علاقة فرنسا بسورية أصعب من الماضي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
زحمة زوار للبنان: كوشنير وهيل وأبو الغيط وعباس
علاقة فرنسا بسورية أصعب من الماضي
إيلي الحاج من بيروت: يشهد لبنان الرسمي زحمة زوار هذه الأيام . فبعد وصول وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى بيروت مساء الأحد، يليه المسؤول عن ملف لبنان في الخارجية الأميركية ديفيد هيل الثلاثاء، ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الأربعاء، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الخميس. زيارة كوشنير الخاطفة والمقتصرة على ساعات قبل الإنتقال إلى دمشق هي التاسعة له إلى لبنان خلال عام فقط، والغاية منها الإطلاع من الرئيس ميشال سليمان على نتائج القمة التي عقدها مع الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق، حيث سيبحث الوزير الفرنسي مع المسؤولين السوريين في ترتيبات زيارة رئيسه نيكولا ساركوزي لدمشق الشهر المقبل. زيارة كان الرئيس الفرنسي وعد بها على هامش قمة الإتحاد المتوسطي في باريس، التي أعطت اشارة البدء بمرحلة جديدة من العلاقات الفرنسية-السورية.
وكان ساركوزي ربط انفتاحه على القيادة السورية بعد طول جفاء معها ب "الملف اللبناني - السوري"، واشترط ليزور دمشق صدور اعلان رسمي عن سورية ولبنان لإقامة علاقة دبلوماسية بين الدولتين، وتحقق ذلك فعلاً خلال القمة اللبنانية- السورية الأخيرة، فباتت طريق ساركوزي الى دمشق سالكة سياسيا، وسيليها اعطاء سورية في المقابل ما وعدت به باريس من مساعدة سياسية واقتصادية في اطار الاتحاد الاوروبي واتفاق الشراكة، وكذلك في إطار ما اقترحه ساركوزي من دور لفرنسا في المفاوضات السورية - الاسرائيلية، لقاء دور لسورية في الملف الايراني النووي بصفة وسيطة بين الجمهورية الإسلامية والمجتمع الدولي.
ويبدو جلياً في لبنان نجاح المسعى الفرنسي، إلى جانب مساع عربية، مع سورية ولديها ، فبعد انتخاب رئيس توافقي للجمهورية هو العماد ميشال سليمان تشكلت حكومة الوحدة الوطنية وأقر مبدأ إنشاء العلاقات الدبلوماسية ، ولا شك أن زيارة ساركوزي لدمشق تساعد في دفع علاقات بلاده مع سورية قدما إلى الأمام.
إلا أن الأوضاع في المنطقة والعالم تغيّرت سلباً وفجأة بعد "قمة المتوسط" في تموز / يوليو الماضي، إلى درجة جعلت زيارة ساركوزي مختلفة في ظروفها عما كان سائداً في القمة . وحتى أن مراقبين ومسؤولين فرنسيين شككوا في حصولها ، والسبب الأبرز في هذه المتغيرات هو الأزمة التي طرأت في القوقاز من جراء المواجهة الروسية- الجورجية التي أقلقت الأوروبيين وألقت ظلالا على التقارب الفرنسي- السوري خصوصا ان ساركوزي يزور سورية بصفته المزدوجة رئيسا لفرنسا وللاتحاد الاوروبي في هذه المرحلة.
أما ما أثار قلق الأوروبيين فهو استعجال الرئيس الأسد إطلاق مواقف التأييد لروسيا في هجومها على جورجيا التي شبهها بلبنان، معطيا نفسه ضمنا الحق في اجتياح جاره إذا لزم الأمر تحت شعار "المصالح المشروعة" على غرار ما فعل الروس لجورجيا ، فضلاً عن استعجاله الدخول المباشر على خط الأزمة من خلال إعلانه الإستعداد لفتح سورية أمام الصواريخ الروسية ولاقامة قاعدة روسية عسكرية في ميناء طرطوس.
هذه المواقف "المرتجلة والمتسرعة"، كما وصفها دبلوماسيون غربيون في بيروت، عرقلت عملية الانفتاح الفرنسية على سورية والتوسط لها لدى الولايات المتحدة الأميركية التي يطمح الرئيس الأسد كما أعلن مراراً إلى رعايتها للمفاوضات بينه وبين إسرائيل، فضلاً عن أنها لجمت الرغبة الاوروبية في محاولة التفاهم مع الأسد.
لهذه الأسباب وغيرها سيلقى ساركوزي صعوبة في تسويق النظام السوري لدى الأوروبيين وصعوبة في حجز مكان ودور له في المفاوضات السورية - الاسرائيلية مدخلا الى دور شرق أوسطي لفرنسا. فهذه المفاوضات جمدها إعلان رئيس حكومة إسرائيل إيهود أولمرت ما يشبه الإستقالة، ودخلت في نطاق تداعيات أزمة القوقاز التي انبثقت منها أزمة روسية - اسرائيلية بسبب جورجيا التي تؤيدها وتسلحها الدولة العبرية، وأزمة اسرائيلية- سورية بسبب استقواء دمشق بروسيا وسلاحها وتقنياتها.
في هذا الوضع لا يكون ما تبقى من جدول أعمال زيارة ساركوزي لدمشق خارج موضوع العلاقات الثنائية، الا البند اللبناني الذي يشكل نقطة تقاطع واهتمام مشترك ومساحة انسجام وتفاهم في هذه المرحلة، علماً أن كلام الأسد على حق الدول بالتدخل في الدول المجاورة لها الأصغر حجما من أجل تحقيق المصالح المشروعة ولو بالوسائل العسكرية قد يعني أن الرجل لم يتخل بعد عن سياسة العودة إلى لبنان بطريقة من الطرق للامساك بقرار لبنان ودولته وشعبه كما كان عليه الوضع سابقاً، وهذا موضوع يثير قلقاً شديداً ومخاوف سواء لدى اللبنانييين أو أصدقائهم في الخارج وفي طليعتهم فرنسا والدول العربية التي تراقب من كثب سلوك الأسد في بلاد الأرز وإن التزمت الصمت المطبق وسياسة الدبلوماسية في انتظار ظهور نتائج اختبار النيات الذي تتولاه باريس.
التعليقات
نقطة نظام
محمد -مع احترامي لرأي الكاتب ولكن الذي يفهم من العرض السوري لروسيا هو رفع سقف المطالب السورية لباريس يعني اذا ارادت فرنسا دمشق فعليها فعل شيء ملموس اكثر من السابق و اشيد فقط بالسياسة الخارجية السورية فهي بكل ما تعنيه الكلمة مثال يحتذى به عربيا و اقليميا أما السياسة الداخلية فهي فاشلة بكل المقاييس مثلها مثل أغلب سياسات دول العالم الثالث
القليل من المنطق
جاهل بالسياسة -نستطيع من مجرد قراءة المقال وتحليلاته ان نعرف جنسية الكاتب لان التحليل السياسي غائب عن هذا المقال والغالب عليه الجهل بالمصالح الحقيقية لكل من سوريا وساركوزي(فرنسا) في المنطقة
منزين لوين
أبو حفص -لم أسمع ولم أشاهد ولم ألحظ في كل ما قالته سوريا خلال الأزمة الجورجية أنها شبهت لنان بجورجيا.
لا ياسيد الحاج
عدنان صالح -أعتقد أن الكاتب يحلم أو ربما أنه يشتاط غيظاً من التقارب الفرنسي السوري. من وجهة نظري المتواضعة أن الأوربيين وبخاصة الفرنسيين ليسوا أقل حاجة من السوريين لهذه العلاقة التي مرت بمراحل شذوذ وجب تصحيحها. أما أن يستمر التوتر فعلى الرغم من أنه لن يؤثر كثيراً على الفرنسيين ولكننا كسوريين قد اعتندنا الشداثد ولسنا "مغنجين" كغيرنا. أما العترة فهي على إخوتنا وجيراننا في لبنان الذين سيكونون أكثر المتأثرين بهكذا علاقة سلباً أم إيجاباً. لذا أنصح الكاتب العزيز أن لايصب الزيت على النار
بالروح بالدم
Michel Khalil -لو كنت مكان الأسد لأوقفت زئيري في الهواء وجلست في عريني في زهاء أدعي الحكمة و النماء و لكن أن أطلق شعارات جوفاء و تصريحات بلهاء فهذا لهو وهراء و هو ليس بخاسر بل الفقراء من شعبه و التعساء الذين يدفعون ثمن العجز و الشقاء مجبرين على هتافات الولاء و الركب السجداء و إلا فالمصير مع السجناء حيث يقبع الأبرياء ناظرين إلى السماء كي تأتي ساعة الفرج من العلاء! ميشيل خليل