نبيل عمرو لخصومه عبر ايلاف: أنا لا أهزم وفّروا جهدكم

في حوار خاص مع "إيلاف" رفض عضو المجلس المركزي في منظمة التحرير وسفير فلسطين السابق في مصر الدكتور نبيل عمرو الحديث عن خلافه مع رئيس السطلة الفلسطينية محمود عباس، وأكد انه لا يحمّل أحدًا مسؤولية الخلاف. واعتبر عمرو أن الصراع الداخلي في حركة فتح هو السبب الأساسي في إخفاق الحركة لدرجة خسارتها الإنتخابات. وقال إنَّ حصوله على عدد مرتفع من الاصوات في الإنتخابات لم يجعله يتأثر بالفشل وأضاف "الذي أفشلنا ليس الناس وانما قانون الانتخابات".

رام الله: قال عضو المجلس المركزي في منظمة التحرير وسفير فلسطين السابق في مصر الدكتور نبيل عمرو بأنه يقوم حاليًا بتأليف كتاب عن الرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس الحالي محمود عباس، كما تطرق عمرو في لقاء خاص أجرته معه جريدة "إيلاف" الإلكترونية في مدينة رام الله، إلى أحداث غزة التي أسفرت عن سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بالقوة المسلحة موضحًا بأن حركة "فتح"، لو أثبتت وجودها عسكريًا بشكل صحيح، لما وقع الإنقلاب أصلاً، وخاطب بعض من يحاربه في الساحة السياسية قائلاً: "أنصحكم بتوفير الجهد، فلا أمل بهزيمتي"، حسب تعبيره.

وفي ما يلي نص الحوار الذي أجرته "ايلاف" مع السياسي الفلسطيني والاعلامي البارز الدكتور نبيل عمرو:

ما هي الخلفيات او الاسباب الحقيقية لما حصل بينكم وبين الرئيس عباس؟
لا أريد الاكثار من الحديث حول هذا الأمر، فلقد اصبحت المسألة برمتها وراء ظهري.

هل هناك شخصيات في الرئاسة او خارجها حاولت الايقاع بينكم وبين الرئيس؟
لست مهتمًّا، انني لا أحمّل أحدًا مسؤولية قرار أو موقف أتخذه، فأنا من بادر الى اعلان موقف أغضب الرئيس، ولا علاقة لأحد بما أقول أو أفعل.

هل يريد الرئيس عباس منك شيئًا محدّدًا حتى تعود المياه إلى مجاريها؟
لا أعرف، كل الذي اعرفه ان الذي كان لن يعود ابدًا، وهذا قراري ولقد درسته بإمعان. أنا سأواصل عملي السياسي والاعلامي، من موقعي غير الرسمي، ولن أتنكر لانتمائي الوطني والسياسي. لقد عملت مع الرئيسين الراحل ياسر عرفات وأبو مازن، واعتقد انني أديت دوري بكفاءة واخلاص، ولقد اختلفت مع الاثنين "عرفات وعباس"، مستفيدا من مساحة الديمقراطية المتاحة فلسطينيا، وها أنذا أؤلف كتابًا عن عرفات وابو مازن، ولن أضع سطرًا واحدًا لم يحدث، وسيكون هذا الكتاب بمثابة شهادة موسعة من جانبي تجاه الرجلين.

كيف هي العلاقة بينك وبين كل من دحلان وعبد ربه وابو علاء؟
لا داعي أساسًا لسؤال من هذا النوع، ولا أدري لماذا اخترت هذه الأسماء الثلاثة تحديداً ..!!

ما هي عناوين ما يمكن وصفه "فشل حركة فتح أو تراجعها" الذي أدى الى العديد من السلبيات ومنها نتائج التشريعي ونجاح حماس في انقلاب غزة ؟
الصراع الداخلي في حركة فتح، هو السبب الجوهري في اخفاق الحركة لدرجة خسارة الانتخابات، وهناك سبب آخر هو عدم تطور الحركة تنظيميًا ومؤسساتيًا مما افرز حالة جمود قاتلة، وكذلك تطوع حركة فتح باحتكار السلطة مما وضعها في موقع من يدفع ثمن الأخطاء دون الحصول على مكافأة الصواب. لقد خسرت فتح الانتخابات، وكان ذلك امرًا بديهيًا، وفي اجتماع عقد في المقاطعة برام الله قبل اسبوعين من انتخابات التشريعي الثانية، وأمام معظم مرشحي فتح تنبأت بالفشل وقلت العبارة التالية: "مثلما انتقلت السلطة بسلاسة من الراحل ابو عمار الى الرئيس ابو مازن، ستنتقل بسلاسة اكثر من فتح الى حماس". أما الانقلاب فله حكاية أخرى وهوعجز "فتح" عن اثبات وجودها عسكريًا، ولو اثبتت هذا الوجود بشكل صحيح، لما وقع الانقلاب أصلاً.

يقول بعض الناس العاديين بان نبيل عمرو حصل في انتخابات التشريعي على حوالى 42 الف صوت وكانت اعلى الاصوات على مرشحي فتح بالوطن، كما أن عمرو من رموز فتح البارزين، ومع ذلك وبسبب أمور بسيطة اعلنت الحرب عليه "ان جاز التعبير"، هل هذه ديمقراطية فتح، أم ماذا؟
إن حصولي على هذا العدد المرتفع من الاصوات جعلني على يقين من أن الناس يريدونني في قلب العمل السياسي، ولهذا لم أتأثر بالفشل في الانتخابات، الذي أفشلنا ليس الناس وانما قانون الانتخابات، الذي منح كتلة انتخابية مقعدين لقاء 23 ألف صوت تم الحصول عليها من كل الوطن، وحرم نبيل عمرو من عضوية المجلس التشريعي على الرغم من حصوله على ضعف ما حصلت عليه الكتلة المعنية من محافظة واحدة. ان الحرب المعلنة عليّ، هي مجرد نزوة عابرة هي ليست حرب من "فتح" وإنما من بعض الاوساط التي لا تحب رؤيتي في المشهد السياسي والاعلامي، ولن أقول لكل من حاربني ويواصل محاربتي: "أنصحك بتوفير الجهد، فلا أمل بهزيمتي".

الشعب يتساءل: ماذا سيحصل بعد 24/1 ؟
لا أعرف بالضبط، لكن على قيادة حركة فتح الجديدة واللجنة التنفيذية للمنظمة أن تصارح الشعب الفلسطيني بحقائق الواقع، لا أن تهرب عنه نحو اهتمامات مفتعلة. نحن في مأزق، والشعب الوحيد في العالم الذي يطلب منه تعليق أوسمة على صدور الفاشلين هو الشعب الفلسطيني المنكوب، ان من يستمع الى التصريحات النارية، ويستمع كذلك الى التباهي بالفشل تحت عنوان التمسك بالثواتب، يدرك كم يعاني الشعب من سوء الأداء القيادي. انني أشعر بالحزن وأنا استمع الى الخيارات المقترحة على الشعب الفلسطيني، وكلها تمت تجربتها في الماضي، ويبدو انه لا يزال عندنا من يعتمد على ضعف الذاكرة في طرح البدائل، وأقول كان الله في عون الشعب الفلسطيني الذي يراد له أن يظل الى أبد الآبدين حقل تجارب.

هل تتوقعون مواجهة عسكرية قريبة مع اسرائيل؟ واذا ما وقعت هذه المواجهة كيف تستقرئ نتائجها؟
اذا كان المقصود مواجهة فلسطينية اسرائيلية، فلا أعتقد أن الأمر مجرد خيار نظري، انه يعتمد على الامكانيات الحقيقية، ولا أرى هذه الامكانيات متوفرة. أما اذا كان المقصود عربية اسرائيلية أو ايرانية اسرائيلية أو عدوان اسرائيلي جديد على غزة أو جنوب لبنان، فباستثناء الحرب العربية الاسرائيلية كل شيء ممكن.

ما هو الحل برأيك لإتمام المصالحة الفلسطينية الفلسطينية؟
الحل هو أن تتراجع "حماس" عن انقلابها، وأن تتعامل مع القوى السياسية بما في ذلك "فتح" كمشروع شراكة وليس إلغاء. أخشى أن يتم توقيع الورقة المصرية وأن نختلف فيما بعد على كيفية تطبيق بنودها .

صائب عريقات صرح بأن المفاوضات مع اسرائيل فشلت، هل هذا صحيح، ومن المسؤول؟
سمعت تصريحًا للدكتور صائب بهذا المعنى، وهو اعتراف غريب، خاصة وان الدكتور صائب لم يقدم هذا الاستخلاص في الاجتماع الأخير للمجلس المركزي. على كل حال، اسرائيل هي المسؤول الاول واميركا هي المسؤول الثاني، وضعف أدائنا هو المسؤول العاشر، وبكل أسف هنالك اشياء تقرأ بالعكس.

هناك اصوات تدعو الى حل السلطة الوطنية، هل انت مع هذه الاصوات، وماذا يمكن ان يحصل اذا تم حل السلطة؟
حل السلطة يعني الانتقام من الذات، اتمنى لو أسمع مواقف تتحدث عما يمكن ان نفعل باسرائيل وليس ما يجب ان نفعل بأنفسنا. ان السلطة الوطنية هي الانجاز الوطني الذي حققه النضال الفلسطيني منذ انطلاقة الثورة حتى الآن، نحن بحاجة الى تقوية السلطة لا الى حلها، أنا أكره الاقتراحات الانفعالية المرتجلة التي تقودنا الى دمار محقق.

لو طلب محمود الزهار القيادي فيحركة حماس منك نصيحة، ماذا ستقول له؟
لا أعتقد أنه سيطلب نصيحة مني، ولكن "أقول لحماس كلها،لا مستقبل لكمالا مع شعبكم، ولا مجال لتثبيت حكم الاخوان المسلمين في فلسطين، نحن حركة وطنية على الجميع أن ينضوي تحت لوائها، أنصحكم بالدخول الى منظمة التحرير دون قيد أو شرط، والقبول ببرامجها.

ما هو تعقيبكم على اعلان عباس عدم ترشحه للرئاسة؟
لا تعليق.

كلمة تود أن تقولها للرئيس عباس؟
ليس عندي شيء يقال في هذا الصدد، كل ما سأقول من الآن فصاعدًا سيكون للناس البسطاء.

ماذا يفعل نبيل عمرو الآن، وما هي اولوياته، وهل سيعتمد على "العشائر" في اي خطوة مقبلة؟
في الوقت الذي يزداد فيه طابور الباحثين عن وظائف بأي ثمن، تطوعت بترك جميع وظائفي لغيري، وهذه ليست المرة الاولى التي اقوم بهذا العمل، وكنت الوزير الوحيد الذي استقال بمحض ارادته، وفي عهد العملاق ياسر عرفات أخي ورئيسي وصديقي.
أخذت قسطًا من الراحة كنت بحاجة اليه.
أجريت فحوصًا طبية للاطمئنان على وضع ساقي أو ما تبقى منها.
أنتظر الانتخابات القادمة كي أترشح، سأواصل عملي الاعلامي والسياسي من موقع غير رسمي.
أكتب كل يوم سطورًا أراها مهمة في كتابي الجديد عن عرفات وابو مازن وأنا بينهما بالطبع.
أمتلك حرية لذيذة بعد ترك الوظيفة الرسمية.
أداعب الأحفاد يوميًا وأستقبل الاصدقاء الحقيقيين.
ان وجود نبيل عمرو على ارض الوطن وبين الناس أمر بالغ الأهمية، وحين يتوفر القلم والورق أشعر بسعادة غامرة.
أما حكاية العشائر والحمايل، فأنا دائمًا أعشق الجوانب الايجابية في النسيج الاجتماعي الفلسطيني، ولكن لم يحن الوقت لهجر عشيرة "فتح" وعلى الأغلب ألا يأتي.