جمال زحالقة لـ "إيلاف": بدأنا إجراءات عملية لتقديم قادة إسرائيل للمحاكم الدولية

عضو الكنيست جمال زحالقة لـ "إيلاف":
بدأنا إجراءات عملية لتقديم قادة إسرائيل للمحاكم الدولية

نضال وتد - الناصرة: قال رئيس كتلة التجمع الوطني عضو الكنيست جمال زحالقة في حديث مع إيلاف إن حزبه باشر خطوات عملية واتصالات واسعة مع جهات ومؤسسات أوروبية ودولية من أجل تقديم القيادة الإسرائيلية للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم الحرب، و"التهمة ثابتة عليها كما يرى العالم من قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البنى التحتية وزج شعب بأكمله في سجن". وأضاف زحالقة: "يريد براك أن يبني مجده السياسي على جثث أهلنا في غزة، وإذا كان هو وليفني يسعيان إلى زيادة قوتهما تبعًا لما يقتلانه من فلسطينيين، فإننا سنعمل كل ما نستطيع لإجهاض مخططهم الدموي للعودة إلى السلطة من خلال تبادل الأصوات بالدم الفلسطيني". وأوضح زحالقة أننا نجري هذه الاتصالات مع محامين ومؤسسات أوروبية حتى يقدموا طلبات في بلدانهم ودولهم بتقديم هؤلاء القادة للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم الحرب، لأنه لا يمكن التوجه للمحكمة الدولية في لاهاي بصورة فردية، وعليه "فقد توجهنا لمجموعة من المحامين والمؤسسات في دول مثل النمسا وبلجيكا وبريطانيا. أما بالنسبة إلى المحكمة الدولية، فإنه يجب أن يتم التوجه إلبها من قبل الدول ذاتها، وعليه فإننا نطالب وندعو الأمين العام إلى جامعة الدول العربية السيد عمر موسى بأن تقدم دول الجامعة شكوى بهذا الخصوص".

ولفت عضو الكنيست زحالقة إلى أنه على الرغم من أن بعض الدول التي تجري فيها محاكمات كهذه مثل بلجيكا، تمنح حصانة لرؤساء الدول، كما كانت الحال في قضية شارون، إلا أنه في بعض الدول الأوروبية، هناك إمكانية قانونية لاستصدار أوامر بمحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب، ولهذا السبب نجد أن قسمًا كبيرًا من كبار جنرالات إسرائيل ومسؤوليها، مثل الوزير آفي ديختر، والجنرال السابق دان حلوتس، يتفادون ويمتنعون عن زيارة هذه الدول بسبب الشكاوى المقدمة ضدهم فيها، كما هي الحال في بريطانيا، حيث صدرت مذكرات اعتقال بحقهم.

وردًا على سؤال حول الملاحقات التي يتعرض لها التجمع بسبب مثل هذه المواقف، وآخرها طلب حزب ليبرمان شطب التجمع ومنعه من خوض الانتخابات للكنيست قال زحالقة لإيلاف: " نحن نقوم بنشاطات وفق برنامجنا السياسي، وليس سرًا أن برنامجنا منحاز إيجابا للضحية وهو الشعب الفلسطيني، والحقوق التاريخية للشعب وضد الصهيونية وضد العدوان على الشعب الفلسطيني، وإذا كان هذا لا يريحهم فنحن لم نخض السياسة لنريحهم هم. إن دعاوى ليبرمان فاشية، وهو يمثل حزبًا فاشيًا ونحن حزب له مشروعه الديمقراطي، وهو مشروع دولة المواطنين، ونحن مستعدون لدفع ثمن مواقفنا، ولكن في هذه الحال تكون الفضيحة هي فضيحة إسرائيل، التي تدعي في العالم أنها الدولة الديموقراطية.

وعن دور الجماهير العربية في الداخل والأحزاب السياسية للعرب في إسرائيل التي تظاهرت في سخنين، وشارك أكثر من 150 الف في المظاهرة، لكن لم نسمع عن موقف للأحزاب العربية بشأن دور الدول العربية وموقفها، وخصوصًا مسألة إغلاق المعابر من الطرف المصري، قال زحالقة: الواقع أن الجماهير الفلسطينية في الداخل أعلنت موقفًا واضحًا عندما رفع المتظاهرون ورددوا شعار "يا مبارك افتح الحدود خلي المعبر مفتوح"، الموقف الجماهيري واضح، هناك أحزاب عربية تتردد في إعلان موقف واضح بهذا الخصوص، ونحن لنا موقف واضح فنحن ندعو مصر إلى فتح المعابر، وندعو جميع الدول العربية إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني.

إجماع مؤيد للحرب

وأكد زحالقة أن "هناك إجماعًا قوميًا صهيونيًا مؤيدًا للحرب في إسرائيل يجب أن يقابله قومي عربي للتصدي لهذه الحرب". وقال ردًا على سؤال ما إذا كان يرى في الأفق تحركًا جماهيريًا واسعًا للحرب في الشارع الإسرائيلي، قال عضو الكنيست زحالقة، في الواقع كانت هناك مظاهرة شارك فيها الآلاف من اليساريين الإسرائيليين الراديكاليين، خارج الإجماع الصهيوني، ولكن هناك أغلبية بنحو 95% من الإسرائيليين تؤيد هذه الحرب.

وقال عضو الكنيست زحالقة ردًا على سؤال بشأن مراهنة إسرائيل على عامل الوقت خصوصًا في ظل غياب دور عربي ملموس " إن إسرائيل تروج وتحاول الترويج وكأن الحرب ليست على الشعب الفلسطيني وإنما هي حرب بين معسكر المعتدلين ومعسكر المتطرفين، حيث تقف إسرائيل في معسكر الاعتدال في المنطقة وأنها تحارب التطرف وليست حربًا على الفلسطينيين بدليل أنها تجري مفاوضات مع أبي مازن، وإن لها علاقة طيبة وعلاقة تواصل مع السلطة الفلسطينية. يجب وضع حد لهذه العنجهية الإسرائيلية وأن يخرج موقف فعال وواضح من القيادة الفلسطينية بأننا جميعًا موحدون في مواجهة العدوان الإسرائيلي".