طلاب سعوديون يحكون معاناتهم بجامعة همدرد

الهنود هدّدوهم بالقتل وحطموا سياراتهم وضربوهم
طلاب سعوديون يحكون لإيلاف معاناتهم في جامعة همدرد الهندية

صورة عن تقرير طبي يثبت تعرض السعوديين للضرب فهد سعود- إيلاف: تستمر معاناة الطلاب السعوديين المبتعثين في جامعة همدرد في العاصمة الهندية نيودلهي، حيث كان آخر فصول المعاناة الهجوم الذي تعرضت له مجموعة منهم على يد عدد من الطلاب الهنود في الجامعة، الذين اعتدوا بالضرب والركل على الطلاب السعوديين، وقاموا بتحطيم سيارة أحدهم وسط الجامعة الهندية وعلى مرأى ومسمع من مسؤولي الجامعة، كما ذكر الطلاب لإيلاف.

ورغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السفارة السعودية في نيودلهي من أجل المحافظة على سلامة الطلاب وأمنهم، إلا أن عددا من الطلاب المبتعثين هناك أفضوا لإيلاف بهمومهم منذ أن وطأت أقدامهم الجامعة، حيث استغرب عدد منهم نفي وكيل وزارة التعليم العالي الدكتور عبدالله الموسى لحقيقة حادثة الاعتداء عليهم، وقال بعضهم كان على الدكتور الموسى حين تلقى اتصالات من صحافيين يستفسرون عن الأمر أن يراجع السفارة قبل أن يصرح بذلك التصريح.

وكان الموسى قد صرح قبل يومين بعدم وصول أي شيء رسمي بخصوص الحادثة، التي تعرض من خلالها عدد من الطلاب للضرب والإهانة في حرم الجامعة الهندية. فيما اعتبر آخرون أن السكن والأكل في الجامعة سيئ للغاية، وأن عددا منهم تعرضوا أكثر من مرة لحالات تسمم نتيجة الإهمال والنوعية الرديئة من الأطعمة التي تقدم لهم في الجامعة.

ويقول عدد من الطلاب في الهند، لإيلاف إن معاناتنا تمتد من وقت مجيئنا للجامعة حيث كان هناك تحامل واضح من قبل ادارة الجامعة ضد الطلاب السعوديين و الذي سبب هذا التحامل هو مطالبة الطلاب بحقوقهم والتي أدت في النهاية إلى حادث الاعتداء الأخير.

والقصة كما حصلت عليها إيلاف من عدد من الطلاب في الهند بدأت بوصول الطلاب السعوديين إلي دلهي قبل سنة في يوم 10-07-2007 ،و تم إسكانهم في سكن سيئ للغاية علما بان هناك سكنا آخر كان مجهزا للطلاب قبل وصولهم فورا . طالب الطلاب بتغيير هذا السكن و تم أخذهم إلي السكن الآخر وسط استياء من إدارة الجامعة وطالبوا بإدخال الانترنت إلي سكنهم إسوة بالطلاب الأجانب حيث لديهم هذه الخدمة و لم يتم إدخال أي خدمة من هذه علاوة على ذلك هناك تميز واضح في تسعيرة السكن بين الطلاب الأجانب و الطالب السعودي حيث يحتسب السكن للطالب الأجنبي بـ 700 دولار و للسعودي بـ 2000 دولار سنويا و الهندي ب 500 دولار .

أولى العقبات ... حالات تسمم بسبب رداءة الاكل

و كان الطلاب يأكلون من مطعم في السكن الجامعي، مخصص لهم فقط، و كل يوم يتسمم بعض الطلاب، و لاحظ الطلاب وجود حشرات في الطعام المقدم لهم ورفعوا شكوى إلي ادارة الجامعة التي لم تتخذ أي إجراء ثم رفعوا شكوى إلى سفير المملكة العربية السعودية في الهند صالح الغامدي سابقاً بعد أن تزايدت حالات التسمم الذي بادر بالقدوم و قام بحل جميع المشاكل و قدم ثلاجات و غسالات و اطلع على أوضاع الطلاب في الجامعة .

بعد هذا درس الطلاب في الجامعة في قسم اللغة الانكليزي علما بان الجامعة لا تدرس اللغة الانكليزية و لكن تم استحداث هذا القسم للطلاب السعوديين فقط برئاسة زوجة رئيس الجامعة التي كانت احدى المعلمات لم يكن هناك أي مناهج للتدريس و لا كتب كانت المعلمة تأتي لتشرح الدرس فتأتي الاخري لتعيده نفسه و هكذا طالب الطلاب بالحصول على منهج أو كتب فلم يتم تلبية طلبهم استمرت هذه المطالبات إلى أن آتى الدكتور ابراهيم البطشان الذي وجد الطلاب منه تعاونا كبيرا و تسهيلا ملاحظا لجميع المشاكل التي كانت قبل ذلك و قام الدكتور ابراهيم البطشان بالتأكد من دعوى الطلاب بعدم جدية التعليم في قسم اللغة الانكليزية و فورا قام بالبحث عن معهد بديل في وقت قياسي لاحتواء الأزمة .

أثار هذا الأمر الحقد لدي الجامعة و المسؤولين فيها و تغيرت طريقة التعامل مع الطلاب و لكن الطلاب تابعوا دراستهم في المعهد الجديد و أما الطلاب الذين على حسابهم الخاص فاضطروا للمتابعة في المعهد السابق.

هنود يتهجمون على السعودية والملك فهد في مسجد الجامعة

ما حدث بعد هذا هو الهجوم على طلاب سعوديين في المسجد التابع للجامعة حيث أتى الطلاب كالعادة لصلاة المغرب في يوم جمعه و بعد الصلاة قام احد الطلاب الهنود ليخطب في المصلين فلم يفهم الطلاب ما يقول لأنه كان يتحدث باللغة الهندية سوى بعض الكلمات مثل السعودية الملك فهد و انه يقول وهابيين و يشير إليهم لاحظ الطلاب أن كل من في المسجد ينظر إليهم و قام المصلون إلى الخارج و حاولوا مضايقة الطلاب و اتجه المصلون إلى سكن الطلاب السعوديين و هناك اجتمعوا مرة أخرى.

بعد هذا سأل الطلاب احد الطلاب الهنود و لكنه حاول ألا يقول شيئا، و استجاب للضغوطات أخيرا و كان يتحدث اللغة العربية بطلاقة لأنه دكتور في قسم الدراسات الإسلامية في الجامعة و قال إن الخطيب تحدث عن ( كونكم سعوديين وهابيين و إنكم تقتلون المسلمين و تحرقون المساجد وهاجم الملك فهد رحمة الله بأقواله ).

زوجة رئيس الجامعة : عودوا للسعودية

وفورا توجه احد الطلاب لمكتب زوجة رئيس الجامعة و اخبرها بما حدث، و لكنها قالت أعطني اسم هذا الرجل و لماذا لم ترد عليه و تتحدث معه، فرد الطالب عليها إننا أتينا هنا لغرض الدراسة فقط و ليس علينا الدخول في جدال ديني و أن المسجد تابع لكم و انتم الذين تستطيعون التحقيق و التقصي في ما حدث و دار جدال بين الطالب و المعلمة و انتهى بطرد الطالب السعودي من المكتب، لأنه قال إن مثل ما حدث لا يمكن أن يحدث في السعودية لأي مسلم فقالت له اذا اذهب إلى السعودية . فذهب الطالب إلى زملائه الطلاب و أمرهم ألا يذهبوا إلى هذا المسجد.

الحادث الأخير .. أكثر قسوة

سيارة الطالب السعودي التي حطمها الهنود - خاص إيلاف إلى أن حدث الحادث الأخير، و فيه تعرض الطلاب للضرب، و طوال يومين كان الطلاب يستنجدون بكل ما يستطيعون الاستنجاد به، و لم يستجب لهم احد و كان حادث الاعتداء بحضور المسؤولين في الجامعة، وتحت إشرافهم و حماية من الشرطة الهندية للمعتدين.

وفي تفاصيل الحادث الأخير، في يوم الجمعة استعار احد الطلاب، وكان من الجنسية النيجيرية، السيارة من طالب سعودي و هو أمر معتاد حيث إنه لا يستطيع الخروج خارج الحرم الجامعي إلا بتصريح وكان التصريح بحوزة صاحب السيارة.

ما حدث بعد ذلك أن النيجيري صدم صدمة طفيفة أحد الطلاب الهنود، قام بنقله إلي المستشفى و تبين انه لا يعاني شيئا، فطلب الطالب النيجيري من الطالب السعودي الحضور إلى المستشفى للمساعدة فأتى إليه برفقه طالبين سعوديين و خمسة يمنيين و عراقيين و فلسطيني و نيجيري و حيث انتهى الإشكال في مكانه.

وحين هموا بالخروج من المستشفى وجدوا جمعا غفيرا من الطلاب الهنود و المسؤولين منهم ( افشر علم) و الدكتور (مفتي) و رئيس الأمن في الجامعة و عدد من رجال البوليس الهندي و عدد آخر من الدكاترة و المسؤولين في الجامعة .

وهنا اعتدى الطلاب الهنود على الطلاب الأجانب، و لم يحرك المسؤولون في الجامعة ساكنا و تحرك الهنود بعد هذا إلى السيارة الخاصة بالطالب السعودي، و حطموها و قاموا بعد ذلك بقلب السيارة خلال هذه الأثناء مر طالبان سعوديان بدراجة نارية فأمطروهم بالحجارة و لما وقعوا عن الدراجة أبرحوهما ضرباً .

توجه الطلاب الهنود بعد هذا للملعب، حيث قاموا بإهانة طلاب سعوديين آخرين لا يعلمون ما الذي يحدث، و اتجهوا لمبنى السكن الجامعي و قاموا بإهانة الطلاب هناك و استوقفوا سيارة أخرى افلح قائدها بالهرب .

بعد ذلك تلقى الطلاب تحذيرات من زملائهم اليمنيين أنهم مهددون بالقتل كما حدث للطلاب النيجيريين قبل ذلك في السنة الماضية، ولذلك تحفظت السفارة السعودية على الطلاب حفاظا على أمنهم و سلامتهم و قدمت لهم الرعاية بعد أن وصلوا إليها في يوم الاثنين صباحا، و قاموا بتسجيل أقوالهم و من ثم تم نقلهم إلى فندق قريب من السفارة السعودية. ليتوجه فريق من السفارة إلى الجامعة منهم الأستاذ بندر الزيد، و محامي السفارة إلى الجامعة للوقوف و التحقيق بما حدث و لاحظوا خطورة الوضع في الجامعة على الطلاب السعوديين.