مواجهة إلكترونية واعتقالات وضربات إستباقية في السعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد مرور سبع سنوات على أحداث سبتمبر 2001
مواجهة إلكترونية وإعتقالات وضربات إستباقية في السعودية
تركي العوين من الرياض: بعد مرور سبع سنوات على ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 لا يزال الإرهاب نشطا بين الشبان السعوديين. وطوال هذه السنوات شهدت المملكة العربية السعودية معركة شرسة مع الإرهاب وجندت الدولة كافة إمكاناتها لمواجهة هذا المد الذي يهدد مكونات المجتمع، وما تحقق من إنجازات تنموية عملاقة، جهود سياسية وأمنية ودينية إرشادية وفكرية وإعلامية، جهود مجتمع بأكمله تلاحم لمواجهة خطر الإرهاب الذي تهيأت له ظروف استغلها أناس روجوا لهذا الفكر الضال.
هجوم على أفغانستان وآخر يستهدف العراق بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ومشاركة دول أخرى غير إسلامية في التحالف الدولي. حجة استغلها المتطرفون داخل السعودية لتنفيذ سلسلة من التفجيرات الدامية بدأت من تفجير الحمراء في شهر مايو 2003 ومجمع المحيا نوفمبر 2003 وتفجير الوشم في أبريل عام 2004.
تفجيرات استهدفت مواطنين ومقيمين شكلت صدمة للسعوديين قيادة وشعبا في دولة لم تتعود مثل هذه الأشياء الشاذة والغريبة، وخلال هذه السنوات السبع شهدت السعودية مقتل المئات من أبنائها وضيوفها من دون ذنب إلا أنها ضحية غدر إرهاب أسود متعطش للدماء.
وحققت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية السعودية انجازات وضربات استباقية لتنظيم القاعدة الإرهابي في السعودية مما افقده الكثير من قوته بشهادة خبراء مطلعين على شؤون الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة.
ورفض وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز القول إن الأجهزة الأمنية تمكنت من القضاء على تنظيم القاعدة في السعودية، وقال ما زال هناك الشيء الباقي، وقد تتجدد أمور بأشكال مختلفة ولكن الأجهزة الأمنية حققت الشيء الكثير وعملت على إفشال كثير من الأمور التي كانت مستهدفة. ورأى أن الأعمال الإرهابية ما زالت قائمة وموجودة ما دام أن هناك منابع ومصانع للإرهاب، وقال سيبقى هذا الأمر. من الذي يعمل؟ ومن هو وراء هذا العمل؟ هذا شيء آخر لكن لا على المستوى العربي ولا على المستوى الدولي ليس هناك عمل مشترك في تجفيف هذه المنابع ولا بد أن يتحقق.
التنظيم يستهدف في السعودية الشباب صغار السن عبر الانترنت وبشكل غير مسبوق ما دفع مسؤولا أمنيا كبيرا في وزارة الداخلية لوصف المواجهة مع تنظيم القاعدة الإرهابي والمنتمين إليه بأنها باتت مواجهة الكترونية وحربا إعلامية عبر مواقع الانترنت التي وجد فيها المنتمون إلى تنظيم القاعدة مرتعا خصبا لبث الأفكار الضالة ونشر الأكاذيب والتغرير بالشباب لا سيما صغار السن منهم والتلاعب بعواطفهم في محاولة لجرهم إلى مناطق الفتن.
الحكومة السعودية قامت بجهود واسعة على مستوى عالمي واستضافت في عام 2005 في عاصمتها الرياض المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، وانبثق من المؤتمر الدعوة السعودية الشهيرة بضرورة إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب.
وبرزت دعوة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمؤتمر حوار الأديان العام الجاري والذي يهدف إلى محاربة الإرهاب ويعتبره ظاهرة عالمية تتطلب جهودا دولية موحدة، العاهل السعودي توقع أن تستغرق محاربة الإرهاب من 20 إلى 30 سنة.
وتؤكد الحكومة السعودية التزامها استمرار الجهود لاستئصال الإرهابيين والشبكات الداعمة لهم في المملكة. لكنها تواصل مواجهة الصعوبات في محاربة جاذبية أيديولوجية القاعدة. فعلى الرغم من الجهود الكبيرة والنجاحات التي تحققت في عالم محاربة الإرهاب، تواصل قوات الأمن السعودية اكتشاف شبكات إرهابية جديدة في الداخل بين فينة وأخرى.
وأطلقت حملة وطنية كبرى للتضامن ضد الإرهاب في جميع المناطق والمدن السعودية بمشاركة جميع الوزارات والمؤسسات الحكومة والخاصة، الهدف منها تثقيف الفتيان والفتيات في سن الدراسة حول شرور الإرهاب، وبدأت الحكومة مراجعة المقررات الدراسية والأساليب التعليمية. كما أنها تحركت لرصد ولفرض تطبيق القوانين، الأنظمة، والخطوط الإرشادية لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.
إلا أن خبراء يؤكدون أن العالم بحاجة ماسة إلى تفعيل دعوة السعودية لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب كون هذا المركز سيوفر المعلومة التي تستفيد منها جميع الدول لمحاربة الإرهاب ما يسهل مهمة الدول ويوحد الجهود، إلا أن دعوة الرياض وبعد مرور ثلاثة أعوام لم تنفذ.
وبحلول ذكرى أيلول السابعة أثبتت الدعوة السعودية بشأن ضرورة توحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب صوابها مع استمرار الأعمال التخريبية في دول عديدة حول العالم، وأن المجابهة الفردية لعدو خفي تكلف بعض الدول وتستنزفها فوق طاقتها.