منتدى القيادات النسائية العربية يختتم أعماله في دبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المرأة والقيادة إشكاليات كثيرة وآراء متعددة
منتدى القيادات النسائية العربية يختتم أعماله في دبي
المرأة بين القيادة والتغيير المؤسسي : كسرٌ للصورة النمطية
مروة كريدية من دبي: ما زال الإستعراض سيدّ المنتديات النسائية العربية، في وقت تعاني منه المرأة من إجحاف كبير وتمييز واضح في القوانيين لا سيما قوانين الأحوال الشخصية في الدول العربية. وفي ظل الغياب النسائي شبه التام للنساءعن العمل السياسي الفاعل وغيابهن التام والكامل عن التشريع وسنّ القوانين، وفي بلاد أنظمتها السياسية لا تعرف الديمقراطيات أصلاً، فيما المناصب القيادية كلها تُدار عن طريق التعيينات والقوانين الاميرية أو الجمهورية، وفيما تأتي مشاركة المرأة فيها أيضًا عبر التعيين المدروس المعد سلفًا لإضفاء صورة أمام دول العالم بأن المرأة موجودة على الساحة ليس إلا.
ما زال الإستعراض سيدّ المنتديات النسائية العربية، في وقت تعاني منه المرأة من إجحاف كبير وتمييز واضح في القوانيين لا سيما قوانين الأحوال الشخصية في الدول العربية. وفي ظل الغياب النسائي شبه التام للنساءعن العمل السياسي الفاعل وغيابهن التام والكامل عن التشريع وسنّ القوانين، وفي بلاد أنظمتها السياسية لا تعرف الديمقراطيات أصلاً، فيما المناصب القيادية كلها تُدار عن طريق التعيينات والقوانين الاميرية أو الجمهورية، وفيما تأتي مشاركة المرأة فيها أيضًا عبر التعيين المدروس المعد سلفًا لإضفاء صورة أمام دول العالم بأن المرأة موجودة على الساحة ليس إلا.وفي وقت تعاني المرأة في المغرب ومصر والعراق والصومال وفلسطين وغيرها من الدول العربية من أوضاع إنسانية مؤلمة للغاية، ابسطها الفقر وتعرضها الدائم للعنف والتمييز الذي يكرسه القانون، تخرج علينا سيدات "الصف الاول " في الدول العربية بمنتديات مخملية يستعرضن فيها تجارب دول العالم الاول، كما يلقين كلمات "المديح والشكر والثناء" تقديرًا لقيادتهم، وكأن الوضع على أحسن ما يرام. ويخرجن من المؤتمرات بإطلاق توصيات فضفاضة و"استراتيجيات" بمسميات عريضة تناقش "القيادة " فيما المرأة ما زالت غير قادرة بالقانون على "تزويج نفسها" ! الامر الذي يجعلن نتساءل عن اي قيادة يتكلمن ؟
ايلاف حاولت ان ترصد بعض الاراء والنقاشات التي دارت خلال جلسات منتدى القيادات النسائية العربية الاول الذي اختتم أعماله مساء أمس في دبي وجاء من تنظيم مؤسسة دبي للمرأة على مدار يومين وشاركت فيه شخصيات نسائية مثلن مختلف قطاعات العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وقد تنوعت الآراء بين الدعوة الى استلهام "التاريخ العربي " و"التغيير ضمن الأطر الاسلامية " كما ركزت معظم المشاركات على "عرض التجارب "، وفيما بدا المنتدى عاريًّا عن الحلول العملية انصبت دعوات المشاركات الاماراتيات إلى "جعل الامارات نموذج في تمكين المرأة " .
العودة للتاريخ !
من جهتها فقد تناولت سعدية زاهيدي رئيس قسم ومدير برنامج القيادات النسائية في المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا ،تجربة المنتدى الاقتصادي العالمي ومحاولاته الحثيث لزيادة نسبة مشاركة النساء في المنتدى، والتي ارتفعت من" ما نسبته 17% من أصل 9% وتوقفت عند هذا الحد"، مشيرة إلى أنه "ليس هناك أي دولة في العالم تمكنت من تحقيق الموازنة في الفجوة بين الرجال والنساء في مجال التعليم أو في المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية" ، ودعت" إلى إعداد تصور يتلاءم مع احتياجات النساء في المناطق المختلفة لكي يساهم بالنهوض بواقعهن ومستقبلهن".
القيادة ليست سياسية فقط والتغيير في إطار إسلامي !
منى أبو سليمان المديرة التنفيذية لمؤسسة الوليد بن طلال الخيرية قالت في حديث لـ "إيلاف" بأن "القيادة ليست فقط سياسية بل إن هناك محالات أخرى عديدة، ويجب الا نحد مفهوم القيادة في الجانب السياسي " ومشيرة الى انها مسألة تتعلق بالصلاحيات " لتؤكد ان ليس هناك أمانًا في معرفة الصلاحيات وحدودها في البلاد العربية " وترى أبو سليمان بأن هذه المشاكل ليست مختصرة في بلادنا بل في البلاد الآسيوية والغربية على حدٍّ سواء .
وردًّا على سؤالنا حول رؤيتها (كونها سعودية الجنسية ) للمشاكل المتعلقة بقانون الأحوال الشخصية في المملكة العربية السعودية وضرورة تحديثها في وقت ما زالت العديد المؤسسات الحقوقية العالمية تعتبر ان القانون السعودي مجحف جدًا بحق المرأة، أشارت الى ان هناك مبادرات جادة لتحديث القوانين بما ينصف المرأة وقالت :" مبادرة الطلاق التي أطلقت برعاية "هيفاء بنت خالد " مبادرة جيدة فهي ترسم ملامح المشكلة وتعطي حلولاً لها وهناك تغيير حقيقي يجري " مبدية تفاؤلها تجاه الوضع الاجتماعي .
من جهة أخرى، وردًّا على سؤالنا بأنها هل ترى تغيير في بنية المؤسسات في المرحلة القادمة وكيف تراه وهل يمكن ان نرى دولة علمانية في السعودية ولو من باب الافتراض، أشارت الى ان "التغيير قادم"، وهي ترى ان هذا التغيير في المملكة لا بد وان يكون ضمن "إطار إسلامي لاننا قلب الأمة الإسلامية " وتضيف ان الاسلام "نظام متكامل للحياة نسبة التشريع فيه لا تتجاوز 4 % من القرآن اما 96 % فهي سبل حياة ... والاسلام هو تهذيب للأخلاق والرسول يقول انما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ".
وعن سبب ابتعادها عن شاشة ال"أم . بي . سي " حيث كانت قد شاركت في تقديم برنامج "كلام نواعم " قالت "الان عندي إجازة ، واني أعيد ترتيب أوراقي واعمل الان كمدير تنفيذي لمؤسسة الوليد بن طلال للأعمال الخيرية " لتؤكد على أهمية الاعلام الهادف وتقول "طبعًا ما وصلت الى ما أنا عليه الآن إلا عبر الاعلام ".
القيادة السياسية الداعمة للمرأة :" الامارات نموذج "
أما منى المري رئيسة مجلس ادارة مؤسسة دبي للمرأة فكانت رؤيتها من تمكين المرأة عبر تقديم الامارات كنموذج، و لم تتناول في كلمتها نقدًا واحدًا لوضع المرأة الامارتية وحالها بل اكتفت بشكرالقيادة السياسية.
وقد ركزت في حديثها على الانجازات والدعم الذي تقدمه الدولة معتبرة أن الامارات "نموذجًا رائدًا ومثاليًّا " رابطة بين تجربة المرأة وتجربة الإمارات معتبرة إن جهود المرأة الإماراتية "تلخّص تجربة وطنها الإمارات باعتبار إن كل منهم يقدّم نموذجاً للقدرة على تحويل الأحلام إلى حقائق."
وقالت :"وانعكس ذلك في وضع السياسات وانتقاء برامج التدريب وما بينهما من مشاريع ومبادرات، إضافة إلى العمل على ترسيخ مكتسبات المرأة الإماراتية من خلال مجموعة من التشريعات والسياسات العامة، التي كانت تمارس سابقًا من دون الارتكاز إلى سند قانوني. حيث يتم تكريس عدد من المكتسبات النسائية في قوانين العمل والموارد البشرية وغيرها."
في ختام حديثها قالت المري:" أقول انه لو قدر للنساء في مناطق عديدة من العالم ان يحظين بما تيسر للمرأة الإماراتية، لاختلفت حالهن وتبدلت أوضاع مجتمعاتهن، فشكرا لقيادتنا الرشيدة على ما أولته من اهتمام وتشجيع للمرأة في بلادنا ، وشكرا لكل امرأة إماراتية ساهمت من موقعها في رفعة شأن الوطن".
والختام :استراتيجيات خمس
وقد شهد المنتدى في ختامه الإعلان عن مبادرة جديدة لتأسيس "شبكة القيادات النسائية العربية" ، وذلك بعد ان تم عرض تجارب عدد من الدول فقد نوقشت الاستراتيجيات الخمس الرئيسة لمؤسسة دبي للمرأة، الخاصة في المساهمة في وضع السياسات وتطوير التشريعات المتعلقة بالمرأة ، وبناء القيادات النسائية ، وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية للمرأة ، وتوفير فرص العمل والتدريب المستمر للمرأة ، وتعزيز صورة المرأة الإماراتية.