أهالي الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لأبشع وسائل التفتيش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
التعري أسلوب جديد لنساء الأسرى
أهالي الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لأبشع وسائل التفتيش
نجلاء عبد ربه من غزة: يتعرض أهالي الأسرى إلى أبشع ممارسات وانتهاكات إسرائيلية بحقهم عند زيارتهم لذويهم القابعين في السجون الإسرائيلية، ويتساءل الكثير من ذوي الأسرى حول دور القانون الدولي الذي أخذ على عاتقه حماية الحقوق الإنسانية!!؟ تلك الحقوق التي تضم بمفهومها جميع البشر وحمايتهم من أي انتهاكات يتعرضون إليها والشيء البديهي أن يكون الفلسطينيون في إطار المنظومة العالمية لحقوق الإنسان، بيد أن إسرائيل تتعالى على تلك القوانين التي تحمي الأسرى وأهلهم، وفق الروايات التي تحدثوا من خلالها لـ"إيلاف".
ويطرح ذوو الأسرى الذين يزورون أبناءهم في السجون الإسرائيلية، الكثير من الأسئلة ومنها "هل تنص قوانين حقوق الإنسان على تعذيب أهالي الأسرى عند زيارتهم لأقاربهم ومرورهم ببعض الروتينيات القاتلة وأمور مستحدثة تخدش الحياء بحجة دواع أمنية؟ وهل بات تفتيش الأهالي لدرجة التعري لأمهات وزوجات وأخوات الأسرى وتعذيبهن بطرق شتى من الوسائل المشروعة في الدولة العبرية!!؟ الذنب الوحيد الذي إقترفته أيدي هؤلاء هو شوق وحنان تمتد خيوطه لتصل إلى قضبان لعينة يعيش خلفها أحبابهم".
سلمى "أم رغد" تعيش قصصا من الأكاذيب تخترعها كل يوم لابنتها التي تبلغ تقريبا من العمر "10 سنوات" فتروي سلمى لمراسلة "إيلاف" قصة حياتها المليئة بالمتاعب والانتظار هذه القصة التي لا تعرف نهايتها بعد ولا تعرف إلى أين سيجرفها التيار مجددا. وتقول " الشهر المقبل يكمل زوجي تسع سنوات كاملة غائبا عني ومعتقلا لدى الإحتلال الإسرائيلي وغائبا عن ابنته التي لم يرها إلا في زيارة واحدة وذلك عندما كان عمرها ثلاث سنوات، وبالتالي يصعب عليها تذكر والدها الآن".
وتضيف سلمى لـ إيلاف "طفلتي لا تتذكر ولا تتخيل أي موقف من المواقف حصل مع أبيها، فهي كثيرة السؤال عن أبيها وهل هو عائش أم أني أخبئ عنها الحقيقة فاحترت كثيرا في إيصال الحقيقة لها بخصوص هذا الموضوع.
وتريد زيارة أبيها في السجون الإسرائيلية وكل يوم أخبرها غدا سنذهب وغدا أخبرها ممنوع الزيارة اليوم واليوم الذي يليه أخترع أكذوبة أخرى حتى أسكتها لكن دون جدوى".
وتؤكد أم رغد أنها تواجه صعوبة كبيرة خلال زيارة زوجها في سجن النقب. وتقول " ننتظر لحظة بلحظة يوم الزيارة للحديث مع زوجي والإطمئنان إليه، إلا أن إسرائيل تختلق كل فترة وفترة أعذاراً كاذبة للحيلولة دون زيارتنا لأسرانا".
وحاولت السلطات الإسرائيلية، أمس الأول، إجبار ثلاث نساء من محافظة جنين في الضفة الغربية على خلع ملابسهن بحجة التفتيش على حاجز الجلمة شمال المدينة، خلال توجههن إلى سجني "جلبوع" و"عسقلان" الإسرائيليين لزيارة أزواجهن الأسرى المحتجزين هناك، عندما تم احتجازهن.
وقالت رائدة الشلبي زوجة الأسير عبد الفتاح الشلبي من بلدة سيلة الحارثية غرب مدينة جنين، والذي أمضى خمس سنوات من محكوميته البالغة 20عاماً، إنهن تعرضن للقمع وسوء المعاملة من قبل جنود حاجز الجلمة، الذين طلبوا منهن الخضوع للتفتيش العاري. وأضافت " أخلوا سبيلنا بعد احتجازنا من الساعة الخامسة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا في معسكر الجلمة بسبب رفضنا لسياسة التفتيش العاري. لقد تمسكن بموقفنا الرافض لهذه السياسية التعسفية اللاإنسانية بحق ذوي الأسرى من النساء والتي تتعارض مع القيم والتقاليد والعادات الوطنية والإنسانية".
وتابعت "تم إدخالنا إلى غرفة عازلة للصوت ومزودة بكاميرات واحتجازنا هناك مع أطفالنا، الذين بدأوا بالصراخ والبكاء خاصة بعد مرور عدة ساعات من دون طعام أو شراب، وأن الجنود منعوا الأطفال الصغار من الخروج للحمامات لقضاء حاجاتهم، كما هددوا بتحويلهن للتحقيق لدى ما يسمى بجهاز المخابرات الإسرائيلي إذا استمر رفضهن التفتيش العاري".
" يد في الجنة ويد في النار" هذا ما تعيشه فاطمة أم صلاح لمجرد تفكيرها بموضوع زيارة زوجها وكيف ستستخرج تصريح الزيارة لكي تملي عيناها من زوجها الغائب عنها منذ ست سنوات" فتقول أم صلاح لـإيلاف " أكون فرحة كثيرا عندما أستطيع إخراج تصريح لزيارة زوجي في سجون الإحتلال الإسرائيلي لكن خلال هذه الفرحة تأتي في قلبي غصة وحالة من الرعب لما ينتظرني من تفتيش وانتظار في الشمس حتى يأتي موعد الزيارة، وكل شيء يهون عن الابتكارات والأساليب الجديدة لتفتيش السيدات عند دخولهن لرؤية أقاربهن في السجون الإسرائيلية , فهم يأمرون السيدات بخلع ملابسهن للتفتيش الشيء الذي ترفضه أغلبية السيدات وفي بعض الأحيان توجد سيدة أو اثنتان توافق علي مضض لتنهي هذه الزيارة علي خير ولتصل للنتيجة التي أتت من أجلها وهي مشاهدة أقاربها, والغالبية تتعرض للسب والإهانات لرفضها لذلك".
وتتساءل أم الأسير صلاح، إلي متى سنتعرض إلى مثل هذه الأساليب القذرة لمجرد التفكير في حقوقنا التي يجب أن نمارسها وبالوضع الطبيعي!!؟. وناشدت ذوي الأسرى بعدم الامتثال إلى أوامر سلطات الاحتلال والعمل مع كل الجهات الدولية والحقوقية من أجل فضح الممارسات الإسرائيلية الهادفة للنيل من إرادة الأسرى والتضييق على ذويهم وحرمانهم من الزيارة.
واعتبر وكيل وزارة شؤون الأسرى زياد أبو عين ما جرى على حاجز الجلمة من تفتيش عار للنساء الفلسطينيات، تعدياً على القوانين والأعراف الدولية، وتعبيراً صارخاً عن انتهاكات القوات الإسرائيلية للحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني. ونوه بالإرهاب الذي مورس على الأطفال الذين حرموا وأمهاتهم من وصل مراكز القمع والتنكيل لرؤية آبائهم المحتجزين منذ سنوات في ظروف بالغة التعقيد وأوضاع صعبة.
وقال أبو عين إن الاحتلال يمارس سياسة البطش والإذلال بحق الأسرى وذويهم، ويواصل هوسه الأمني على كل الشعب الفلسطيني، وأن وضع النساء في غرفة عازلة ومحاولة إجبارهن على الخضوع للتفتيش العاري تحت أي ذرائع، يعد إرهابا منظما ضد الأسرى وذويهم وخاصة النساء والأطفال.
الحاجة أم رشاد، أم لأسيرين داخل السجون الإسرائيلية تبلغ من العمر "77 عاما"، يمضي رشاد عقوبة السجن لمدى الحياة، بينما إبنها محمد يمضي 18 عاماً. تقول لـإيلاف " أخشى أن يسرقني الموت دون رؤية رشاد الذي أصبح له 22 عاما في سجون الإحتلال، ومحمد الذي لم أره غير بضع مرات خلال زيارته في سجن "المجدل".
وتضيف أم رشاد "لا أريد من هذه الدنيا الآن غير أن أضم أبنائي إلي صدري وأشم رائحتهم التي كانت دائما مثل رائحة المسك وأموت بين يديهم، فهمّي الوحيد هو أن أملي عيناي منهما قبل أن أقابل وجه الرحمن.. وبعدها كل شيء بأذن الله يهون ".
وتعاني المسنة أم رشاد من الذهاب لرؤية أولادها في ظل ممارسات إسرائيلية مجحفة بحق ذوي الأسرى، دون مراعاة للعمر والفئة. وهو ما أكدته تلك السيدة لـ إيلاف، قائلةً "لا أستطيع تحمل مشاق الزيارة ولا أستطيع تحمل ما يجري هناك عند الزيارة من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي من تعذيب وممارسات مهينة في حق أهالي الأسرى وتفتيش مخز، وعسى الله أن يفك سجن أولادي وجميع الأسرى الفلسطينيين، قبل موتي".
التعليقات
اللهم ارحم اسرانا
نور -يارب فك قيد اسرانا المسلمين في كل مكان وانصرهم على القوم الكافرين امين يارب العالمين.