان المكان الذي يحوي آثارا رومانية وكهوفا تعود لما قبل التاريخ، مثاليا اكثر بكثير مما توقع، لممارسته مهنته وهي الحدادة، لوجود الأشجار الحرجية.
وعندما اشترى الحدادين المكان، من أصحابها عائلة (الغزاونة) من أهالي البيرة، لم يكن يدري انه كان يؤسس المدينة التي سيكون لها دور مهم في تاريخ فلسطين المعاصر.
ولكن راشد الحدادين، الذي نجح في موطنه الجديد، لم يفارقه الحنين إلى الكرك، وقرر العودة إليها، بعد وفاة الشيخ المتسبب في رحيله، تاركا خلفه أبناءه الخمسة، الذين أسسوا عائلات رام الله، وفي مركز مدينة رام الله، المسمى المنارة، تنتصب الان خمسة تماثيل من الأسود تمثل هؤلاء وهم: صبرة، وإبراهيم، وجريس، وشقير، وحسان، وهم أجداد العائلات المعروفة بأسماء: آل يوسف، وال عواد، وال الشقرة، وال الجغب، وال عزوز.
وفي عام 1807، بنيت في المدينة كنيسة الروم الأرثوذكس، وفي عام 1869 افتتحت مدرسة الفرندز للبنات، وتحولت في عام 1902 إلى مقاطعة عثمانية، تضم ثلاثين بلدة محيطة بها، وفي عام 1908، تحولت رام الله إلى مدينة، وتم تأسيس مجلسها البلدي برئاسة الياس عودة.
وبعد مائة عام تقرر بلدية رام الله الاحتفال بتأسيسها، بعد أن أصبحت مساحتها الان 19 ألف دونما، وعدد سكانها 35 ألف نسمة، ويتبع لها 80 بلدة وقرية، ولتكون مع مدينتها التوأم البيره مركز محافظة يبلغ عدد سكانها نحو 279 ألف نسمة.
وتقول رئيسة بلدية رام الله عن مشروع هذه الاحتفالية التي سيشارك في إطلاقها الشاعر الفلسطيني محمود درويش "بدا كحلم، فغدا فكرة، وتبلور مشروع متكامل، وها نحن نجتهد الان كي يصبح واقعا وحقيقة".
وعبر محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية الذي يقع مقره في رام الله، عن دعمه للمشروع قائلا في رسالة وجهها لرئيسة بلدية المدينة "نحن نشعر بالفخر والاعتزاز لجهودكم التي تهدف إلى تحويل هذه المناسبة إلى خطة عملية لبناء وتطوير المدينة، أملا أن تتبوأ مدينة رام الله، مكانة خاصة، حيث إنها تحتضن حاليا المؤسسات الرئيسة للسلطة الوطنية الفلسطينية، بالإضافة إلى مكاتب الممثلات الأجنبية لسلطتنا، والمؤسسات الأجنبية والدولية، ومؤسسات القطاع الخاص وأبرز المؤسسات الأهلية".
ووضعت البلدية خطة لمدة ثلاث سنوات، ضمن مشروع الاحتفالية، تستهدف النهوض بالمدينة، وتشمل الخطة عدة محاور منها: تطوير البنية التحتية، وحماية الموروث الثقافي، وتعزيز الثقافة والعلوم، وتعزيز التعددية والمشاركة الاجتماعية، وتطوير مؤسسي شامل في بنية بلدية رام الله، وتشجيع السياحة والاستثمار. وفي التفاصيل، فان الخطة تشمل عشرات المشاريع، في محاولة للاستفادة القصوى من مشروع الاحتفالية، والدعم الذي سيقدم من المانحين.
ومن بين هذه المشاريع ما يتعلق بحماية الموروث الثقافي للمدينة، والتي ستشمل ترميم البلدة القديمة، بكلفة تصل إلى 6 ملايين دولار، ومشروع للحفاظ على المباني التاريخية، ومشروع ترميم عيون المياه التاريخية في المدينة، وغيرها، ومما يلفت الانتباه هو سعي البلدية لإقامة نصب تذكاري لمؤسس مدينة رام الله راشد الحدادين وذلك "وفاء له، ولتعريف الأجيال الشابة والجديدة به، وبفضله في تأسيس المدينة".
وإذا كان الحدادين هو مؤسس المدينة وكاتب أولى حكايتها، في نهضتها الجديدة، إلا انه ليس الوحيد الذي تتداوله حكايات رام الله، مدينة الحكايات، والكفاح، والصيف الفلسطيني المبهج.
وتشهد المدينة الان استعدادات لإطلاق الحفل لمركزي لمئوية المدينة، في منتصف شهر تموز (يوليو)، تحت عنوان (وين ع رام الله) وهو مقطع من أغنية فلكلورية فلسطينية وأردنية، تردد صدى ملحمة المدينة التي تحاول أن تبني وتكافح الاحتلال، والاستيطان، والفساد، والثقافات المشوهة الدخيلة.
التعليقات
ماشاء الله
majdy -اللى يشوف المدن الفليسطينيه يظن انه فى احد الدول المتقدمه تكاسى مرسيدس وعمارات جديده رخاموشوارع مزفلته ونظيفه وتسمع الناس (يالله الحصار الجاير علينا من اليهودالله يهدهم يازلمه)والعمله شكل اسرائيلى ومعمل ضخم للكهرباء .ياناس خوفوا الله خليكم على هاللعبه ولا حتى السعوديين عدهم هيك يازلمه شو صارت سيارات حماس مثل خماعات ياسر وعباس والله ولا وزير فى دول الخليج مو هيك يازلمه.
وين على رام الله ...
ليلى- بنت القدس -تحيه الى رام الله الحبيبه على قلوبنا وبالذات من اهل القدس الشريف التي كما ذكرتم تبعد عن رام الله خمسه عشر كيلو متر ,والتي كنا نصلها سابقا خلال ربع ساعه بالسياره او اقل اما الان بعد بناء جدار الفصل العنصري والحواجز الاسرائيليه اصبحت المسافه ساعه او اكثر تستغرق من القدس الى رام الله , رام الله المدينه الجميله التي تسمي مدينه المصايف بجمال طقسها خاصه في الصيف والتي تنتشر بها المطاعم والمنتزهات والاسواق فتحيه كبيره مني انا الى اهالي رام الله الكرام الذين يحتفلون بمئويه بلديتها ومبروك وانشاء الله تزدهر مدينه رام الله العزيزه على قلوب الشعب الفلسطيني اجمع .
إلى التعليق رقم 1
Osama Abushaban -و الله يا أخ مجدي, فلسطين ليست دولة مستحدثة كما هو الحال في معظم الدول العربية و التي و إن كنت تكلمت عنها و تاريخا يعود إلى ما قبل ولادة سيدنا المسيح و ليس 20 سنه .. يا عزيزي ما قبل 1930 كان في فلسطين جامعات تخرج طلاب في الوقت إلي كان فيه معظم الدول العربية خلف الجمال و الماعز ينامون في الصحاري عراة!! النقطة الأخرى لا داعي لتعليقك و كأنه فلسطين ليست في معاناه .. نعم يا سيدي فلسطين في معاناه و أكبر معناه و مكتوب على أرض فلسطين أن تكون أرض رباط إلى يوم الدين و ليست أرض فتنه و أن تعلم قصدي و من أقصد .. و أزيدك من الشعر بيت الصورة فيها الميدان القديم في مدينة رام الله و يمكنك أن تتصور أن مالم تره أجمل بكثير
الى الرقم 1 مجدي
ام ادهم -من لهجتك العامية في تعليقك يظهر انك عراقي00العراق اهل الحضارة والعلم منذ مئات السنين000بالنسبة لرامالله فرام الله حبة القلب والعين00وعليك يا اخي ان تعلم ان هناك منازل في مدننا الفلسطينية مبنية منذ مئات السنين على اجمل طراز عمراني لا يستطيع جهابذة هذا الزمن مضاهاته000رام الله احتضنت قبل اكثر من ثمانية عقود مدرسة بنات ومدرسة ثانوية00رام الله احتضنت اول اذاعة عربية00لو اردت عن احدثك عن رام الله فلم ينتهي حديثي00لا غرابة ان اليهود والامريكان من بعدهم وضعوا عيونهم وايديهم على فلسطين والعراق فهذين البلدين هما من يتحدث عما هو مشرق وجميل عندنا نحن العرب00ولا تنسى ان فلسطين والعراق وسوريا هي دول بكل ما تعني الكلمة واوطان جميلة ليس بفضل النفط بل بفضل اهلها وعلمهم وتراثهم الذي بقي وسيبقى الى الابد00اما عن السيارات وغيره ففي كل دولة ومدينة في العالم وعبر التاريخ هناك الفقير جدا والغني جدا00وهنا في فلسطين العائلات العريقة والغنية ابا عن جد00كما لدينا ولديكم من اثروا على دماء وجماجم شعوبهم من اثرياء الحرب00
تعليق
اردني -نفهم من هيك ان اهل رام اللة من اصل كركي وعشبرة الحدادين ما زالت موجودة في الاردن وهناك الكثير من العائلات الفلسطينبة اصلها من الاردن والعكس صحيح
ضكت كثيرا من رقم 3
اردني يقرا التاريخ -ضحكت كثيرا من قول رقم 3. (( يا عزيزي ما قبل 1930 كان في فلسطين جامعات تخرج طلاب في الوقت إلي كان فيه معظم الدول العربية ينامون في الصحاري !! )) . راجع كتب الناريخ لانها تقول الحقيقة وتبين لك ما كانت فلسطين انذاك وبلاش حكي فاضي ومفاخرة زائفة يا رقم 3 .
إلى الرقم 6 و 5
Osama Abushaban -عزيزي صاحب التعليق رقم 6 .. لا انتظر منك تعلمني التاريخ فكلنا يعلم ما هو تاريخه و مرجعيته في هذه الأمور .. و إن كنت ترغب بالرد على تعليقي فكن واضحا فيه دون استخدام الأسلوب التهكمي و أنت بلا حجة و زد على ذلك تاريخ فسطين يعود إلى ألاف السنين أما الأردن فيعود إلى 1956 منذ إعلان الدولة .. وإلى صاحب الرقم 5 مع انه أسلوبك استفزازي و لكن كم أتمنى أن يعترف الشعب الأردني بتاريخ الأردن الحقيقي و متى أعلنت دولة و لماذا؟ ... وأخيرا وللتنويه فقط: معظم الشعب الأردني هو خليط من الفلسطينين (الأغلبية) و أردنيين (الأقلية)