مصر تتمتع حاليا بأكبر مساحة من الحرية في تاريخها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الصحافي مكرم محمد أحمد
أكد الكاتب الصحافي مكرم محمد أحمد، المرشح لمنصب نقيب الصحافيين في الدورة الانتخابية الجديدة، والتي ستجري يوم 6 كانون الأول/ديسمبر، في حواره مع "إيلاف" أن قدر حرية الصحافة المتاحة حاليا فى مصر غير موجودة في أي بلد عربي، اذ توجه الإنتقادات إلى رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، والوزراء، وكافة المسؤولين دون فرض قيود. لافتا إلى أن الصحافيين يتجاوزون بشدة الخطوط الخضراء والحمراء، وشدد محمد أحمد على أن مصر تتمتع حاليا بأكبر مساحة من الحرية فى تاريخ صحافة البلد، ومن ينكر ذلك على مصر فليثبت بالدليل، ويشير الى أي بلد عربي ينتقد فيه رئيسه أو حكامه أو رئيس وزرائه كل صباح من خلال الكاريكاتير.
القاهرة: ودعا محمد أحمد إلى تعديل البنية القانونية للصحافة المصرية من خلال تعديل قانون نقابة الصحافيين الحالي الذي وصفه بالقديم والمترهل، معلنا قبول المجلس الأعلى للصحافة بمصر تشكيل لجنة "الحوار القانوني" بين النقابة والمجلس الأعلى للنظر بهذه التعديلات.
ووصف مكرم محمد أحمد العلاقة بين الحكومة والصحافيين بأنها علاقة جدلية، وشدد على أن واجب النقابة ضمان حرية الإختلاف وحرية الرأي مع الإلتزام بتطبيق ميثاق الشرف الصحافي. واعترف بأن بعض رؤساء تحرير الصحف القومية يقومون بدور الرقيب، عكس ما يحدث فى الصحف الحزبية. مشيرا إلى أن الصحافة المستقلة قطعت أشواطا تجاوزت كل الخطوط الخضراء، معتبرا أن عودة الصحافة الخاصة سوف تنبئ بعودة هذه المرحلة من إزدهار الصحافة المصرية.
وتمنى المرشح لمنصب نقيب الصحافيين عودة الصحافة اللبنانية إلى سابق إزدهارها، كونها صحافة رائدة ولأنها لعبت دورا فى إنشاء عدة مدارس صحافية فى مصر، وطالب صحافة العالم العربي بالوقوف في صف حرية الإنسان العربي، والى فك الأغلال والقيود عن رأسه وفكره، كما طالب أيضا بعدالة ونزاهة فى تمثيل قوى الشعب.
مدينة سكنية جديدة
* سبق وأن فزتم فى دورات سابقة بنقابة الصحافيين، فما جديد برنامجكم الإنتخابي وأنتم تترشحون على مقعد نقيب الصحافيين لدورة جديدة؟
الجديد على صعيد الخدمات المقدمة للصاحفيين سوف نبدأ تنفيذ المدينة السكنية للصحافيين بمدينة 6أكتوبر والتي تستوعب نحو ثلاثة آلاف شقة، وقد تم توزيعها بشفافية كاملة طبقا لأسبقية الحجز فى البنك الأهلي، وبرغم بعض المتاعب التى حدثت مع الزملاء، إلا أن الجميع على يقين من أن عملية التوزيع نزيهة وشفافة. ومع إلتزامي الكامل بشفافية التوزيع فإنني ملتزم أيضا بخفض تكلفة متر البناء فى المدينة الجديدة إلى الحد الأدنى، وقد وعدني رئيس الوزراء د.أحمد نظيف، بحضور وزير الإسكان والتعمير أحمد المغربي، بأن الدولة ستدخل طرفا فى تجهيز مرافق البنية التحتية للمدينة مما سوف يقلل الخدمات، وقد أكد لى د.نظيف أنه فى غضون ثلاثة ايام على الأكثر سوف يتم بالفعل إخطاري بالحد الأدنى لتكلفة المتر المربع للبناء فى هذا المكان.
والمختلف أيضا زيادة بدل التكنولوجيا للصحافيين، ثمانين جنيها، مع تشكيل لجنة من المجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحافيين ورؤساء مجالس إدارات الصحف القومية لإعداد جدول جديد لأجور الصحافيين، يليق بمهامهم ويرتب الحد الأدنى للوظائف الحاكمة، إبتداء من الصحافي إلى سكرتير التحرير إلى مدير التحرير، وسوف يصدرالسيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى قرارا بتشكيل هذه اللجنة فى غضون أيام قليلة.
كما ان الدولة وافقت على توسيع شقق الشباب بالمدينة السكنية بـ6 أكتوبر إلى مساحة 82 مترا بما يجعلها ملائمة، مع الإلتزام بالدعم المقدم بخمسة وعشرين ألف جنيها لكل شقة، وأظن أن هذه الشقق سوف تكون جميلة وواسعة وأنصح كل الزملاء الشباب بالحجز فيها.
بالاضافة الى قبول وزير المالية وتأكيد رئيس الوزراء على ضرورة فتح ملف التأمينات الإجتماعية للزملاء الذين أضيرت حياتهم من صحافيي جريدة الشعب -المتوقفةحاليا-، أتوقع أن تفتح ملفاتهم فى أقرب فرصة بعد موافقة رئيس الوزراء وإلتزام وزير المالية بأن يتم فتح ملف التأمينات مع إنتظام صرف بدل السفر، وأيضا بحث صرف رواتب صحافيي جريدة الشعب المجمدة منذ 9سنوات وهذا غير عادل، ومحاولة إيجاد فرص عمل بديلة. لأن بعض الزملاء في جريدة الشعب يقولون أن الجريدة حصلت على أحكام نهائية، بينما المجلس الأعلى للصحافة ومجلس الشورى يقول أن الأحكام ليست نهائية، ما يهمني في المقام الأول هو فتح ملفات التأمينات الإجتماعية لأن هذه الخطوة تشكل المفتاح لباقى الخطوات الأخرى.
والجديد أيضا هو فتح ملف أراضي بالوظة بالسويس، التي سبق وان تم رفع التخصيص عنها بدعوى أنها سوف تخدم مشروع شرق التفريعة، وطالبنا الحكومة بضرورة إحترام الملكية الخاصة للصحافيين الذين سددوا نحو سبعة ملايين جنيها، وقال رئيس الوزراء أن المنطقة لن تستخدم لمشروع شرق التفريعة ولكنها تدخل فى إطار مشروع عمراني جديد. وقد أكدت له إلتزام الصحافيين بأي تخطيط عمراني، شريطة أن تعاد لهم ملكيتهم لهذه الارض ووعدنى بهذا الحل. وسنأكد على ضرورة إستمرارمشروع كمبيوتر لكل صحافي وقد حصلنا على موافقة وزير الإتصالات على ضمان تمويل المشروع بما يمكن من تدريب وتمليك خمسون صحافي جهاز لاب توب كل شهرين، وايضا زيادة معاشات الصحافيين خمسين جنيها تتضاعف إلى مائة جنيها، مع إلتزام مجلس النقابة بمضاعفة المعاشات فور تمكنه من إيجار أول طابق من طوابق النقابة، إضافة إلى ضرورة حماية حرية التعبير والمحافظة على حق الإختلاف وتطبيق ميثاق الشرف الصحافي فى إطاره الأخلاقي لا يتجاوزه إلى أي إتهام سياسي يتعلق بحرية الرأي.
أهمية تفعيل ميثاق الشرف الصحافي
*هل يتم تطبيق ميثاق الشرف الصحافي بالفعل؟
طبق بالفعل لأول مرة في هذا المجلس، والنائب العام أحال لنا 42 قضية ضد الصحافيين، منها 28 قضية تم انتهاء التحقق منها، و9 قضايا أحيلت إلى لجنة التأديب بالنقابة، و8 صحافيين حصلوا على براءة. وألفت الى ان النائب العام وافق على قرارات لجنة التأديب، بسبب مشاركة مستشار من مجلس الدولة فى لجنة التحقيق ومستشار آخرفى لجنة التأديب.
* ما منظوركم للمشهد الإعلامي بشكل عام والصحافي بشكل خاص على الساحة المصرية حاليا؟
المشهد الإعلامي ان من ناحية حرية الرأي، فأعتقد أن قدر حرية الصحافة المتاح فى مصر لا يتواجد في أي بلد عربي، اذ ان رئيس الجمهورية يتعرض للنقد، ورئيس الوزراء كذلك، وكافة المسؤولين. ومختلف الآراء تعبرعن رأيها أحيانا بسخونة وأحيانا أخرى بتجاوز شديد للخطوط الخضراء والحمراء، وعلى من ينكر ذلك على مصر أن يثبت لي ذلك بالأدلة وأن يقدم لي بلدا ينتقد فيه رئيسه أو حكامه صباح كل يوم بالكاريكاتير.
إلا انه وسط هذه الظاهرة الإيجابية للأسف حدث نوع من الإنفلات فى معالجة بعض القضايا لم يتمسك البعض بميثاق الشرف الصحافي، ووجدنا بالفعل أخطاء رهيبة، مثل الخطأ الذى وقعت فيه 42 صحيفة ومجلة في قضية هبة ونادين، ومثل الخطأ الآخر الذي وقعت فيه جريدة البلاغ، كل هذه القضايا وغيرها حققت فيها لجان التحقيق والتأديب.
*كيف تتصدون لقضايا مهنة الصحافة في برنامجكم الإنتخابي؟
أولا البنية القانونية للصحافة المصرية لابد من تعديلها لأن القانون الحالي قديم ومترهل، وهو قانون نقابة الصحافيين، نحتاج إلى قانون للمعلومات لأن الحكومة تحاسبنا على كل خطأ فى كل كلمة ولا نزال نسعى بالفعل لرفع عقوبة السجن في جرائم الرأي، وأظن أننا قد قطعنا فى الفترة السابقة شوطا واسعا عندما ذهبت لكي أدلى بشهادتي في قضية إبراهيم عيسى، وعندما قال الرئيس مبارك أنه على مستعد للإعفاء عن إبراهيم عيسى لأنه لا يحب أن يكون فى خصام مع أي من مواطنيه، وطلبت منه أن يكون العرض شاملا، لماذا إبراهيم عيسى وحده؟ ولماذا لايطبق هذا العرض على الجميع، وأظن أيضا أنه من نتيجة هذا الجهد أن القضاة ماعادوا يستسيغون إصدار أحكام السجن، ولدينا فرصة كبيرة في النجاح لأن المجلس الاعلى للصحافة قبل تشكيل لجنة الحوار القانوني بين النقابة والمجلس الأعلى لنظر هذه التعديلات.
*ماهي طبيعة العلاقة بين الحكومة والصحافيين؟ هل هناك تهادن بينهما أم وفاق ومصالحة أم خصام ومعارضة؟
العلاقة بين الصحافيين والحكومة هي علاقة جدل ولايمكن إطلاقا أن نقول أنه إنتهى عهد أن تكون الصحافة تابعة وذنب، الصحافيون لهم آراءهم المستقلة ويأتون من إتجاهات مختلفة، والنقابة من واجبها أن تضمن حرية الإختلاف وحرية الرأي، لكننا في نفس الوقت أيضا ينبغي أن نلتزم بتطبيق ميثاق الشرف الصحافي بالنسبة للقواعد الأخلاقية التي تحكم هذه المهنة بعد كثير من التجاوزات التي فاض بها الكيل، والصحافيون أنفسهم هم الذين يدفعون مجلس النقابة إلى ضرورة تطبيق الميثاق لأن كثرة الإتهامات الموجهة للصحافة من قبل الرأي العام من شأنها أن تخل بمصداقية الصحافة، ولهذا السبب ولأن الصحافيين يدعموننا بالتطبيق العادل لميثاق الشرف شريطة أن يكون ميثاقا أخلاقيا فإننا نملك شجاعة فتح لجان التأديب والتحقيق في أي إتهام تثبت صحته.
*في عهود سياسية سابقة كان يوجد هناك مايسمى بـ"الرقيب" على الصحافة المصرية. فهل بات الآن رئيس التحرير فى الصحف القومية هو الرقيب؟
بعض من رؤساء تحرير الصحف القومية يقوم بالفعل بدورالرقيب، لكن مع ذلك فأنت ترى فى الصحف القومية آراء مختلفة مع الحكومة، أما إذا تكلمنا عن الصحف الحزبية فأظن أنه لا رقيب ولا حسيب، وإذا تحدثنا عن الصحافة المستقلة الخاصة فأظن أنها قطعت أشواطا جاوزت كل الخطوط الخضراء. ومع ذلك أننا نعتقد أنها ظاهرة عارضة لأنه فى المرحلة الإنتقالية وبعد كبت طويل وحرمان دام أكثر من 70 عاما من حق حرية التعبير فإنه من الطبيعي أن ينفجر الموقف عن إنفلاتات من هذا النوع لكن بسبب المنافسة، وبسبب ظهور صحف مستقلة جيدة فلدينا خمس صحف فى غاية الإحترام سواء في علاقتها بالقارئ أو في تعاملها مع الخبر وأيضا في علاقتها مع الصحافيين أنفسهم، ومن شأن العملة الجديدة التى دخلت هذا السوق الخاص أن تطرد العملة الرديئة بإذن الله.
*هل يمكن القول أن الصحافة المستقلة سحبت البساط من أسفل الصحافة القومية؟
هناك سباق ومنافسة بينهما، والصحافة القومية التي كان يخشى عليها من خطر الترهل مطالبة بأن تدخل حلبة المنافسة، لأنه فى النهاية القرار للقارئ وللشارع وللتوزيع، والجميع يتسابق، وطالما أن هناك سباق ومنافسة فسوف تكون الصحافة المصرية بخير وعافية.
صحافة لبنان رائدة
*هناك منافسة حامية بين الصحافتين المصرية واللبنانية بمدارسهما المختلفة فما منظوركم لهذه المنافسة؟ وماهى الآثار المترتبة عنها؟
لا أظن أنه بيننا وبينهم تناقض، نحن نتمنى للصحافة اللبنانية أن تعود إلى سابق إزدهارها لأنها صحافة رائدة، ولأنها لعبت دورا أيضا فى إنشاء كثير من المدارس الصحافية فى مصر ذاتها، وكان بمصر صحافيون لبنانيون أنشاؤا ثلاثة من أهم المؤسسات الصحافية وهم أسرة زيدان فى دار الهلال، وأسرة تكلا فى الأهرام، وأسرة أخرى فى دار المعارف. وأظن أن عودة الصحافة الخاصة سوف تنبئ بعودة هذه المرحلة من إزدهار الصحافة المصرية لأن الذي قام على صناعة الصحافة هم صحافيون مهنيون إستطاعوا أن يصنعوا من مؤسساتهم االصغيرة مؤسسات كبيرة، وعندما أمم الرئيس عبدالناصر الصحافة لم يؤمم دكاكين ولكنه أمم مؤسسات قوية تمثلت فى أخبار اليوم والأهرام ودارالمعارف وعدد من الصحف الأخرى.
*صرحتم من قبل بأنكم لستم مرشح الحكومة في إنتخابات نقابة الصحافيين وأنكم توظفون علاقتكم الطيبة مع الحكومة للحصول على مكاسب للصحافيين فقط. فما تعليقكم ؟
لي علاقات طيبة مع الرئيس مبارك ومع رئيس الحكومة والوزراء، ومن يريد أن يوجه لي إتهام بأنني حكومي، عليه أن يبرز مقالا واحدا يؤكد هذا الإتهام إذا كان هذا إتهاما، وعليه أن يقدم مقالا يقول فيه إنني خنت أمانة الكلمة أو إنني دلست في كتاباتي على الشعب أكاذيب أو أنني ضللت الرأي العام أو إنني لم أحترم الوقائع والحقائق في معالجة كثير من قضايا الشؤون الداخلية في مصر، وأنا كتاب مفتوح أكتب منذ خمسين عاما وتنشر كتاباتي يوميا، وأعتقد أن كتاباتي فيها من النقد أكثر مما فيها من المؤازرة، وإذا فعلت الحكومة شيئا جيدا فإنني أقول حسنا فعلت الحكومة، وإذا فعلت الحكومة شيئا سيئا أقول اخطأت الحكومة وأقول ذلك بشجاعة، فضلاعن إنه لدي خمسين عاما من الخبرة والعمل المهني، ولم أخن مهنتي ولم أحاول أن أربح من ورائها وعشت طوال حياتي فى محراب الصحافة صحافيا محترفا يحاول أن يكون أمينا على مهنته.
*هل تنضوون تحت لواء الحزب الوطنى الحاكم وتنتمون إليه؟
أنا لست عضوا نشطا فى الحزب الوطني، وأدعى مرة كل عام إلى مؤتمره العام، وبالنسبة لي أن أي إنتماء حزبي هو قيد على إستقلال الصحافي وإذا كنت على مسافة قريبة من الحزب الوطني فأنا أيضا على مسافة قريبة من اليسار، وعلى مسافة قريبة من عدد من التيارات الناصرية الرشيدة، وبالتالي أعتقد أن دور الصحافي هو أنه يدير الحوار بين هذه التوجهات، أما أن يكون لصيقا بإتجاه واحد فلا أظن أنه يكون صحافي صادق يحرص على إستقلاله.
الحرية الصحافية في مصر حاليا أكبر من المتوقع!
*عاصرتم الرؤساء محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنورالسادات وحسني مبارك. في أي عهد وجدتم أنفسكم فيه كصحافي وصاحب قلم ؟ وماهو أفضل عهد للصحافيين حتى الآن من حيث حرية الرأىي والكرامة؟
لا أستطيع أن أتحدث عن أفضل العهود ولكنني أستطيع أن أؤكد لك أن مساحة الحرية في هذه الظروف الراهنة هي أكبر مساحة من الحرية وصلت لها الصحافة المصرية، وأظن أيضا أنها تطغى على فترة المرحلة الليبرالية لأن عدد القراء كان فيها محدودا وأيضا كان إنتشار الصحف محدودا أثناء عهد الملك فاروق، أما الآن فإن الصحف تصدر بالملايين وتأثيرها خطير، فضلا عن ذلك أيضا هذه سلسلة متتابعة من أنظمة الحكم لبعضها سيئاته ولبعضها الآخر ميزاته، ولكننا جميعا نتفق على أنها مراحل متواصلة من تاريخ مصر الوطني، ولا نستطيع إطلاقا أن نغفل حق عبدالناصر فى أنه أقام العدل الإجتماعىي في مصر، ولا نستطيع أن نغفل حق السادات في أنه حرر سيناء، ولا نستطيع أن نغفل حق مبارك فىي أنه فتح طريق الديمقراطية، أحيانا بحذر بالغ نظرا لكثرة مشاكل مصر، لكن الطريق مفتوح إلى ديمقراطية مختلفة.
*ماهو مدى إنعكاس الشأن السياسي المصري بإيجابياته وسلبياته على الشأن الصحافي؟
بالطبع هو إنعكاس كبير سواء بسبب الأزمة الإقتصادية، أو بسبب بعض القوى التي تحرض على حرية الصحافة لأنها لم تستوعب النقد، أو لأن الصحافيين جاوزوا فى بعض الأحيان حدودهم. كما ان ضعف الحياة الحزبية يؤثر حيث لا يوجد سند قوي والرأي العام ما زال ضعيفا، ومع ذلك أعتقد أن كوكبة الصحافيين المصريين قادرة على حماية حرية الصحافة، وأعتقد أنه فات الوقت الذي يمكن أن تدور فيه العجلة مرة أخرى للوراء.
*يجرى الحديث مبكرا عن سيناريوهات متعددة لإنتخابات رئاسة الجمهورية فى مصر وطرح البعض عدة أسماء منها عمرو موسى، ود.محمد البرادعى، ود.أحمد زويل، وجمال مبارك. فماهو تصوركم للسيناريوهات التى تتردد والأسماء المطروحة؟
كل ما يهمنا في هذا الموضوع أن تجري في مصر إنتخابات نزيهة ونظيفة، لأن الشعب لابد أن يكون هو الحكم وأن تكون هناك فرصا متكافئة للمرشحين لهذا المنصب، هذا هو رأيي وقد عبرت عنه فى أكثر من مقال.
مشارب مختلفة
*بوصفكم نقيبا للصحافيين لعدة دورات سابقة- وتنافسون على المقعد لدورة جديدة-وتمثلون كافة التوجهات والتيارات السياسية للصحافيين. هل تستطيعون الموائمة والتأقلم والإنسجام بين آراء ومتطلبات هذا الكم من الصحافيين المصريين ؟
نحن نأتي من مشارب مختلفة وينتخب الصحافيون فى إنتخابات حرة ونزيهة، ونأتي للمجلس محاولين ألا يقع بيننا خلاف حول القضايا المهنية، وهذا المجلس يضم الناصريون والليبراليون، والمستقلون لكننا لم نختلف أبدا على أي قضية مهنية.
الحرية في العالم العربي
*وماذا عن الصحافة العربية حاليا؟
نحن لا نطلب من صحافة العالم العربي المستحيل، بل نطلب فقط أن نقف جميعا فى صف حرية الإنسان العربي وفي صف فك الأغلال والقيود عن رأسه وفكره، كما نطلب أيضا عدالة ونزاهة في تمثيل قوى الشعب، كما نطلب أيضا الحفاظ على حقوق الإنسان العربي، ويكفينا أن نتوافق على هذه المبادئ الأساسية لأننا ينبغي أن نكون عونا لهذه الأنظمة على إصلاح نفسها ومحفزا على هذا الإصلاح.
*تعرضتم للفصل التعسفي في إحدى محطاتكم الصحافية .فماذا عن ذلك ؟وماهي الأسباب؟
- فصلت مرتين في حياتي الصحافية، كما ألقي القبض علي وزج بي في السجن وحوكمت محاكمة عسكرية في صنعاء باليمن وذلك فى عهد الرئيس عبدالناصر، بتهمة إفشاء أسرارعسكرية تضر بأمن القوات المسلحة، وفي عهد الرئيس السادات فصلت مرتين حيث كنت أعمل بجريدة الأهرام وذلك أثناء تولي هيكل رئاسة الأهرام، ومع ذلك هذه حياة الصحافىي ما أكثر ماتعرضت لخطر الموت أثناء تغطيتي حرب اليمن حيث كنت أعمل محررا عسكريا وأيضا أثناء تغطيتي لحرب الجزائر وحرب تحرير جنوب اليمن إبتداء من درسينا إلى عدن مشيا على الأقدام، هذه هىي حياة الصحافي إذا أراد أن يكون صحفيا يكتب من أرض الواقع.
*هل ندمتم فى لحظة ما على ماقدمتموه وقمتم به خلال محطاتكم الصحافية والمهنية؟
لماذا أندم ؟ ولكن أحيانا أتفاعل مع ضغوط الصحافيين وتعلم إلحاحهم عندما تكون هناك مشكلة تخص أيا منهم، ومع ذلك هذه حياتنا فلماذا أندم؟ لانني عشت حياتي الصحافية كلها صحفيا مهنيا أخدم مهنيا زملائي.
*تعرضتم من قبل في منتصف الثمانينات إلى محاولة إغتيال قامت بها عناصر من التنظيم المتطرف "الناجون من النار". ماذا عن هذه الحادثة ؟ وهل أثرت على أفكاركم بالتراجع عنها؟
هذه حادثة مرت وإنتهت وتكاد تكون إنمحت من الأذهان، ولاتنسى إنني بعد هذه الحادثة لعبت دورا مهما فى تشجيع حوار الحكومة مع الجماعات الإسلامية وكنت طرفا أساسيا في هذا الحوار، وأفخر بهذا العمل لأن الجماعة الإسلامية التي إمتنعت عن العنف لاتزال ممتنعة عنه ومنذ خروجهم لم يقع حادثا واحدا، والذي أعرفه أن الجماعة الإسلامية خرجوا جميعا من السجون ملتزمون بألا يعاودوا إلى إنشاء تنظيم جديد، وما أعرفه أيضا أن الإخوان المسلمين لايزالون للآسف يترددون بين كونهم حزب أو جماعة ولو صلحوا ووحدوا وجهات نظرهم على أن يكونوا حزبا لكان أفضل لهم وأفضل لمصر وأفضل للديمقراطية المصرية.
الصحافة الإلكترونية جزء من المستقبل
* الصحافة الإلكترونية أصبحت منافسة للصحافة الورقية بل وتتفوق على الأخيرة أحيانا لسرعتها فى بث الخبر. فما منظوركم لها خلال السنوات القادمة؟
الصحافة الإلكترونية ينبغى أن تكون جزءا من مستقبل الصحافة المصرية، وقد قرر مجلس النقابة فى آخر إجتماع له قرارا هذا نصه "الصحافة الإلكترونية ينبغى أن تكون جزءا من مستقبل الصحافة المصرية، وأن تتسع جداول نقابة الصحافيين لقبول صحافيين إلكترونيين لأول مرة، وطلبنا تشكيل لجنة لكي تضع معيارا واضحا للصحافي الإلكترونية ميزه عن المدونيين وعن أصحاب المواقع الإلكترونية، وسوف تنهي هذه اللجنة أعمالها فى غضون فترة وجيزة، لكن المجلس وافق من حيث المبدأ على قبول الصحافيين الإلكترونيين أعضاء بنقابة الصحافيين.
* الحادثة الشهيرة لرشق الرئيس الأميركي جورج بوش الأبن-حينئذ- بحذاء الصحافي العراقي منتظر الزيدىي. هل ماقام به الصحافي صحيح مهنيا أم أنه تعبير عن مشاعر مواطن يشعر بالقهر لما حدث فى بلده؟
هذا الفعل خطأ من الناحية المهنية، لكن من الناحية السياسية والإخلاقية هو عبر ما يجيش فى صدره لما يحدث، فعدد القتلى العراقيين جاوز فى تقديراته أكثر من مليون قتيل في هذه الحرب الظالمة طبقا لتقديرات أهم جماعات الولايات المتحدة الأميركية، فضلا عن أن بوش أيضا كان صاحب سياسة متعجرفة منحازة بالكامل لإسرائيل.
أخيرا، ما هي إنطباعاتكم عن جريدة إيلاف؟
هذه الجريدة ذائعة الصيت والجميع يتابعها، وأعتقد أن فيها قدر كبير جدا من التدقيق فى نشر الخبر، كما أعتقد أنها من الصحف الإلكترونية العربية المحترمة.
التعليقات
محترفين
nero -كانت نقابة الصحفيين المصريين برئاسة مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين، عقدت مؤتمرا ضم رؤساء أقسام الحوادث بـ 39 صحيفة قومية وخاصة وحزبية وأجنبية، وذلك لإعلان اعتذار النقابة الرسمى لما نشرته فى حادث مقتل بنت الفنانه ليلى غفران ان هذا الاعتذار يعنى ان النقيب يرى انهم معلقين و معلش لكن لانهم رسميين بالنسبه للعامه
Hishik Bishik
Zaki -Makram is a typical of the Egyptian Dictatorship regime, as long as he Dollars he can sing and dance to any tune the Dictator wishes
نعم هناك أفضل
وليد الحسناوي -إذا قلنا لكم أن في عراقنا الحبيب الجديد ليس فقط الرئيس ومن دونه ينتقدون بل يجرجرون الى الإستجوابات ويحملون على الإستقالة فستقولون أن العراق (محتل) رغم أن لكم فيه سفيراً. أن مأساة معظم الدول العربية في مسألة الحريات كان أساسها من المؤسسة الإعلامية المصرية المرتبطة بالدكتاتوريين الذين توارثوا الحكم منذ عام 1952 وليومنا هذا. أن المؤسسة الإعلامية المصرية هي السيف المسلط على رقاب الشعب المصري وغيره من البلدان العربية.