هذه قصة الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
معلومات خاصة ل "إيلاف" تنشر للمرة الأولى :
هذه قصة الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة
ايران مقتنعة بان مواطنيها الذين خطفوا في لبنان احياء
جعجع: الايرانيون الأربعة المخطوفون في لبنان عام 1982 قتلوا
حزب الله سلم إسرائيل رسالة من رون أراد في 1986
إيلي الحاج من بيروت: قبل 26 عاماً، في مثل هذه الأيام ، دخل أحد مساعدي الرئيس المنتخب الراحل بشير الجميّل غرفة اجتماعات كان يجلس فيها رئيس جهاز الأمن لميليشيا " القوات اللبنانية " سابقاً إيلي حبيقة وحيداً وأخبره أن بشيراً كلفه المجيء إليه وسؤاله عن أربعة دبلوماسيين إيرانيين اختفوا على طريق طرابلس - بيروت بينما كانوا آتين من سورية إلى العاصمة اللبنانية التي كانت تطوقها القوات الإسرائيلية في تلك الحقبة . وقال مساعد الجميّل لحبيقة إن الأميركيين سألوا بشيراًُ عنهم بإلحاح.روى مساعد بشير الجميّل، الذي أصبح لاحقاً رئيساً لجهاز مهم في الدولة اللبنانية لفترة غير طويلة، إن حبيقة أجابه : " ليتك قلت لي هذا الكلام أمس ، عندما كنا جالسين هنا أنت وأنا . هل تذكر إني كنت أفرز ملفات أمامي ؟ وضعت ملفاتهم إلى اليسار ".
قال مساعد الجميّل : ماذا يعني أنك وضعت ملفاتهم إلى اليسار ؟
-أعني أن من وضعت ملفاتهم إلى اليمين ما زالوا أحياء.
أخبرني مساعد الجميّل أنه كاد أن يفقد أعصابه، وأنه صرخ في الرجل أمامه : " يا ... معقول إنك تتحدث معي ، وفي الوقت نفسه تفصل بنظرة إلى الملف في حياة الناس وموتهم ؟ هل أنت الله؟".
كان ذلك عام 1982 .
بعد أربعة أعوام، عام 1986، كان بشير الجميّل قد اغتيل وانتُخب شقيقه أمين الجميّل رئيساً للجمهورية ولم يتفق معه رفاق أخيه فقاموا بحركة إنقلابية ضده وسيطروا بالقوة على المنطقة التي كانت تعرف ب "الشرقية " لكنهم ما لبثوا أن اختلفوا على الخيارات السياسية والنفوذ إثر توقيع "الإتفاق الثلاثي " في دمشق، وانتهى صراعهم بسيطرة سمير جعجع على قيادة "القوات" و"الشرقية تالياً. وإنتقل حبيقة إلى سورية، وبما أنه كان رجل أمن بامتياز، واضطلع بأدوار كبيرة في لبنان ومع قوى ودول خارجه، سئل بالتفصيل هناك عن قضايا كثيرة، وكان التركيز، بدفع إيراني طبعاً، على موضوع الدبلوماسيين الأربعة . فأفاد حبيقة إنه عندما غادر مقر قيادته في محلة الكرنتينا كانوا لا يزالون أحياء في سجن هناك .
قال مساعد الجميّل، الراوي، إنه لا يعرف لماذا رمى حبيقة هذه القنبلة الدخانية في دمشق . والأرجح أنه أراد أن يوقع مزيداً من خصومة وكراهية ومشاكل على خصمه آنذاك سمير جعجع الذي سيُصبح مطالًباً بالدبلوماسيين ما داموا لا يزالون أحياء. في العام نفسه 1986 ، يكمل الراوي، قفز ملاح إسرائيلي إسمه رون أراد من طائرته الحربية بمظلة بين صيدا وصور واعتقله مقاتلو حركة "أمل". في السنة التالية 1978 أرسل رسالتين وصورة إلى أهله تؤكد أنه على قيد الحياة . في السنة التالية 1988 انقطعت أخباره ولا تزال .
إستنفرت إسرائيل كل أجهزتها الإستخباراتية وكل الوسطاء للتوصل إلى معرفة شيء عن رون أراد ، ولكن بلا نتيجة . كل ما حصلت عليه معلومات مختصرها أنه إثر مواجهات وقتال شديد بين حركة "أمل" و"حزب الله " أوقع مئات الجرحى في والجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت إنتقل أراد من عهدة الحركة إلى عهدة الحزب على يد قائد مجموعة من الحركة إنفصل عنها وأسس "أمل المؤمنة" ثم انضم إلى "حزب الله"واسمه مصطفى الديراني.
في 1992 خطفت قوة كومندوس إسرائيلية الديراني من منزله في بلدة قصرنبا في بعلبك وبقي في معتقلات إسرائيل مع زميله في الحزب الشيخ عبد الكريم عبيد حتى سنة 2004، وكانت تصر على عدم إطلاقهما إلا في مقابل رون أراد أو معلومات مثبتة عنه . لكنها عادت وأطلقتهما في إطار صفقة تبادل لاستعادة ضابط إسرائيلي سابق اسمه حنان نتنباوم استُدرج إلى بيروت وخطف فيها ووصفت إسرائيل دوافعه بأنها "مشبوهة".
لكن جلّ ما حصلت عليه من الديراني وعبيد هو الرواية نفسها التي كان يقدمها "حزب الله" عن أراد. بعد حوادث الضاحية نقل إلى سهل قرية تدعى ميدون في البقاع ، وفي أحد الأيام من العام نفسه ، 1988، نفذت قوة من المظليين الإسرائيليين هجوماً على المكان ، فقتل مع حرسه ، أو تمكن من الهرب ولم يعد الحزب يعرف عنه شيئاً.
بين 1986 و1988 تلقت قيادة ميليشيا "القوات اللبنانية"، على ما روى لي نائب قائدها في تلك الحقبة كريم بقرادوني ، إتصالات من دول غربية، لا سيما منها بريطانيا، تعرض على "القوات" ما تشاء من أشكال الدعم لقاء الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة . تلك كانت أيام خطف الرعايا الغربيين في بيروت الغربية، وبما أن الخاطفين كانوا على إرتباط بإيران تحت مسميات تنظيمات وهمية، أرادت بريطانيا عرض مقايضة بينهم وبين الإيرانيين الأربعة.
أبلغت "القوات" البريطانيين بعد إستقصاءات وتحقيقات واسعة أن مبنى أنشئ في المكان الذي يعتقد أن الدبلوماسيين الأربعة دُفنوا فيه على الأرجح، وبالتالي لا يمكن العثور حتى على رفاتهم .
وفي أواخر عام 1990 زار وفد دبلوماسي إيراني يرافق عائلات الدبلوماسيين المفقودين سمير جعجع في مقره آنذاك في الكرنتينا، فأبلغهم جعجع ما جرى، وأن الأربعة قتلوا بعد وقت قصير من خطفهم وتعذر العثور على رفاتهم.
لكن السلطات الإيرانية ظلت على اقتناع بأن الأربعة أحياء وأنهم أصبحوا في إسرائيل بعد حل ميليشيا "القوات". ودفع المسؤول الكتائبي بطرس خوند الذي خطف بعد الحرب مطلع التسعينات واختفت آثاره، هو أيضاً ثمن الإعتقاد الإيراني هذا ، على ما يقول مطلعون على هذا الملف. ولا تزال عائلته حتى اليوم تنتظر عودته .
والمفارقة في لعبة مرايا الكذب المتبادل أن إسرائيل لم تنف يوماً وجود الدبلوماسيين الأربعة لديها ، وكانت كلما راجعها أحد في شأنهم تبدي إستعداداً للتعاون في مقابل معلومات عن أراد الذي ظلت مقيمة لسنوات طويلة على اقتناع بأنه موجود في سجن في مدينة طهران، وأنه عليل. هذا على الأقل ما أبلغه جهاز "أمان" الإسرائيلي لأرييل شارون عام 2005.
لكن القائد السابق ل"الحرس الثوري الإيراني" الجنرال علي راضي أصغري الذي فرّ من سلطات بلاده خلال زيارة كان يقوم بها لتركيا والتحق بإحدى دول الغرب كان يحمل معه مفاجأة للمحققين : لا علاقة لإيران بقضية رون أراد ، لا من قريب ولا من بعيد ، وبالطبع ليس في طهران.
رغم ذلك أصرت إسرائيل في كل عمليات التبادل التي أجرتها مع "حزب الله" على الإحتفاظ باللبناني سمير قنطار المعتقل لديها منذ 30 عاماً بحكم قضائي "مفتوح"، أي أبعد من المؤبد في قضايا شن عمليات ضد إسرائيليين وقتلهم في إطار المقاومة الفلسطينية ، وتحديداً مع "جبهة التحرير العربية"، ورفضت إطلاقه إلا في مقابل رون أراد أو ما يثبت وفاته.
ولم يكن في إسرائيل من معتقلين لبنانيين بعد عملية التبادل الكبيرة عام 2004 سوى سمير قنطار، باعتبار أن نسيم نصر الذي أخرجته سلمته أخيرا إلى "حزب الله" . وهو يحمل الجنسية الإسرائيلية إلى جانب الجنسية اللبنانية. وقد أبعدته بعدما أمضى حكمه ستة أعوام سجناً بتهمة التجسس ل"حزب الله".
وبعد إتمام صفقة التبادل الكبيرة اليوم، سيكون المجال متاحاً للتأمل في نتائج الأكاذيب أو عمليات إخفاء المعلومات التي مارسها أطراف كثيرون على مدى عقود ، والتي دفع ثمنها العشرات عشرات الأعوام من حياتهم، وفي العذابات التي كان يمكن تفاديها، والمآسي الإنسانية التي تفوق التصوّر.
لقد قررت إسرائيل أن تقدم ل"حزب الله" وإيران إثباتات مقنعة تؤكد أن دبلوماسييها قتلوا بعيد خطفهم عام 1982. وقرر "حزب الله" في المقابل أن يقدم إثباتات مقنعة على أن رون أراد ليس على قيد الحياة .
ألم يكن ذلك ممكناً من قبل؟
* ملاحظة: تمنى علي مساعد بشير الجميّل عندما روى ما جرى للدبلوماسيين ألا أكتب عن هذه المسألة أبداً . "مش وقتها " ، قال . وشرح لماذا يجب ألا تكتب. اليوم أعتقد أن الوقت قد حان ، ولم أذكر إسمه لأنه هو أيضاً ، مثل حبيقة ، أصبح في دنيا الحق.
التعليقات
كيف لا تذكر إسمه
maz -كيف لا تذكر إسمه, و لا زلت تزكر كل ما قاله لك. يالها من قصة رائعة من صنع الخيال. كل الهدف من القصة هو تبرأة سمير نعنع من واحدة من الجرائم التي قامت بها القوات اللبنانية و على رأسهم جعجع من الدبلملاسيين إلى مجازر صبرا و شاتيلا . و لإعطاء نكهة لخبره تكلم الكاتب عن حرب حزب الله و حركة امل و تحدث عن إنفصال مصطفى الديراني عن حركة امل و إنضمامه إلى حزب الله . و فقط لتصحيح معلومات الى هذه الساعة مصطفى الديراني هو منفصل عن حزب الله و ليس في صفوفهم بالرغم من ان حزب الله اخرجه من الأسر
مافي جديد
البحراني -هذا الكلام ليس جديد لا فى لبنان ولا خارج لبنان وانا كمتابع لقضايالبنان على علم منذ زمن بهذه التفاصيل
ايران
هرمز -سنة 1982كانت الحرب الاهلية ما زالت تعصف في بلد الارز وهؤلاء الاجانب ماتوا في خضم هذه الاحداث اذا كان مبررا معرفة اين هم الان فانا كمواطن لبناني اريد ان اعرف مصير 200000 شهيد لبناني كيف استشهدوا او خطفوا على كل الحواجز الطائفية والعلمانية وغيرها ... يطول عمرك يا وديع الصافي يا ارزة من لبنان
الحقيقه
فهيم إبن قحطان -إكما أن لحزب الله مصداقيته العالميه فإن للأسرائيل مصداقيتها عند حزب الله فالكبار لا يكذبون علا بعض.التقرير اللأسرائيلي سيبين الحقيقه في هذا الموضوع و بلدليل
Are you sure
سؤال -لأن صاحبك صار في دنيا الحق فلا خوف عليه من إغتياله. يمكنك أن تذكر إسمه لنتأكد من أن القصة حقيقية. بصراحة، أشك ببعض النقاط في روايتك. أعتذر على صراحتي.
it is true
zahi bustani -the article sounds very logical. it is true i think
Reply to Maz
Lebanon First -Maz, you have no clue what you are talking about. The fours iranians, if killed, were killed by hobeika and Dr. Geagea has nothing to do with it. review history and get it right!what i would personally would like to know, is what are the destinies of thousands of Lebanese patriot held in syrian jails for years and years and some of them for decades??? how come no one dares to ask about those (except 14 march movement)??
to lebanon first
maz -يا حرام شو مظلوم هل حكيم, ملاك بريء. إذا ما إلو دخلي بي قصة الإيرانيي, و المجازر التانيي مين مسؤول عنا ?? جدي??? روح يا حبيبي حاجي بقا تدافع عن مجرمي حرب, جعجع و جنبلاط و بري تلات مجرمين بحق الإنسانية قتلوا لبنانيي و فلسطينني و هل حقيقة ما فيك تزوروها. كل واحد قاتل بإسم الدين جعجع بالصليب المشطوب , و بحياتو ما كان الصليب رمز عسكري, هو شوه صورتو و خلق حقد ضد المسيحيي. نبيه بري قاتل بإسم الحسين و كربلاء و هو ما دخلوا لا بل حسين و لا بي الله و جنبلاط قاتل بإسم الدروز و إسم الجبل و جزر بالمسيحيي....
الحق على ...؟؟؟
عبد البا سط البيك -نحن ماهرون بإلقاء تبعية المصائب و الأزمات على شخصيات توفيت و لا تستطيع الدفاع عن نفسها . من السهل جدا لصق التهمة على إيلي حبيقة ليتملص منها الفاعل الحقيقي الذي مازال على قيد الحياة. ثمة جرائم بشعة في عالمنا العربي طمست معالمها عن طريق تسجيلها ضد مجهول أو توريط شخص ميت . أطرف هذه الألعاب السوداء هو إتهام جماعة فتح الإسلام بإغتيال بيار الجميل الإبن حيث قالوا حينها أن المحرض قتل أثناء الهجوم على مخيم نهر البارد , و أن من قام بالتنفيذ قتل أيضا أثناء ملاحقته عند هروبه . هناك ايادي ملوثة بدماء أبرياء لا نعرف عنها الكثير و إن كنا لمسنا آثارها المقيتة.
حلقة مفقودة
زينة شهاب -الرواية تنطوي على بعض الثغرات وهناك حلقة مفقودة في هذا التسلسل اللامنطقي ولكن العبرة كما يقال في الخواتيم*الشخصية اللبنانية النقيةوالمعقدةوالمنقسمة حتى على نفسها والإحتيال الإيراني عموما ثم الصراحة وقلة المكر التي لدى اليهود الحلقة الأنقى في المعادلة* وأخيرا لا داعي للزج بشخصيات لها ثقلها وشعبيتها كالحكيم الدكتور/سمير جعجع
المواراة
نورا -لماذا دائما الحق فقط على القوات اللبنانيه في الحرب اللبنانيه مجزرة داريا في شمال لبنان من هو المسؤول عنها خيرة شباب طرابلس خطفوا على حاجز للمرده في شمال لبنان واعدموا وسارت السيارات على جثثهم ومجزرة التبانه الذي ذهب ضحيتها الف وخمسمئةمن شبابها وشيبها على يد القوات السوريه والعلويه ومجزرة البحصاص ومجزرة القبه غير الافتراء على ذاك وذاك لامور شخصيه للاستيلاء على املاكهم وايداعهم سجن المخابرات السوريه بعد خبرة الحرب ولاننسى ايضا الفلسطننين الذين حكمونا بعدمرور الحرب اللبنانيه اصبحت على يقين بان المسيحيين هم اسباب منع لبنان من ان يصبح لبنان بديل عن فلسطين